1 - قال (عليه السلام) : إذا قدرت على عدوك فاجعل العفو عنه شكراً للقدرة عليه.
2 - وقال (عليه السلام) : من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه.
3 - وقال (عليه السلام): من كفارات الذنوب العظام إغاثة الملهوف، والتنفيس عن المكروب.
4 - وقال (عليه السلام) : يا ابن آدم إذا رأيت ربك يتابع عليك نعمه وأنت تعصيه فأحذر.
5 - وقال (عليه السلام): إذا كنت في إدبار، والموت في إقبال، فما أسرع الملتقى.
6 - وقال (عليه السلام): اللسان سبع إن خُلي عنه عقر.
7 - وقال (عليه السلام): عجبت لمن يقنط ومعه الاستغفار.
8 - وقال (عليه السلام): من أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس، ومن أصلح أمر آخرته أصلح الله له أمر دنياه، ومن كان له من نفسه واعظ كان عليه من الله حافظ.
9 - وقال (عليه السلام): عظّم الخالق عندك، يصغر المخلوق في عينك.
10 - وقال (عليه السلام): يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم.
11 - وقال (عليه السلام): لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
12 - وقال (عليه السلام): لا يترك الناس شيئاً من أمر دينهم لاستصلاح دنياهم إلاّ فتح الله عليهم ما هو أضر منه.
13 - وقال (عليه السلام): من وضع نفسه مواضع التهمة، فلا يلومن من أساء به الظن.
14 - وقال (عليه السلام): من أحدّ سنان الغضب لله قوي على قتل أشداء الباطل.
15 - وقال (عليه السلام): بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد.
16 - وقال (عليه السلام): اتق الله بعض التقى وإن قل، واجعل بينك وبين الله ستراً وإن رقّ.
17 - وقال (عليه السلام): إنّ لله في كل نعمة حقاً، فمن أداه زاده منها، ومن قصر عنه خاطر بزوال نعمته.
18 - وقال (عليه السلام): أفضل الأعمال ما أكرهت نفسك عليه.
19 - وقال (عليه السلام): مرارة الدنيا حلاوة الآخرة.
20 - وقال (عليه السلام): يا ابن آدم كن وصي نفسك في مالك، واعمل فيه ما تؤثر أن يعمل فيه من بعدك.
21 - وقال (عليه السلام): إذا أملقتم فتاجروا الله بالصدقة.
22 - وقال (عليه السلام): ما زنى غيور قط.
23 - وقال (عليه السلام): اتقوا معاصي الله في الخلوات، فإن الشاهد هو الحاكم.
24 - وقال (عليه السلام): أشد الذنوب ما استهان به صاحبه.
25 - وقال (عليه السلام): العفاف زينة الفقر والشكر زينة الغنى.
وبين أيدينا (الصحيفة العلوية المباركة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) - الطبعة الثانية إصدار دار التعارف - بيروت، في 483 صفحة - تأليف عبد الله بن صالح السماهيجي، جمع فيها ما وصل إليه من أدعيته (عليه السلام).
نسجل في هذه الصفحات بعض أدعيته (عليه السلام):
1 - من دعائه (عليه السلام) إذا نظر إلى الهلال:
(اللهم إني أسألك خير هذا الشهر ونوره ونضره وبركته وطهره ورزقه، وأسألك خير ما فيه وخير ما بعده، وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده؛ اللهم أدخله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والبركة والتقوى، والتوفيق لما تحب وترضى). (مصباح المتهجد: ص374).
2- من دعاء له (عليه السلام) كان يدعو به بعد الفريضة:
(اللهم إني أسألك باسمك المكنون المخزون الطاهر الطهر المبارك، وأسألك باسمك العظيم، وسلطانك القديم، يا واهب العطايا، ويا مطلق الأسارى، ويا فكاك الرقاب من النار، أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تعتق رقبتي من النار، وأن تخرجني من الدنيا سالماً، وأن تدخلني الجنة آمناً، وأن تجعل دعائي أوّله فلاحاً، وأوسطه نجاحاً، وآخره صلاحاً، إنّك أنت علام الغيوب). (الجنة الواقية للكفعمي: ص14. الجنة الواقية للداماد).
