تويت
حزب الله: ظهور نصر الله في الضاحية يعني أن المسلمين ليسوا لقمة سائغة
في اللعبة اللبنانية، يبدو واضحا ان كل مسؤول «فاتح عحسابو» وفق احتياجاته السياسية الآنية، ويظهر جلياً ان ملء المساحات في الوقت الضائع هو السمة الجامعة بين الأفرقاء موالين ومعارضين، على ان الستاتيكو السياسي القائم خرقه عنصرين مهمين: واحد تمثل بزيارة «بابا روما» التاريخية والتي جمعت الاضداد تحت سقف الحبر الاعظم، وآخر تمثل بظهور الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله في مسيرة الضاحية نصرة لرسول الله.
تجاوب فريق 14 آذار تحديداً مع مجريات الحدث الأول وامتعاضه من الحدث الثاني وعدم هضمه لهذا الموضوع كان وبحسب مقربين من دائرة الحزب بسبب تفكيره السياسي الضيق، وكلامه في هذا السياق اتى مثل «التخبيص خارج الصحن» لان هذا هو مستوى الرؤية لديه، كما ان هذا الفريق لا يفهم القيمة التي يعنيها رسول الله للمسلمين وان المسالة هنا هي خارج البازار السياسي وهي واجب اخلاقي وديني، وهذا تحديداً ما دفع السيد الى النزول الى الشارع للمشاركة لان الموضوع يستحق المخاطرة وتقديم كل غالي ونفيس من اجله.
وبالتالي فان التحدي الاساسي من خلال الدعوة الى التظاهر ومشاركة السيد لم تكن رسائل موجهة ضد الداخل حتى ان «اسرائيل» كانت هنا بالجردة ولم تكن بالأصل، والأساس كان للتأكيد على أن المسلمين ليسوا لقمة سائغة وسوف يتحركون من أجل نصرة نبيهم وسوف يعملون على استصدار قرارات لا تسمح بالاساءة لمقدساتهم وهم لن يسكتوا بعد اليوم ولن يتم الاكتفاء بالمشاركة والاحتجاج بل بايجاد صيغة عمل تؤدي الى الاستمرار والدفع الى التنفيذ وهذا طريق مفتوح حتى تحقيق المطالب.
ويلفت المقربون الى أنه وبما ان هذا الفريق ليس لديه شيء ليفعله فإنه حاول التشويش فقط على المسيرة مثل الكلام الذي صدر عن رئيس حزب الكتائب امين الجميل، فهذا الفريق «منغاظ» بعدما تبين له ان الاسلام قدم مشهدا حضاريا وطروحات حضارية لا يريدونها، وبعدما لمسوا لمس اليد أن الاسلام الحضاري يخفف من شعبيتهم ومن الاحتقان السني - الشيعي على قاعدة ان الرسول هو القاسم المشترك بين جميع المسلمين، ناهيك عن ان المسيرة والدعوة اليها شكلت احراجاً لحلفائهم سواء كانوا اسلاميين أو سياسيين علمانيين لانه لم يتخذ اي حليف لهم اي موقف.
وفي حين يضيف المقربون بانه في الوقت الذي يدعون هم وحلفاؤهم لكسر الهلال الشيعي والحرص على الاسلام، كان حزب الله سباقا وقام بواجبه بينما تقاعس الاخرون، مشيرين الى ان الاذاريين المعارضين محرجين ان يكون هناك مسيرات من قبل مجموعات تطالب بالنصرة لرسول الله بينما الأحزاب والأنظمة الاخرى المتحالفين معها لم يحركوا ساكناً لأن ذلك يشكل احراجاً لهم مع الإدارة الاميركية...
على ان المشهد الرئيسي فيما جرى كان التأكيد لأميركا واسرائيل ان المسلمين جميعاً «سنة وشيعة» يتوحدون خلف نبيهم والمسألة المذهبية لا تلغي الاساس. يضاف الى ذلك أنهم لم يضيعوا البوصلة فيما جرى بدليل أن الجموع التي شاركت بالمسيرة اتت لتقول انها مع رسول الله ومن حقها ان يحترم دينها ومقدساتها، وشعاراتهم كانت موجهة فقط ضد اسرائيل والإدارة الأميركية.
لذلك فان ما جرى في المسيرة الحضارية شكل صفعة اساسية لهذا الفريق وما تم تقديمه هو مقترحات عقلانية تخدم الهدف المطلوب وهي قابلة لأن ترى النور لأنها تدور في فلك حفظ الأديان وكرامات ومقدسات الناس بعيداً عن التعصب والتشنج بأي شكل من الأشكال.
منال زعيتر
تعليق