إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

(شهيد مظلوم، وشعب يعيش المأزق) ، في رحيل المولى المقدس

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (شهيد مظلوم، وشعب يعيش المأزق) ، في رحيل المولى المقدس

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ


    مَـضى طـاهِرَ الأَثوابِ لَم تَبقَ رَوضَةٌ
    غَـداةَ ثَـوى إِلّا اِشـتَهَت أَنَّـها قَبرُ

    ((عظم الله أجورنا وأجوركم وأجور المسلمين بهذا المصاب الجلل الذي استهدف عالماً كبيراً ومجاهداً،
    عاش حياته منذ شبابه وهو يدافع عن الإسلام، فقد كنّا ونحن في مجلة (الأضواء) في سنة 1380 هـ في النجف الأشرف،
    نستقبل شاباً طاهراً طيباً، الطهارة تفيض على وجهه، وتشعر بالروح الإسلامية تتحرك في كل مواقفه،
    كان يأتي بكلماته في (الأضواء) ليعالج قضايا لم يكن مجتمع النجف يعالجها آنذاك.
    انطلق وهو تلميذ ابن عمه الشهيد السعيد الصدر الذي تتلمذ عليه، وعاش حياته معه، وكان الشهيد الصدر يتنبأ بأنه سوف يكون له شأن كبير في حركة العلم والبحث والانفتاح، حيث كتب هذا في مقدمة موسوعة الإمام المهدي ـ عجل الله فرجه ـ التي ألفها السيد محمد الصدر. وعاش آلام شهادة الشهيد السعيد وآلام شهادة أخته العلوية بنت الهدى، وعاش مأساة العراق، ودخل السجن وعاش الاضطهاد، وانطلق في خط المرجعية، وظلمه الكثيرون ولا يزالون يظلمونه عندما قالوا عنه (إنه مرجع السلطة)، وقالوا عنه كلمات كنا نرى منذ البداية أنه يأثم صاحبها.
    إني أعتقد أن هؤلاء لو كانوا في زمن الأئمة (عليهم السلام)، لاتهموهم بولائهم للسلطة، لأن الذهنية هي الذهنية. لذلك إنني أتصور طيبته وطهارته وصفاء نفسه، وأتصور أنه كان يرى ـ سواء ناقشته في ما يرى أو لم تناقشه ـ أنه يستطيع أن يقوم بخدمة الإسلام، باعتبار ما يعتقده من تقية أو ما أشبه ذلك.
    لم ينقل عنه في كل حركة مرجعيته أنه قال كلمة في السلطة بالطريقة التي توحي أنه يؤيِّدها، فمن الناحية السياسية أو الفكرية على الأقل، أنا لم أسمع ذلك ولم يُنقل لي ذلك، من الممكن أنه كان هناك نوع من الهدنة أو نوع من المداراة التي كان يرى باجتهاده أنها مشروعة، ولاسيما في العراق الذي تتميّز حكومته بأنها من أكثر الأنظمة شراسةً في الجريمة. لذلك، أن تكون خارج العراق لتعلق على بعض المواقف شيء، وأن تكون في داخل الزنزانة حتى وأنت تتحرك في مدينتك شيء آخر.
    وعليه، لا بدَّ من أن ندرس كلَّ ظروف أهلنا وأخواننا، وعلى الإنسان المؤمن عندما يريد أن يحكم على أي شخص، ولاسيما في مثل هذا الرجل الذي ملأ الثقافة الإسلامية علماً وفقهاً، أن يدرس ظروفه النفسية وظروف الساحة وظروف الواقع الذي كان يعيشه. إننا أصبحنا نقلب كلمة علي (عليه السلام) الذي قال: "ضع أمر أخيك على أحسنه، ولا تظننَّ بكلمة خرجت من أخيك سوءاً وأنت تجد لها في الخير محملاً"، فـأصبحت المسألة (ضع أمر أخيك على أسوأه، ولا تظننَّ بكلمة خرجت من أخيك خيراً وأنت تجد لها في السوء محملاً). أصبحنا نغلِّب احتمالات الشرّ على احتمالات الخير، ونظلم الناس على هذا الأساس، ونحن نعرف القاعدة الحضارية الإنسانية التي تقول: (المتهم بريء حتى تثبت إدانته). وقضية الإدانة تحتاج إلى حيثيّات في دراسة الموقف والكلمة؛ لأن من الممكن أن تكون هناك بعض الظروف الدقيقة التي لا تسمح له أن يتكلم بكلمة. نحن نقرأ في أحاديث أهل البيت(عليهم السلام) كيف كانوا يواجهون الظروف التي كانت تحيط بهم بأسلوب المداراة حفظاً للخط، حتى يستمر الخط الأصيل، وحتى يمكن حماية المعارضة والجهات الممانعة. من الطبيعي أن للتقية حدوداً، ومن الطبيعي أن لها برامج وقوانين، ولكن علينا أن لا نعذر أنفسنا في ما لا نعذر به الناس: "اجعل نفسك ميزاناً بينك وبين غيرك، فأحبب لغيرك ما تحب لنفسك".
    إنَّ الكثيرين الذي يسجّلون ملاحظات قاسية، لو كانوا في الموقع نفسه ماذا يفعلون؟ نحن لا نريد أن نتبنى كل الأسلوب، فقد يكون لنا رأي في أسلوب معين أو أسلوب آخر، وقد نعارض أسلوباً ونؤيد آخر، ولكن هناك فرقاً بين أن تعارض أسلوباً معيناً لتجد أنه خطأ، وأن تحكم على الذي يمارس هذا الأسلوب بالخيانة، وبما أشبه ذلك من الكلمات التي تحدَّث بها البعض، وهناك من قد يخطىء في فكره، ولكنه قد يكون معذوراً. ونحن من نتمسك بقول: "إن المجتهد إن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجرٌ واحد".
    إننا عندما ندرس ممارسته الثورية في صلاة الجمعة التي استطاعت أن تعيد هذه الروح الإسلامية التي غابت من الشارع الإسلامي في ظلّ الضغوط التي حصلت وأدّت إلى إلغاء مجالس العزاء والمواكب الحسينية وإلغاء كلّ الحريات، ولم يبق إلاّ الزيارات لمقامات الأئمة(ع) كمتنفس وحيد لهم...
    فقد كان ـ بحق ـ المعارضة والثورة الصامتة، وعندما جاءت صلاة الجمعة، استطاعت أن تكون المتنفَّس للكلمة الدينية والموعظة والكلمة الإسلامية، ولذلك أيَّدناه بكل قوة، لأن صلاة الجمعة هي الصلاة التي حرمنا منها في مدى القرون الأولى، ولأنها الصلاة التي تجمع المسلمين في كلِّ منطقة ليلتقوا في أجوائها، وليسمعوا الكلمات التي تتَّصل بحياتهم.
    وقد لاحظنا في المدة الأخيرة كيف بدأ يخرج من هذا الطوق، ويتكلم بكلمات فيها من المعارضة الشيء الكثير، ومن النقد للسلطة، وأعتقد أن هذه الجريمة رد فعل لما أثاره من التهديد للسلطة، ولما يمكن أن يقوم به الناس ضدها إذا لم تطلق سراح أئمة الجمعة الذين سجنتهم. وإنني أتصور أن هذا الموقف كان قمةً في إطلاق كلمة الحق، ولعل السلطة لم تصبر على ذلك، لأنها لا تتحمل أن تُقال كلمة قوية في وجهها، لم تكن تتصور أن الوضع سوف يمتد إلى هذا الالتفاف الجماهيري، ولذلك ربما خطَّطت لشيء، لكنها اصطدمت بشيء ربما يهدد وضعها في المستقبل، لأن هناك صلاة تجمع الناس، وعندما يجتمع الناس في صلاة واعية، فإن من الطبيعي أن ينفتح هذا الوعي ويتحرك ويعبّر عن نفسه، ولاسيما في هذه الظروف السياسية التي تحاصر السلطة الصدّامية عربياً ودولياً كما تحاصرها محلياً.
    لذلك، إننا نعتقد أنه الشهيد المظلوم، أنه الرجل الذي أعطى الإسلام الكثير في كتبه، وانطلق من أجل أن يؤكد حركة الإسلام بحسب ما يتسع له ظرفه، ولا يجوز أن يُتحدث عنه بسوء. قد يملك أحد أن يتحدث عن خطأ في الأسلوب أو خطأ اجتهادي كما يتحدث المجتهدون، لكن أن يتحدث عنه بسوء، فهذا ظلم له. لذلك نقول لكل الذين يتحدثون أو ينتقدون: لقد ظُلم هذا الإنسان الكبير من قبل طاغية العراق، فلا تضيفوا إلى ظلامته ظلامة أخرى، لقد اغتاله النظام الطاغي جسدياً فلا تغتالوه معنوياً، ومن الممكن كما قلت أكثر من مرة في هذا الحديث، أن تناقشوا بعض كلماته أو أساليبه، ولكنكم لن تستطيعوا أن تناقشوا أنه كان صالحاً تقياً يخاف الله ويعمل بما يعتقد أن الله يعذره فيه.
    إننا نشعر بخسارة كبيرة جداً، وبظلامة كبيرة جداً، ونشعر بالمأزق الذي يعيشه هذا الشعب الذي عذِّب كثيراً من حاكمه، وعذِّب من الواقع الدولي، ولا يزال يُعذَّب جوعاً وتشريداً وقتلاً وما إلى ذلك، ولعل من أشد عذاباته هو ما يعانيه الآن من هذه الجريمة، ولا ندري كيف يكون رد الفعل هناك؟ وقد سمعنا أن هناك ردود فعل غاضبة، ولكننا نعرف أن العراق كله يعيش في بلد تحكمه المخابرات ويحكمه الحديد والنار.
    فليكن الصوت واحداً ضدّ هذه الجريمة، ولا تتركوا للخطوط هنا وللخطوط هناك أن تتحرّك بين من يشمت وبين من يأثم في كلماته. ليكن الصوت واحداً، لقد كان هذا الرجل شهيداً مظلوماً عاش من أجل الإسلام، ومات من أجل الإسلام، وعلينا أن نعمل ونحفظ البقية الباقية من الحوزة العلمية في النجف الأشرف، التي اغتالها النظام، ومن المراجع الذين كانوا ولا يزالون في خطر ))
    سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (قدس) ، في كلمة خاصة بمناسبة استشهاد المرجع الديني السيد محمد الصدر (قدس) في حوزة المرتضى (عليه السلام)

