أبو طالب(عليه السلام) مؤمن قريش:-
لعله كثيرا ما يطرق مسامعنا من هنا وهناك, ونقرأ في بعض الكتب التي لم تكتب بشيء من الإنصاف- تلك الدعوى الكاذبة- بأن أبا طالب مات مشركا- والعياذ بالله- , ولإثبات بطلان هذه الدعوى, إليك ما جاء في كتب السنة من إثباتات لإيمان أبي طالب(عليه السلام):-
1- روي عن ثابت بن دينار الثمالي ، عن سعيد بن جبير ، عن عبد الله بن عباس، أنّه سأله رجل فقال له : يا بن عمّ رسول الله صلى الله عليه وآله ، أخبرني عن أبي طالب ، هل كان مسلماً ؟ فقال : وكيف لم يكن مسلماً ، وهو القائل :
وقد علموا أنّ ابننا لا مُكذّب * لدينا ولا يعبأ بقيل الأباطيل
راجع : السيرة النبويّة لابن هشام : ج 1 ص 299 ، البداية والنهاية لابن كثير : ج 3 ص 57 ، السيرة النبوية لابن كثير : ج 1 ص 491 .
2- بيتين من الشعر يصرّح فيهما أبو طالب(ع) بنبوة محمد صلى الله عليه وآله وقد أوردهما البخاري في « التاريخ الصغير »، وابن عساكر في تاريخه، وابن حجر في « الإصابة » وفيهما يمدح رسول الله صلى الله عليه وآله بالقول:
لقد أكرم الله النبي محمداً * فأكرم خـلـق الله في الناس أحمد
وشقّ لـه من اسمه ليجلّه * فذو العرش محمود وهذا أحمد
التاريخ الصغير للبخاري: ج 1 ص 38، البداية والنهاية لابن كثير : ج2 ص266، الإصابة لابن حجر العسقلاني : ج4 ص115، دلائل النبوّة لأبي نعيم : ج1 ص41.
3- قصة استسقاء أبي طالب وعبد المطلب واستعانتهما بالرسول وهو لا زال طفلاً، وهي قصة مشهورة، وهذا دليل واضح على إيمانهما له بالنبوّة والرسالة الخاتمة من قبل أن تُعرض قضية رسالته، فهما كانا يعلمان منذ اليوم الأول ما لهذا الطفل من منزلة وقرب عند الله. كانت قد مرّت على الناس سنتان لا ينزل عليهم الغيث، وأتت عليهم مجاعة، فأخذ أبو طالب هذا الطفل وتوجّه به إلى الكعبة وقسم على الله به وقال: « اللهم بحق هذا الطفل أنزل علينا غيث رحمتك ». لم تمض ساعة إلاّ وغمامة سوداء قد غطّت سماء مكّة وأمطرت عليهم مطراً غزيراً حتّى خافوا أن يجرف السيل بيت الله. لما تذكّر أبو طالب هذه القصّة، قال في مدح الرسول:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * ثـمـال اليتامى عصمة للأرامل
يلوذ بـه الهلاّك من آل هاشم * فـهـم عنده فـي نعمة وفواضل
وميزان عدل لا يخيس شعيرة * ووزان صدق وزنه غير هائل
إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري للقسطلاني : ج2 ص 237 ـ 238، الخصائص الكبرى : ج1 ص86، السيرة الحلبية : ج1 ص190.
4- نقل الحاكم في « المستدرك » أن أبا طالب بعث أبياتاً من الشعر للنجاشي حاكم الحبشة يدعوه فيها إلى الإحسان إلى مهاجر الحبشة، وجاء فيها:
ليعلم خـيـار الناس أن محمدا * وزير لموسى والمسيح بن مريم
أتانا بالهدى مـثـل ما أتيا به * فكل بأمر الله يهدي ويعصم
المستدرك للحكام النيسابوري : ج2 ص623، .
