إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

حكاية عقائدية شريفة .. بقلم فضيلة الاستاذ فاضل البديري

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حكاية عقائدية شريفة .. بقلم فضيلة الاستاذ فاضل البديري


    حكاية عقائدية شريفة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    طلب مني بعض الفضلاء والزملاء الدخول في هذه المساجلة التي جرت بين الأشاعرة والمعتزلة والتي أطلقوا عليها اسم حكاية شريفة، وبيان الحق ورأي الإمامية فيها، وحاصل هذه المساجلة كالآتي:

    (قال الأشعري لأبي علي الجبائي (رئيس المعتزلة): ما تقول في ثلاثة أخوة عاش احدهم في الطاعة والثاني في المعصية والثالث مات صغيراً؟
    فقال ابو علي: يثاب الأول بالجنة، ويعاقب الثاني بالنار، والثالث لا يثاب ولا يعاقب.
    قال الأشعري: فان قال الثالث الصغير يا رب لو عمّرتني فأصلح فادخل الجنة كما دخلها أخي المؤمن الأول.
    فقال الجبائي: يقول الرب كنت اعلم انك لو عمرت لفسقت وأفسدت فدخلت النار.
    قال الأشعري: فيقول الثاني وهو في قعر جهنم : يا رب لِمَ لَمْ تمتني صغيراً لئلا أذنب فلا أدخل النار كما أمتّ أخي صغيراً.

    فبهت الجبائي ولم يحر جواباً.

    وكان هذا اول ما خالف فيه الأشعري المعتـزلة فاشتغلوا بهدم قواعدهم وتشييد مباني الأشاعرة)

    انتهت الحكاية على ما هي موجودة في كتاب المواقف للمحقق عضد الدين الإيجي مع بعض التصرف فيها.

    فالأشعري يريد إثبات ان الله تعالى يفعل ما يحلو له بلا أي مصلحة للعبد فيجعل هذا كبيرا كافرا ويدخله جهنم، ويجعل ذاك كبيرا مؤمنا فيدخله الجنة، ويميت الثالث صغيرا فلا يدخله الجنة، ويجعل الرابع معوقاً أو مجنوناً وهكذا.

    والمعتزلي يريد إثبات ان الله تعالى يفعل الأصلح للعبد، والأشعري سأل المعتزلة ما ذنب الصغير يموت فلا يدخل الجنة على رأي الجبائي أو يكون معوقاً أو مجنوناً فأين المصلحة في ذلك، وما ذنب الكافر يكبر فيدخل النار واين المصلحة في ذلك، والمعتزلي لم يجب على هذا التساؤل.

    ونحن سنجيب على هذا التساؤل بحوله وقوته تعالى يوم الأربعاء مساءً إن شاء الله تعالى ليتسنى لبعض الأخوة عصر فكرهم، ولمراجعة بعض أهل الفلسفة والحكمة والكلام
    (فاضل البديري).

  • #2
    والجواب:

    أولاً: ان الله تعالى واجب الوجود وهذا ثابت بضرورة العقل أي ان وجوده بذاته وليس بسبب آخر، وهذا يعني انه يجل عن العبث واللغو في افعاله وتصرفاته، فاذن كل فعل يصدر منه لابد وأن يكون عن علة وحكمة ومصلحة، وهذه المصلحة ليست راجعة له، بل هي راجعة الى المخلوق ليصل الى كماله اللائق به لطفا منه تعالى به، وهذه الحكمة والمصلحة مرة يصل الى حقيقتها العبد بعقله، وأخرى لا يصل اليها العبد، فاذن المولى لا يفعل الا الأصلح للعبد، فقانون الأصلحية قانون ضروري لا يمكن انكاره.



    ثانياً: إن الكافر إنما يدخل جهنم بفعله وتصرفاته وليس بالاجبار، لأن الله تعالى أجرى النظام الكوني على أتم نظام ومصلحة وحكمة، والنظام يقتضي ان يكبر ويختار طريق الخير، فالمصلحة في خلق هذا الإنسان وتكبيره الى هذا العمر ليس ليكون كافرا، بل ليصل الى كماله عن طريق التشريع فضلا عن التكوين وليكون مؤمناً، ولكن باختياره وليس بالاجبار والاكراه، فاذا اختار الكفر والعصيان فان النظام يقتضي عقابه، فعقابه جاء من مصلحة حفظ النظام الأكمل الأتم.
    فاذن الكافر انما يكون كافراً بسوء اختياره، وسوء اختياره لا يقدح في أصلحية خلق الانسان مختاراً من دون أي الجاء واجبار، فاختيار البعض من البشر للكفر والعصيان والطغيان لا يخدش في ان الاصلح هو خلق الانسان مختاراً له ان يختار الخير، وله ان يختار الشر، لان نفس قضية وجوب وجوده سبحانه وتعالى ان يصدر منه الفعل على الوجه الاحسن الاصلح الاتم، والاشياء كلها تصدر عنه على الترتيب الافضل الاكمل.


    ثالثاً: إن المؤمن انما يدخل الجنة نتيجة لاستحقاقه ذلك لانه اختار طريق الطاعة والإيمان فالنظام الكوني الإلهي يقتضي ان يدخل الجنة، ولكن باختيار العبد وليس بالاجبار.


    رابعاً: وهذا الطفل حينما مات صغيراً فان هناك حكمة ومصلحة له أو لغيره ولكننا لا نعرفها، لأن عقولنا مهما كانت فهي قاصرة عن الإحاطة بكل علل وحكم تصرفات المولى، فالخلق عاجز تماما عن معرفة علة وسبب موت الأطفال.
    وهكذا المعوق والمجنون وغيره فاننا لا نعرف المصلحة من ذلك، ولكن هذا لا يعني ان لا توجد مصلحة، بل لا ندركها
    نعم: ربما قيل ان المصلحة هي العبرة للآخرين، ولكننا نقول العبرة لا تكون لفرد لأنه لا فرق بين شخص وشخص الا أن تكون العبرة لأمة.
    فاذن الاصلح بحسب النظام الكوني ان يموت فلان صغيراً أو يولد معوقا أو مجنوناً، ونكتة هذه الاصلحية معلومة للرب المهيمن العليم وتقصر عقولنا القاصرة عن اكتناهها، والاطفال الذين ماتوا دون سن التكليف، حيث ان انفسهم بيضاء نقية لم يلامسها ظلام المعاصي والسئيات، فاللائق بكرمه وفضله سبحانه وتعالى ان يدخلهم الجنة، لا كما قاله الجبائي.

    واما من قال من المعتـزلة بان الاطفال يدخلون الجنة بلا اثابة، فكأنه لم يفقه فضل الله وكرمه، فالجنة كلها تكريم وإنعام
    والحمد لله رب العالمين
    (فاضل البديري)

    تعليق


    • #3
      للرفع

      تعليق


      • #4
        جواب جيد.

        تعليق


        • #5
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          الشيخ فاضل دامت بركاته

          ماذا لو سالونا هل افعال الانسان سواء كان بالجبر او بالتفويض باختياره اولا ؟؟؟


          مثلا ميزة النار الاحراق هل باختيارها ام لا بالجبر ؟؟؟

          او لا هناك فرق بين الفواعل الطبيعيه والفواعل الاختياريه


          نرجو ان تبين لنا هذه المساله زادك الله بسطة في العلم والجسم بحق محمد وال محمد وحشرك معهم

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          x

          رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

          صورة التسجيل تحديث الصورة

          اقرأ في منتديات يا حسين

          تقليص

          لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

          يعمل...
          X