إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الامة سلام الله عليهم وبعض من جوانب حياتهم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الامة سلام الله عليهم وبعض من جوانب حياتهم

    الامام السادس

    هو أبو عبدالله جعفر بن محمد الصادق بن محمد بن علي، وقد نص على إمامته أبوه محمد الباقر، ولقبه النبي (ص) بالصادق. ولد عليه السلام بالمدينة في 17 من ربيع الأول وقيل في مطلع رجب من سنة 83 للهجرة وقيل 80 للهجرة. واستشهد في 25 شوال سنة 148 للهجرة. ودفن في البقيع بالمدينة المنورة مع أبيه وجده. وكان أعلم أهل زمانه لا يضاهيه أحد فيه لأنه ورث العلوم عن لآبائه وجده رسول الله (ص) ولقد نقل العلماء عنه من العلوم ما لم ينقلوه من غيره ولا روي من الأحاديث عن أحد بكثرة ما روي عنه عليه السلام. ولقد أحصى أصحاب الحديث أسماء الثقاة من الرواة الذين رووا عنه فكانوا أربعة آلاف. وروي عنه راوٍ واحد ثلاثين ألف حديث، وروى عنه جل العلماء الذين كانوا في عصره ومنهم المذاهب الأربعة ( مالك بن أنس، أحمد بن حنبل، محمد بن إدريس الشافعي، وأبو حنيفة) وكلهم رووا عنه ولم يروِ هو عن أحد، ولأجل ذلك صارت مدرسته مذهبا للشيعة لأنهم رووا عنه أكثر من غيره من الأئمة. وأن جابر بن حيان مؤسس علم الكيمياء تلميذه وعنه أخذ هذا العلم، فقد أملى الصادق عليه السلام خمسمائة رسالة في علم الكيمياء.
    وقد أجمع واصفوه بأنه لُقب بالصادق لأنه عُرِفَ بصدق الحديث والقول والعمل حتى أصبح حديث الناس في عصره. وقال فيه ابن الحجاج:
    يا سيدأً أروي أحاديثه
    رواية المستبصر الحاذق
    كأنني أروي حديث النبي
    محمد عن جعفر الصادق
    وكانت الرحال تشد إليه للمناظرة. وكان عابداً زاهداً كريما. وله الأدعية المأثورة عنه.
    وأما كرمه ... فقد كان عليه السلام لا يأتيه أحد يسأله إلا أعطاه. وكان يرسل الصرر من الدراهم إلى الفقراء ولا يعرفهم بنفسه. وقد كان كثير العفو حسن الأخلاق حتى قال فيه أحد المعاصرين له عبدالله بن المبارك:

    أنت جعفر فوق
    المدح والمدح عناء
    إنما الأشراف أرض
    ولهم أنت سماء
    جاز حد المدح من
    قد ولدته الأنبياء
    ولقد ساعده على نشر علومه الاختلاف الذي وقع في أواخر الدولة الأموية بين الأمويين أنفسهم وبين الأمويين والعباسيين فصار له المجال في نشر أحاديث جده وآبائه.
    ولقد واجه الإمام جعفر الصادق (ع) في أيام المنصور من المحن والشدائد ما لم يواجه في العهد الأموي، وكان وجوده ثقيلاً عليه لأنه أينما ذهب وحيثما حل يراه حديث الجماهير، ويرى العلماء وطلاب العلم يتزاحمون عليه من كل حدب وصوب على بابه في مدينة جده رسول اله (ص) ويزودهم بالتعاليم الحقه ويلقي عليهم من دروسه وإرشاداته، وكانت الدعوة إلى الحق وماصرة العدل ومساندة المظلوم واجتناب الظلمة الذين تسلطوا على الأمة واستبدوا بمقدراتها وكرامتها، واستهتروا بالقيم والأخلاق كانت هذه النواحي تحتل المكانة الاولى في تعاليمه وإرشاداته.
    وقبيل وفاته (ع) نص على إمامة ولده موسى بن جعفر وأرشد أصحابه إليه كما تواترت بذلك النصوص الصحيحة. وكان إستشهاده في شوال من سنة 148 وقيل في النصف من رجب عن ثمانية وستين سنة وقيل أكثر من ذلك. وإليه (ع) نسب المذهب الجعفري.
    أهذا جزاء المصطفى عن رسالة
    مودة قرباه لها جعلت أجرا
    قضت آله بالقتل والسم غيلة
    ومنهم بأعماق السجون قضوا صبرا
    (قبور بكوفان وأخرى بطيبة)
    وأخرى بزوراء العراق و"سامراء"
    وطوس وما أدراك ما طوس قد حوت
    أشدهم خطباً وأبعدهم قبرا
    ولم يشتف المنصور منهم ولا انطفئت
    ضغائن في أحشائه اتقدت جمرا
    فلم تثنه عن "جعفر بن محمد"
    وشائج أولاها القطيعة والهجرا