5- وجاء في أبيات أخرى يخاطب بها رسول الله صلى الله عليه وآله :-
والله لن يـصـلـوا إليك بجمعهم * حتّى أوسـد في التراب دفينا
فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة * وابشر بذاك وقرَّ منك عيونا
ودعوتني وعـلـمت أنك ناصحي * ولـقد دعوت وكنت ثَمَ أمينا
ولقد عـلـمـت بـأنّ دين محمد * من خير أديان البريّة دينا
خزانة الأدب للبغدادي : ج 2 ص 76 وج 9 ص 397 ، البداية والنهاية لابن كثير : ج3 ص42، الإصابة لابن حجر العسقلاني : ج4 ص116، تذكرة الخواص لابن الجوزي : ص7، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج 14 ص 55.
6- لما مات أبو طالب, قال رسول الله صلى الله عليه وآله باكياً في رثائه:« يا عم ربيت صغيراً وكفلت يتيما ونصرت كبيراً فجزاك الله عني خيراً ». تاريخ اليعقوبي : ج2 ص35، تذكرة الخواص لابن الجوزي: ص9.
7- قال اليعقوبي في تاريخه:« ولما قيل لرسول الله إن أبا طالب قد مات عظم ذلك في قلبه واشتد له جزعه ، ثم دخل فمسح جبينه الأيمن أربع مرات وجبينه الأيسر ثلاث مرات » ثم دعا له بالخير، وعظم موت أبي طالب على ابن أخيه حتى سمى ذلك العام عام الحزن. تاريخ اليعقوبي : ج2 ص 35.
8- وأخرج ابن سعد في طبقاته عن عبد الله بن أبي رافع عن علي عليه السلام قال: أخبرت رسول الله صلى الله عليه وآله بموت أبي طالب فبكى ، ثم قال: اذهب فغسله وكفنه وواره، غفر الله له ورحمه. الطبقات الكبرى لابن سعد : ج 1 ص 123 ، السيرة الحلبية : ج 2 ص 47 .
9- لما مات أبو طالب أتى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وآله فآذنه بموته فتوجع توجعاً عظيماً وحزن حزناً شديداً، ثم قال لاَمير المؤمنين : امض يا علي ، فتولَّ غسله وتحنيطه وتكفينه ، فإذا رفعته على سريره فأعلمني ، ففعل ذلك أمير المؤمنين ، فلما رفعه على السرير اعترضه النبي صلى الله عليه وآله فرقّ وحزن فقال : وصلت رحماً وجزيت خيراً يا عم ، فلقد ربيت وكفلت صغيراً ، ونصرت وآزرت كبيراً ، ثم أقبل على الناس وقال: أما والله لأشفعن لعمي شفاعة يعجب منها أهل الثقلين. السيرة الحلبية : ج 2 ص 47 .
10- قال ابن أبي الحديد في شرح النهج : ج 4 ص 63 : وذكر شيخنا أبو جعفر الإسكافي رحمه الله تعالى ... أن معاوية وضع قوماً من الصحابة وقوماً من التابعين على رواية أخبار قبيحة في علي عليه السلام، تقتضي الطعن فيه والبراءة منه ، وجعل لهم على ذلك جعلاً يُرغب في مثله ، فاختلقوا ما أرضاه ، منهم أبو هريرة وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة ، ومن التابعين عروة بن الزبير .
أما إذا احتج بعضهم بهذه الرواية التي جاءت في كتاب(تفسير القرآن العظيم لابن كثير: ج2 ص132 ), قائلا:-
حجتنا هي رواية سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عمن سمع ابن عباس، أنه قال: « هذه الآية، نزلت في شأن أبي طالب إذ منع الناس عن التعرض للرسول الأكرم صلى الله عليه وآله مع عدم اتباعه له ».
أقول:- أضطر في جوابكم أن أشير إلى أمور:-
1 ـ أن معنى الآية ليس كما فسرتم، بل مع الأخذ بنظر الاِعتبار ما قبل الآية وما بعدها، فقد نزلت في شأن الكفار المعاندين، ظاهر معنى الآية هكذا، « أن الكفار كانوا ينهون الناس عن اتباع الرسول صلى الله عليه وآله في حين أنّهم كانوا يعرضون عنه » ولم تتطرق الآية إلى مسألة الدفاع عن النبي صلى الله عليه وآله . وقد فسر ابن عباس الآية بهذا التفسير ، ولمزيد البحث والتحقيق في تفسير هذه الآية راجع: الغدير للاَميني: ج8 ص 3 ـ 8.
