إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

تربية النفس والسير في طريق التكامل والرقيّ

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تربية النفس والسير في طريق التكامل والرقيّ

    تربية النفس والسير في طريق التكامل والرقيّ
    لتربية النفس الإنسانية وتحفيزها نحو الرقي والكمال والسير الصالح بالصورةالمنهجية العملية الصحيحة تحتاج أولاً وبصورة رئيسية إلى الإيمان بالله تعالى والاعتقادبالمعاد والآخرة ، وبعد أن يتحقق هذا الإيمان تكون النفس مستعدة للتربية والرقي وحينئذتحتاج إلى الأسباب والمحفزات للسير في طريق التكامل والرقي ، وفي هذا المقام نذكر بإيجازبعض المحفزات :
    المحفّز الأول: الهدف الأسمى
    ينبغي على الإنسان المسلم اختيار الهدف المهم والأوسعوالأسمى ، لأنه كلما كان الهدف ضيقاً وخفيفاً كان أقرب إلى التلاشي في ذهن صاحبه ،مما يؤدي إلى فتح باب واسع للتكالب والتزاحم للأمور التافهة وبالتالي الدخول في المحرماتالأخلاقية الشرعية0
    وكلما كان الهدف أهم وأسمى ، قلّت فيه الأخطاء والقبائحبسبب ما يحصل في ذهنه من المقارنة بين هدفه المهم المنشود وبين الشهوات التافهة الرديئة، فيلتفت إلى تفاهتها بالقياس إلى ذلك الهدف مما يؤدي إلى نظافة وسعة روحية الإنسان، فكيف إذا كان هدفه رضا الله سبحانه وتعالى الذي لا تتناهى عظمته ولا تنقطع قدرتهولا تنتهي نعمه ، وكلما اقترب الإنسان من هذا الهدف اشتدت رغبته إليه وأحسّ بعمق أغوارهوبُعد منتهاه ، وكان ذلك منعشاً لآماله ومؤثراً في اقتراب الإنسان نحو الصلاح والتكامل، ويكـــــــــون مثـــــله الأشــــــخاص الــــــذيــن قـــــــــــال فيـــــــهم
    أمير المؤمنين(u) في وصف المتقين: { كبر الخالق في أنفسهم , فصغر ما دونه في أعينهم }0
    ورد عن الإمام علي (u) :{ كان لي فيما مضى أخ في الله ، وكان يعظمه في عيني صغر الدنيا في عينه، وكان خارجاً من سلطان بطنه فلا يشتهي ما لا يجد ولا يكثر إذا وجد}0
    المحفز الثاني: الهم الكبير
    لتربية النفس يحتاج الإنسان المسلم أن يحمل هماً كبيراً متمثلاً في أمورالمسلمين جميعاً ، ومن الواضح إن حمل مثل هذا الهم ينمّي من أخلاقيات الإنسان ويوسعمن الآفاق التي يحلق فيها الإنسان ويؤثر في تنمية الروح ، وبخلاف ذلك أي فيما إذا صغرتالأمور التي ينشغل بها فان مثل هذا يؤدي إلى ضيق أفق الإنسان ووقوعه في التناقضات والنزاعاتالتافهة وبالتالي الوقوع في المحرمات الشرعية والأخلاقية0
    وقد أشار أهل البيت (عليهم السلام) إلى ذلك في مواردعديدة نذكر منها:
    1- ما ورد عن أمير لمؤمنين (u) :{ من كرمت عليه نفسه هانت عليه شهواته }0
    2- ورد عنه (u) : {رأيك لا يتسع لكل شيء ففزعه للمهم من أمورك } 0
    3- ما ورد عن الإمام الصادق (u) : { باشر كبار أمورك وكل ما شق منها إلى غيرك } .
    4- ما ورد عن الإمام الصادق (u) : { لا تكو نن دواراً في الأسواق ولا تلي دقائق الأشياء بنفسك فإنه لا ينبغيللمرء المسلم ذي الحسب والجود أن يلي شراء دقائق الأشياء بنفسه} .
    المحفز الثالث: الإيثار والتضحية
    من الواضح أن الإنسان الذي يعمل في سبيل الله تعالىويؤثر ويضحي بمصالحه الشخصية فـي سبيل راحـة الآخرين والمصالح الاجتماعية ، فبقدر ذلكتنمو روحه وتتسع آفاقه حتى يصل إلــــــى التكامل الأخلاقي ، وذلك لأنه من الأسبابالرئيسة في المشاكل الأخلاقية هو التضارب والتزاحم الموجود بين المصالح الشخصية والمصالحالاجتماعية ، وإن حب الذات هو الذي يدفع الإنسان إلى أن يقدم مصالحه الشخصية على المصالحالأخرى حتى لو كان ذلك ظلماً وعدواناً على الآخرين .
    وللحصول على السعادتين الدنيوية والأخروية يجب على الإنسان أن يجعل إيثارهوتضحيته للناس والمجتمع في سبيل الله تعالى أي عليه أن يقدم المصالح الإلهية على المصالحالدنيوية الزائلة. وأذكــر بــعــض إرشـادات أهــل الـبـيـت (عليهم السلام) فـي الإيـثـاروالتضحية :
    1- قوله تعالى : { ويؤثرون على أنفسهم ولوكان بهم خصاصة } الحشر/آية 9.
    2- قوله تعالى : { ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا(*) إنمانطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءا ولا شكورا } الإنسان/ آية 8-9 .
    3- قوله تعالى : { إن الله اشترى من المؤمنينأنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة } سورة التوبة / آية 111.
    4- ما وردعن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآلهسلم) : { طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعود لم يره } .
    5- ما ورد عن الصادق الأمين (صلى الله عليهوآله وسلم) : { من عرض له دنيا وآخرة ، فاختار الدنيا لقي الله عز وجل يوم القيامةوليست له حسنة يتقي بـــها النار، ومن اختار الآخرة وترك الدنيا رضي الله عنه وغفرله مساوئ عمله } .
    6- ما ورد عن الإمام الباقر(u) : { إن لله جنة لا يدخلها إلا ثلاثة : رجل حكمعلى نفسه بالحق ، ورجل زار أخاه المؤمن في الله ، ورجل آثر أخاه المؤمن في الله
    received by e mail } .