3- عن الصادق (عليه السلام) قال:
كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول في سجدة الشكر: (يا من لا يزيده إلحاح الملحين إلاّ جوداً وكرماً، يا من له خزائن السماوات والأرض، يا من له خزائن ما دقّ وما جلّ، ولا تمنعك إساءتي من إحسانك، أسألك أن تفعل بي ما أنت أهله وأنت أهل الجود والكرم والعفو، يا رب وأنت القادر على العقوبة يا رب وقد استحققتها، لا حجة لي ولا عذر لي عندك، إليك ألجأت أموري كلها، اعترفت بها كي تعفو عني وأنت أعلم بها مني، بؤت إليك من كل ذنب أذنبته، وكل خطيئة أخطأتها، وبكل سيئة عملتها فاغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنّك أنت الأعز الأكرم). (الجنة الواقية للكفعمي: ص42).
4- من دعاء له (عليه السلام):
(اللهم طهر لساني من الكذب، وقلبي من النفاق، وعملي من الرياء، وبصري من الخيانة، فإنّك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور). (شرح نهج البلاغة: ج1 ص69).
5 - من دعاء له (عليه السلام) كان يدعو به في الصباح:
(الحمد لله الذي عرفني نفسه ولم يتركني عميان القلب، الحمد لله الذي جعلني من أمة محمد (صلى الله عليه وآله)، الحمد لله الذي جعل رزقي في يده ولم يجعله في أيدي الناس، الحمد لله الذي ستر عورتي ولم يفضحني بين الناس). (الجنة الواقية للداماد. الجنة الواقية للكفعمي: ص50).
6_ من دعاء له (عليه السلام) كان يدعو به بعد ختم القرآن الكريم:
(اللهم أشرح بالقرآن صدري، واستعمل بالقرآن بدني، ونوّر بالقرآن بصري، وأطلق بالقرآن لساني، وأعنّي عليه ما أبقيتني، فإنه لا حول ولا قوة إلا بك). (مصباح المتهجد: ص225).
كلامه
لم يدون لأحد من الصحابة والخلفاء ما دون له (عليه السلام) من الخطب والمواعظ والكتب والوصايا والحكم، وهذا نهج البلاغة يطأطئ له البلغاء إعظاماً، وينحني له الفصحاء إجلالاً، وهو مفخرة لكل مسلم، وعز لكل موحد، وهو بعد هذا وذاك دون كلام الخالق، وفوق كلام المخلوق.
قال ابن أبي الحديد: وانظر كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) فإنك تجده مشتقاً من ألفاظه - أي القرآن الكريم - ومقتضباً من معانيه ومذاهبه، ومحذواً بحذوه، ومسلوكاً به في منهاجه، فهو وإن لم يكن له نظيراً ولا نداً، يصلح أن يقال: إنّه ليس بعده كلام أفصح منه ولا أجزل ولا أعلى ولا أفخم ولا أنبل، إلاّ أن يكون كلام ابن عمه (عليه السلام)، وهذا أمر لا يعلمه إلاّ من ثبتت له قدم راسخة في علم هذه الصناعة، وليس كل الناس يصلح لانتقاء الجوهر، بل ولا لانتقاء الذهب.
