بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
وبعد
نعيش في هذه الأيام مخاضاً ولّد تخوّفاً عند بعض الإخوة الموالين من مستقبل مظلم فيما لو قُدِّر لشرّ الأعداء بسط يدهم دون رقيب !
وخالَ بعض الإخوة أن الضغوط التي نعانيها كشيعة في هذه الأيام والتي عانيناها في السنوات الأخيرة هي قمة المعاناة والمآسي !
لكن ادنى مراجعة للتاريخ تبيّن حقائق الأمور ! وتكشف أنا نعيش في عصر من العصور الذهبية القليلة التي مرّت علينا! مقارنة بأيام الظلم والاضطهاد التي سرعان ما تحنّ إلينا بعد أدنى فراق !!
وقد تحمل أسلافنا الكثير لما أرادوا حمل الأمانة والتضحية في سبيلها ! وسننقل ههنا نماذج يسيرة عما حفل به التاريخ من ظلم وقهر لا يخطر بالبال بحق من تولى العترة الطاهرة عليهم السلام !!
فنحن اليوم في نعمة كبيرة (رغم كل المآسي) ينبغي شكرها لئلا توشك أن تزول !
يروي ابن ابي الحديد عن إمامنا ومولانا الباقر عليه السلام أنه قال:
ثم لم نزل - أهل البيت - نستذل ونستضام ونقصى ونمتهن ونحرم ونقتل ونخاف ولا نأمن على دمائنا ودماء أوليائنا ووجد الكاذبون الجاحدون لكذبهم وجحودهم موضعا يتقربون به إلى أوليائهم وقضاه السوء وعمال السوء في كل بلدة فحدثوهم بالأحاديث الموضوعة المكذوبة ورووا عنا ما لم نقله وما لم نفعله ليبغضونا إلى الناس، وكان عظم ذلك وكبره زمن معاوية بعد موت الحسن عليه السلام فقتلت شيعتنا بكل بلدة وقطعت الأيدي والأرجل على الظنة وكان من يذكر بحبنا والانقطاع إلينا سجن أو نهب ماله أو هدمت داره
ثم لم يزل البلاء يشتد ويزداد إلى زمان عبيد الله بن زياد قاتل الحسين عليه السلام
ثم جاء الحجاج فقتلهم كل قتله وأخذهم بكل ظنه وتهمة حتى إن الرجل ليقال له زنديق أو كافر أحب إليه من أن يقال شيعة علي ...(شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد ج11 ص43)
ثم يقول ابن ابي الحديد:
وروى أبو الحسن علي بن محمد بن أبي سيف المدايني في كتاب ( الاحداث ) قال : كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله بعد عام الجماعة أن برئت الذمة ممن روى شيئا من فضل أبى تراب وأهل بيته فقامت الخطباء في كل كورة وعلى كل منبر يلعنون عليا ويبرأون منه ويقعون فيه وفي أهل بيته وكان أشد الناس بلاء حينئذ أهل الكوفة لكثرة من بها من شيعة علي عليه السلام فاستعمل عليهم زياد بن سمية وضم إليه البصرة فكان يتتبع الشيعة وهو بهم عارف لأنه كان منهم أيام علي عليه السلام فقتلهم تحت كل حجر ومدر وأخافهم وقطع الأيدي والأرجل وسمل العيون وصلبهم على جذوع النخل وطرفهم وشردهم عن العراق فلم يبق بها معروف منهم (المصدر ص44)
ويذكر الشيخ الصدوق في كتابه (عيون أخبار الرضا) في الجزء الأول ص102 بعضاً مما عاناه من ينتسب لآل البيت فيقول:
حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين البزاز قال : حدثنا أبو منصور المطرز قال : سمعت الحاكم أبا أحمد محمد بن محمد بن إسحاق الأنماطي النيسابوري يقول باسناد متصل ذكر : انه لما بني المنصور الأبنية ببغداد جعل يطلب العلوية طلبا شديدا ويجعل من ظفر منهم في الأسطوانات المجوفة المبنية من الجص والاجر !!!
هذا غيض من فيض.. وسيأتي المزيد والمزيد من هذه المصائب وأمثالها التي ما فارقت الشيعة إلا قليلاً.
فتنبهوا يا إخوتي رعاكم الله إلى النعمة التي نعيشها ولتكن قلوبنا متآلفة {أشداء على الكفار رحماء بينهم} ولنكن حريصين على شريعة رب العالمين غير مفرطين فيها فإن أئمتنا قد بذلوا فيها الغالي والنفيس وقدموا وأتباعهم وشيعتهم ومواليهم الدماء الزكية والطاهرة !!
اللهم لا تجعلنا من المفرطين..