  • #2
    المحفز الرابع: محاسبة النفس ومعاقبتها
    إن الإنسان له أهواء وشهوات وغرائز تدفعه إلى الانحرافعن الإسلام والأخلاق في جوانب شخصيته دون أن يشعر، وغالباً ما يكون الانحراف قليلاًفي أول الأمر ثم يزداد ويتسع حتى يصل إلى الانحراف الكامل , فعليه أن يتدارك الأمرمن البداية ويعالجه ويقضي على الانحراف من أساسه ، وبالتأكيد أن ذلك لا يحصل إلا بمحاسبةالنفس ، ويمكن طرح عدة مستويات لمحاسبة النفس :
    المستوى الأول :
    الإيحاء للنفس بالخير وحثها عليه وعلى الإخلاص في النية ، وحثها على تركالشر وتحذيرها منه ، ويكون ذلك قبل صدور الخير والشر من النفس ، وقد أشار الشارع المقدسإلى هذا المستوى من المحاسبة في عدة موارد منها :
    1- قوله تعالى : { ونفس وما سواها` فألهمهافجورها وتقواها` قد أفلح من زكاها` وقد خاب من دساها } سورة الشمس/ آية 7-10 .
    2- ما ورد عن الإمام الصادق (u) : { إن رجلا أتى النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)فقال له : يا رسول الله أوصيني… فقال له رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) : فإنيأوصيك ، إذا أنت هممت بأمر فتدبر عاقبته ، فأن يك رشدا فأمضه ، وإن يك غيا فانته عنه } .
    3- ما ورد عن الإمام الكاظم (u) : { قال أمير المؤمنين (u): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)بعث سرية ، فلـما رجعوا قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : مرحبا بقوم قضوا الجهاد الأصغر،وبقي عليهم الجهاد الأكبر .
    قيل: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وما الجهاد الأكبر؟
    قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : جهاد النفس.
    ثــم قــال (صلى الله عليه وآله وسلم) : افضل الجهادمن جاهد نفسه التي بين جنبيه}.
    4- ما ورد عن أمير المؤمنين(u) : { ما من يوم يـمر علــى ابن آدم ، إلا قالله ذلك اليوم : أنا يوم جديد، وأنا عليك شهيد، فقل في خيراً ، وأعمل في خيراً ، أشهدلك به يوم القيامة ، فإنك لن تراني بعد هذا أبدا}
    المستوى الثاني :
    يتأمل الإنسان ويدقق بما صدر عنه فيلوم نفسه علىأخطاءه وزلاته ويحزن ويندم لذلك ويتوب ويعاهد الله على عدم تكـــــــــرار ذلك ، وبخلافهذا المستوى سيجد نفسه في طغيان وغفلة ساحقة ومهلكة ، وقد حث الشارع المقدس على هذاالمستوى من المحاسبة كما في:
    1 - ما ورد عن الإمام الصادق(u) : {…حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا عليها، فإنللقيامة خمسين موقفاً،كل موقف مقام ألف سنة. (ثم تلا) ((في يوم كان مقداره خمسين ألفسنة))}.
    2- ما ورد عن الإمام الكاظم (u) : { ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم ، فإنعمل حسنة استزاد الله تعالى ، وان عمل سيئة استغفر الله تعالى منها وتاب إليه } .
    المستوى الثالث :-
    على الإنسان أن يتناول شخصيته من جميع الجوانب والتفكّر في نقاط الضعفوالقوة ، والمقارنة والموازنة بين ما هو واصل إليه فعلاً من مستوى الرقي الأخلاقي والمعنوي، وبين ما كان عليه في مرحلة سابقة كي يعرف درجة تقدمه نحو الرقي للازدياد من ذلك ،وقد أشار أهل البيت (عليهم السلام) إلى ذلك:-
    1- عن أمير المؤمنين(u):{ إنما الدنيا ثلاثة أيام : يوم مضى بما فيه فليس بعائد، ويوم أنت فيه فحقعليك اغتنامه ، ويوم لا تدري أنت من أهله ولعلك راحل فيه ، أما اليوم الماضي فحكيممؤدب ، وأما اليوم الذي أنت فيه فصديق مودع ، وأما غد فإنما في يدك منه الأمل } .
    2- عن أمير المؤمنين (u) : {أيها الناس لا خير في دين لا تفقه فيه ، ولا خيرفي دنيا لا تدبر فيها ، ولا خير في نسك لا ورع فيه } .
    3- عن أمير المؤمنين(u): { لا خير في الدنيا إلا لأحد رجلين : رجل يزداد كل يوماً إحساناً , ورجليتدارك منيته بالتوبة}.