نسجل في هذه الصفحات مقتطفات من كلامه (عليه السلام)
1 - من خطبة له (عليه السلام): في الحث على الجهاد وذم القاعدين عنه:
(أما بعد فإن الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه، وهو لباس التقوى، ودرع الله الحصينة، وجنته الوثيقة، فمن تركه رغبة عنه ألبسه الله ثوب الذل، وشملة البلاء، وديث بالصغار والقماءة، وضرب على قلبه بالأسدال وأُديل الحق منه بتضييع الجهاد، وسيم الخسف، ومُنع النصف. ألا وإني قد دعوتكم إلى قتال هؤلاء القوم ليلاً ونهاراً، وسراً وإعلاناً، وقلت لكم: اغزوهم قبل أن يغزوكم، فوالله ما غزي قوم في عقر دارهم إلاّ ذلوا، فتواكلتم وتخاذلتم، حتى شنت الغارات عليكم، وملكت عليكم الأوطان، وهذا أخو غامد وقد وردت خيله الأنبار، وقد قتل حسان بن حسان البكري، وأزال خيلكم عن مسالحها، ولقد بلغني أنّ الرجل منهم كان يدخل على المرأة المسلمة، والأخرى المعاهدة، فينتزع حجلها، وقلبها، وقلائدها، ورعاثها، ما تمتنع منه إلا بالاسترجاع والاسترحام، ثم انصرفوا وافرين، ما نال رجلاً منهم كلم، ولا أريق لهم دم، فلو أن امرءاً مسلماً مات من بعد هذا أسفاً ما كان به ملوماً، بل كان به عندي جديراً، فيا عجباً والله يميت القلب، ويجلب الهم، اجتماع هؤلاء القوم على باطلهم، وتفرقكم عن حقكم، فقبحاً لكم وترحاً، حين صرتم غرضاً يرمى، يُغار عليكم ولا تغيرون، وتُغزون ولا تغزون، ويُعصى الله وترضون، فإذا أمرتكم بالسير إليهم في أيام الصيف قلتم: هذه حمارة القيظ أمهلنا يسبّخ عنا الحر، وإذا أمرتكم بالسير إليهم في الشتاء قلتم: هذه صبارة القر، امهلنا ينسلخ عنا البرد، كل هذا فراراً من الحر والقر، فأنتم والله من السيف أفر، يا أشباه الرجال ولا رجال، حلوم الأطفال، وعقول ربات الحجال، لوددت أنّي لم أركم ولم أعرفكم، معرفة والله جرت ندماً، وأعقبت سدماً، قاتلكم الله لقد ملأتم قلبي قيحاً، وشحنتم صدري غيظاً، وجرعتموني نغب التهام أنفاساً، وأفسدتم عليّ رأيي بالعصيان والخذلان، حتى قالت قريش: إن ابن أبي طالب رجل شجاع ولكن لا علم له بالحرب، لله أبوهم!! وهل أحد منهم أشد لها مراساً، وأقدم فيها مقاماً مني؟ ولقد نهضت فيها وما بلغت العشرين، وها أنا ذا قد ذرفت على الستين، ولكن لا أمر لمن لا يطاع!).
2 - ومن وصية له (عليه السلام) للحسن والحسين لما ضربه ابن ملجم لعنه الله:
(أوصيكما بتقوى الله، وأن لا تبغيا الدنيا وإن بغتكما، ولا تأسفاً على شيء منها زوي عنكما، وقولا للحق، واعملا للأجر، وكونا للظالم خصماً، وللمظلوم عوناً؛ أوصيكما وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي بتقوى الله، ونظم أمركم، وصلاح ذات بينكم، فإني سمعت جدكما رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: (صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام) الله الله في الأيتام فلا تغبوا أفواههم، ولا يضيعوا بحضرتكم، والله الله في جيرانكم فإنهم وصية نبيكم، ما زال يوصي بهم حتى ظننا أنه سيورثهم، والله الله في القرآن لا يسبقكم بالعمل به غيركم، والله الله في الصلاة فإنها عمود دينكم، والله الله في بيت ربكم لا تخلوه ما بقيتم، فإنّه إن ترك لم تناظروا، والله الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم في سبيل الله، وعليكم بالتواصل والتباذل، وإياكم والتدابر والتقاطع، لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولى عليكم شراركم، ثم تدعون فلا يستجاب لكم.
ثم قال: يا بني عبد المطلب لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين خوضاً تقولون: قتل أمير المؤمنين، ألا لا تقتلن بي إلاّ قاتلي.
انظروا إذا أنا مت من ضربته هذه فاضربوه ضربة بضربة، ولا يمثل بالرجل، فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: المثلة حرام ولو بالكلب العقور).
3 - من كتاب له (عليه السلام) إلى الحارث الهمداني:
(وتمسك بحبل القرآن واستنصحه، وأحل حلاله، وحرّم حرامه، وصدّق بما سلف من الحق، واعتبر بما مضى من الدنيا ما بقي منها، فإن بعضها يشبه بعضاً، وآخرها لاحق بأولها، وكلها حائل مفارق؛ وعظم اسم الله أن تذكره إلاّ على حق، وأكثر ذكر الموت وما بعد الموت، ولا تتمنَّ الموت إلاّ بشرط وثيق، وأحذر كل عمل يرضاه صاحبه لنفسه ويكره لعامة المسلمين، وأحذر كل عمل يعمل به في السر ويُستحى منه في العلانية، وأحذر كل عمل إذ سئل عنه صاحبه أنكره واعتذر منه، ولا تجعل عرضك غرضاً لنبال القوم، ولا تحدث الناس بكل ما سمعت به فكفى بذلك كذباً، ولا ترد على الناس كل ما حدثوك به فكفى بذلك جهلاً، وأكظم الغيظ، وتجاوز عند المقدرة، واحلم عند الغضب، واصفح مع الدولة تكن لك العاقبة، واستصلح كل نعمة أنعمها الله عليك، ولا تضيعن نعمة من نعم الله عندك، وليُرَ عليك أثر ما أنعم الله به عليك.