  • #2
    عظم الله لكم الاجر

    تعليق


    • #3
      السلام عليك ياسيدي يامحمد الصدر يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا ولعن الله اعدائك ومبغضيك ومن اتهمك ومن اساء الظن بك بخبث سريرته
      عظم الله لنا ولكم الاجر

      تعليق


      • #4
        اللهم صل على محمد وآل محمد

        فليكن الصوت واحداً ضدّ هذه الجريمة، ولا تتركوا للخطوط هنا وللخطوط هناك أن تتحرّك بين من يشمت وبين من يأثم في كلماته. ليكن الصوت واحداً، لقد كان هذا الرجل شهيداً مظلوماً عاش من أجل الإسلام، ومات من أجل الإسلام، وعلينا أن نعمل ونحفظ البقية الباقية من الحوزة العلمية في النجف الأشرف، التي اغتالها النظام، ومن المراجع الذين كانوا ولا يزالون في خطر
        كلام جميل خصوصا خاتمته
        والآن اخي الدرويش عرفنا الشهيد المظلوم بعض معرفة
        بقي عليك أن تبين مأزق الشعب الذي يعيش فيه
        تحياتي
        وعظّم الله لكم الأجر

        تعليق


        • #5
          اللهم صلِّ على محمد وآل محمد ..
          الأخوين الفاضلين : السيد الكربلائي ، خادم كميل :
          عظم الله اجوركم ..
          السلام عليك سيدي (ابا مصطفى) يوم ولدت ، ويوم استشهدت ، ويوم تبعث حيا .
          :
          نسبه :

          محمد ابن السيد محمد صادق ابن السيد محمد مهدي ابن السيد اسماعيل (الذي سميت اسرة الصدر بأسمه) ابن السيد صدر الدين محمد ابن السيد صالح بن محمد بن ابراهيم شرف الدين (جد أسرة آل شرف الدين) ابن زين العابدين ابن السيد نور الدين علي ابن السيد علي نور الدين بن الحسين بن محمد بن الحسين ابن علي بن محمد بن تاج الدين أبي الحسن بن محمد شمس الدين بن عبد الله بن جلال الدين بن احمد بن حمزة الاصغر بن سعد الله بن حمزة الاكبر بن أبي السعادات محمد بن ابي محمد عبد الله (نقيب الطالبيين في بغداد) بن أبي الحرث محمد بن أبي الحسن علي بن عبد الله بن أبي طاهر بن ابي الحسن محمد المحدّث بن أبي الطيب طاهر بن الحسين القطعي بن موسى أبي سبحة بن ابراهيم المرتضى ابن الإمام أبي ابراهيم موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام.

          تعليق


          • #6
            اللهم صلّ على محمد وآل محمد
            الأخ الحبيب ، رحيق مختوم :
            عظم الله لكم الاجر ، وعهدنا بك الاقتباس السليم من الكلام ، وفقك الله .
            سيوافيك من بعد مقاطع ، مأزق الشعب العراقي في حياة المولى المقدس ، وبعد رحيله رضوان الله عليه .

            تعليق


            • #7
              موفق اخي الدرويش وجعلها الله في ميزان حسناتك

              تعليق


              • #8
                اللهم صلّ على محمد وآل محمد ..

                ولادته ونشأته
                مما شاع وعرف بين آل الصدر، أن والدته المرحومة كانت قد آيست من الحمل فتوسلت بالرسول عند تشرفها بزيارته أثناء الحج، أن ترزق ولداً، ونذرت أن تسميه (محمداً)، فتحقق لها ما أرادت بعد ذلك، وكان سماحته ولدها الوحيد ولم ترزق بغيره.
                وكانت ولادته يوم 17 ربيع أول 1362هــ المتزامن مع ذكرى ولادة جده النبي الأكرم محمد وجده الإمام جعفر الصادق الموافق لــ 23 آذار 1943، وعاش في كنف جده لأمه آية الله العظمى الشيخ رضا آل ياسين، وقد زامنت فترة مرجعيته مع مرجعية السيد أبو الحسن الأصفهاني. وعاش كذلك في كنف والده السيد الحجة محمد صادق الصدر حيث كان وحيداً لوالده السيد محمد صادق.
                وقد نشأ سماحته في بيت علم وفضل وزرق العلم منذ صباه بواسطة والده السيد محمد صادق الصدر. وكان لنشأته وتربيته الدينية انعكاس في خلقه الرفيع وسماحته وبشاشته وصدره الرحب الذي يستوعب كل الأسئلة الموجهة إليه حتى المحرجة منها.
                تزوج من بنت عمه السيد محمد جعفر الصدر ورزق بأربعة أولاد منها، هم (مصطفى، مقتدى، مؤمل، مرتضى) تزوج الثلاث الأوائل منهم ثلاثة بنات السيد محمد باقر الصدر (قده)، وله بنتان هن زوجات لأولاد الحجة السيد كلانتر.