    تعليق


    • #3
      المستوى الرابع :-
      أن يتناول الإنسان شخصيته ودرجة إيمانها وأخلاقهاويقارنها مع المثل الأعلى للإيمان والأخلاق كي يعرف الدرجة التي وصل إليها فعلا ويحثنفسه للوصول إلى درجة أعلى وأرقى ، ولكي لا يتخيل لنفسه درجة ومنزلة لم يصلها فيصيبهالغرور والكبر ، وقد أرشد الشارع المقدس إلى العديد من الدرجات والمستويات الإيمانيةوالأخلاقية منها:
      1- ما ورد في خطبة أمير المؤمنين (u) في وصف المتقين : {فمن علامة أحدهم انكترى له قوة في دين ، وحزماً في لين ، وإيماناً في يقين، وحرصا في علم ، وعلماً في حلم، وقصداً في غنى ، وخشوعاً في عبادة ، وتجملاً في فاقة ،وصبراً في شدة ، وطلباً فيحلال ، ونشاطاً في هدى ، وتحرجاً عن طمع ، يعمل الأعمال الصالحة وهو على وجل ، يمسيوهمه الشكر، ويصبح وهمه الذكر، يبيت حذراً ويصبح فـــــــــــــــرحاً، حذراً من الغفلة، وفرحاً بما أصاب من الفضل والرحمة ، إن استصعبت عليه نفسه فيما تكره لم يعطها سؤلهافيما تحب ، قرّة عينه فيما لا يزول ، وزهادته فيما لا يبقى ، يمزج الحلم بالعلم ، والقولبالعمل ، تراه قريباً أمله ، قليلاً زلــله ، خاشعاً قلبه ، قانعاً نفسه ، منذوراًأكله ، سهلاً أمره ، حريزاً دينه ، ميتة شهوته ، مكظوماً غيظه ، الخير منه مأمول ،والشر منه مأمون } .
      المستوى الخامس :
      بعد أن يثبت تقصير النفس وتكرره في المستويات السابقةأو في بعضها ، فلا يقتصر الإنسان على لومها فقط ، بل عليه أن يتبع أسلوب العقاب معهاوذلك بأن يحملها أعمالاً شاقة سواء كانت الأعمال ليست حسنة بذاتها بل تكون حسنة ومرغوبةشرعاً لأنها تؤدي إلى تهذيب النفس وتنقيتها كتعريض الجسد لحرارة الشمس أو حرارة الأرضأو حرارة النار ، أم كانت الأعمال حسنة ومرغوبة شرعاً بذاتها كالصلاة والصيام والتصدقوغيرها ، وقد أشار أهل البيت (عليهم السلام) إلى ذلك في عدة أمور منها:
      1. ما ورد عن ليث ابن أبي مسلم قال :[…بينمارسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) مستظل بظل شجرة في يوم شديد الحر، إذ جاء رجلفنزع ثيابه ، ثم جعل يتمرغ في الرمضاء ، يكوي ظهره مرة ، وبطنه مرة، وجبهته مرة ، ويقوليا نفس ذوقي ، فما عند الله أعظم مما صنعت بكِ ، ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)ينظر إليه ما يصنع ، ثم أن الرجل لبس ثيابه ثم أقبل ثم أومأ إليه النبي (صلى الله عليهوآله وسلم) بيده ودعاه فقال(صلى الله عليه وآله وسلم) له : { يا عبد الله ، رأيتك صنعتشيئاً ما رأيت أحداً من الناس صنعــه ، فما حمـــــلك على ما صنـــــعت؟ } فقال الرجل:حملني على ذلك مخافة الله ، فقلت لنفسي , يا نفس ذوقي فما عند الله أعظم مما صنعت بكِ.
      فقال النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) : { لقد خفت ربك حق مخافته ، وانربك ليباهي بك أهل السماء}
