أسلاف الوهابيين تورطوا قبلهم في الآية
يظهر أن المجسمين واجهوا مشكلة هذه الآية قديماً ، فعندما فسروا ( وجه الله ) بالجارحة كما يقتضيه مذهبهم في الحمل على الظاهر الحسي ، صفعت هذه الآية وجوههم وتحيروا في تفسيرها !
ويظهر أن المشكلة بقيت عندهم بلا حل لإصرارهم على عدم التأويل كما فعل الألباني ، فكابروا وقالوا بفناء معبودهم ما عدا وجهه والعياذ بالله ! !
قال السهيلي في الروض الآنف :2/179: ( ذهب الأشعري في قوله تعالى : ويبقى وجه ربك ، في معنى الوجه إلى ما ذهب فيه من معنى العين واليد وأنها صفات الله تعالى لم تعلم من جهة العقول ولا من جهة الشرع المنقول ) ! !
قال الشاطبي في الإعتصام : 2/330 واصفاً تفسير المجسمة للآية : ( قول من قال : إن كل شئ فإن حتى ذات الباري ما عدا الوجه ، بدليل: كل شئ هالك إلا وجهه ) . انتهى !
ومن نتائج تفسيرهم السئ للآية أن الفقه الحنبلي لم يبحث اليمين بوجه الله فلم أعثر عليه في مصدر فقهي حنبلي على كثرة كتبهم الفقهية ! لأنه عند المجسمين منهم يمين بجزء من الله وليس بالله تعالى كله فلا يكون يمينا ً !
بينما بحثه الأحناف وأفتى بعضهم بأنه يكون يميناً شرعياً لأن وجه الله تعالى تعبير مجازي عن ذاته ، إلا أن يكون الحالف مجسماً فلا ينعقد !
قال الكاشاني في بدائع الصنائع :3/6 : ( ولو قال : ووجه الله ، فهو يمين ، كذا روى ابن سماعة عن أبي يوسف عن أبي حنيفة ، لأن الوجه المضاف إلى الله تعالى يراد به الذات ، قال تعالى : كل شئ هالك إلا وجهه ، أي ذاته ، وقال عز وجل : ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ، أي ذاته . وذكر الحسن بن زياد عن أبي حنيفة أن الرجل إذا قال : ووجه الله لا أفعل كذا ، ثم فعل أنها ليست بيمين ! وقال ابن شجاع إنها ليست من أيمان الناس إنما هي حلف السفلة ! ) . انتهى .
ونحن نميل إلى أن فتوى أبي حنيفة بأنها ليست يمينا أقرب إلى فكره لأنه بعد أن ترك مذهبه الزيدي وتاب إلى الحاكم العباسي وقبل توبته ووظفه مسؤلاً عن بناء مسجد كبير في بغداد . . صار يميل إلى معاداة أهل البيت عليهم السلام ويميل إلى التجسيم . وقد كان البعد عن أهل البيت والقرب من التجسيم أمرين متلازمين تقريباً . . ولكنا نتغاضى ونقبل من تلاميذ أبي حنيفة روايتهم الأولى عنه .
وقال في بدائع الصنائع : 3/143: ( والوجه يذكر ويراد به الذات ، قال الله سبحانه وتعالى : كل شئ هالك إلا وجهه ، أي إلا هو ، ومن كفل بوجه فلان يصير كفيلاً بنفسه ، فيثبت أن هذه الأعضاء يعبر بها عن جميع البدن ، فكان ذكرها ذكر للبدن كأنه قال أنت طالق، وكذا إذا أضاف إلى وجهها ) .
وقال السرخسي في المبسوط : 8/133 : ( فإن قال : ووجه الله ، روي عن أبي يوسف ومحمد رحمهما الله تعالى أنه يمين لأن الوجه يذكر بمعنى الذات، قال الله تعالى : ويبقي وجه ربك ، قال الحسن وهو هو ، وعلى قول أبي حنيفة لا يكون يميناً ، قال أبو شجاع في حكايته عن أبي حنيفة هو من أيمان السفلة يعني الجهلة الذين يذكرونه بمعنى الجارحة . وهذا دليل على أنه لم يجعله يميناً ) . انتهى .
