إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء(ع)....

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء(ع)....

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
    بحث مختصر عن ولادة الصّديقة
    فاطـمة عليها السلام
    قبل الإشارة إلى ما حصل في هذه الحادثة، نطرح السؤال التالي ليكون مفتاحاً للبحث، وقفلا للشكوك التي قد تثار..
    السؤال: لماذا نبحث مثل هذه المواضيع ... ولماذا نهتم بها؟
    هناك أسباب متعددة ولكن نشير الى بعض منها:
    الأول: أن ولادتهم وولادة الزهراء عليها السلام هي من فضائلهم حيث سوف نلاحظ العناية الإلهية التي حصلت فيها - والبحث في فضائلهم من المسائل المهمة وأهميتها تأتي من الثمرات التي يجنيها الإنسان من خلال التفكير فيها والبحث عنها، ولو لم يحصل الإنسان إلا على زيادة المحبة والتعظيم لهم لكفى حيث ينطوي تحت هذين كثير من خيرات الدنيا والآخرة.
    الثاني: نهتم بهذه الولادة لأن الله عز وجل قد اهتم بها وأوليائه قد اهتموا بها، أما اهتمام الله عز وجل فهو اهتمام تكويني يتضح من خلال ما حصل أثناء الولادة أو قبلها من أحداث، وأما اهتمام الأولياء فقد عظموا هذه الولادة وتحدثوا عنها وبينوا جزئياتها، فإذا كان الاهتمام بها هكذا فكيف لا نهتم نحن تبعاً لاهتمامهم وتأسياً بفعلهم.
    الثالث: لبيان أن هؤلاء لا يقاسون بالناس في كثير من شؤوناتهم وبالتالي لا نجري حالاتنا على حالاتهم ونقع في ظلمهم فهم يختلفون عن الناس حتى في نطفهم وطهارة أمهاتهم ولم تر في ولادتها دم نفاس، وغير ذلك من شؤون الولادة فلا يأتي من يأخذ ظواهر الآيات ويعمها على جميع الحالات فيقول: إنا نستفيد من قوله: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ..)(الكهف/110). العموم، والحال أن هذا الذي قال عنه القرآن هو الذي قال وبأسانيد مختلفة إن فاطمة ليست كنساء الآدميين وأنها حوراء إنسية فهي ليست إنسية محضة.
    فالبحث في ولادتهم يفهمنا قوله: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ..) وبالتالي نعرف الكمال الذي هم عليه في كل شؤوناتهم، وأنهم يختلفون فيها عن كثير من الناس، وبالتالي على الناس أن لا تنظر إليهم نظرهم إلى أنفسهم بل نظر المتقدم السابق الكامل في الفضل الغير حامل للنقائض التي نحملها وهذا مهم في تذليل النفوس للانصياع لهم وإطاعة أوامرهم وعدم التمرد عليهم، وأما إذا ربينا الناس على الاعتقاد بأنهم مثلهم فتأتي المشكلة التي كان يعاني منها الأنبياء عليهم السلام مع أتباعهم حيث كانوا يقولون: (فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ)(القمر/24).
    وقد نقع في ما وقع فيه إبليس من العصيان لأمر الله عز وجل في السجود لآدم عليه السلام، وما أوقعه في ذلك إلا ذلك التصور الذي كان في نفسه أنه أفضل من آدم، وهذا قد يصدر ممن يعتقد أنه مثله.
    الـولادة المبـاركة
    للكلام عن الولادة توجد مطالب للبحث:
    الأول: متى ولدت الزهراء عليها السلام؟
    المشهور عند العامة أن ولادتها كانت قبل المبعث بخمس سنين وفي بعض رواياتهم أنها كانت على رأس إحدى وأربعين من مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولكن المشهور بين الشيعة هو أنها ولدت بعد البعثة بخمس سنين في العشرين من جمادي الأولى، وقد استدلوا على ذلك بالروايات المعتبرة الدالة على ذلك.
    فقد نقل صاحب البحار (ج 43 ص 7) عن روضة الواعظين:
    (ولدت فاطمة عليها السلام بعد النبوة بخمس سنين وبعد الإسراء بثلاث سنين وأقامت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمكة ثمان سنين ثم هاجرت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة بسنة قبض النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولفاطمة عليها السلام يومئذ ثماني عشرة سنة وعاشت بعد أبيها اثنين وسبعين يوماً).
