حينما كان الامام علي (عليه السلام) على فراش الموت، قال لابنيه الحسن والحسين (عليهما السلام): «خالطا الناس مخالطة ان متم بكوا عليكم، وان غبتم حنوا اليكم»، لا يكون المرء من شيعة أمير المؤمنين الا بعد اقتباس أخلاقهم وسيرتهم، فهاهنا الامام عليه السلام يوصي أبناءه بمخالطة الناس بجميع طوائفهم، فلم يحدد مذهبا ولا عقيدة، بل أمرهم بمخالطة الناس بشتى عقائدهم ومذاهبهم وأديانهم، فمن السهل القول بالانتساب الى شيعة أمير المؤمنين ولكن من الصعب العمل بما أمرنا به الا من كان مؤمنا خالصا لله ولهم، فالتشيع ليس صفة توضع بالهوية وانما عقيدة والتزام وأخلاق، لذا أرجو من الطلبة الموالين أن يبذلوا الجهد والجد والاجتهاد في الدراسة بهذا العام الدراسي الجديد، وأيضا عدم السهو عن علوم آل محمد وأخلاقهم، بمخالطة الطلبة والزملاء بأحسن الأخلاق والتعامل، فلا تدري لعله يتشيع على يديك الكثير، وذلك عائد لخُلقٍ أو معاملة أحسنت التعامل فيها معهم، وأيضا الله سبحانه أمرنا بالدعوة بالموعظة الحسنة حين قال تعالى: «ادْعُ اِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ»، نعم يخطئ من يعتقد أن الدعوة تكون بالقسوة والسباب ولغة الخطاب المنحطة، فالاسلام يعاني معاناة حقيقية من هؤلاء، فنرجو من الطلبة الاهتمام بأخلاق آل محمد، ودعوة الناس بها، لأنهم في أمس حاجة بأن نفتح لهم النافذة ليظهر لهم ذلك النور العظيم وهو نور آل محمد، ورسالتي هذه موجهة أيضا لأولياء الطلبة، بأن يبنوا لهم التفكير العلمي وأن يعمقوا لهم الانتماء الديني، وأن يبتعدوا عن كل مايثير الفتن.
بقلم محمد سلمان الميل
Kuwait403@Gmail.Com
بقلم محمد سلمان الميل
Kuwait403@Gmail.Com