                تعليق


                • #9


                  دراسته وتدرجه العلمي
                  بدأ (رض) الدرس الحوزوي في سن مبكرة في سنة (1373 ــ 1954) حيث تعمم وهو ابن (أحد عشر سنة) مبتدئاً بدراسة (النحو) على يد والده السيد محمد صادق الصدر ثم على يد السيد طالب الرفاعي ثم الشيخ حسن طرد العاملي أحد علماء الدين في لبنان حالياً، وبعدها أكمل بقية المقدمات على يد السيد محمد تقي الحكيم صاحب كتاب (الأصول العامة للفقه المقارن) والشيخ محمد تقي الايرواني. دخل كلية الفقه سنة (1379 ــ 1960) دارساً على يد ألمع أساتذتها؛ فقد درس:
                  1 ــ (الفلسفة الإلهية) على يد الشيخ محمد رضا المظفر.
                  2 ــ (الأصول والفقه المقارن) على يد السيد محمد تقي الحكيم.
                  3 ــ (الفقه) على يد الشيخ محمد تقي الايرواني.
                  تخرج من كلية الفقه سنة (1383 ــ 1964) ضمن الدفعة الأولى من خريجي كلية الفقه.
                  ثم دخل مرحلة السطوح العليا حيث درس كتاب (الكفاية) للشيخ محمد كاظم الخراساني الملقب الأخوند على يد السيد الشهيد الصدر، وبعض كتاب (المكاسب) للشيخ مرتضى الانصاري على يد السيد محمد تقي الحكيم. وقد كان لدراسته عند هذين العلمين الأثر الأكبر في صقل ونمو موهبته العلمية التي شهد له بها أساتذته أنفسهم. ثم أكمل دراسة كتاب (المكاسب) عند الشيخ (صدر الباكوبي) الذي كان من مبرزي الحوزة وفضلائها ويتصف بالورع والصدق في حياته.
                  ثم ارتقى إلى مدارج البحث الخارج؛ فحضر بحث الخارج الأصول للسيد الشهيد محمد باقر الصدر. كما حضر أيضاً بحث الخارج عند المحقق الأستاذ الخوئي، وقد استفاد من هذا الحضور في الاطلاع على آراء المحقق الأستاذ الخوئي ومناقشتها فيما بعد.
                  أما أساتذته في بحث الخارج فقهاً وأوصولاً فهم:
                  1 ــ السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قده)، دورة أصولية كاملة وكتاب الطهارة.
                  2 ــ السيد المحقق الأستاذ الخوئي (قده)، دورة أصولية كاملة وكتاب الطهارة.
                  3 ــ الإمام الخميني (قده) في كتاب المكاسب.
                  4 ــ السيد محسن الحكيم (قده)، كتاب المضاربة.
                  أما اجازته في الرواية، فقد سئل (قده) في أحد الاستفتاءات الموجهة إليه، فكان جوابه أن له اجازة من عدة مشايخ، أعلاها من آية الله ملا محسن الطهراني صاحب كتاب (الذريعة إلى تصانيف الشيعة) أعلى مشايخه هو الميرزا حسين النوري صاحب كتاب (مستدرك الوسائل)، ومنهم أيضاً والده السيد الحجة محمد صادق الصدر، وخاله الشيخ مرتضى آل ياسين، وابن عمه آية الله السيد أغا حسين خادم الشريعة، والسيد عبد الرزاق المقرم صاحب كتاب (مقتل الحسين)، وآية الله السيد حسين الخرسان، وآية الله السيد عبد الأعلى السبزواري، والدكتور حسين علي محفوظ وغيرهم.
                  أجيز بالاجتهاد من قبل أستاذه السيد الشهيد الصدر، وفي سنة (1369 ــ 1977) طلب الطلبة الفضلاء من السيد محمد الصدر أن يباحثهم خارجاً، وكان يبلغ من العمر (24 عاماً). وقد سألوا السيد الشهيد محمد باقر الصدر عن ذلك فبارك لهم وشجعهم وذكر لهم تمام الأهلية للسيد محمد الصدر، وقد اتفقوا على أن تكون مادة البحث الخارج في الفقه الاستدلالي في كتاب (المختصر النافع) للمحقق الحلي لأنه فقه كامل ومختصر في نفس الوقت، فبدأ يباحث خارجاً لأول مرة من أول الكتاب (باب الطهارة)، إلا أن الظرف في ذلك الوقت لم يخدمه فتفرق الطلاب وانقطع البحث، وقد دام هذا البحث قرابة أربعة أشهر وكان يلقي الدرس في مسجد الطوسي آنذاك.
                  ثم عاد (رحمه الله) لإلقاء بحث الخارج في سنة (1410 ــ 1990) ولكن هذه المرة على كتاب (الشرائع) للمحقق الحلي (باب كتاب الصلاة)، وبقي إلى آخر يوم من عمره الشريف يلقي بحثه على طلبة البحث الخارج اضافة إلى القاء محاضراته في تفسير القرآن الكريم يومي الخميس والجمعة من كل اسبوع، اضافةإلى أيام التعطيل الدراسي. وقد تميزت محاضراته بروح التجدد والجرأة في نقد الآراء وتفنيدها فلقد خرق عادة المفسرين في تفسير القرآن الكريم من سورة الفاتحة مبتدئاً بالعكس من سورة الناس، وهو منهج في البحث لم يسبق إليه سابق.
                  ومما يؤثر دوره على المسيرة العلمية ما يلي:
                  1 ــ اطلاعه على آراء أربع من أشهر المجتهدين هم السيد الشهيد الصدر والمحقق الخوئي والسيد محسن الحكيم والإمام الخميني.
                  2 ــ تميز أستاذه الشهيد الصدر بالتجديد في الأصول، وهذا يعني أن سماحته قد حمل بلاشك من هنا التجديد.

                  تعليق


                  • #10
                    عظم الله أجوركم

                    جزاك الله خير أخي علي الدرويش على سردك لهذة المعلومات عن السيد الشهيد قدس الله سرة..

                    تعليق


                    • #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة علي الدرويش
                      اللهم صلِّ على محمد وآل محمد ..
                      الأخوين الفاضلين : السيد الكربلائي ، خادم كميل :
                      عظم الله اجوركم ..
                      السلام عليك سيدي (ابا مصطفى) يوم ولدت ، ويوم استشهدت ، ويوم تبعث حيا .
                      :
                      نسبه :

                      محمد ابن السيد محمد صادق ابن السيد محمد مهدي ابن السيد اسماعيل (الذي سميت اسرة الصدر بأسمه) ابن السيد صدر الدين محمد ابن السيد صالح بن محمد بن ابراهيم شرف الدين (جد أسرة آل شرف الدين) ابن زين العابدين ابن السيد نور الدين علي ابن السيد علي نور الدين بن الحسين بن محمد بن الحسين ابن علي بن محمد بن تاج الدين أبي الحسن بن محمد شمس الدين بن عبد الله بن جلال الدين بن احمد بن حمزة الاصغر بن سعد الله بن حمزة الاكبر بن أبي السعادات محمد بن ابي محمد عبد الله (نقيب الطالبيين في بغداد) بن أبي الحرث محمد بن أبي الحسن علي بن عبد الله بن أبي طاهر بن ابي الحسن محمد المحدّث بن أبي الطيب طاهر بن الحسين القطعي بن موسى أبي سبحة بن ابراهيم المرتضى ابن الإمام أبي ابراهيم موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام.
                      جزاكم الله خيراً أيُّها الأخ العزيز، لكن أستميحك عذراً في تصحيح طفيف في عمود النَّسب الشَّريف، وإضافة بعض العبارة والتَّوضيحات بغية الفائدة والتَّبرك أكثر بهذا النَّسب الشَّريف الطَّاهر:

                      الشهيد السعيد السيد محمد بن السيد محمد صادق بن السيد محمد المهدي بن السيد إسماعيل بن السيد صدر الدين محمد
                      (غلب عليه لقبه "صدر الدين"، وبه عرف ولده من بعده فيقال لهم: آل الصدر، وهم في النجف، وأصفهان، وهم في الأخيرة عدّة بيوت، منهم: آل صدر عاملي، وآل مستجابي، وآل خادمي، ولد السيد صدر الدين في قرية "معركة" قرب مدينة صور في جبل عامل في لبنان اليوم، ليلة 21 ذي القعدة سنة 1193هـ، وتوفيّ رضوان الله عليه في النجف الأشرف يوم الجمعة 14 محرم سنة 1264هـ، ومع أنّهُ عاش أكثر حياته في العراق إلاَّ أنَّه رحمه الله تعالى ما كان يتكلّم إلاّ بلهجته العاملية الشامية) ابن السيد صالح (ولد السيد في جبل عامل سنة 1122هـ، وكان الجزار والي عكا عليه اللعنة قد حبسه في سجن قلعة عكا، إلى أن استطاع الهرب ومن ثُمّ وصل إلى دمشق، ومنها إلى النجف الأشرف، وبعد وصوله أرسل إلى زوجه وأولاده واستحضرهم إلى النجف) ابن السيد محمد (وهنا يجتمع آل الصدر مع آل شرف الدين في جبل عامل، فآل شرف الدين هم من ذرية السيد محمد الثاني بن محمد هذا) ابن السيد شرف الدين إبراهيم (وهو الملقب بـ"شرف الدين" وبه عرف ولده من بعده، فيقال لهم: آل شرف الدين، ثم انفصل عنهم آل الصدر، وغيرهم) ابن السيد زين العابدين (توفّي في مكة ودفن إلى جانب أبيه قرب قبر جدّته خديجة الكبرى عليه السلام) ابن السيد نور الدين علي الثاني الموسوي العاملي الجُبعي الشامي المكي (العالم الكبير المعروف والمشهور، صاحب الكتاب الشهير "الشواهد المكيّة"، وكان السيد يتنقل ما بين جُبع ودمشق ثم انتقل في أخريات حياته إلى مكة بسبب ظلم الحكام وجورهم، وأقام بمكة إلى أن توفي ودفن قرب جدته خديجة الكبرى صلوات الله عليها، وهو الجد الأعلى لبيوت عدّة من السادة في جبل عامل ودمشق والنجف وكربلاء وأصفهان) ابن السيد نور الدين أبي طالب علي الأول (وهو أستاذ الفيلسوف السيد الأمير محمد باقر الداماد الحسيني وصاحب إجازته) ابن الشهيد السعيد السيد عزّ الدين أبي عبدالله الحسين (قتل مسموماً مظلوماً بصيدا، سمّه قاضي صيدا) ابن شمس الدين أبي جعفر محمد بن ناصر الدين أبي عبدالله الحسين بن العلامة الجليل السيد زين الدين أبي الحسن علي بن شمس الدين أبي عبدالله محمد بن الرئيس تاج الدين أبي الحسن العباس (وكان من العلماء وأصحاب السيادة والرئاسة في جبل عامل ونواحيه، والجد الأعلى لآل أبي الحسن الموسويين، وبه عرف ولده من بعده، فيقال لهم: آل أبي الحسن الموسوي) ابن شمس الدين أبي الغنائم محمد بن جلال الدين أبي القاسم عبدالله (وهذا السيد هو الذي انتقل من كربلاء المقدسة إلى جبل عامل) ابن جمال الدين أبي طالب أحمد بن أبي الفوارس حمزة الأصغر (كان جليلاً يشبه جدّه أمير المؤمنين عليه السلام) ابن أبي محمد سعدالله بن أبي أحمد حمزة الأكبر القصير بن أبي السعادات محمد بن أبي محمد عبدالله (نقيب نقباء الطالبيين في بغداد، وهو الذي انتقل من بغداد إلى الحائر الشريف "كربلاء" بعد أن عُزل عن النقابة) ابن أبي الحارث محمد بن الأمير أبي الحسن علي المعروف بابن الديلمية (والديلمية هي أمه، وهي من بنات سلاطين البويهيين) ابن شيخ الطالبيّين في بغداد أبي طاهر عبدالله بن الرئيس أبي الحسن محمد المحدث بن الرئيس أبي الطيّب طاهر بن الأمير أبي عبدالله الحسين الأكبر القطعي بن أبي الحسن موسى الزاهد المعروف بأبي سبحة ابن الأمير أبي أحمد إبراهيم الأصغر المرتضى بن الإمام موسى الكاظم عليه السَّلام.

