تويت
ما سبب تسلح دول الخليج؟
كشفت صحيفة (الباييس) الاسبانية بان السعودية ترغب في شراء ما بين 200-300 دبابة من نوع (ليوبارد) الالمانية والتي تصنع بترخيص من الشركة الام في اسبانيا, وترغب الرياض في توقيع الصفقة مباشرة مع حكومة مدريد وليس الشركة الالمانية حيث تصبح اسبانيا هي المسؤولة عن الصفقة من ناحية التنفيذ والصيانة وهي تكون المخاطبة, وهذه الدبابات متطورة للغاية وتنافس الدبابات الامريكية، وتبلغ قيمة الدبابة الواحدة (8.500.000 يورو) ثمانية مليون وخمسمائة الف يورو! اي تبلغ قيمة الصفقة في حالة شراء 200 دبابة (1.700.000.000يورو) مليار وسبعمائة مليون يورو، والسؤال الكبير المطروح وبقوة لماذا تشتري دول الخليج وخصوصا المملكة السعودية هذا الكم من الاسلحة منذ عام 1990م ولليوم اذ صرفت مئات المليارات للتسليح لكن لماذا؟ ولمواجهة من؟
اعتقد هناك ثلاث احتمالات يمكن ان تجيب عن هذا السؤال:
الاحتمال الاول، مواجهة اسرائيل!
وهذا احتمال اقرب للفكاهة فالمعروف ان دول الخليج ذات علاقات رسمية علنية وسرية مع الكيان الصهيوني ومنذ عقود, وهي تعمل بمحور متواز مع سياسة الكيان الصهيوني ولا تشكل له اي تهديد بل هي داعم له, وخير مثال لذلك موقفهم من حزب الله، فاكبر خطر يهدد اسرائيل هو حزب الله ودول الخليج تعادي هذا الحزب وتعمل بكل وسائلها للإطاحة به مثل ما يفعل الاسرائيليون, وشاهد على ذلك ايام حرب 2006 م،
وثانيا ان المانيا (مقر الشركة) استشارت اسرائيل قبل توقيع الصفقة وإسرائيل رحبت ولم تعارض!!
اذن سلاح الخليج غير موجه ضد اسرائيل او للدفاع ضد هجوم اسرائيلي محتمل على الخليج, والسبب ان اسرائيل لا تعادي دول الخليج ولا المملكة السعودية!
الاحتمال الثاني، موجهة ضد العراق وايران, فدول الخليج تحتمل ان السنوات القادمة سيكون هناك خطر عراقي لذلك هي تعمل على محورين:
الاول شراء السلاح وتدريب الجيش
والثاني استخدام اوراقها داخل العراق لإضعاف العراق عبر الازمات وتمويل الارهاب والجماعات المسلحة،
وايران تمثل الشماعة لكل ما تفعله دول الخليج من تسليح وتدريب!
فالخوف من الخطر الايراني يدفع دول الخليج للتسلح فتحول العدو عند دول الخليج من الكيان الصهيوني الى ايران الاسلامية، وبالتالي اصبحت اسرائيل صديقة محببة!!، لذلك السعي كل السعي لردع خطر ايران مع انه معروف ان جيوش دول الخليج ضعيفة خصوصا بعد فضيحة الجيش السعودي قبل اكثر من عاميين وهزيمته اما الحوثيين في معارك الحدود السعودية اليمنية, لذا هي تنظر بعين الخشية من استعراض القوة للجيش للإيراني وتعارض اي تسليح للجيش العراقي عبر الاوراق التي تمسك بها ،
الاحتمال الثالث، تتسلح ضد شعوبها,
فهي انظمة استبدادية ملكية لا تؤمن بالشعب واختياره ولا تؤمن بحرية الانسان وتدعو ان الملك والامر سنخ راقي في البشرية لا يرقى له باقي سكان المملكة او الامارة لذلك لكي تدعم ملكها وتخاف من الربيع القادم, لذلك تتسلح لكي تصد اي تمرد يحصل داخل البلد وهذا ما حصل في البحرين فتستفاد الحكومة البحرينية من السلاح الذي اشترته لإذلال شعبها المطالب بحقوقه.
اسعد عبدالله عبدعلي - صحيفة بلادي
تعليق