قال السارق - وهو جالس جنبي وفي الجانب الاخر جالس الشرطي المكلف بحراسته لكي لا يفر ويهرب - : خرجت يوما من البيت وحينما رجعت انا واخي واذا بوالدي قد باع البيت وذهب عنا وبقيت انا واخي في الشارع لا مأوى لنا فوقعنا في فخ بائعي المخدرات ؛ قلت له ان مصيبتك هذه مصيبة يتألم الانسان لها لكنها ليست مبررا للجريمة وسرقة الناس فالانبياء عليهم السلام كلهم كانوا جياع كما قال رسول الله صلى الله عليه واله لابن مسعود في هذه الرواية التي سانقلها لكم قرائي الاعزاء . كنت حينما اقرء هذه الرواية افكر لماذا امتحن الله سبحانه عباده الصالحين والانبياء والمرسلين والاوصياء عليهم صلوات الله اجمعين بالجوع ففهمت الان حينما قال لي السارق كاشفا عن سبب وقوعه في الجريمة ؛ انها الحكمة البالغة من رب العالمين سبحانه وتعالى لكي لا يحتج احد عند الله تعالى بجوعه يوم القيامة والرزق مقدر مقسوم وعلى الانسان ان يقنع بما قدر له لان المقدر ينزل حسب ما يحتاجه الانسان من قدر وان رواية ابن مسعود جميلة جدا لان النبي الاكرم صلى الله عليه واله يستشهد لكل فقرة يقولها بآية من القرآن الكريم وهذا الاسلوب النيّر يرفع الابهام عن القارئ ويغنيه عن طلب السند والرواية طويلة انقلها كلها لكم لما فيها من فوائد عجيبة تغير حياة العاقل وتدفعه نحو التقوى علما بان الكثير منها يخص زماننا هذا فعليكم يا موالين بالدقة والتدبر الفائقين لعظمة الفائدة المشعة من هذه الرواية الكريمة ومن هذه الرواية نعرف الحكمة من جوع الانبياء والاوصياء لكي لا ياتي احد يوم القيامة محتجا بجوعه ومتخذا منها دليلا لجرائمه :
بحارالأنوار ج : 74 ص: 94 باب 5- وصية النبي صلى الله عليه واله إلى عبد الله بن مسعود
واخيرا وصلنا للمحكمة ؛ وحينما دخلناها اخذ الشرطي بيد السارق وادخله للطابق الاعلى حيث وجود شعب المحكمة هناك وبقيت انا انتظر النداء لاصعد الى المحكمة ؛ وحينما كنت في انتظار النداء شاهدت عجائب من المناظر المربكة والمرعبة ومنها :
وانا في انتظار النداء شاهدت زوج وزوجته يتوسلان بشاب آخر لانه قدم الشكوى عليهما لدين يطلبه منهما وهناك آخرين متهمين بالسرقه فكرت في نفسي ان القي هناك محاضرة هامة في ان الرزق مقدر ممقسوم ولا يحتاج الا لسعي شريف بسيط لوصول المقدر وكم من الايات تشير الى ذلك بوضوح وبساطه وهذه بعضها :
هذه بعض الآيات ومئات الروايات كلها تقول ان الرزق مقدر ومقسوم وانما يحتاج لعمل بسيط وجميل وباجمال لكي يصل المقدر ولكن ...ولكن ....ولكن الطمع وما ادراك ما الطمع وقد قال امير المؤمنين عليه السلام :
وسائلالشيعة 16 25 67- باب كراهة الطمع ..... مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الرَّضِيُّ فِي نَهْجِ الْبَلَاغَةِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام قَالَ أَكْثَرُ مَصَارِعِ الْعُقُولِ تَحْتَ بُرُوقِ الْمَطَامِعِ .
اذن ان الطمع هو الذي يجر الويلات للناس وان عدم القناعة والاكتفاء بالمقدر هو الذي يسبب كل هذا العناء له ولو ان الانسان صبر ورتب اموره على الاقتصاد بما رزقه ربه تعالى لامن الفقر وقد قال الامام الصادق عليه السلام :
الكافي 4 53 باب فضل القصد ..... زِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ ضَمِنْتُ لِمَنِ اقْتَصَدَ أَنْ لَا يَفْتَقِرَ .