                      هذا ما أحببت إيراده على عجل إكمالاً للفوائد التي ساقها العزيز (ابن عمّتي) الأستاذ الدرويش وفّقه الله تعالى، على أنّ لكل فرد من أفراد هذه السلسلة الشريفة ترجمة خاصة به، إلاّ أنّ المقام لا يسع لإيرادها جميعاً.

                      تعليق


                      • #12
                        السلام عليك سيدي (ابا مصطفى) يوم ولدت ، ويوم استشهدت ، ويوم تبعث حيا

                        وعظم الله أجر الشعب العراقي والشيعه في بقاع العالم

                        ألأمام محمد محمد صادق الصدر مناره من منارات العلم

                        فجيعت الشيعه بي الفيلسووف ألأمام محمد باقر الصدر وبعده بلأ مام محمد محمد صادق الصدر

                        ونعزي سماحة المجاهد سيد مقتدى الصدر بي ذكرى استشهاد والده

                        ونعزي صاحب العصر والزمان ألأمام المهدي بي استشهاد ولدهم

                        تعليق


                        • #13
                          اللهم صلّ على محمد وآل محمد ..
                          الأخت المهذبة الواعية العلوية الهوى :
                          عظم الله اجوركم ، و شكرا لحضوركم تعزية ، اكثر مما ينبغي ، وانه من القليل في حقه ، قدس الله سره .
                          الأخ الصديق العزيز (سيد وجدي رسول الله ) :
                          اعلم ان الوالدة العزيزة (العلوية) تسال الله لكم السلامة ، و (عمتك) طالما ترسل برقيات السلام اليكم ، حفظكم الله .
                          عظم الله اجوركم ..
                          جهد جهيد ، وتعليق ماتع ، من خبير عارف النسب ، ويعجز لساني عن الشكر ، وتوقف القلم في حقك .
                          اسال الله ان يمن عليكم بالصحة والسلامة والعافية .

                          تعليق


                          • #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة علي الدرويش
                            اللهم صلّ على محمد وآل محمد ..
                            عظم الله اجوركم ، و شكرا لحضوركم تعزية ، اكثر مما ينبغي ، وانه من القليل في حقه ، قدس الله سره .
                            اسال الله ان يمن عليكم بالصحة والسلامة والعافية .
                            السلام عليكم
                            اخيرا شهدنا حضورك بيننا
                            حينما رأيت موضوعك البارحة كان أملي أن أشارك فيه بسلسلة النسب
                            على ما ذكره الاخ الشيخ احمد ابو زيد العاملي في نسب ابن عمه الشهيد السيد محمدباقر الصدر رحمه الله
                            لكن الاخ المكرم المعظم سيد وجدي رسول الله صلى الله عليه وآله سبقنا الى الفضل وشاركناه النية
                            نتابع

                            تعليق


                            • #15
                              اللهم صلّ على محمد وآل محمد ..
                              الأخوين الفاضلين : شيعي وافتخر ، اليتيم
                              عظم الله اجوركم .
                              والموضوع مفتوح للأخ اليتيم بنقل ما يراه مناسبا .

                              نقش في الذاكرة :
                              أنا والشهيد علاء زهراو ، رغم الرقابة الامنية المكثفة على تنقل الشهيد علاء رحمه الله ، ولكن بحمد الله و بدعاء امير المؤمنين عليه السلام ، وبعزيمة ثابتة ، كتب الله لنا المعاينة والحضور والسماع لهذه الخطبة الجليلة .
                              هذه الخطبة ، الاقرب إلى قلبي ، لما فيها من شواهد وذكريات .

                              الجمعة الخامسة والثلاثون 21 شعبان 1419
                              الخطبة الاولى

                              اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم توكلت على الله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين
                              بسم الله الرحمن الرحيم
                              لنصرة وطاعة الحوزة العلمية الشريفة الصلاة على محمد وال محمد. (اللهم صل على محمد وال محمد).
                              لنصرة وطاعة المذهب وولاية امير المؤمنين الصلاة على محمد وال محمد. (اللهم صل على محمد وال محمد).
                              لاجل شجب واستنكار وتقليص وتحجيم صلاة الجمعة الصلاة على محمد وال محمد. (اللهم صل على محمد وال محمد).
                              احبائي حينما يقول لنا الله سبحانه وتعالى يا ايها الناس او يا ايها الذين امنوا بماذا يجب ان يكون الجواب طبعا يكون بالايجاب نعم يارب لبيك يارب انا عبدك وابن عبديك يا ربي.
                              المهم اننا نقول هذه الاهزوجة ….
                              نعم نعم يا ربي …
                              نعم نعم سبحانك …
                              نعم نعم للاسلام …
                              نعم نعم للمذهب …
                              نعم نعم للجمعة