    ونقل أيضا الكافي بسند معتبر:
    (ولدت فاطمة عليها السلام بعد مبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم بخمس سنين وتوفيت ولها ثماني عشرة سنة وخمسة وسبعون يوماً بقيت بعد أبيها خمسة وسبعين يوماً).
    وعن الكافي أيضاً عن إمامنا الباقر عليها السلام :
    (ولدت فاطمة عليها السلام بعد مبعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بخمس سنين وتوفيت ولها ثماني عشرة سنة وخمسة وسبعون يوماً).
    وهكذا نقل عن كتاب دلائل الإمامة للطبري:
    ((عن أبي عبدالله عليها السلام قال: ولدت فاطمة في جمادي الآخرة اليوم العشرين منها سنة خمس وأربعين من مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأقامت بمكة ثمان سنين وبالمدينة عشر سنين وبعد وفاة أبيها خمساً وسبعين يومأ وقبضت في جمادي الآخرة يوم الثلاثاء لثلاث خلون منه سنة إحدى عشرة من الهجرة)).
    ومع هذه المجموعة توجد مجاميع أخرى في مصادر الفريقين مؤيدة لهذا القول وأن ولادتها كانت بعد البعثة، ولا أدري كيف غفل عنها العامة مع وجودها في مصادرهم بكثرة وبأسانيد معتبرة، وإليك نماذج من هذه المجاميع أو عناوينها:
    الأولى: ما جاء في أخبار كثيرة أن نطفة الزهراء عليها السلام والتي خٌلقت منها كانت من ثمار الجنان تناولها النبي صلى الله عليه وآله وسلم حينما عرج به إلى السماء أو هبط جبرائيل عليها السلام إليه - ولا يوجد تعارض فلعله تناول صنف أو قسم عند المعراج وهبط جبرائيل عليها السلام بالقسم أو الصنف الآخر - وهذا العروج أو هبوط جبرائيل عليها السلام إنما كان بعد البعثة لا قبلها.
    الثانية: ما جاء في أخبار كثيرة أن تسمية الزهراء عليها السلام إنما كانت من قبل الله عز وجل، ومعلوم أن التلقي من قبل الله إنما يكون بالوحي أو التكليم من وراء حجاب وكلاهما لا يكون إلا بعد النبوة.
    الثالثة: قد روي النسائي أنه لما خطب أبو بكر وعمر فاطمة ردهما النبي صلى الله عليه وآله وسلم متعللا بصغر سنها، فلو صح أنها ولدت قبل البعثة بخمس سنوات فان عمرها حينما خطبها بعد الهجرة - كما هو مجمع عليه عند المؤرخين - يكون حوالي ثمانية عشر سنة أو تسعة عشر سنة فلا يقال لمن هي في مثل هذا السن أنها صغيرة، هذا الكلام ذكره السيد جعفر مرتضي العاملي حفظ الله في كتابه مأساة الزهراء عليها السلام (ج1، ص39)، إلى غير ذلك من الأدلة كهجرة نساء قريش لخديجة عند الولادة ، وسبب الهجرة هو لإيمانها بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم.
    الثاني: من المطالب التي تخص الولادة هو ما قبلها أي مقدمتها
    والمسألة التي تحدث عنها النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليها السلام هي قضية النطفة التي خٌلقت منها الزهراء عليها السلام. فقد جاء في أخبار كثيرة أنها من ثمار الجنان ومن أفضل أشجار الجنة، ومعلوم أن شجرة الجنة تحمل ثماراً مختلفة، وهذا يدفع شبهة التعارض بين الروايات بأنها مخلوقة من تفاحها، أو من تمرها ورطبها، أو من سفرجلها، كما أن هذه الروايات تفسر لنا الروائح التي كانت في الزهراء عليها السلام.
    ولابد من الالتفات أن الذي يُخلق من النطفة إنما هو البدن وليس الروح فإذا كان لبدن الزهراء عليها السلام هذه العناية فما هي العناية التي لروحها بل إن الذي يظهر من بعض الأخبار أن هذه الثمار التي خُلقت منها البدن كانت وعاءً لحفظ النور الذي خُلق منه البدن.
