إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء(ع)....الجزء الثاني

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء(ع)....الجزء الثاني

    ولعل الزهراء عليها السلام كما يبدو ليس تحفة وهدية فقط لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بل هي أيضاً تحفة وهدية إلى خديجة أثر إخلاصها وبذلها جهادها ووفائها وما تحملت من قطيعة قومها وهجرانهم لها بسبب ذبها عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعيشها معه، فكان الجزاء من قبل الله عز وجل لتلك المرأة التي كانت مع ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال: (ما أوذي نبي مثل ما أوذيت) أن وهب الله هذه النسلة الميمونة المباركة التي كانت تؤنسها وهي في بطنها وتحدثها كما جاء في رواية إمامنا الصادق عليه السلام حيث يتحدث عن ولادة الزهراء عليها السلام للمفضل بن عمر صاحب الأسرار فقد سأل الإمام عليه السلام عن كيفية ولادة فاطمة عليها السلام كما جاء في البحار (ج43، ص2)، نقلاً عن أمالي الشيخ الصدوق "قده":
    (قال المفضل بن عمر: قلت لأبي عبدالله الصادق عليها السلام كيف كان ولادة فاطمةعليها السلام؟ فقال: نعم إن خديجة لما تزوج بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هجرتها نسوة مكة فكن لا يدخلن عليها ولا يسلمن عليها ولا يتركن امرأة تدخل عليها فاستوحشت خديجة لذلك وكان جزعها وغمها حذرا عليه صلى الله عليه وآله وسلم فلما حملت كانت فاطمة عليها السلام تحدثها من بطنها وتصبرها وكانت تكتم ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فدخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوماً فسمع خديجة تحدث فاطمة عليها السلام فقال لها : يا خديجة من تحدثين؟ قالت: الجنين الذي في بطني يحدثني ويؤنسني قال: يا خديجة هذا جبرائيل يخبرني أنها أنثى وأنها النسلة الطاهرة الميمونة وأن الله تبارك و تعالى سيجعل نسلي منها وسيجعل من نسلها أئمة ويجعلهم خلفاءه في أرضه بعد انقضاء وحيه.
    وللرواية تكملة تأتي الإشارة لها بإذن الله عز وجل.
    ويظهر الاهتمام والعناية الإلهية في يوم الولادة الذي يمثل يوم تجلي الرحمة الإلهية وسطوع العطف الإلهي الذي تمثل علي شكل نور يقول عنه الإمام الصادق عليه السلام:
    (فلما سقطت إلى الأرض أشرق منها النور حتى دخل بيوتات مكة ولم يبق في شرق الأرض ولا غربها موضع الا أشرق فيه ذلك النور)
    فظهرت العناية بلحظات الولادة فبعد الخذلان الإلهي لنساء مكة من حضورهن الولادة، وصيانة للزهراء عليها السلام من أن يسمّها أحد من عامة الناس ممن أقترف المعاصي وتلوث بدنس الخطايا، جاءت الكرامة الالهية لبعض النساء المخلصات ومن عالم الطهارة لتهبط لتحضر ولادة الزهراء عليها السلام وإنما هو تشريف لهن نعم هو تعريف بمقام الزهراء عليها السلام حيث أن هؤلاء النسوة حضرن لخدمتها وخدمة أمها، فيقول إمامنا الصادق عليه السلام في نفس الرواية المتقدمة:
    (... دخل عليها أربع نسوة سمر طوال كأنهن من نساء بني هاشم ففزعت منهن لما رأتهن فقالت إحداهن لا تحزني يا خديجة فإنا رسل ربك إليك ونحن أخواتك أنا سارة وهذه آسية بنت مزاحم وهي رفيقتك في الجنة وهذه مريم بنت عمران وهذه كلثم أخت موسى بن عمران بعثنا الله إليك لنلي منك ما تلي النساء من النساء فجلست واحدة عن يمينها وأخرى من يسارها، والثالثة بين يديها والرابعة من خلفها، فوضعت فاطمة طاهرة مطهرة).
    ولم تتوقف العين الإلهيَّة عن حراستها وصيانتها فيخبرنا الإمام الصادق عليه السلام عن دخول عشرة من الحور العين - فلم تغسل الزهراء عليها السلام يوم الولادة بماء الدنيا - بل جاءت تلك الحور كل واحدة منهن معها طست من الجنة وإبريق من الجنة وفي الإبريق ماء من الكوثر فتناولتها المرأة التي كانت بين يديها فغسلتها بماء الكوثر وأخرجت خرقتين بيضاوين أشد بياضاً من اللبن وأطيب ريحاً من المسك والعنبر ولفتها بواحدة وقنعتها بالثانية ثم استنطقتها فنطقت فاطمة عليها السلام بالشهادتين ...
    وحق للموالين أن يعظموا هذا اليوم لما حلت فيه من البركة وحق لهم ان يفرحوا لفرحة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي فرح أهل السماء لفرحته ولما حل فيه من رحمة كما قال إمامنا الصادق عليه السلام:
    (وتباشرت الحور العين وبشر أهل السماء بعضهم بعضأ بولادة فاطمة عليها السلام وحدث في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك).
    إن الذي نستخلصه من ولادة الزهراء عليها السلام هو العناية من قبل الله بها و التعظيم والتجليل لها، وأنها مصونة من كل عيب ونقص، فهي تنتقل من عالم طهارة إلى عالم طهارة ومن ساحة قدس إلى ساحة قدس وأن نورها دخل إلى بيوت مكة بل ما من بيت في شرق الأرض أو غربها إلا وقد دخله نورها عند ولادتها وهذا ينبئ عن مستقبل لهذا النور ولصاحبته فسوف يملأ الأرض.
    وهاهو ذكر فاطمة الذي أخذ ينشر في أطراف الأرض وهاهم أولادها الذين يحملون نورها كيف نوروا الأرض... وهاهم المحبون لها الحاملون لنور ولاءها واللاهجون بذكرها كيف ينادون باسمها... وتأتي مدينة تبعد عن العاصمة الإسبانية ب (150’) كليومتر حيث تحمل اسم فاطمة (فاطما) ويحج الناس إليها من أهل الديانة المسيحية ويقول صاحب المنجد: إنها مدينة ظهرت فيها العذراء ولكن أي عذراء إذا كانت مريم فلماذا سميت "فاطما".
    ولكن وإن أرادوا كتم الأسرار وإطفاء النور فانه يظهر لأنه من نور الله ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون، فهذا النور الذي أودعه الله عز وجل والذي كان من نور عظمته في تلك التفاحة سوف يملأ الأرض كما ملئها يوم الولادة ولكن بشكل أجلى وأوضح وأتم وأكمل.
    والحمد لله رب العالمين
    وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
    في جوار كريمة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم
    14 جمادي الثاني 1420
    خادم خدامهم
    الشيخ رياض البيضاني
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X