  • #2
    الامام السابع

    هو موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق (عليهما السلام). ولد يوم 7 صفر سنة 128 من الهجرة في الأبواء (وهو مكان بين مكة والمدينة وفيه قبر آمنة بنت وهب أم النبي (ص) واستشهد مسموما بأمر هارون الرشيد في سجن السندي صاحب شرطته في 25 من رجب سنة 186 للهجرة على الأشهر وعمره 57 سنة ودفن بمقابر قريش في الجانب الغربي من بغداد.
    وكان من المعاصرين له (ع) من ملوك بني العباس كل من المنصور والمهدي والرشيد، وقد نص عليه أبوه الإمام جعفر الصادق (ع) بالإمامة بمحضر من أصحابه وبعض ولده.
    وقد ظهرت له (ع) من الآيات والمعجزات ما بهرت العقول وقطعت ألسنة المخالفين. وكان عليه السلام أفضل أهل زمانه علماً وحلماً وزهداً وعبادة وكرماً وسخاء.
    فمن فضائله وكرم أخلاقه أن رجلا كان بالمدينة يؤذي الإمام موسى بن جعفر (ع) ويسبه ويشتم علياً عليه السلام، فقال للإمام بعض أصحابه ومواليه دعنا نقتله، فقال لا تفعلوا، ثم ركب دابته ومضى إليه وكان الرجل في مزرعة له، فدخل الإمام المزرعة فصاح الرجل لا تدس زرعنا فلم يلتفت إليه حتى وصل إليه وسلم عليه وقال له: كم ترجو أن تصيب منه. قال أرجو أن يجيء منه مائتا دينار، فأخرج الإمام صُرة فيها (300) دينار ودفعها إليه وقال له: هذا زرعك على حاله والله يرزقك. فقام الرجل يقبل رأس الإمام وصار يدعوا له بعد ذلك.
    وكان (ع) يتفقد الفقراء في المدينة فيحمل إليهم الزنبيل ليلاً وفيه الطعام وصُرر الدراهم ويوصلها إليهم وهم لا يعلمون من أي جهة هو. كما كان يفعل أبوه وجده عليهم السلام. وكانت صراره ما بين المائتين إلى الثلثمائة دينار ولذلك سمي ( بباب الحوائج ).
    وكان (ع) يلقب بالصالح والصابر والأمين والكاظم، ويعرف بالعبد الصالح، وسمي بالكاظم لأنه كان إذا بلغه عن أحد سوء إليه بعث بمال يغنيه.
    وصفه (ع) .. عن شقيق البلخي:
    وقد جاء في وصفه عن شقيق البلخي كما في رواية ابن الجوزي أنه قال: خرجت حاجاً سنة 149 للهجرة فنزلت القادسية، وإذا بشاب حسن الوجه شديد السمرة عليه ثوب صوف مشتمل وفي رجليه نعلان، فجلس منفردا عن الناس، فقلت في نفسي: هذا الفتى من الصوفية يريد أن يكون كلاً على الناس، والله لأمضين إليه وأوبخه.