    كما جاء في معاني الأخبار في باب النوادر بسنده عن الإمام الصادق عليه السلام عن أبيه عن جده قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : خلق الله نور فاطمة قبل أن يخلق الأرض والسماء، فقال بعض الناس يا نبي الله فليست هي إنسية فقال: فاطمة حوارء إنسية فقالوا: يا نبي الله كيف هي حوارء إنسية فقال: خلقها الله عز وجل من نوره قبل أن يخلق آدم إذ كانت الأرواح فلما خلق الله آدم عرضت عليه قيل: يا نبي الله وأين كانت فاطمة؟ قال: كانت في حقة تحت ساق العرش، قيل: يا نبي الله فما كان طعامها قال: التسبيح والتقديس والتهليل والتحميد فلما خلق الله عز وجل آدم وأخرجني من صلبه وأحب الله عز وجل أن يخرجها من صلبي جعلها تفاحة في الجنة وأتاني بها جبرائيل فقال لي: السلام عليك ورحمة الله وبركاته يا محمد قلت: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته حبيبي يا جبرائيل فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام قلت: منه السلام وإليه يعود السلام قال: يا محمد هذه تفاحة أهداها الله إليك من الجنة فأخذتها وضممتها إلي صدري، قال: يا محمد يقول الله عز وجل كلها ففلقتها فرأيت نوراً ساطعاً وفزعت منه، فقال يا محمد ما لك لا تأكل؟ كلها ولا تخف، فإن ذلك للمنصورة في السماء وهي في الأرض فاطمة.
    فهذا الذي خلق منه البدن أما الذي خلقت منه الروح فهو أعلى من ذلك، هذا من ناحية أصل النطفة ولا ندخل في تفاصيلها.
    وأما الاهتمام التكويني الآخر من قبل الله عز وجل بها بعد أن جعلها من عالم الجنان عالم القدس والطهارة، فهو يظهر من انتقالها من ذلك العالم إلي عالم أطهر وأقدس من عالم الجنان وهو صلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، إما بعروجه أو بنزول جبرائيل عليها السلام بها، ولكن الذي يظهر من بعض الأخبار أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم على مقامه ورفعة شأنه وقدسيته لم يتناول تلك الثمرة إلا بعد أن أمره الله عز وجل بالاعتزال عن خديجة أربعين يوماً وقد تفرغ في تلك الأربعين للطاعة والعبادة والتهجد والصيام استعداداً لتقبل هدية الباري وتحفة الحبيب الثقيلة التي لا يطاق حملها (إِنَّهَا لإِحْدَى الْكُبَرِ)(المدثر/35) كما جاء في الخبر أنها فاطمة عليها السلام حيث أنها من الحقائق الكبرى التي فُطم الخلق عن إدراكها ومعرفتها، وبعد أن أكمل الأربعين ولأهل المعرفة في الأربعينيات كلام دلت عليه الروايات: من أخلص لله أربعين صباحاً، وميقات موسى تم أربعين ليلة بعد ذلك جاء لتكليم الله عز وجل، ولابد أن نأخذ بنظر الاعتبار أربعين نبينا صلى الله عليه وآله، أنها تختلف عن غيره فعبادته أكمل لأن معرفته أكمل فلابد أن تكون هذه الحقيقة التي يستعد لتلقيها أكمل من الحقائق التي تأتي بعد ممارسة الأربعين حتى من الذي ترتب على أربعين موسى عليها السلام.
    هبط جبرائيل عليها السلام وأمره بالتأهب لتحفة الله ثم هبط ميكائيل بطبق فيه عنب ورطب وأمره بالإفطار منه، ثم يخرج إلى بيت خديجة - وهي أيضاً مرت بهذه الأربعين وقد اشتعل في قلبها الشوق إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما يظهر من الرواية - قبل أن يأتي بنوافل ليلته، وفي تلك الليلة حملت خديجة منه بفاطمة وأحست بهذا الحمل.
    وأما الاهتمام التابع لهذا هو أنها انتقلت إلى وعاء الإمامة خديجة عليها السلام ولا أقول في طهارتها أكثر من قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (انما قام الإسلام بسيف علي وأموال خديجة) وتحت الرواية مضامين كثيرة ولكن الذي يتبادر الى الذهن منها هو أن خديجة ليست طاهرة بل مطهرة فان أموالها وسخائها وطهارة قلبها من التعلق بالدنيا كان الركن الثاني في تطهير الأرض من الشرك وكان العامل الآخر في طهارة كل إنسان دخل في الإسلام من كل نجاسة وقذارة معنوية بل حتى من بعض القذارات المادية.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X