وأعلم أنّ أفضل المؤمنين أفضلهم تقدمة من نفسه وأهله وماله، فإنّك ما تقدم من خير يبق لك ذخره، وما تؤخره يكن لغيرك خيره، وأحذر صحابة من يقيل رأيه، وينكر عمله، فإنّ الصاحب معتبر بصاحبه. واسكن الأمصار العظام فإنها جماع المسلمين، أحذر منازل الغفلة والجفاء وقلة الأعوان على طاعة الله، واقصر رأيك على ما يعنيك، وإياك ومقاعد الأسواق فإنها محاضر الشيطان، ومعاريض الفتن، وأكثر أن تنظر إلى من فضلت عليه، فإن ذلك من أبواب الشكر، ولا تسافر في يوم جمعة حتى تشهد الصلاة إلاّ فاصلاً في سبيل الله، أو في أمر آمر تعذر به، وأطع الله في جميع أمورك، فإن طاعة الله فاضلة على من سواها، وخادع نفسك في العبادة وأرفق بها ولا تقهرها، وخذ عفوها، ونشاطها، إلاّ ما كان مكتوباً عليك من الفريضة، فإنّه لابد من قضائها وتعاهدها، عند محلها. وإياك ومصاحبة الفساق، فإن الشر بالشر ملحق، ووقر الله، وأحب أحباءه، وأحذر الغضب فإنه جند عظيم من جنود إبليس، والسلام).
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات ونسألكم الدعاء جزيتم خيرا وبارك الله فيكم وعافاكم
2 - وقال (عليه السلام) : من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه.
3 - وقال (عليه السلام): من كفارات الذنوب العظام إغاثة الملهوف، والتنفيس عن المكروب.
4 - وقال (عليه السلام) : يا ابن آدم إذا رأيت ربك يتابع عليك نعمه وأنت تعصيه فأحذر.
5 - وقال (عليه السلام): إذا كنت في إدبار، والموت في إقبال، فما أسرع الملتقى.
6 - وقال (عليه السلام): اللسان سبع إن خُلي عنه عقر.
7 - وقال (عليه السلام): عجبت لمن يقنط ومعه الاستغفار.
8 - وقال (عليه السلام): من أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس، ومن أصلح أمر آخرته أصلح الله له أمر دنياه، ومن كان له من نفسه واعظ كان عليه من الله حافظ.
9 - وقال (عليه السلام): عظّم الخالق عندك، يصغر المخلوق في عينك.
10 - وقال (عليه السلام): يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم.
11 - وقال (عليه السلام): لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
12 - وقال (عليه السلام): لا يترك الناس شيئاً من أمر دينهم لاستصلاح دنياهم إلاّ فتح الله عليهم ما هو أضر منه.
13 - وقال (عليه السلام): من وضع نفسه مواضع التهمة، فلا يلومن من أساء به الظن.
14 - وقال (عليه السلام): من أحدّ سنان الغضب لله قوي على قتل أشداء الباطل.
15 - وقال (عليه السلام): بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد.
16 - وقال (عليه السلام): اتق الله بعض التقى وإن قل، واجعل بينك وبين الله ستراً وإن رقّ.
17 - وقال (عليه السلام): إنّ لله في كل نعمة حقاً، فمن أداه زاده منها، ومن قصر عنه خاطر بزوال نعمته.
18 - وقال (عليه السلام): أفضل الأعمال ما أكرهت نفسك عليه.
19 - وقال (عليه السلام): مرارة الدنيا حلاوة الآخرة.
20 - وقال (عليه السلام): يا ابن آدم كن وصي نفسك في مالك، واعمل فيه ما تؤثر أن يعمل فيه من بعدك.