2 ـ جملة « ينئون » بمعنى الابتعاد، والحال كان أبو طالب من أقرب الناس إلى النبي صلى الله عليه وآله ولم يبتعد عنه طرفة عين.
3 ـ أما رواية سفيان الثوري التي نقلها ابن عباس وأنه قال أن الآية نازلة في شأن أبي طالب عليه السلام مخدوشة من عدة جهات:
ألف ـ إن سفيان الثوري من الكذابين وغير الموثقين بإقرار الكبار من علماء أهل السنة. ميزان الاعتدال للذهبي: ج 2 ص165. نقل عن « ابن المبارك » أن سفيان كان يدلس، أي كان يظهر الحق باطلاً، والباطل حقّاً زوراً وبهتانا.ً تهذيب التهذيب: ج4 ص115. والراوي الآخر لهذه الرواية هو « حبيب بن أبي ثابت » الذي كان يدلس أيضاً، طبقاً لقول ابن حيان. تهذيب التهذيب: ج2 ص179. إضافة إلى أن هذه الرواية مرسلة، بمعنى أن سلسلة الرواة بين حبيب وابن عباس محذوفة غير متصلة.
ب ـ كان ابن عباس من الشخصيات الإسلامية المرموقة والمعروفة التي تعتقد بإيمان أبي طالب وقد أثبتنا ذلك سابقا من كتب السنة فراجع. فكيف يمكن أن ينقل مثل هذه الرواية؟! عندئذ يمكن أن نفسر الآية بهذا النحو: « إن الكفار كان يمنعون الناس من اتباع النبي صلى الله عليه وآله ، وهم أيضاً كانوا يبتعدون عنه ».
لعله كثيرا ما يطرق مسامعنا من هنا وهناك, ونقرأ في بعض الكتب التي لم تكتب بشيء من الإنصاف- تلك الدعوى الكاذبة- بأن أبا طالب مات مشركا- والعياذ بالله- , ولإثبات بطلان هذه الدعوى, إليك ما جاء في كتب السنة من إثباتات لإيمان أبي طالب(عليه السلام):-
1- روي عن ثابت بن دينار الثمالي ، عن سعيد بن جبير ، عن عبد الله بن عباس، أنّه سأله رجل فقال له : يا بن عمّ رسول الله صلى الله عليه وآله ، أخبرني عن أبي طالب ، هل كان مسلماً ؟ فقال : وكيف لم يكن مسلماً ، وهو القائل :
وقد علموا أنّ ابننا لا مُكذّب * لدينا ولا يعبأ بقيل الأباطيل
راجع : السيرة النبويّة لابن هشام : ج 1 ص 299 ، البداية والنهاية لابن كثير : ج 3 ص 57 ، السيرة النبوية لابن كثير : ج 1 ص 491 .
2- بيتين من الشعر يصرّح فيهما أبو طالب(ع) بنبوة محمد صلى الله عليه وآله وقد أوردهما البخاري في « التاريخ الصغير »، وابن عساكر في تاريخه، وابن حجر في « الإصابة » وفيهما يمدح رسول الله صلى الله عليه وآله بالقول:
لقد أكرم الله النبي محمداً * فأكرم خـلـق الله في الناس أحمد
وشقّ لـه من اسمه ليجلّه * فذو العرش محمود وهذا أحمد
التاريخ الصغير للبخاري: ج 1 ص 38، البداية والنهاية لابن كثير : ج2 ص266، الإصابة لابن حجر العسقلاني : ج4 ص115، دلائل النبوّة لأبي نعيم : ج1 ص41.