      ثم قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : { يا معشر من حضر , ادنوا من صاحبكمحتى يدعو لكم } فدنوا منه ، فدعا لهم وقال : (اللهم اجمع شملنا على الهدى واجعل التقوىزادنا والجنة مآبنا) .
      2 - ما ورد في نهج البلاغة ، أنه في محضر أمير المؤمنين(u) ، قال أحد المسلمين : أستغفرالله .
      فقال (u) : { أتدري ما الاستغفار}
      إن للاستغفار درجة العلّيين ، وهو اسم واقع على ستة معان
      أولــــــهــــــا: الندم على ما مضى .
      والثانــــــــي : العزم على ترك العود إليه أبداً.
      والثـالث : أن تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقىالله عز وجل أملس ليس عليك تبعة .
      والـــــرابع : أن تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدي حقها.
      والخامس : أن تعمد إلى اللحم الـذي نبت علـى السحت فتذيبه بالأحزان، حتىتلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد.
      والسادس: أن تذيق الجسد ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية ، فعند ذلكتقول (أستغفر الله)
      المحفز الخامس : العلم
      لا خلاف في أن العلم هو المحفز الرئيس بل المقومللعمل لبناء الشخصية وتربيتها والحصول على التكامل الأخلاقي والمعنوي ونيل سعادة الدنياوالآخرة ، أما الجاهل فبجهله يفقد إنسانيته ويصبح في عداد لأموات فلا كلام في تكاملهوسعادته وقد ثبت ذلك عن طريق العديد من الموارد الشرعية نذكر منها:
      1- ما ورد عن الإمام الصادق (u) : { لا يقبل الله عملاً إلا بمعرفة ، ولا معرفةإلا بعمل ، فمن عرف دلت المعرفة على العمل ، ومن لم يعمل فلا معرفة له ، إلا أن الإيمانبعضه من بعض } .
      2- ما ورد عن صادق أهل البيت (u) : { من تعلم العلم وعمل به وعلم لله ، دعي فيملكوت السماوات عظيماً، فقيل : تعلم لله وعمل لله وعلم لله } .
      3- ما ورد عن أمير المؤمنين(u) : { إن هذا العلم والأدب زين نفسك ، فاجتهد في تعلمهما، فما يزيد من علمكوأدبك يزيد من ثمنك وقدرتك ، فأنك بالعلم تهتدي إلى ربّك ، وبالأدب تحسن خدمة ربّك، وبأدب الخدمة يستوجب العبد ولايته وقربه } .
      4- ورد أنه عندما سُئل رسول الله (صلى اللهعليه وآله وسلم) عن علامة الجاهـل ، قـال (صلى الله عليه وآله وسلم) : { إن صحبته عنّاك، وان اعتزلته شتمك ، وان أعطاك منّ عليك ، وان أعطيته كفرك ، و إن أسررت إليه خانك، وان أسر إليك اتهمك ، وان استغنى بطر وكان فظاً غليظاً , وان افتقر جحد نعمة اللهولم يتحرج ، وان فرح أسرف وطغى ، وان حزن أيس ، وان ضحك نهق ، وان بكى خار ، يقع فيالأبرار، ولا يحب الله ، ولا يراقب الله ، ولا يستحي من الله ، ولا يذكره ، إن أرضيتهمدحك وقال فيك من الحسنة ما ليس فيك , وان سخط عليك ذهبت مدحته ووقع فيك من السوء ماليس فيك } .

