
منزل الشيخ يوسف القرضاوي
لفت انتباهي وأنا أتصفح موقع العربية على الشبكة العنكبوتية -الموقع الذي لايخفى عليكم ينضح طهارة ويشع نورا- ذلك الخبر المنشور على صفحتها الرئيسية القاضي بإزالة بيت سماحة العلامة المجاهد الزاهد المتقشف الورع رئيس اتحاد علماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي دام ظله الوارف ذلك الشيخ الذي ما فتيء يوما يحث الناس على القناعة وترك ملذات الدنيا والتقشف والزهد في هذه الدنيا الفانية وقد أثبت لنا هذا الخبر وهو مدعم بصورة بيت سماحته أن قوله يطابق فعله فلم أر إلا بيتا صغيرا مساحته 70 في 70 مترا نوافذه مصنوعة من الخشب المتهالك شبابيكه تحوم حولها العناكب والحشرات لكثرة مابها من ثقوب مياه المجاري تطفح حول البيت لعدم وجود شبكة صرف صحي مرازيب الأمطار مصنوعة من جذوع النخيل البالية فيا للعجب ما كان يخيل لي أن بيت سماحته وقد بلغ مابلغ من العلم والفضل أن يكون بيته بهذه الصورة المزرية وقد رصع بالطين والفخار كأنه من بيوت الأطلال في الجاهلية السحيقة وقد دمعت عيني من شدة بؤس هذا البيت ولكن مالبثت في الانهمار حتى قلت في نفسي هون عليك يارجل! هذه بيوت العلماء فقد طلقوا الدنيا ومافيها وزهدوا في حلالها فكيف بحرامها يعيشون التقشف قدوتهم في ذلك رسول الله والعلماء هم ورثة الأنبياء ولا شك أن سماحة شيخنا القرضاوي به قبس من نور النبوة ومنهل الرسالة واسمحوا لي زيادة في الفضل وترغيبا في الاقتداء أن أضع لكم رابط صورة بيت سماحته لأخذ العبرة في ذلك:
http://www.alarabiya.net/articles/2009/04/16/70776.html
في حين أن الجانب الآخر من المعادلة على النقيض تماما فسماحة السيد علي السيستاني يتربع على تحقة معمارية رائعة الجمال والتصميم يعيش في قصر من القصور الباريسية المرصعة بأنواع اللآليء والدرر الثمينة مساحات شاسعة حدائق غناء أنهار جارية عصافير مغردة أشجار كثيفة لايسع المرء عندما يقوم بزيارة هذا القصر (قصر السيد السيستاني) إلا أن يظنه نسخة طبق الأصل من متحف اللوفر الباريسي أو قصر الأليزيه الرئاسي أو تحفة الفن المعماري تاج محل المغولي فهنيئا لسماحته على هذا القصر ولكم الحق في المقارنة بين بيت سماحة العلامة الشيخ القرضاوي وقصر سماحة السيد السيستاني وأستميحكم العذر في وضع رابط قصر سماحة السيد السيستاني لتروا بأم أعينكم الكم الهائل من البذخ والترف:
http://youtu.be/jlfllWpO1GE
هناك صورة أخرى لابأس بذكرها لكم أيها الأحبة فلا يخفى على أحد منكم حرص سماحة العلامة الشيخ القرضاوي على بث روح الوحدة والألفة بين أبناء الأمة الإسلامية سنة وشيعة من خلال كتبه وخطب الجمعة ومنابره الإعلامية فما يزال حفظه الله يحث السنة على اعتبار الشيعة أخوة لهم في الحقوق والواجبات لا فرق بينهم وبين السنة وما زال يفتي بجواز التعبد بمذهب أهل البيت وينصح بتدريسه في الجامعات السنية الكبرى كالأزهر الشريف ولا تمر خطبة له إلا وأشاد بالمذهب الشيعي وبعلمائه ورجاله ومنذ أن خلقنا الله على هذه الأرض لم نسمع قط أن سماحة العلامة الشيخ يوسف القرضاوي قد صرح على المنابر أن مذهب أهل البيت سبة أو لعنة حلت ببلاد المسلمين وعلى السنة أن يتنبهوا لذلك الخطر القادم من إيران والتحذير من موجة التشيع الآخذة في التمدد من طنجة إلى جاكرتا بل على العكس تماما كانت تصريحاته على الدوام وكما اعتدنا عليها فيها الحث على الوحدة والتقريب والإيمان ببث روح العقلانية والتسامح والتنوير والقبول بالآخر المختلف إيمانا منه حفظه الله بحرية المعتقد وترسيخ مفهوم الاعتدال وقد كانت تصريحاته الوسطية التي حث عليها أدب القرآن لها الأثر البالغ في نفوس المسلمين جميعا فلم تكن هناك نعرات طائفية بين المسلمين ولم يكن هناك تأليب طرف على طرف آخرأو احتقان السنة ضد الشيعة ولم تكن هناك إثارة للفتنة فقد رأينا جراء تصريحات سماحته المسؤولة والحكيمة أن احتض بلاد المغرب العربي إخوانهم الشيعة وفتحوا لهم صدورهم قبل بيوتهم وسمحوا لهم ببناء مدارسهم وممارسة حرياتهم في العبادة كما أن مصر المحروسة أرض الكنانة شجعت على نشر المذهب الشيعي على أراضيها واحتضنت المقاومة اللبنانية وأخذت وسائل إعلامها تطبل وتزمر لحزب الله فما من وسيلة إعلامية إلا أشادت بالمقاومة اللبنانية والفخر بقائدها فلا يسعنا إلا أن نتضرع لله مخلصين صادقين بأن يحفظ شيخنا العلامة القرضاوي من كل مكروه وأن يطيل في عمره ولكن ماذا على الضفة المقابلة من النهر؟
ستجد هناك فتاوى سماحة السيد السيستاني المحرضة على قتل السنة وهدم مساجدهم وانتهاك حرماتهم وتدنيس مقدساتهم فليس هناك من شغل لسماحة السيد السيستاني إلا التحريض على ثقافة الكراهية وعدم القبول بالآخر وحث الشيعة آناء الليل وأطراف النهار على قتل السنة ونهب ثرواتهم وتشريد أبنائهم وكل الذي نقل عن سماحته في وسائل الإعلام مخاطبا الشيعة وقد تعرضوا لما تعرضوا له من التنكيل والتفخيخ والتشريد أن أبناء السنة ليس إخوانكم فحسب بل عاملوهم كأنفسكم ولا تعتدوا عليهم وإن اعتدوا عليكم لا تشفع لسماحته فهو إيراني فارسي صفوي يدعو للفرقة ويشجع على الفتنة فهو الذي يخرج لنا عبر وسائل الإعلام مابين الفينة والأخرى من خلال الصحف والمجلات والتلفاز ليثير نعرات التشويش والفرقة بين المسلمين ويؤجج المشاعر الطائفية ويعمل على بث روح الفتنة بينهم ويؤلب ذلك الطرف على هذا الطرف وما خفي كا ن أعظم!
يالها من نكبة المقاييس فينا وماعشت ترى في الدهر عجبا!
طيب الله أوقاتكم
تعليق