3- قصة استسقاء أبي طالب وعبد المطلب واستعانتهما بالرسول وهو لا زال طفلاً، وهي قصة مشهورة، وهذا دليل واضح على إيمانهما له بالنبوّة والرسالة الخاتمة من قبل أن تُعرض قضية رسالته، فهما كانا يعلمان منذ اليوم الأول ما لهذا الطفل من منزلة وقرب عند الله. كانت قد مرّت على الناس سنتان لا ينزل عليهم الغيث، وأتت عليهم مجاعة، فأخذ أبو طالب هذا الطفل وتوجّه به إلى الكعبة وقسم على الله به وقال: « اللهم بحق هذا الطفل أنزل علينا غيث رحمتك ». لم تمض ساعة إلاّ وغمامة سوداء قد غطّت سماء مكّة وأمطرت عليهم مطراً غزيراً حتّى خافوا أن يجرف السيل بيت الله. لما تذكّر أبو طالب هذه القصّة، قال في مدح الرسول:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * ثـمـال اليتامى عصمة للأرامل
يلوذ بـه الهلاّك من آل هاشم * فـهـم عنده فـي نعمة وفواضل
وميزان عدل لا يخيس شعيرة * ووزان صدق وزنه غير هائل
إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري للقسطلاني : ج2 ص 237 ـ 238، الخصائص الكبرى : ج1 ص86، السيرة الحلبية : ج1 ص190.
4- نقل الحاكم في « المستدرك » أن أبا طالب بعث أبياتاً من الشعر للنجاشي حاكم الحبشة يدعوه فيها إلى الإحسان إلى مهاجر الحبشة، وجاء فيها:
ليعلم خـيـار الناس أن محمدا * وزير لموسى والمسيح بن مريم
أتانا بالهدى مـثـل ما أتيا به * فكل بأمر الله يهدي ويعصم
المستدرك للحكام النيسابوري : ج2 ص623، .
5- وجاء في أبيات أخرى يخاطب بها رسول الله صلى الله عليه وآله :-
والله لن يـصـلـوا إليك بجمعهم * حتّى أوسـد في التراب دفينا
فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة * وابشر بذاك وقرَّ منك عيونا
ودعوتني وعـلـمت أنك ناصحي * ولـقد دعوت وكنت ثَمَ أمينا
ولقد عـلـمـت بـأنّ دين محمد * من خير أديان البريّة دينا
خزانة الأدب للبغدادي : ج 2 ص 76 وج 9 ص 397 ، البداية والنهاية لابن كثير : ج3 ص42، الإصابة لابن حجر العسقلاني : ج4 ص116، تذكرة الخواص لابن الجوزي : ص7، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج 14 ص 55.
6- لما مات أبو طالب, قال رسول الله صلى الله عليه وآله باكياً في رثائه:« يا عم ربيت صغيراً وكفلت يتيما ونصرت كبيراً فجزاك الله عني خيراً ». تاريخ اليعقوبي : ج2 ص35، تذكرة الخواص لابن الجوزي: ص9.
7- قال اليعقوبي في تاريخه:« ولما قيل لرسول الله إن أبا طالب قد مات عظم ذلك في قلبه واشتد له جزعه ، ثم دخل فمسح جبينه الأيمن أربع مرات وجبينه الأيسر ثلاث مرات » ثم دعا له بالخير، وعظم موت أبي طالب على ابن أخيه حتى سمى ذلك العام عام الحزن. تاريخ اليعقوبي : ج2 ص 35.
8- وأخرج ابن سعد في طبقاته عن عبد الله بن أبي رافع عن علي عليه السلام قال: أخبرت رسول الله صلى الله عليه وآله بموت أبي طالب فبكى ، ثم قال: اذهب فغسله وكفنه وواره، غفر الله له ورحمه. الطبقات الكبرى لابن سعد : ج 1 ص 123 ، السيرة الحلبية : ج 2 ص 47 .