      تعليق


      • #4
        المحفز السادس: التدرج في الرقي والتكامل
        الإنسان الذي يريد أن يسير قي طريق الكمال الروحيوالأخلاقي وتربية النفس , عليه أن يجعل لنفسه مستويات متدرجة للرقي حتى الوصول إلىالغاية القصوى والهدف الأسمى ، لأنه مع عدم التدرج والاقتصار على الغاية القصوى غالباًما يؤدي إلى الإحساس بالتعب والشعور باليأس والعجز عن السير والتكامل ، ولعلاج هذهالحالة المرضية عليه أن يتخذ لنفسه عدة مستويات وغايات يسعى ويعمل للوصول إلى المستوىالأول القريب وحينما يصل إليه يشحذ همته ويضاعف جهده وسعيه للوصول إلى المستوى الثانيوهكذا حتى الوصول إلى المستوى الأعلى النهائي، فالإنسان العاصي الفاسق إذا عجز عن الوصولإلى مستوى العدالة والتكامل المعنوي والأخلاقي ، فلا يترك طريـــــــق الحق ويرضخ وينقادإلى خط الباطل والرذيلة ، بل عليه أن يضع لنفسه مستويات متعددة من الرقي ، فمثلاً فيالمستوى الأول عليه أن يهتم ويسعى للتعود على ترك تلك الكبائر فيعمل في سبيل تنميةنفسه وتصفية خاطره في سبيل الترقي والوصول إلى مستوى يمتنع فيه عن الكبائر، وبعد ذلكيضاعف جهده وسعيه إلى المستوى الثاني بأن يترك الصغائر فيعمل إلى أن يعوّد نفسه علىترك الصغائر ، فيعمل على ذلك إلى أن يصل إلى مستوى يمنعه عن الصغائر ، وهكذا يضع لنفسهمستويات أخرى إلى أن يقترب شيئاً فشيئاً من حالة ملكة العدالة ويزداد ترقية حتى يصلإلى مستــــوى امتلاك ملكة العدالة ، وهكذا بإمكانه أن يترقّى إلى مستويات أعلى دونمستوى ومرتبة العصمة .
        المحفز السابع : المثل الأعلى
        إن الجانب الحسي عند الإنسان دائماً أو غالباً يترجحعلى الجانب العقلي ، ولذلك نلاحظ أن القضايا المحسوسة أكثر تأثيراً في نفوس البشر وأسهلعليهم للتفاعل معها ، ومما يدل أو يؤيد هذا الطرح إضافة إلى الوجدان ، ما نراه من بعثةالرسل من البشر ، ولم يجعلهم المولى الحق من الملائكة ، وقد ورد في كتاب الله العزيزما يشير إلى هذا ، كما في :
        1- قوله تعالى : { فما منع الناس أن يؤمنواإذ جاءهم الهدى إلاّ أن قالوا أبعث الله بشراً رسولا }.
        2- قوله تعالى: { قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزّلنا عليهممن السماء ملكاً رسولا } سورة الإسراء/ الآية 94-95 .
        1. قوله تعالى :{ ولو جعلناه ملكاً لجعلناهرجلاً للبسنا عليهم ما يلبسون} سورة الأنعام/ آية9.
        وينبغي على الإنسان أن يجعل لنفسه أكثر من مثل أعلى، أحدهما يكمل الآخر في المساهمة في رقي الإنسان وتكامله ، على أن يكون أحدهما معصوماً، أي يجعل له مثلين مناسبين والأفضل أن يكونا :
        الأول :- المثل الأعلى المعصوم: ويتمثل بالنبي الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) والأئـمـة المعـصومـيـن (عليهم السلام) ، ولـيعـلم الإنسانأنه لا يستطيع الوصول إلى هذا المثل الأعلى المعصوم ، ومثل هذا الإحساس يجب أن لا يسببعنده اليأس والعجز بل عليه أن يجعل جهده وسعيه من أجل الاقتراب منه قدر الإمكان ، وقدأشـار أهــل الـبـيـت (عليهم السلام) إلـــى هــذا الـمعـنى ، كـمـا ورد عن أمـير المؤمنين (u): { إلا وإنكم لا تقدرون على ذلك , ولــــــكنأعينوني بورع واجتهاد وعفّة وثبات } .
        ومما يدل على جعـل المعصوم مثلاً أعلى :
        1. قوله تعالى :{ لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو اللهواليوم الآخر } سورة الأحزاب/ آية 21.
        2- قوله تعالى : { قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيموالذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءآؤا منكم ومما تعبدون من دون الله}سورة الممتحنة/آية4.

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        x

        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

        صورة التسجيل تحديث الصورة

        اقرأ في منتديات يا حسين

        تقليص

        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
        أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
        استجابة 1
        12 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة ibrahim aly awaly
        بواسطة ibrahim aly awaly
         
        يعمل...
        X