21 - وقال (عليه السلام): إذا أملقتم فتاجروا الله بالصدقة.
22 - وقال (عليه السلام): ما زنى غيور قط.
23 - وقال (عليه السلام): اتقوا معاصي الله في الخلوات، فإن الشاهد هو الحاكم.
24 - وقال (عليه السلام): أشد الذنوب ما استهان به صاحبه.
25 - وقال (عليه السلام): العفاف زينة الفقر والشكر زينة الغنى.
وبين أيدينا (الصحيفة العلوية المباركة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) - الطبعة الثانية إصدار دار التعارف - بيروت، في 483 صفحة - تأليف عبد الله بن صالح السماهيجي، جمع فيها ما وصل إليه من أدعيته (عليه السلام).
نسجل في هذه الصفحات بعض أدعيته (عليه السلام):
1 - من دعائه (عليه السلام) إذا نظر إلى الهلال:
(اللهم إني أسألك خير هذا الشهر ونوره ونضره وبركته وطهره ورزقه، وأسألك خير ما فيه وخير ما بعده، وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده؛ اللهم أدخله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والبركة والتقوى، والتوفيق لما تحب وترضى). (مصباح المتهجد: ص374).
2- من دعاء له (عليه السلام) كان يدعو به بعد الفريضة:
(اللهم إني أسألك باسمك المكنون المخزون الطاهر الطهر المبارك، وأسألك باسمك العظيم، وسلطانك القديم، يا واهب العطايا، ويا مطلق الأسارى، ويا فكاك الرقاب من النار، أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تعتق رقبتي من النار، وأن تخرجني من الدنيا سالماً، وأن تدخلني الجنة آمناً، وأن تجعل دعائي أوّله فلاحاً، وأوسطه نجاحاً، وآخره صلاحاً، إنّك أنت علام الغيوب). (الجنة الواقية للكفعمي: ص14. الجنة الواقية للداماد).
3- عن الصادق (عليه السلام) قال:
كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول في سجدة الشكر: (يا من لا يزيده إلحاح الملحين إلاّ جوداً وكرماً، يا من له خزائن السماوات والأرض، يا من له خزائن ما دقّ وما جلّ، ولا تمنعك إساءتي من إحسانك، أسألك أن تفعل بي ما أنت أهله وأنت أهل الجود والكرم والعفو، يا رب وأنت القادر على العقوبة يا رب وقد استحققتها، لا حجة لي ولا عذر لي عندك، إليك ألجأت أموري كلها، اعترفت بها كي تعفو عني وأنت أعلم بها مني، بؤت إليك من كل ذنب أذنبته، وكل خطيئة أخطأتها، وبكل سيئة عملتها فاغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنّك أنت الأعز الأكرم). (الجنة الواقية للكفعمي: ص42).
4- من دعاء له (عليه السلام):
(اللهم طهر لساني من الكذب، وقلبي من النفاق، وعملي من الرياء، وبصري من الخيانة، فإنّك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور). (شرح نهج البلاغة: ج1 ص69).
5 - من دعاء له (عليه السلام) كان يدعو به في الصباح:
(الحمد لله الذي عرفني نفسه ولم يتركني عميان القلب، الحمد لله الذي جعلني من أمة محمد (صلى الله عليه وآله)، الحمد لله الذي جعل رزقي في يده ولم يجعله في أيدي الناس، الحمد لله الذي ستر عورتي ولم يفضحني بين الناس). (الجنة الواقية للداماد. الجنة الواقية للكفعمي: ص50).
6_ من دعاء له (عليه السلام) كان يدعو به بعد ختم القرآن الكريم:
(اللهم أشرح بالقرآن صدري، واستعمل بالقرآن بدني، ونوّر بالقرآن بصري، وأطلق بالقرآن لساني، وأعنّي عليه ما أبقيتني، فإنه لا حول ولا قوة إلا بك). (مصباح المتهجد: ص225).
كلامه
لم يدون لأحد من الصحابة والخلفاء ما دون له (عليه السلام) من الخطب والمواعظ والكتب والوصايا والحكم، وهذا نهج البلاغة يطأطئ له البلغاء إعظاماً، وينحني له الفصحاء إجلالاً، وهو مفخرة لكل مسلم، وعز لكل موحد، وهو بعد هذا وذاك دون كلام الخالق، وفوق كلام المخلوق.