والحمد لله رب العالمين
شعيب العاملي
والحمد لله رب العالمين
وبعد
نعيش في هذه الأيام مخاضاً ولّد تخوّفاً عند بعض الإخوة الموالين من مستقبل مظلم فيما لو قُدِّر لشرّ الأعداء بسط يدهم دون رقيب !
وخالَ بعض الإخوة أن الضغوط التي نعانيها كشيعة في هذه الأيام والتي عانيناها في السنوات الأخيرة هي قمة المعاناة والمآسي !
لكن ادنى مراجعة للتاريخ تبيّن حقائق الأمور ! وتكشف أنا نعيش في عصر من العصور الذهبية القليلة التي مرّت علينا! مقارنة بأيام الظلم والاضطهاد التي سرعان ما تحنّ إلينا بعد أدنى فراق !!
وقد تحمل أسلافنا الكثير لما أرادوا حمل الأمانة والتضحية في سبيلها ! وسننقل ههنا نماذج يسيرة عما حفل به التاريخ من ظلم وقهر لا يخطر بالبال بحق من تولى العترة الطاهرة عليهم السلام !!
فنحن اليوم في نعمة كبيرة (رغم كل المآسي) ينبغي شكرها لئلا توشك أن تزول !
يروي ابن ابي الحديد عن إمامنا ومولانا الباقر عليه السلام أنه قال:
ثم لم نزل - أهل البيت - نستذل ونستضام ونقصى ونمتهن ونحرم ونقتل ونخاف ولا نأمن على دمائنا ودماء أوليائنا ووجد الكاذبون الجاحدون لكذبهم وجحودهم موضعا يتقربون به إلى أوليائهم وقضاه السوء وعمال السوء في كل بلدة فحدثوهم بالأحاديث الموضوعة المكذوبة ورووا عنا ما لم نقله وما لم نفعله ليبغضونا إلى الناس، وكان عظم ذلك وكبره زمن معاوية بعد موت الحسن عليه السلام فقتلت شيعتنا بكل بلدة وقطعت الأيدي والأرجل على الظنة وكان من يذكر بحبنا والانقطاع إلينا سجن أو نهب ماله أو هدمت داره
ثم لم يزل البلاء يشتد ويزداد إلى زمان عبيد الله بن زياد قاتل الحسين عليه السلام
ثم جاء الحجاج فقتلهم كل قتله وأخذهم بكل ظنه وتهمة حتى إن الرجل ليقال له زنديق أو كافر أحب إليه من أن يقال شيعة علي ...(شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد ج11 ص43)
ثم يقول ابن ابي الحديد:
وروى أبو الحسن علي بن محمد بن أبي سيف المدايني في كتاب ( الاحداث ) قال : كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله بعد عام الجماعة أن برئت الذمة ممن روى شيئا من فضل أبى تراب وأهل بيته فقامت الخطباء في كل كورة وعلى كل منبر يلعنون عليا ويبرأون منه ويقعون فيه وفي أهل بيته وكان أشد الناس بلاء حينئذ أهل الكوفة لكثرة من بها من شيعة علي عليه السلام فاستعمل عليهم زياد بن سمية وضم إليه البصرة فكان يتتبع الشيعة وهو بهم عارف لأنه كان منهم أيام علي عليه السلام فقتلهم تحت كل حجر ومدر وأخافهم وقطع الأيدي والأرجل وسمل العيون وصلبهم على جذوع النخل وطرفهم وشردهم عن العراق فلم يبق بها معروف منهم (المصدر ص44)
ويذكر الشيخ الصدوق في كتابه (عيون أخبار الرضا) في الجزء الأول ص102 بعضاً مما عاناه من ينتسب لآل البيت فيقول:
حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين البزاز قال : حدثنا أبو منصور المطرز قال : سمعت الحاكم أبا أحمد محمد بن محمد بن إسحاق الأنماطي النيسابوري يقول باسناد متصل ذكر : انه لما بني المنصور الأبنية ببغداد جعل يطلب العلوية طلبا شديدا ويجعل من ظفر منهم في الأسطوانات المجوفة المبنية من الجص والاجر !!!
هذا غيض من فيض.. وسيأتي المزيد والمزيد من هذه المصائب وأمثالها التي ما فارقت الشيعة إلا قليلاً.
فتنبهوا يا إخوتي رعاكم الله إلى النعمة التي نعيشها ولتكن قلوبنا متآلفة {أشداء على الكفار رحماء بينهم} ولنكن حريصين على شريعة رب العالمين غير مفرطين فيها فإن أئمتنا قد بذلوا فيها الغالي والنفيس وقدموا وأتباعهم وشيعتهم ومواليهم الدماء الزكية والطاهرة !!
اللهم لا تجعلنا من المفرطين..
والحمد لله رب العالمين
شعيب العاملي
تعليق