                              بسم الله الرحمن الرحيم
                              الهي لولا الواجب من ذكرك لنزهتك عن ذطكري اياك علىان ذكري لك بقدري لا بقدرك وما عسى ان يبلغ مقداري حتى اجعل محلا لتقديسك ومن اعظم النعم جريان ذكرك على السنتنا واذنك لنا بدعائك وتنزيهك وتسبيحك. الهي فالهمنا ذكرك في الخلاء والملاء والليل والنهار والاعلان والاسرار وفي السراء والضراء وآنسنا بالذكر الخفي واستعملنا بالعمل الزكي والسعي المرضي وجازنا بالميزان الوفي. الهي بك هامت القلوب الوالهة وعلى معرفتك جمعت القلوب المتباينة فلا تطمئن القلوب الا بذكرك ولا تسكن النفوس الا عند رؤياك انت المسبح في كل مكان والمعبود في كل زمان والموجود في كل اوان والمدعو بكل لسان والمعظم في كل جنان واستغفرك من كل لذة بغير ذكرك ومن كل راحة بغير انسك ومن كل سرور بغير قربك ومن كل شغل بغير طاعتك الهي انت قلت وقولك الحق يا ايها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة واصيلا وقلت وقولك الحق فاذكروني اذكركم فامرتنا بذكرك ووعدتنا عليه ان تذكرنا تشريفا لنا واعظاما وها نحن ذاكروك كما امرتنا فانجز لنا ما وعدتنا يا ذاكر الذاكرين ويا ارحم الراحمين.
                              بسم الله الرحمن الرحيم
                              ((ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون * واوفوا بعهد الله اذا عاهدتم ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا ان الله يعلم ما تفعلون * ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا تتخذون ايمانكم دخلا بينكم ان امة هي اربا من امة انما يبلوكم الله به وليبين لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون *)).
                              بعد ان انتهى النصف من شعبان المعظم وتأجلت مسألة المشي الى كربلاء المقدسة يحسن بنا الان ان نأخذ العبرة عما حصل فان لكل شيء عبرة وهذا من اهم الامور التي يجب ان نأخذ منها العبرة توخيا للهداية والتعمق في الايمان وفي بعضها سنسمع بعض المناقشات بالحكمة والموعظة الحسنة بطبيعة الحال بعونه سبحانه وتعالى. وذلك بالالتفات الى عدة نقاط :
                              النقطة الاولى : اننا عهدنا الاستعمار والمستعمرين منذ وجدوا يكرهون الاسلام الحنيف والمذهب الجليل ويكيدون ضده مختلف المكائد والدسائس ويريدون اضعافه بكل وسيلة ويكرهون القيام بشعائره وطقوسه ويحاولون تقليلها الى اقل مقدار ممكن بل الغائها بالمرة بما في ذلك مواسم الزيارات واصدار الكتب والنشرات والقاء الخطب والصلوات.
                              ومن هنا كانت صلاة الجمعة شوكة في عين المستعمرين عامة واسرائيل خاصة لما كان وما زال فيها من عز المذهب والدين وهداية الناس والتسبيب الى لم الشعث وجمع الكلمة على الحق.
                              وكذلك بطبيعة الحال فان السير الى زيارة الحسين (عليه السلام) ايضا شوكة في عين المستعمرين عامة واسرائيل خاصة. ومن الواضح انه يكون مشمولا لقوله تعالى : ((وما تطئون موطئا يغيض الكفار الا كتب لكم به عمل صالح ان الله لا يضيع اجر المحسنين)).
                              النقطة الثانية : انه كان من المتوقع والطبيعي ان تبذل اقصى قوة في سبيل منعه والحيلولة دون استمراره الامر الذي ينتج منه بكل وضوح التقليل من الشعائر الدينية والكفكفة من تصرف المجتمع بما هو الهداية والاخلاص لله ورسوله والمعصومين. ولعله من باب الحمل على الصحة ان الجماعة لا يعلمون ان في ذلك نفعا للمجتمع ومضادة للاستعمار وارغاما لاسرائيل. اذن فليعلموا من الان ذلك وهو واضح ووجداني لكل احد وغير قابل للمناقشة بل نقوللاي فرد لم يلتفت الى ذلك كما قال الشاعر :
                              اذا كنت لا تدري فتلك مصيبة وان كنت تدري فالمصيبة اعظم
                              النقطة الثالثة : لا شك ان افضل ما تفعله اي دولة الى مجتمعها وشعبها هو اعطاء الحرية للتصرف والقيام بشعائرها الدينية والتنفيس عن قناعاتها النفسية والعقلية بالشكل الذي لا يضر بالدولة اصلا ولا يمت الى سياساتها وكيانها باي صلة ل ان ذلك سيكون اكيدا في نفع الدولة اي دولة وسيكون سببا لمحبة الشعب للدولة ووثاقتهم بها لما يرون من انها متفضلة عليهم بالحرية والفرص المتكافئة للشعائر الدينية مضافا الى الامور الدنيوية والاقتصادية. واذا قامت الدولة بذلك كانت بلا شك اقرب الى محبة الناس واطمئنانهم لما يشعرون من فضلها عليهم والتفاتها اليهم بخلاف العكس بطبيعة الحال.
                              النقطة الرابعة : اننا الان في نظرهم في ظروف الحصار الاستعماري الاتصادي الغاشم. لاذن يكون من الراجح ان تواجه الاستعمار وان تشجع ضده وان تقوم بكل عمل لا يرتاح اليه ولا يحبه بما في ذلك الشعائر الدينية عموما والسير الى كربلاء المقدسة خصوصا. اذن فهذه الشعيرة المقدسة ستكون الى جنب السائرين ضد الاستعمار والمستنكريت للحصار وخطوة جيدة تدريجية يمكن ان تكون مفتاحا لفك الحصار والضغط الشعبي على الاستعمار كما قيل هنا من ان ظرف الحصار لايناسب قبول السير الى كربلاء القدسة لا يكون مقبولا بطبيعة الحال بل الامر بالعكس بطبيعة الحال ولا يحتاج ذلك الا الى التفاتة بسيطة الى واقع الحال الاجتماعي الذي نعيشه.
                              النقطة الخامسة : ان المفروض ان الشعب والدولة معا ضد الاستعمار وفي ماجهة التحديات العالمية المعادية ومن هنا جاز لكل من الشعب والدولة معا ان يعمل ما يراه مناسبا في هذا الصدد لمضادة الاستعمار والنيل منه وابعاد شبحه المشؤوم وبذلك يكون الشعب والدولة يدا واحدة ضد من يريد النيل من بلاد الاسلام ومن المجتمع الاسلامي فاذا علمنا ان السير الى الحسين (عليه السلام) كما هو واضح هو كشف للاستعمار ومراغمة له اذن فستكون كل الاعمال لو تمت هذه المناسبة الشريفة سائرة في هذا الصدد وسيكون الشعب والدولة يدا واحدة بهذا الاتجاه بضرب الاستعمار الغاشم بيد من حديد.
                              النطة السادسة : ان شعائر الله سبحانه وتأييد الدين من المتوقع جدا بكل وضوح ان يكون ضمن الحملة الايمانية التي تتبناها الدولة منذ سنين فان المفروض بهذه الحملة ان تدعو الى الايمان لانها ايمانية والى تأييد الشعائر وتكثير الطاعات وتقليل المعاصي وجعل العقوبات المشددة على المنكرات كالخانات والملاهي والمراقص وعلى اي حال فالسير الى زيارة كربلاء المقدسة هي من جملة الايمان او هو من جملة الايمان الذي يقع مصداقا وتطبيقا للحملة الايمانية والمتوقع ممن يدعو اليها ويتمسك بها ان يمشي بهذا الاتجاه الى نهاية الطريق ولا ينبغي الشعور من قبلهم بوجود اي منافاة او تعارض بين الطريقين او الاسلوبين كما تحس به الان.
                              النقطة السابعة : انه بفضل الله وحسن توفيقه انه بالرغم من ان السير لم يتم بالشكل الموسع الذي تمنيناه له الا انه اثمر ثمرة طيبة وانتج نتائجه الحسنة في سبيل الله ونصرة ديته والمذهب من حيث انه اظهر تكاتف الشعب العراقي كله وخاصة في الوسط والجنوب على العمل في سبيل الله والتضحية في سبيل الاشادة بشريعة سيد المرسلين وبدم الحسين المقدس الذي اهريق ظلما في كربلاء المقدسة فان السير الطويل لعدة ايام في البراري والقفار مع عدم توفر الاقل المجزي من وسائل العيش انما هو لمعة مضيئة في جبين المؤمنين الذين ادوا ما عليهم ولم يقصروا في هذا الطريق جزاهم الله خيرا بحيث رأينا الكثير منهم وصلوا الى النجف لم يكن لهم اي قدرة على شراء الطعام او النزول ليلة واحدة في فندق وهذا امر مجيد وحميد كما قال الشاعر :
                              هكذا هكذا والا فلا لا .... فليس كل الرجال تدعى رجالا
                              النقطة الثامنة : انهم لم يتحملوا الصعوبة المعيشية فقط في هذا السفر المقدس بل تحملوا الصعوبة النفسية ومشقة الخوف والازعاج في هذا الصدد ولا اريد هنا ان اذكر شيئا الا ان لنا اسوة في ذلك بقادتنا المعصومين (عليهم السلام) كما قال في الدعاء او الزيارة : (السلام على الائمة الراشدين السلام على الانبياء والمرسلين السلام على الائمة المستودعين السلام على خاصة الله من خلقه السلام على المتوسمين السلام على المؤمنين الذين قاموا بامرنا ووزروا اولياء الله وخافوا بخوفهم السلام على الملائكة المقربين السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.