قال ابن أبي الحديد: وانظر كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) فإنك تجده مشتقاً من ألفاظه - أي القرآن الكريم - ومقتضباً من معانيه ومذاهبه، ومحذواً بحذوه، ومسلوكاً به في منهاجه، فهو وإن لم يكن له نظيراً ولا نداً، يصلح أن يقال: إنّه ليس بعده كلام أفصح منه ولا أجزل ولا أعلى ولا أفخم ولا أنبل، إلاّ أن يكون كلام ابن عمه (عليه السلام)، وهذا أمر لا يعلمه إلاّ من ثبتت له قدم راسخة في علم هذه الصناعة، وليس كل الناس يصلح لانتقاء الجوهر، بل ولا لانتقاء الذهب.
نسجل في هذه الصفحات مقتطفات من كلامه (عليه السلام)
1 - من خطبة له (عليه السلام): في الحث على الجهاد وذم القاعدين عنه:
(أما بعد فإن الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه، وهو لباس التقوى، ودرع الله الحصينة، وجنته الوثيقة، فمن تركه رغبة عنه ألبسه الله ثوب الذل، وشملة البلاء، وديث بالصغار والقماءة، وضرب على قلبه بالأسدال وأُديل الحق منه بتضييع الجهاد، وسيم الخسف، ومُنع النصف. ألا وإني قد دعوتكم إلى قتال هؤلاء القوم ليلاً ونهاراً، وسراً وإعلاناً، وقلت لكم: اغزوهم قبل أن يغزوكم، فوالله ما غزي قوم في عقر دارهم إلاّ ذلوا، فتواكلتم وتخاذلتم، حتى شنت الغارات عليكم، وملكت عليكم الأوطان، وهذا أخو غامد وقد وردت خيله الأنبار، وقد قتل حسان بن حسان البكري، وأزال خيلكم عن مسالحها، ولقد بلغني أنّ الرجل منهم كان يدخل على المرأة المسلمة، والأخرى المعاهدة، فينتزع حجلها، وقلبها، وقلائدها، ورعاثها، ما تمتنع منه إلا بالاسترجاع والاسترحام، ثم انصرفوا وافرين، ما نال رجلاً منهم كلم، ولا أريق لهم دم، فلو أن امرءاً مسلماً مات من بعد هذا أسفاً ما كان به ملوماً، بل كان به عندي جديراً، فيا عجباً والله يميت القلب، ويجلب الهم، اجتماع هؤلاء القوم على باطلهم، وتفرقكم عن حقكم، فقبحاً لكم وترحاً، حين صرتم غرضاً يرمى، يُغار عليكم ولا تغيرون، وتُغزون ولا تغزون، ويُعصى الله وترضون، فإذا أمرتكم بالسير إليهم في أيام الصيف قلتم: هذه حمارة القيظ أمهلنا يسبّخ عنا الحر، وإذا أمرتكم بالسير إليهم في الشتاء قلتم: هذه صبارة القر، امهلنا ينسلخ عنا البرد، كل هذا فراراً من الحر والقر، فأنتم والله من السيف أفر، يا أشباه الرجال ولا رجال، حلوم الأطفال، وعقول ربات الحجال، لوددت أنّي لم أركم ولم أعرفكم، معرفة والله جرت ندماً، وأعقبت سدماً، قاتلكم الله لقد ملأتم قلبي قيحاً، وشحنتم صدري غيظاً، وجرعتموني نغب التهام أنفاساً، وأفسدتم عليّ رأيي بالعصيان والخذلان، حتى قالت قريش: إن ابن أبي طالب رجل شجاع ولكن لا علم له بالحرب، لله أبوهم!! وهل أحد منهم أشد لها مراساً، وأقدم فيها مقاماً مني؟ ولقد نهضت فيها وما بلغت العشرين، وها أنا ذا قد ذرفت على الستين، ولكن لا أمر لمن لا يطاع!).