    فدنوت منه فلما رآني مقبلاً، قال: يا شقيق اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم. فقلت في نفسي هذا عبد صالح قد نطق بما في خاطري لألحقنه وأسأله أن يجالسني فغاب عن عيني فلما نزلنا واقصة، إذا به يصلي وأعضاؤه تضطرب ودموعه تنحدر على خديه، فقلت في نفسي أمضي إليه وأعتذر منه، فأوجز في صلاته وقال: يا شقيق وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى. فقلت: هذا من الأبدال قد تكلم عن سري مرتين. فلما نزلنا زيالاً، وإذا به قائم على البئر وبيده ركوة يريد أن يستقي الماء فسقطت الركوة في البئر، فرفع طرفه إلى السماء وقال:
    أنت ربي إذا ظمئت إلى الماء
    وقوتي إذا أردتُ الطعاما
    فوالله لقد رأيت البئر قد ارتفع ملؤها فأخذ الركوة وملأها وتوضأ وصلى أربع ركعات ثم
    مال إلى كثيب رمل هناك فجعل يقبض بيده ويطرحه في الركوة ويشرب. فقلت أطعمني من فضل ما رزقك الله وما أنعم عليك، فقال: يا شقيق لم تزل نعم الله علينا ظاهرة وباطنة فأحسن ظنك بربك، ثم ناولني الركوة فشربت منها فإذا سويق وسكر ما شربت والله ألذ منه ولا أطيب ريحا فشبعت ورويت، وأقمت أياماً لا أشتهي الطعام ولا الشراب، ثم لم أره حتى دخلت مكة فرأيته ليلة إلى جانب قبة الشراب نصف الليل يصلي بخشوع وأنين وبكاء فلم يزل كذلك حتى ذهب الليل، فلما طلع الفجر جلس في مصلاه يسبح فلما انتهى قام إلى صلاة الفجر وطاف بالبيت سبعا وخرج، فتبعته لأعرف أين ذهب، فإذا له حاشية وأموال وغلمان وهو على خلاف ما رأيته في الطريق ودار به الناس يسلمون عليه ويتركون به، فقلت لبعضهم: من هذا؟ فقال: هو موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام).
    وفاته عليه السلام:
    لما حج الرشيد جاء إلى المدينة وقبض على الإمام موسى بن جعفر عليه السلام وحبسه ثم نقله من سجن إلى سجن من المدينة إلى البصرة إلى بغداد وأخيراً دس إليه السم في حبس السندي ابن شاهك فاستشهد. وحمل نعشه الشريف أربعة من المحالين ووضعوه على جسر بغداد ولما رأي عم الرشيد وهو "سليمان بن جعفر" أخذ النعش وشيعه وغسله ودفنه في مقابر قريش ( وتسمى اليوم مدينة الكاظمية) وعلى القبر قبتان وأربع مآذن وكلها مغشاة بالذهب.

    من وصاياه وحكمه عليه السلام:
    1- أوصى بعض ولده: يا بني إياك أن يراك الله في معصية نهاك عنها. وإياك أن يفقدك الله عند طاعة أمرك بها.
    2- إياك الكسل والضجر فإنهما يمنعانك حظك من الدنيا والآخرة.
    3- إعمل الخير إلى كل من طلبه منك فإن كان من أهله فقد أصبت موقعه، وإن لم يكن من أهله كنت من أهله.