                              النقطة التاسعة : ان هذا النموذج من الاخلاص والمخلصين والوعي والواعين كان قليلا في صدر الاسلام حتى قال امير المؤمنين (عليه السلام) لعدد من اصحابه او نستطيع القول لاكثر اصحابه : (يا اشباه الرجال ولا رجال وحلوم ربات الحجال) اي الناسء طبعا وقال ما مضمونه : (انني ان دعوتكم في الشتاء قلتم دعنا يذهب عنا البرد واذا دعوتكم في الصيف قلتم دعنا يذهب عنا القيض واذا كنتم عاجزين عن حر الصيف فانكم اعجز عن تحمل حر السيف). وهذا النموذج هو الذي كان في صدر الاسلام وسبب انتصار معاوية في صفين واللجوء الى التحكيم كما سبب تفرق الناس عن مسلم بن عقيل (سلام الله عليه) وعن الحسين (سلام الله عليه) الا انه عن طريق التربية المركزة والمستمرة بمقدار ما هو ممكن من قبل قادتنا المعصومين (عليه السلام) وعلماؤنا المرحومين (رضوان الله عليهم) تبدل هذا النموذج بالنموذج الاخر المخلص المتفاني الذي كان ولا زال نداه يفيد الدين ويضخي في سبيل شريعة سيد المرسلين.
                              اذكر لكم فيما يلي قضيتين باختصار نتذكرهما لاجل زيادة العبرة وتجديد الهمة في سبيل الله تعالى :
                              احداهما ان المتوكل حرث قبر الحسين (عليه السلام) واجرى عليه الماء ومنع زيارته ووضع الحرس وكانوا يمسكون بالزوار فيقطعون ايديهم من المعصم كأنهم سراق والعياذ بالله حتى جاء رجل وهو ملتف بعبائته فامسكوه وقالوا له اخرج يدك لكي نقطعها فاخرج لهم يده اليمنى فاذا هي مقطوعة فقالو له اخرج يدك اليسرى فاخرجها فاذا هي مقطوعة قال انتم قطعتموها في زيارات سابقة لي ومع ذلك فهو مقبل للزيارة غير خائف ولا هائب طبقا لقول رسول الله (صلى الله عليه واله) كما في الرواية : (ان لقتل ولدي الحسين (عليه السلام) حرارة في قلوب شيعته ومحبيه لن تبرد الى يوم القيامة).
                              وكذلك الرجل الخراساني الذي ارسله المجتمع في خراسان الى الامام الصادق (سلام الله عليه) لكي يدعونه اليهم ان له في خراسان مائة الف سيف فبينما هو جالس عنده اذا اقبل عليه احد اصحابه المخلصين فامر الامام الصادق (عليه السلام) ان يسجر التنور فلما ارتفعت ناره قال الامام الصادق (عليه السلام) الى هذا الثاني اذهب فاجلس في التنور فوضع نعله على الارض فجلس على التنور واقبل الامام الصادق (عليه السلام) على الخراساني كأنما لا يوجد شيء يسأله عن تفاصيل المجتمع هناك واحوال الناس في خراسان الى برهة من الزمن ثم امر الخراساني ان يذهب فينظر في التنور فذهب فنظر فاذا بذاك الرجل جالس فيه وهو يبتسم. فهذه هي نماذج رجالنا المخلصين رضوان الله عليهم اجمعين.
                              النطة العاشرة : ان المنع حصل في الحكمة الالهية لقصور وتقصير في المجتمع بما فيهم السيد محمد الصدرولو كنا على مستوى المسؤولية حقيقة وموضوعل للرحمة الالهية من جميع الجهات لما حصل المنع بكل تأكيد. اما ما هو سبب القصور والتقصير فليس هذا مهما الان وانما المهم والاهم هو ان نحاسب انفسنا وننظر الى اعمالنا والى مدى اخلاصنا لربنا وهدفنا وديننا ونحاول السير الحثيث لزيادة والتكامل بفضل الله سبحانه وتعالى ولا ننسى ان المخلصين الممحصين من اصحاب الانبياء والمعصومين لم يكن يخطر في بالهم الخوف طرفة عين كما قال الله تعالى : ((كم من فئة قليلة غلبت فئة كيرة باذن الله)) وقوله تعالى : ((وكأين من نبي قاتل معه ربييون كثير (اي الهيون) فما وهنوا لما اصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين * وما كان قولهم الا ان قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين * فاتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الاخرة والله يحب المحسنين *)) وقال تعالى في قصة طالوت : ((فلما فصل طالوت بالجنود قال ان الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فانه مني الا من اغترف غرفة بيده * فشربوا منه الا قليلا منهم * فلما جاوزه هو والذين امنوا معه (يعني الذين لم يشربوا) قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده * قال الذين يظنون انهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله والله مع الصابرين * ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا افرغ علينا صبرا وثبت اقدامنا على القوم الكافرين * فهزموهم باذن الله وقتل داود جالوت)).
                              النقطة الحادية عشر : لاحظوا .. لابد من الالتفات الى موقف الحوزة التقليدية السكوتية مما حصل من امر المشي ومنعه انهم كانوا سلبيين مائة بالمائم لم ينبسوا اي واحد منهم او من وكلائهم او من اصدقائهم ببنت شفة بل قد صادف ان التقينا ببعض منهم فنراهم يتحدثون عن اي شيء الا عن هذا الامر وكأنهم لا يعلمون ما يحصل في المجتمع على الاطلاق لا من الامر بالمشي ولا بمنعه ولا اكتراث لهم بشيء منهم من ذلك اصلا لكي انه يدعوا السيد محمد الصدر في الميدان وينسحبوا من تحت المسؤولية بكل سهولة ولو كانوا قد بينوا رأيه وآزروا طاعة الله واولياء الله وشعائر الله لما حصلت النتائج التي رأيناها واسفنا لها وهم بطبيعة الحال يتحملون قسطا بالمسؤولية سواء رضوا ام غضبوا وانتم الان موجودن فاذهوا اليهم او ممن تعرفون منهم واسألوهم عن السبب في هذا السكوت والصمت كصمت القبور بالرغم من وجود المناسبة الدينية المقدسة والشعائر الجليلة وقد اعتادت الحوزة ومع شديد الاسف على عدم التعاون والتكاتف الامر الذي انتج كثيرا من النتائج السلبية على مر الاجيال مما يكون بكل تاكيد في مصلحة اعداء الله والمستعمرين فهل هم ملتفتون الى ذلك ايضا كما قال الشاعر :
                              اذا كنت لا تدري فتلك مصيبة او كنت تدري فالمصيبة اعظم
                              وليتهم حين لم يعترفوا او تجاهلوا امر الولاية ولاية السيد محمد الصدر ان يهتموا بامر الدين وشعائر الله ومستحبات الشريعة وليس هذا بعجيب بعد ان تركوا الواجب المتمثل بصلاة الجمعة فكيف لا يتركون المستحب في نظرهم وكان افضل ما فعلوه جملة منهم هو السكوت والاعتذار بينما كان موقف آخرين هو الطعن والتشنيع والتجريح بينما كنا نحب وليس هذا في قلوب المؤمنين فقط هذا الحب ليس هذا في قلوب المؤمنين فقط بل هو مما يرضاه الله ورسوله والمعصومين ان يجدوا الحوزة متكاتفة ومتعاضدة في خدمة المذهب واعلاء كلمة الحق وتكثير شعائر الدين ولن تكون الحوزة عندئذ لاحظوا .. بقيادة السيد محمد الصدر فقط بل بقيادة العلماء جميعا باعتباره ميدا واحدة وقلبا واحدا وعملا واحدا وهدفا واحدا وقد قلت مكررا اننا عندئذ سنكون متمكنين بغض النظر عن السلاح من مواجهة الاستعمار واسرائيل بكا صرامة وقوة ووضوح.
                              النقطة الثانية عشر : انما ما حصل من الفشل النسبي لا ينبغي ان يفت في عضد المؤمنين او يحملهم على الاحباط والتخاذل ويضعف في قلوبهم الشجاعة التي اوجدوها بكريمنهم وعرق جبينهم وتوفيق الله سبحانه وتعالى بل يجب ان يكون ذلك وكل شيء مما يضاعفها ويزيدها لا ان يضعفها وينقصها فان الحياة تجارب والتجارب ليست كلها ناجحة مائة بالمائة بل قد يحجب النجاح عنا كثيرا او قليلا بسبب الحكمة الالهية بل قد يحصل في المستقبل قصور في النجاح كما حصل في الماضي وكل ذلك ينبغي ان يكون متوقعا ومفهوما سلفا والدنيا دار لون وفساد وصعود ونزول وقد اختلفت الدنيا على المعصومين (سلام الله عليهم) واصحابهم فكيف لا تختلف علينا وكيف تصفوا لنا وانما السبب الى دفع ذلك بعد عناية الله وحسن توفيقه والنصر لدينه وهو الاخلاص وتزايد الهمة والارادة والحب لكل ما يحب الله ورسوله والبغض لكل ما يبغض الله ورسوله والله ولي المحسنين وهو على كل شيء قدير.
                              بسم الله الرحمن الرحيم
                              الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * اياك نعبد واياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين انعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضالين *
                              صدق الله العلي العظيم