2 - ومن وصية له (عليه السلام) للحسن والحسين لما ضربه ابن ملجم لعنه الله:
(أوصيكما بتقوى الله، وأن لا تبغيا الدنيا وإن بغتكما، ولا تأسفاً على شيء منها زوي عنكما، وقولا للحق، واعملا للأجر، وكونا للظالم خصماً، وللمظلوم عوناً؛ أوصيكما وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي بتقوى الله، ونظم أمركم، وصلاح ذات بينكم، فإني سمعت جدكما رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: (صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام) الله الله في الأيتام فلا تغبوا أفواههم، ولا يضيعوا بحضرتكم، والله الله في جيرانكم فإنهم وصية نبيكم، ما زال يوصي بهم حتى ظننا أنه سيورثهم، والله الله في القرآن لا يسبقكم بالعمل به غيركم، والله الله في الصلاة فإنها عمود دينكم، والله الله في بيت ربكم لا تخلوه ما بقيتم، فإنّه إن ترك لم تناظروا، والله الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم في سبيل الله، وعليكم بالتواصل والتباذل، وإياكم والتدابر والتقاطع، لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولى عليكم شراركم، ثم تدعون فلا يستجاب لكم.
ثم قال: يا بني عبد المطلب لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين خوضاً تقولون: قتل أمير المؤمنين، ألا لا تقتلن بي إلاّ قاتلي.
انظروا إذا أنا مت من ضربته هذه فاضربوه ضربة بضربة، ولا يمثل بالرجل، فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: المثلة حرام ولو بالكلب العقور).
3 - من كتاب له (عليه السلام) إلى الحارث الهمداني:
(وتمسك بحبل القرآن واستنصحه، وأحل حلاله، وحرّم حرامه، وصدّق بما سلف من الحق، واعتبر بما مضى من الدنيا ما بقي منها، فإن بعضها يشبه بعضاً، وآخرها لاحق بأولها، وكلها حائل مفارق؛ وعظم اسم الله أن تذكره إلاّ على حق، وأكثر ذكر الموت وما بعد الموت، ولا تتمنَّ الموت إلاّ بشرط وثيق، وأحذر كل عمل يرضاه صاحبه لنفسه ويكره لعامة المسلمين، وأحذر كل عمل يعمل به في السر ويُستحى منه في العلانية، وأحذر كل عمل إذ سئل عنه صاحبه أنكره واعتذر منه، ولا تجعل عرضك غرضاً لنبال القوم، ولا تحدث الناس بكل ما سمعت به فكفى بذلك كذباً، ولا ترد على الناس كل ما حدثوك به فكفى بذلك جهلاً، وأكظم الغيظ، وتجاوز عند المقدرة، واحلم عند الغضب، واصفح مع الدولة تكن لك العاقبة، واستصلح كل نعمة أنعمها الله عليك، ولا تضيعن نعمة من نعم الله عندك، وليُرَ عليك أثر ما أنعم الله به عليك.
وأعلم أنّ أفضل المؤمنين أفضلهم تقدمة من نفسه وأهله وماله، فإنّك ما تقدم من خير يبق لك ذخره، وما تؤخره يكن لغيرك خيره، وأحذر صحابة من يقيل رأيه، وينكر عمله، فإنّ الصاحب معتبر بصاحبه. واسكن الأمصار العظام فإنها جماع المسلمين، أحذر منازل الغفلة والجفاء وقلة الأعوان على طاعة الله، واقصر رأيك على ما يعنيك، وإياك ومقاعد الأسواق فإنها محاضر الشيطان، ومعاريض الفتن، وأكثر أن تنظر إلى من فضلت عليه، فإن ذلك من أبواب الشكر، ولا تسافر في يوم جمعة حتى تشهد الصلاة إلاّ فاصلاً في سبيل الله، أو في أمر آمر تعذر به، وأطع الله في جميع أمورك، فإن طاعة الله فاضلة على من سواها، وخادع نفسك في العبادة وأرفق بها ولا تقهرها، وخذ عفوها، ونشاطها، إلاّ ما كان مكتوباً عليك من الفريضة، فإنّه لابد من قضائها وتعاهدها، عند محلها. وإياك ومصاحبة الفساق، فإن الشر بالشر ملحق، ووقر الله، وأحب أحباءه، وأحذر الغضب فإنه جند عظيم من جنود إبليس، والسلام).
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات ونسألكم الدعاء جزيتم خيرا وبارك الله فيكم وعافاكم
تعليق