    تعليق


    • #3
      الامام الثامن

      هو أبو الحسن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) وهو ثامن أئمة أهل البيت . ولد في 11 من ذي القعدة سنة 148 وقيل سنة 153. أما وفاته في 17 صفر من سنة 203 للهجرة في ملك المأمون العباسي وعمره 55 سنة. ودُفِنَ بمدينة طوس (1).
      وقد نص عليه أبوه بالإمامة. وكان عليه السلام أفضل الناس في زمانه وأعلمهم وأتقاهم وأزهدهم وأعبدهم وأكرمهم وأحلمهم وأحسنهم أخلاقاً، وكان يجلس في حرم النبي صلى الله عليه وآله في الروضة والعلماء في المسجد فإذا عي أحد منهم عن مسألة أشاروا إليه بأجمعهم وبعثوا إليه بالمسائل فيجيب عنها وقد جمع له المأمون جماعة من الفقهاء في مجالس متعددة فيناظرهم ويغلبهم حتى أقر علماء زمانه له بالفضل. وكان والده الإمام موسى بن جعفر (ع) يقول لبنيه وأهل بيته: هذا عالم آل محمد. وقد جمع بعض أصحابه 15 ألف مسألة من المسائل التي سئل عنها الرضا (ع) وأجاب عنها ولما وصل
      نيسابور(2) عند ذهابه من الحجاز إلى مرو (عاصمة خراسان) إلتمس منه أهالي نيسابور أن يحدثهم فأخرج رأسه من القبة التي كان راكباً فيها فقال عليه السلام : (حدثني أبي موسى الكاظم عن أبيه جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر عن أبيه علي زين العابدين عن أبيه الحسين عن أبيه أمير المؤمنين عن جبرائيل عن ميكائيل عن اللوح عن القلم عن الله عز وجل، ولاية علي بن أبي طالب حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي) ... وهذا الحديث يسمى حديث سلسلة الذهب.

      ومن مكارم أخلاقه عليه السلام أنه ما جفا أحداً بكلامه ولا قطع على أحد كلامه وما رد أحداً في حاجة يقدر عليها ولا مد رجله بين يدي جليسه ولا شتم أحداً من مواليه ومماليكه وخدمه، وكان إذا نصب مائدته أجلس عليها مواليه وخدمه حتى البواب والسائس.

      وكان يقول لخدمه: إذا قمت على رؤوسكم وأنتم تأكلون فلا تقوموا حتى تفرغوا.

      وكان المعاصر له من خلفاء بني العباس المأمون الذي جعل الإمام الرضا (ع) ولياً لعهده مكرها حتى بلغ حدود التهديد بالقتل وعرف الناس منه ذلك. حيث كان كارها. لعلمه بأن المأمون لم يكن جاداً في كل ما يتظاهر به من الحب والولاء والعطف على العلويين بل كان يتستر بذلك ليحصل على مكاسب يستفيد منها هو وأسرته وتوفر له الأمن والاستقرار.

      من حكمه (عليه السلام):
      1- خيار العباد هم الذين إذا أحسنوا استبشروا، وإذا أساؤوا استغفروا، وإذا أعطوا شكروا، وإذا ابتلوا صبروا، وإذا غضبوا عفوا.
      2- عونك للضعيف أفضل من الصدقة.
      3- خَمْسُ مَنْ لَمْ تَكُنْ فيه فلا ترجوه بشئ من الدنيا والآخرة:
      - من لم تعرف الوثاقة في أرومته.
      - والكرم في طباعه.
      - والرصانة في خلقه.
      - والنبل في نفسه.
      - والمخافة لربه.
      4- صل رحمك ولو بشربة من ماء.

      وفاة الإمام الرضا (ع):
      توفى الإمام الرضا (عليه السلام) في قرية يقال لها سنا آباد مسموماً بسم دسه له المأمون في شراب الرمان وقيل في العنب قدمه إليه. ودفن في دار حميد بن قحطبة في المكان الذي فيه الرشيد إلى جانبه مما يلي القبلة كما جاء في عيون أخبار الرضا للصدوق رحمه الله.