                              الجمعة الخامسة والثلاثون 21 شعبان 1419
                              الخطبة الثانية

                              اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم توكلت على الله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين
                              بسم الله الرحمن الرحيم
                              اللهم يا ملاذ اللائذين ومعاذ العائذين ومنجي الهالكين ويا عاصم البائسين ويا راحم المساكين ويا مجيب المضطرين ويا كنز المفتقدين ويا جابر المكسرين ويا مثوى المنقطعين ويا ناصر المستعفين ويا مجير الخائفين زيا مغيث المكروبين ويا حصن اللاجئين ان لم اعذ بعزتك فبمن اعوذ وان لم الذ بقدرتك فبمن الوذ وقد الجأتني الذنوب التشبث باذيال عفوك واحوجتني الخطايا الى استفتاح ابواب صفحك ودعتني الاساءة الى الاناخة بفناء عزك وحملتني المخافة من نقمتك على التمسك بعروة عطفك ومن اعتصمك بحبلك ان يخذل ولا يليق بمن استجار بعزك ان يسلم او يهمل الهي فلا تخذلنا من حمايتك ولا تعرنا من رعايتك وذرنا من موارد الهلكة فانا بعينك وكنفك ولك اسألك باهل خاصتك من ملائكتك والصالحين من بريتك ان تجعل علينا واقية باقية تنجينا من الهلكات وتجننا من الافات وتكننا من دواهي المصيبات وان تنزل علينا من سكينتك وان تغشي وجوهنا بانوار محبتك وان تقوينا الى شديد ركنك وان تحوينا في اكناف عصمتك برأفتك ورحمتك يا ارحم الراحمين وصلى الله على خير خلقه محمد واله الطيبين الطاهرين اجمعين.
                              بسم الله الرحمن الرحيم
                              ((يا ايها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهم ولا تلمزوا انفسكم ولا تتنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ومن لم يتب فاؤلئك هم الظالمون * يا ايها الذيم آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله ان الله كان توابا رحيما))
                              الان نتكلم في التعريف البسيط باهمية زيارة الحسين (عليه السلام) عموما. قال الشيخ عباس القمي (رحمه الله) في مفاتيح الجنان : اعلم ان فضل زيارة الحسين (عليه السلام) مما لا يبلغه البيان وفي روايات عديدة انها تعدل الحج والعمرة والجهاد بل افضل بدرجات وتورث المغفرة وتخفيف الحساب وارتفاع الدرجات واجابة الدعوات وتورث طول العمر والحفظ في النفس والمال وزيادة الرزق وقضاء الحوائج ورفع الهموم والكربات وان ترك زيارة الحسين (عليه السلام) بدون عذر يوجب نقصا في الدين وهو ترك حق عظيم من حقوق النبي (صلى الله عليه واله) واقل ما يؤجر به زائره يعني الحسين (عليه السلام) هو ان يغفر الله ذنوبه وان يصون الله تعالى نفسه وماله حتى يرجع الى اهله فاذا كان يوم القيامة كان له احفظ من الدنيا وفي روايات كثيرة ان زيارته (عليه السلام) تزيل الغم وتهون سكرات الموت وتذهب بهول القبر وان ما يصرف في زيارته (عليه السلام) يكتب بكل درهم مائة الف درهم بل عشرة الاف درهم وان الزائر اذا توجه الى قبره (عليه السلام) استقبله الاف من الملائكة فاذا رجع منه شايعته وودعته وان الانبياء والاولياء والائمة المعصومين (عليه السلام) اجمعين يزورون الحسين (عليه السلام) ويدعون لزواره ويبشرونه بالبشائر وان الله تعالى ينظر الى زوار الحسين (صلوات الله وسلامه عليه) قبل نظره الى من حضر عرفات وانه اذا كان يوم القيامة تمنى الخلق كلهم ان كان من زواره لما يصدر منه (عليه السلام) من الكرامات والفضل في ذلك اليوم.
                              قال والاحاديث في ذلك لا تحصى وحسبنا هنا رواية واحدة. روى ابن قولويه والكليني والسيد بن طاووس وغيرهم باسناد معتبرة عن الثقة الجليل معاوية بن وهب البدلي الكوفي قال: دخلت على الصادق (صلوات الله وسلامه عليه) وهو في مصلاه وجلست حتى قضى صلاته فسمعته وهو يناجي ربه ويقول : يا من خصنا بالكرامة ووعدنا بالشفاعة وحملنا الرسالة وجعلنا ورثة الانبياء وفتح بنا الامم السالفة وخصنا بالوصية واعطانا علم ما مضى وعلم ما بقي وجعل افئدة من الناس تهوي الينا اغفر لي ولا خواني وزوار قبر ابي الحسين بن علي (صلوات الله عليهما) الذين انفقوا اموالهم واشخصوا ابدانهم رغبة في برنا ورجاءا لما عندك في وصلتنا وسرورا ادخلوه على نبيك محمد (صلى الله عليه واله) واجابة منهم لامرنا وغيضا ادخلوه على عدونا ارادوا بذلك رضوانك فكافئهم عنا بالرضوان واكلأهم بالليل وادخل على اهاليهم واولادهم الذين خلفوا باحسن الخلف واصحبهم واكفهم شر كل جبار عنيد وكل ضعيف من خلقك او شديد وشر شياطين الانس والجنواعطهم افضل ما املوا منك حتى يعودوا الى اوطانهم وما اسرنا على ابائهم واهاليهم وقراباتهم اللهم ان اعدائنا عابوا عليهم خروجهم فلم ينههم ذلك عن النهوض والشخوص الينا خلافا عليهم فارحم تلك الوجوه التي غيرتها الشمس وارحم تلك الخدود التي تقلبت على قبر ابي عبد الله (عليه السلام) وارحم تلك الاعين التي جرت دموعها رحمة لنا وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا اللهم اني استودعك تلك الانفس وتلك الابدان حتى ترويهم من الحوض يوم العطش الاكبر.
                              فما زال (صلوات الله عليه) وهو ساجد فلما انصرف قلت له جعلت فداك ان هذا الذي سمعته منك لو كان لمن لا يعرف الله لظننت ان النار لا تطعم منه شيئا ابدا والله لقد تمنيت اني كنت زرته ولم احج. فقال لي : ما اقربك منه فما الذي يمنعك من زيارته ! يا معاوية لا تدع ذلك. لان سكناه في الكوفة وسكن الامام الصادق في المدينة فيكون من سكن الكوفة قريب من قبر الحسين (عليه السلام) ولذا يقول: (ما اقربك منه فما الذي يمنعك من زيارته يا معاوية لا تدع ذلك (معاوية البجلي طبعا) قلت: فداك فلم ادر ان الامر يبلغ هذا كله. فقال : يا معاوية ومن يدعوا لزواره في السماء اكثر ممن يدعوا لهم في الارض. لا تدعه لخوف احد فمن تركه لخوف رأى يوم الحسرة ما يتمنى ان قبره كان بيده (يعني ان يموت سريعا) اما تحب ان يرى الله شخصك وسوادك فيمن يدعو له رسول الله (صلى الله عليه واله) وعلي وفاطمة والائمة المعصومين (عليه السلام) اما تحب ان تكون غدا ممن تصافحه الملائكة اما تحب ان تكون ممن يصافح رسول الله (صلى الله عليه واله)).
                              اقول هذا لمجرد الزيارة حتى بالسهولة واليسر فكيف ستكون مهمة وعظيمة مع وجود بعض المصاعب او الكثير من المصاعب في السفر اليه والعناء نحوه والتضحية في سبيل زيارته.