وَوَصْفُ ابن شجاع للحالفين بوجه الله بأنهم سفلة يشير إلى أن المجسمة كانوا قلة ! وهو يدل على أن التجسيم كان منتشراً في عصر أبي حنيفة أي في أوائل القرن الثاني !
بل تدل الأحاديث عن أهل البيت عليهم السلام على أن التجسيم كان منتشراً في المخالفين لهم من القرن الأول فقد رد الإمام محمد الباقر عليه السلام تفسيرهم للآية ، قال ابن بابويه في كتابه الإمامة والتبصرة ص 92 : ( عن أبي حمزة : عن أبي جعفر عليه السلام : قال قلت له : قول الله تعالى : كل شئ هالك إلا وجهه ، قال : يا فلان فيهلك كل شئ ويبقى الوجه ؟ ! الله أعظم من أن يوصف ) !
وروى الكليني في الكافي :1/143 : ( عن الحارث بن المغيرة النصري قال : سئل أبو عبد الله الإمام الصادق عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى : كل شئ هالك إلا وجهه ، فقال : ما يقولون فيه ؟ قلت : يقولون : يهلك كل شئ إلا وجه الله ! فقال : سبحان الله لقد قالوا قولاً عظيماً ، إنما عنى بذلك وجه الله الذي يؤتى منه ) . انتهى .
وقد يحاول بعضهم أن يتخلص من الإشكال بدعوى أن كلمة ( هالك ) في الآية ليست بمعنى فان ، ولكن الراغب في المفردات ص 544 فسر معنى الهلاك هنا فقال : ( والرابع : بطلان الشيء من العالم وعدمه رأسا وذلك المسمى فناء ، المشار إليه بقوله : كل شئ هالك إلا وجهه ) . انتهى .
loooooooooooooooooooooooooooooool
:p :p :p :p :p :p :p
يظهر أن المجسمين واجهوا مشكلة هذه الآية قديماً ، فعندما فسروا ( وجه الله ) بالجارحة كما يقتضيه مذهبهم في الحمل على الظاهر الحسي ، صفعت هذه الآية وجوههم وتحيروا في تفسيرها !
ويظهر أن المشكلة بقيت عندهم بلا حل لإصرارهم على عدم التأويل كما فعل الألباني ، فكابروا وقالوا بفناء معبودهم ما عدا وجهه والعياذ بالله ! !
قال السهيلي في الروض الآنف :2/179: ( ذهب الأشعري في قوله تعالى : ويبقى وجه ربك ، في معنى الوجه إلى ما ذهب فيه من معنى العين واليد وأنها صفات الله تعالى لم تعلم من جهة العقول ولا من جهة الشرع المنقول ) ! !
قال الشاطبي في الإعتصام : 2/330 واصفاً تفسير المجسمة للآية : ( قول من قال : إن كل شئ فإن حتى ذات الباري ما عدا الوجه ، بدليل: كل شئ هالك إلا وجهه ) . انتهى !
ومن نتائج تفسيرهم السئ للآية أن الفقه الحنبلي لم يبحث اليمين بوجه الله فلم أعثر عليه في مصدر فقهي حنبلي على كثرة كتبهم الفقهية ! لأنه عند المجسمين منهم يمين بجزء من الله وليس بالله تعالى كله فلا يكون يمينا ً !
بينما بحثه الأحناف وأفتى بعضهم بأنه يكون يميناً شرعياً لأن وجه الله تعالى تعبير مجازي عن ذاته ، إلا أن يكون الحالف مجسماً فلا ينعقد !