      ويدعي الرواة أن المأمون لم يظهر موته في حينه وتركه يوماً وليلة ثم وجه إلى محمد بن جعفر بن محمد وجماعة من آل أبي طالب وأخبرهم بوفاته. ثم كشف لهم عنه ليعلموا أنه مات ولا أثر فيه لضربة سيف ولا طعنة رمح.
      ومما رثاه من الشعراء دعبل الخزاعي بقصيدة يقول فيها:


      قوم قتلتم على الإسلام أولهم
      حتى إذا استمسكوا جازوا على الكفر
      قبران في طوس خير الناس كلهم
      وقبر شرهم هذا مِنَ العِبَرِ
      ما ينفع الرجس من قرب الزكي وما
      على الزكي بغرب الرجس من ضرر
      هيهات كل امرئ رهن بما كسبت
      له يداه فخذ ما شئت أو فذرِ



      (1) طوس: مدينة بإيران تسمى اليوم بمشهد الرضا.
      (2) نيسابور: إحدى مدن إيران.

      تعليق


      • #4
        الامام التاسع

        هو محمد الجواد بن علي الرضا (ع)، تاسع الأئمة عليهم السلام. اسمه محمد ولقبه الجواد وكنيته أبو جعفر الثاني. ولد بالمدينة يوم الجمعة التاسع من رمضان وقيل العاشر من رجب من عام 195 للهجرة، وتوفى مسموماً ببغداد في ذي القعدة من سنة 220 للهجرة وقيل 225 للهجرة بخلافة المعتصم. ودفن في مقابر قريش مع جده موسى الكاظم عليهما السلام. وكان عمره 25 سنة.

        وقد نص عليه أبوه الرضا (ع) بالإمامة، وكان أفضل أهل زمانه، وقد جمع المأمون العلماء لمناظرته وهو صبي فغلبهم في علمه وفضله، فزوجه المأمون إبنته أم الفضل.

        مناظرة الإمام محمد الجواد عليه السلام مع يحيى ابن أكثم:

        لما ثَقُلَ على العباسيين أمر تزويج الإمام محمد الجواد من ابنة المأمون قال لهم: ويحكم إني أعْرَفُ بهذا الفتى منكم، وإن شئتم فامتحنوه، فإن كان كما وصفتم قَبِلْتُ منكم، فقالوا: لقد رضينا لك ولأنفسنا بامتحانه فَخَلِّ بيننا لنعين من يسأله بحضرتك عن شيء من فقه الشريعة فإن أصاب الجواب لم يكن لنا اعتراض ... ثم اجتمع رأيهم على يحيى بن أكثم وهو يوم ذاك قاضي القضاة، على أن يسأل مسألة لا يعرف الجواب عنها، ووعده بأموال نفيسة إن هو استطاع ذلك. وعادوا إلى المأمون يسألونه أن يعين يوماً لهذه المناظرة. وفي اليوم الذي عينه المأمون حضر الإمام (ع) وقاضي القضاة والمأمون وجلس الناس على مراتبهم، واستأذنه يحيى بن أكثم في السؤال فأذن له فقال: أصلحك الله يا أبا جعفر ما تقول في مُحْرِمٍ قتل صيداً، فقال الإمام (ع) وهو ابن سبع سنين وأشهر: قتله عمداً أو خطأً، حراً كان أم عبداً، صغيراً كان أو كبيراً، مبتدئاً بالقتل أم معيداً، من ذوات الطير كان الصيد أم من غيره، من صغار الصيد كان أم من كباره، مصراً على ما فعله أو نادماً، في الليل كان قَتْلُه للصيد في أوكارها أم نهاراً وعياناًَ محرماً كان للعمرة أو للحج؟‍‍‌‍!

        فتحيَّر يحيى بن أكثم وانقطع انقطاعاً لم يخفَ على أحد من أهل المجلس وبان في وجهه العجز والانقطاع وتلجلج حتى عرف الناس منه ذلك .. فطلب المأمون من الإمام (ع) أن يذكر الحلول لتلك الفروض. وبعد أن أجاب عنها بكاملها اسودت وجوه العباسيين.