                              وقد ورد ما مضمونه : (ان سفرة الحسين (عليه السلام) اوسع) يعني يعني اوسع من سائر الائمة المعصومين (عليهم السلام). وقد فهم طبق من الناس من ذلك ان المراد بها الاجور التي يتقاضاها القارئون على الحسين (عليه السلام) فان فيها زيادة وبركة اكثر من غيرها. وهذا وان كان وجها مفهوما واقرب الى الصحة الا ان الوجه الاصح في تفسير ذلك اعني ان سفرة الحسين (عليه السلام) اوسع هو ان شفاعة الحسين (عليه السلام) اوسع بحيث تشمل كثيرا من المذنبين والعصاة بخلاف غيره من المعصومين (عليهم السلام) فانهم لا يشفعون الا لمن كان مرضيا لله عز وجل ولم يكن العاصي مرضي لله عز وجل ولذا قال اهل المعرفة ان بعض الائمة (عليهم السلام) لا يزورونهم الا الخاصة كامير المؤمنين والرضا (عليهما السلام) يعني ان الفرد ان لم يكن من الخاصة لم تقبل زيارته ولكن الحسين (عليه السلام) يزار من قبل الخاصة والعامة وكل من يذهب اليه تقبل زيارته وتقضى حاجته ما لم يكن معاندا والعياذ بالله. ومن هنا نستطيع ان ندفع ما قد يقال من قبل بعض المتشرعة او غيرهم من انه لم يدل دليل واضح في الكتاب الكريم او السنة الشريفة باستحباب الذهاب الى زيارة الحسين (عليه السلام) مشيا وهذا صحيح لا يوجد نص محدد الا اننا لا نحتاج الى النص المعين بل تكفينا القواعد العامة المتوفرة شرعا لاثبات استحبابه :
                              اولا : انه احترام للحسين (عليه السلام) بصفته الامام المعصوم المفترض الطاعة المقتول ظلما في اعطم حادثة من حوادث التاريخ.
                              ثانيا :انه تواضع للحسين (عليه السلام).
                              ثالثا : انه تضحية في سبيل الله وسبيل الحسين (عليه السلام).
                              رابعا : انه تقديم نحو من المقدمات لاستجابة الدعاء وطلب الحوائج فانه كلما كان الدعاء مسبوقا بخشوع وخضوع وتضحية اكثر كانت الاستجابة اسرع واكثر ضمانا وصحة.
                              خامسا : انه قيام بشعيرة من شعائر الله تعالى عرفية او متشرعية متسالم على صحتها منذ عشرات السنين بل منذ مئات السنين.
                              سادسا : اننا يمكن ان نقيسها على اسلوب الحج ماشيا فانه مما تسالم جميع المسلمين بجميع مذاهبهم صحته ورجحانه ومزيد الثواب فيه وما ذلك الا لان النمشي الى الحج متضمن لا محالة للتواضع والخشوع والخضوع ونيل المصاعب عن تعمد في سبيل الله سبحانه وتعالى وهذه الامور بنفسها موجودة في اي هدف ديني شرعي واهمها زيارة المعصومين (عليهم السلام) بما فيهم الحسين (سلام الله عليه).
                              وهذا بطبيعة الحال ينطبق على زيارة جميع المعصومين (عليه السلام) بما فيهم رسول الله (صلى الله عليه واله) والائمة المدفونين بالبقيع والامام الرضا في خراسان وغيرهم وهذا ينبغي ان يكون واضحا الا ان الامام الحسين (عليه السلام) يختص بامرين :
                              الامر الاول : قربه نسبيا لوضوح الفرق بينه وبين مكة وخراسان بشكل غير قابل للقياس وتلك اماكن جدا بعديا علينا وهذا مكان قريب. مضافا الى وجود ما يسمى بالحدود الدولية التي يحتاج اجتيازها الى صدور الترخيص من قبل كلا الدولتين مما يجعل امر الذهاب متعسرا في اغلب الاحيان لكن هنا لا يوجد حدود دولية.
                              الامر الثاني :سعة شفاعة الحسين (عليه السلام) كما سمعنا قبل قليل وشمولها لغالب اصناف الناس وهذا ينتج انك لو سرت الى غيره فقد لا يكون عملك مقبولا لان ذلك الامام لا يزوره الا الخاصة واما العامة من الناس فمحجوبون عنه حتى لو وصلوا اليه مشيا بخلاف الحسين (عليه السلام) فانه سيقبلهم بدون المشي فكيف لا يقبلهم مع المشي الذي يتضمن التضحية والخضوع والاحترام وسوف ذلك اولى بالقبول وقضاء الحوائج وستر العيوب وغفران الذنوب ومثله بالضبط تقبيل الاضرحة المقدسة والالتصاق بها والدوران حولها فان في ذلك ونحوه من الامور بيانا واضحا بلسان الحال لحب الامام (عليه السلام) واحترامه والتخضع له، وقديما قال الشاعر :
                              امر بذي الديار ديار ليلى اقبل ذا الجدار وذا الجدارا
                              وما حب الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديارا
                              فان الفرد حينما يكون محروما من تقبيل شخص محبوبه فانه سيقبل بابه وجداره وحين يكون محبوبه مدفونا يقبل ارضه وضريحه وهذا امر عرفي ومتعارف اليس حين تلقى من تحبه بعد غياب او فراق فانك تقبله وتقبل ثيابه وتقبل نا على رأسه كما قد يبلغ بك الحال والحب بان تقبل قدمه ونعاله. فالمهم ان كل ذلك دليل على بيان الاخلاص والحب والتقرب والخضوع والاحترام للمحبوب. والمعصومون (عليه السلام) اولى من يكونوا مستحق لذلك لنهم اولياء لله واحباءه وخاصته وخالصته وقد اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وهذا الى جنبكم الامام امير المؤمنين (عليه السلام) والامكام الحسين (عليه السلام) من اصحاب الكساء باجماع علماء المسلمين بكل مذاهبهم وهم كما قلنا في الشذرات (اصحاب الكساء) افضل ليس فقط افضل من البشر بل افضل من الخلق اجمعين حتى من التسعة المعصومين من ذرية الحسين (عليه السلام) الا ان التحذير كل التحذير من طلب الدنيا ومن اطاعة النفس الامارة بالسوء فان المهم في الطاعات بما فيها الزيارات وغيرها هو الاخلاص والخشوع والخضوع والانقطاع الى الله سبحانه واما ان تكون تلك الاعمال والزيارات لطلب الدنيا كالشهرة والمال والرياء وامثال ذلك فمن الواضح انها ساقطة عند الله وليس فيها ثواب ولا يحتمل ان تكون مقبولة اصلا ولا سببا لشفاعة المعصومين (عليه السلام) اطلاقا بل ان هذه الطاعة وان تخيلها الفرد او زعمها انها طاعة لله فانها في الحقيقة طاعة للشيطان وطاعة الشيطان عليها عقوبة وليس عليها مثوبة مضافا الى ما قلنا في فقه الاخلاق من ان الفرد اذا قصد بطاعته امر دنيويا فانه قد يعطى ذلك الامر الدنيويولكنه يحرم من الثواب الاخروي لانه اذا طالب به في الاخرى فانه يقال له قد اعطيناك ثوابك في الدنيا وهذا يكفي ولست مستحقا لثواب الاخرة كما قال تعالى : ((اذهبتم طيباتكم في الحياة الدنيا فاستمتعتم بها فالوم تجزون عذاب الهون)) اي الذلة والهوان. فالمهم في العبادات جميعا بما فيها زيارة المعومين (عليهم السلام) هو الاخلاص وقد ورد ما مضمونه : (ان الصلاة وان بدت متشابهة من كل احد الا ان صلاة احدكم تكون كالدرة وصلاة الكافر كالحصاة وصلاة الاخر كالسفرجل وصلاة الاخر كجبل احد) يعني يختلف ذلك باختلاف الاخلاص وصفاء القلب وحسن التوجه في الصلاة. وورد : (رب قاريء للقرآن والقرآن يلعنه) وورد: (رب صائم ليس له من صومه الا الجوع والعطش) ورب سائر سائر الى الحسين وليس له الا التعب والعناء.
                              والكلمة الاخيرة التي اود توجيهها الان هو انني في خطبة سابقة ناديت موظفي الدولة جميعا ودعوتهم الى طاعة الله والعود الى الشريعة والى تذكر الحساب والعقاب وهذا يقتضي بطبيعة الحال ان يكون الموظفين عونا للناس على طاعاتهم وشعائرهم وادعيتهم وزياراتهم فان لم يشاركوهم فلا اقل ان لا يحصل منهم منع وازعاج وليس مقتضى حسن الظن بالموظفين وتوقع التوبة والتدين منهم ان يسلكوا ضد هذا المسلك فيفكروا في المنع والحيلولة دون شعائر الله التي هي من تقوى القلوب.
                              بسم الله الرحمن الرحيم
                              قل هو الله احد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفؤا احد *
                              صدق الله العلي العظيم

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X