قال الكاشاني في بدائع الصنائع :3/6 : ( ولو قال : ووجه الله ، فهو يمين ، كذا روى ابن سماعة عن أبي يوسف عن أبي حنيفة ، لأن الوجه المضاف إلى الله تعالى يراد به الذات ، قال تعالى : كل شئ هالك إلا وجهه ، أي ذاته ، وقال عز وجل : ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ، أي ذاته . وذكر الحسن بن زياد عن أبي حنيفة أن الرجل إذا قال : ووجه الله لا أفعل كذا ، ثم فعل أنها ليست بيمين ! وقال ابن شجاع إنها ليست من أيمان الناس إنما هي حلف السفلة ! ) . انتهى .
ونحن نميل إلى أن فتوى أبي حنيفة بأنها ليست يمينا أقرب إلى فكره لأنه بعد أن ترك مذهبه الزيدي وتاب إلى الحاكم العباسي وقبل توبته ووظفه مسؤلاً عن بناء مسجد كبير في بغداد . . صار يميل إلى معاداة أهل البيت عليهم السلام ويميل إلى التجسيم . وقد كان البعد عن أهل البيت والقرب من التجسيم أمرين متلازمين تقريباً . . ولكنا نتغاضى ونقبل من تلاميذ أبي حنيفة روايتهم الأولى عنه .
وقال في بدائع الصنائع : 3/143: ( والوجه يذكر ويراد به الذات ، قال الله سبحانه وتعالى : كل شئ هالك إلا وجهه ، أي إلا هو ، ومن كفل بوجه فلان يصير كفيلاً بنفسه ، فيثبت أن هذه الأعضاء يعبر بها عن جميع البدن ، فكان ذكرها ذكر للبدن كأنه قال أنت طالق، وكذا إذا أضاف إلى وجهها ) .
وقال السرخسي في المبسوط : 8/133 : ( فإن قال : ووجه الله ، روي عن أبي يوسف ومحمد رحمهما الله تعالى أنه يمين لأن الوجه يذكر بمعنى الذات، قال الله تعالى : ويبقي وجه ربك ، قال الحسن وهو هو ، وعلى قول أبي حنيفة لا يكون يميناً ، قال أبو شجاع في حكايته عن أبي حنيفة هو من أيمان السفلة يعني الجهلة الذين يذكرونه بمعنى الجارحة . وهذا دليل على أنه لم يجعله يميناً ) . انتهى .
وَوَصْفُ ابن شجاع للحالفين بوجه الله بأنهم سفلة يشير إلى أن المجسمة كانوا قلة ! وهو يدل على أن التجسيم كان منتشراً في عصر أبي حنيفة أي في أوائل القرن الثاني !
بل تدل الأحاديث عن أهل البيت عليهم السلام على أن التجسيم كان منتشراً في المخالفين لهم من القرن الأول فقد رد الإمام محمد الباقر عليه السلام تفسيرهم للآية ، قال ابن بابويه في كتابه الإمامة والتبصرة ص 92 : ( عن أبي حمزة : عن أبي جعفر عليه السلام : قال قلت له : قول الله تعالى : كل شئ هالك إلا وجهه ، قال : يا فلان فيهلك كل شئ ويبقى الوجه ؟ ! الله أعظم من أن يوصف ) !
وروى الكليني في الكافي :1/143 : ( عن الحارث بن المغيرة النصري قال : سئل أبو عبد الله الإمام الصادق عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى : كل شئ هالك إلا وجهه ، فقال : ما يقولون فيه ؟ قلت : يقولون : يهلك كل شئ إلا وجه الله ! فقال : سبحان الله لقد قالوا قولاً عظيماً ، إنما عنى بذلك وجه الله الذي يؤتى منه ) . انتهى .
وقد يحاول بعضهم أن يتخلص من الإشكال بدعوى أن كلمة ( هالك ) في الآية ليست بمعنى فان ، ولكن الراغب في المفردات ص 544 فسر معنى الهلاك هنا فقال : ( والرابع : بطلان الشيء من العالم وعدمه رأسا وذلك المسمى فناء ، المشار إليه بقوله : كل شئ هالك إلا وجهه ) . انتهى .
loooooooooooooooooooooooooooooool
:p :p :p :p :p :p :p