        وأضاف الرواة لذلك أن المأمون طلب من الإمام أبي جعفر أن يسأل يحيى بن أكثم كما سأله فأجابه الإمام وقال ليحيى: أخبرني عن رجل نظر إلى امرأة في أول النهار فكان نظره إليها حراماً عليه، فلما ارتفع النهار حلت له،فلما زالت الشمس حروت عليه، فلما دخل عليه وقت العصر حلت له، فلما غربت الشمس حرمت عليه، فلما دخل عليه وقت عشاء الآخرة حلت له، فلما انتصف الليل حرمت عليه، وبطلوع الفجر حلت له. فما حال هذه المرأة وبما حلت له وحرمت عليه؟ فقال يحيى بن أكثم: والله لا أهتدي لجوابك ولا أعرف الوجه في ذلك فإن رأيت أن تفيدنا. فقال أبو جعفر (ع): هذه أَمَةٌ لرجل من الناس نظر إليها أجنبي في أول النهار فكان نظره إليها حراماً عليها، فلما ارتفع النهار ابتاعها من مولاها فحلَّت له، فلما كان عند الظهر أعتقها فحرمت عليه فلما كان وقت العصر تزوجها فحلت له، فلما كان وقت المغرب ظاهر منها فحرمت عليه، فلما كان وقت العشاء الآخرة كفر عن الظهار فحلَّت له، فلما كان نصف الليل طلقها واحدة فحرمت عليه، فلما كان عند الفجر راجعها فحلت له.

        فأقبل المأمون على من حضره من اهل بيته فقال لهم: هل فيكم أحد يجيب عن هذه المسألة بمثل هذا الجواب أو يعرف القول فيما تقدم من السؤال فقالوا: لا والله إن أمير المؤمنين أعلم بما رأى. ثم قال لهم كما يدعي الراوي: ويحكم إن أهل هذا البيت خُصُّوا من بين الخلق بما ترون من الفضل وإن صغر السن فيهم لا يمنعهم من الكمال، أما علمتم أن رسول الله (ص) افتتح دعوته بدعاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وهو ابن عشر سنين وقَبِلَ الإسلام منه وحكم له ولم يدع أحداً في سنه غيره، أفلا تعلمون الآن ما خصَّ الله به هؤلاء القوم وأنهم ذرية بعضها من بعض يجري لآخرهم ما يجري لأولهم، فقالوا: صدقت يا أمير المؤمنين. وتم الزواج بعد هذا الحوار.

        وفاته عليه السلام:

        جاء في الروايات أن المعتصم دفع زوجة الإمام محمد الجواد (ع) أم الفضل بنت المأمون على قتله لأنها كانت منحرفة عنه وتغار من زوجته المفضلة عنده أم أبي الحسن علي الهادي (ع) وبعد أن وضعت له السم في العنب نَدِمَتْ على ذلك.

        لقد مات (ع) في ريعان شبابه وهو رهن الإقامة الجبرية في بغداد ودُفِنَ في مقابر قريش إلى جانب جده أبي الحسن موسى بن جعفر حيث مشهدهما الآن كعبة للوافدين ويستجير بهما الخائفون ويطمع في شفاعتهما المذنبون ويتوسل بهما ذوو الحاجات إلى الله.