وانا مشغول بالتفكير سمعت اسمي بالسماعة يناديني لاصعد الى الشعبة "رقم 811" حيث ان قضيتنا حولت الى هذه الشعبة وحينما صعدت واذا بي اجد السارق جالس في انتظار الحاكم فاخذ الشرطي بيد السارق يجره الى الشعبة وقال لي بكل احترام وادب تعال الى الشعبة ؛ وان انتهى التحقيق معك فالله معك وانا من سيتكفل باخذ السارق ؛ شكرته وذهبت في غرفة الانتظار والسارق جالس على الارض نظر اليّ والدموع تترقرق في عينيه ثم قال لي عندي سؤال هل تاذن لي؟ قلت له تفضل : بكى قبل ان يتكلم نظرت الى عينيه واذا بهما كجمرتين فقال لي :
السلام على سيدنا جلال الحسيني الطيب اقسم بحق الذي خلق ال طة وجعل البشر عبيد لهذا البيت مشتاق لكم شوق لا يعلم بة الا الله وربي وسئلت وكتبت على رقمك جميع الأخوة ولكن ما حدى فادني سيدنا رقمك كنت حاطة بجهاز الايباد وتفرمت وراح وكنت كاتبة في كتاب مهم استعار مني وبعد مرجع اقسم بالله العلي العظيم..
وانا في انتظار النداء شاهدت زوج وزوجته يتوسلان بشاب آخر لانه قدم الشكوى عليهما لدين يطلبه منهما وهناك آخرين متهمين بالسرقه فكرت في نفسي ان القي هناك محاضرة هامة في ان الرزق مقدر ممقسوم ولا يحتاج الا لسعي شريف بسيط لوصول المقدر وكم من الايات تشير الى ذلك بوضوح وبساطه وهذه بعضها :
هذه بعض الآيات ومئات الروايات كلها تقول ان الرزق مقدر ومقسوم وانما يحتاج لعمل بسيط وجميل وباجمال لكي يصل المقدر ولكن ...ولكن ....ولكن الطمع وما ادراك ما الطمع وقد قال امير المؤمنين عليه السلام :
وسائلالشيعة 16 25 67- باب كراهة الطمع ..... مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الرَّضِيُّ فِي نَهْجِ الْبَلَاغَةِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام قَالَ أَكْثَرُ مَصَارِعِ الْعُقُولِ تَحْتَ بُرُوقِ الْمَطَامِعِ .
اذن ان الطمع هو الذي يجر الويلات للناس وان عدم القناعة والاكتفاء بالمقدر هو الذي يسبب كل هذا العناء له ولو ان الانسان صبر ورتب اموره على الاقتصاد بما رزقه ربه تعالى لامن الفقر وقد قال الامام الصادق عليه السلام :
الكافي 4 53 باب فضل القصد ..... زِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ ضَمِنْتُ لِمَنِ اقْتَصَدَ أَنْ لَا يَفْتَقِرَ .
وانا مشغول بالتفكير سمعت اسمي بالسماعة يناديني لاصعد الى الشعبة "رقم 811" حيث ان قضيتنا حولت الى هذه الشعبة وحينما صعدت واذا بي اجد السارق جالس في انتظار الحاكم فاخذ الشرطي بيد السارق يجره الى الشعبة وقال لي بكل احترام وادب تعال الى الشعبة ؛ وان انتهى التحقيق معك فالله معك وانا من سيتكفل باخذ السارق ؛ شكرته وذهبت في غرفة الانتظار والسارق جالس على الارض نظر اليّ والدموع تترقرق في عينيه ثم قال لي عندي سؤال هل تاذن لي؟ قلت له تفضل : بكى قبل ان يتكلم نظرت الى عينيه واذا بهما كجمرتين فقال لي :
بارك الله فيك أخي الفاضل سيد جلال الحسيني متابعين بإذن الله تعالى
بسم الله تعالى
السلام على سيدنا جلال الحسيني الطيب اقسم بحق الذي خلق ال طة وجعل البشر عبيد لهذا البيت مشتاق لكم شوق لا يعلم بة الا الله وربي وسئلت وكتبت على رقمك جميع الأخوة ولكن ما حدى فادني سيدنا رقمك كنت حاطة بجهاز الايباد وتفرمت وراح وكنت كاتبة في كتاب مهم استعار مني وبعد مرجع اقسم بالله العلي العظيم..