9- لما مات أبو طالب أتى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وآله فآذنه بموته فتوجع توجعاً عظيماً وحزن حزناً شديداً، ثم قال لاَمير المؤمنين : امض يا علي ، فتولَّ غسله وتحنيطه وتكفينه ، فإذا رفعته على سريره فأعلمني ، ففعل ذلك أمير المؤمنين ، فلما رفعه على السرير اعترضه النبي صلى الله عليه وآله فرقّ وحزن فقال : وصلت رحماً وجزيت خيراً يا عم ، فلقد ربيت وكفلت صغيراً ، ونصرت وآزرت كبيراً ، ثم أقبل على الناس وقال: أما والله لأشفعن لعمي شفاعة يعجب منها أهل الثقلين. السيرة الحلبية : ج 2 ص 47 .
10- قال ابن أبي الحديد في شرح النهج : ج 4 ص 63 : وذكر شيخنا أبو جعفر الإسكافي رحمه الله تعالى ... أن معاوية وضع قوماً من الصحابة وقوماً من التابعين على رواية أخبار قبيحة في علي عليه السلام، تقتضي الطعن فيه والبراءة منه ، وجعل لهم على ذلك جعلاً يُرغب في مثله ، فاختلقوا ما أرضاه ، منهم أبو هريرة وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة ، ومن التابعين عروة بن الزبير .
أما إذا احتج بعضهم بهذه الرواية التي جاءت في كتاب(تفسير القرآن العظيم لابن كثير: ج2 ص132 ), قائلا:-
حجتنا هي رواية سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عمن سمع ابن عباس، أنه قال: « هذه الآية، نزلت في شأن أبي طالب إذ منع الناس عن التعرض للرسول الأكرم صلى الله عليه وآله مع عدم اتباعه له ».
أقول:- أضطر في جوابكم أن أشير إلى أمور:-
1 ـ أن معنى الآية ليس كما فسرتم، بل مع الأخذ بنظر الاِعتبار ما قبل الآية وما بعدها، فقد نزلت في شأن الكفار المعاندين، ظاهر معنى الآية هكذا، « أن الكفار كانوا ينهون الناس عن اتباع الرسول صلى الله عليه وآله في حين أنّهم كانوا يعرضون عنه » ولم تتطرق الآية إلى مسألة الدفاع عن النبي صلى الله عليه وآله . وقد فسر ابن عباس الآية بهذا التفسير ، ولمزيد البحث والتحقيق في تفسير هذه الآية راجع: الغدير للاَميني: ج8 ص 3 ـ 8.
2 ـ جملة « ينئون » بمعنى الابتعاد، والحال كان أبو طالب من أقرب الناس إلى النبي صلى الله عليه وآله ولم يبتعد عنه طرفة عين.
3 ـ أما رواية سفيان الثوري التي نقلها ابن عباس وأنه قال أن الآية نازلة في شأن أبي طالب عليه السلام مخدوشة من عدة جهات:
ألف ـ إن سفيان الثوري من الكذابين وغير الموثقين بإقرار الكبار من علماء أهل السنة. ميزان الاعتدال للذهبي: ج 2 ص165. نقل عن « ابن المبارك » أن سفيان كان يدلس، أي كان يظهر الحق باطلاً، والباطل حقّاً زوراً وبهتانا.ً تهذيب التهذيب: ج4 ص115. والراوي الآخر لهذه الرواية هو « حبيب بن أبي ثابت » الذي كان يدلس أيضاً، طبقاً لقول ابن حيان. تهذيب التهذيب: ج2 ص179. إضافة إلى أن هذه الرواية مرسلة، بمعنى أن سلسلة الرواة بين حبيب وابن عباس محذوفة غير متصلة.
ب ـ كان ابن عباس من الشخصيات الإسلامية المرموقة والمعروفة التي تعتقد بإيمان أبي طالب وقد أثبتنا ذلك سابقا من كتب السنة فراجع. فكيف يمكن أن ينقل مثل هذه الرواية؟! عندئذ يمكن أن نفسر الآية بهذا النحو: « إن الكفار كان يمنعون الناس من اتباع النبي صلى الله عليه وآله ، وهم أيضاً كانوا يبتعدون عنه ».