        تعليق


        • #5
          الامام الثاني عشر

          هو الإمام الثاني عشر من الأئمة المعصومين الذين أوجب الله طاعتهم على الخلق
          أجمعين وهو الإمام المهدي المنتظر صاحب العصر والزمان.
          ولد أبو القاسم محمد بن الحسن، مهدي هذه الأمة وأملها المرتجى الذي يحيي الله
          به الحق والعدل ويعيد إلى الأمة حريتها وكرامتها ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً
          بعدما ملئت ظلماً وجوراً. ولد في سنة 255 للهجرة في سامراء ولم يولد لأبيه
          مولود غيره، وذلك قبل أن تصل الخلافة إلى المهتدي العباسي بشهر تقريباً وتوفى
          والده (ع) وله من العمر خمس سنوات فأتاه الله الحكمة وجعله آية للعالمين
          وإماماً للمسلمين، كما جعل عيسى بن مريم وهو في المهد نبياً.
          فأخفاه أبوه الإمام الحسن العسكري عن أعين الناس فلم يعلم به إلا خواص شيعته
          خوفاً علبه. وقد حضرت ولادته عمة أبيه حكيمة بنت الإمام محمد الجواد عليه
          السلام.
          النصوص الواردة بحقه عليه السلام:
          لقد روى أحاديث المهدي (ع) جماعة من محدثي السنّة في صحاحهم كالترمذي وأبي داود
          والحاكم وابن ماجه وأسندوها إلى جماعة من خيار الصحابة كعلي (ع) وابن عباس وابن
          عمر وابن مسعود وطلحة وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري وأم سلمة وغيرهم ممن سمعوا
          الرسول يردد حديث مهدي أهل البيت بين الحين والآخر حسب المناسبات.
          ففي صحيح الترمذي أن النبي (ص) قال: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل
          الله ذلك اليوم حتى يبعث الله فيه رجلاً من أل بيتي يواطئ اسمه اسمي.
          وفي مسند أحمد بن حنبل عنه أنه قال (ص): لا تنقضي الأيام ولا يذهب الدهر حتى
          يملك العرب رجلٌ من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي.
          ويعتقد ابن تيمية بصحة الحديث الذي رواه ابن عمر عن النبي (ص) وجاء فيه: يخرج
          في آخر الزمان رجل من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي يملأ الأرض عدلاً كما كلئت
          جوراً وذلك هو المهدي. وفي حديث له (ص): المهدي من عترتي ومن ولد فاطمة.
          وفي رواية عن حذيفة اليمان أن رسول الله (ص) قال: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم
          واحد لبعث الله رجلاً اسمه اسمي وخلقه خلقي يبايع له الناس بين الركن والمقام
          يردّ الله به الدين ولا يبقى على وجه الأرض إلا من يقول لا لإله إلا الله، فقام
          إليه سلمان الفارسي وقال له: يا رسول الله من أي ولدك هو؟ فقال من ولد ابني هذا
          وضرب بيده على كتف الحسين.
          وفي رواية أخري تنتهي بسندها إلى سعيد بن جبير عن ابن عباس أن رسول الله (ص)
          قال: إن علي بن أبي طالب إمام أمتي وخليفتي عليها من بعدي ومن ولده القائم
          المنتظر الذي يملأ به الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً، والذي بعثني
          بالحق بالحق بشيراً ونذيرأً إن الثابتين على القول به في زمان غيبته لأعز من
          الكبريت الأحمر، فقام إليه جابر بن عبدالله الأنصاري وقال: يا رسول الله
          وللقائم من ولدك غيبة؟ قال: أي وربِّي وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين،
          يا جابر إن هذا الأمر سر من سر الله مطوي عن عباد الله فإياك والشك فيه فإن
          الشك في أمر الله كفر. إلى غير ذلك من الروايات الكثيرة التي بشرت بمهدي أهل
          البيت.

          تعليق


          • #6
            احسنت اختي وفقك الله

            تعليق


            • #7
              مشكوره

              مشكورة أختي جزاج الله ألف خير وخيرات أختي إيمان

              تعليق

              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
              حفظ-تلقائي
              x

              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

              صورة التسجيل تحديث الصورة

              اقرأ في منتديات يا حسين

              تقليص

              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
              استجابة 1
              11 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
              بواسطة ibrahim aly awaly
               
              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
              ردود 2
              12 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
              بواسطة ibrahim aly awaly
               
              يعمل...
              X