سيدنا رقم تلفونكم وفقكم الله تعالى
الاخ العزيز مدمر الشيطان اشكرك يا عزيزي ودعواتي لك من اعماق القلب
حياكم الله سيدنا الظاهر أنكم اخطئتم فأنا ابو جعفر الباقر(أمير)
عفوا واعتذر کیف صحتک یا امیر یا ولدي المؤدب وانا مشتاااااااااااااااااااااااااااااااااق لك جدا جدا وكيف صحة الوالد والاخ علي لم انساك ولا انسى ادبك وادعو الله لك بكل خير وتوفيق وسارسل لك الرقم على الخاص باذن الله
قال لي هل يقبل الله تعالى توبتي ان انا تبت؟ وكيف هي طريقة التوبة ؟ "طبعا سالني ونحن في غرفة الانتظار لتصل النوبة لنا لنقف امام الحاكم" قلت له : انني عشت في هذا البلد وقد بعت المكانس اليدوية وعملت عاملا بسيطا وقد تحملت الفقر والجوع بانواعه لكن لم اتورط بما تورطت به ولا فكرت يوما بما قمت به انت لان الله سبحانه وتعالى يحيط بنا فان وجدنا صبرنا على امتحاناته يفتح علينا ابواب رزقه فان انت كنت صادقا في توبتك فان الله سبحانه وتعالى يقبل توبتك بل ويبدل سيئاتك حسنات :
لكن بشرط ان لا تعود للذنب لأن من يذنب ثم يتوب وهو مصر على ذنبه فكأنه يستهزء بالله سبحانه :
بحارالأنوار 2 154 باب 20- من حفظ أربعين حديثا ..... عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عليه السلام قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه واله أَوْصَى إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام وَ كَانَ فِيمَا أَوْصَى بِهِ أَنْ قَال............ وَ أَنْ تَتُوبَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ ذُنُوبِكَ فَإِنَّ التَّائِبَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ وَ أَنْ لَا تُصِرَّ عَلَى الذُّنُوبِ مَعَ الِاسْتِغْفَارِ فَتَكُونَ كَالْمُسْتَهْزِئِ بِاللَّهِ وَ آيَاتِهِ وَ رُسُلِه .
فان صدقت توبتك فاعلم بان الله ورسوله والائمة صلوات الله عليهم اجمعين كلهم يحبونك وتكون في الناس محبوبا :
بحارالأنوار 6 20 باب 20- التوبة و أنواعها و شرائطها عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه واله يَلْزَمُ الْحَقُّ لِأُمَّتِي فِي أَرْبَعٍ يُحِبُّونَ التَّائِبَ وَ يَرْحَمُونَ الضَّعِيفَ وَ يُعِينُونَ الْمُحْسِنَ وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِلْمُذْنِبِ .
ولذلك فان للتوبة شروط كما ورد في هذه الرواية المباركة :
فلما انتهيت من نصائحي قال لي السارق : ارجوك حينما تخرج من المحكمة ان تذهب الى حرم الامام عليه السلام وتدعو الله ان يوفقني للتوبة بعد خروجي من السجن . قلت له انني متالم جدا لوضعك واتمنى لك التوبة النصوح وسارجو من الحاكم ان لا تسجن . قال السارق : لا يهمني السجن وانما يهمني ان اتوب ثم بكى . كنت انظر اليه واتامله واذا بالنداء من غرفة الحاكم يطلب مني الدخول للتحقيق. فدخلت ووقفت امام الحاكم سالني عن المسروقات فاخبرته بها كلها وقلت له ارجو منك حضرة الحاكم رجائين قال تفضل قلت اولا : انني كاتب في المنتديات الشيعية في مختلف دول العالم فان تاخرت الاجهزة يعني تاخر عملي في المواقع وهذه خسارة بالنسبة لي والعمر قصير ؛ قال الحاكم : وما هو نموذج كتاباتك شرحت له عن كتابي "انتظار الخطوبة اذاب قلبي" ابتسم ابتسامه عريضه ودعا لي واما رجائي الاخر فهو : ارجو ان لا تسجنوا السارق بسببي لانه ندم من عمله وقال لي انه يريد ان یتوب توبة نصوحا قال الحاكم : اولا يجب ان تُرد لك المسروقات ثم ندعوك لتاتي وتكتب رضاك عنه لنطلق سارحه فخرجت من غرفة الحاكم ؛ وادخلوا السارق وحينما خرجت من الغرفة قابلني ...........
تعليق