

أين نحن؟.. نائمون
طوال الأسابيع الماضية، قرأت عددا كبيرا، ربما يصل إلى العشرين، من التقارير المطولة الدولية المحايدة تتعلق بقضية واحدة.. ماذا سوف يحدث بالضبط اذا شنت أمريكا العدوان على العراق؟.
هذه التقارير تناقش بالتفصيل، وبالأرقام بناء على دراسات موسعة، قضايا مثل: ماذا سيحل بالشعب العراقي؟.. ما هي أبعاد الدمار الذي سيحل بالمنشآت المدنية وغير المدنية؟.. كم أعداد الضحايا الذين سيسقطون أو يتشردون؟.. هل سيبقى العراق بلدا موحدا؟.. هل ستندلع حرب أهلية؟. كيف ستستغل الدول المجاورة الحرب؟.. وهكذا. هذه التقارير أعدتها جهات مختلفة، منها مثلا، الأمم المتحدة ومنظماتها، ومنها كثير من المنظمات والمؤسسات الدولية الأهلية تهتم بالجوانب الإنسانية، أو بحقوق الإنسان، أو بالتطورات الاقتصادية والسياسية في العالم.
هذه الجهات الدولية كلفت خبراء بإعداد هذه التقارير التفصيلية، وبعضها أرسل بعثات الى العراق لدراسة الأوضاع ميدانيا، وذلك لأهداف وغايات مختلفة. منها مثلا، معرفة الأعباء التي سوف تلقى على عاتق المنظمات الإنسانية الدولية وجهات الإغاثة في حالة نشوب الحرب. ومنها مثلا، أن تكون هذه التقارير أداة لحشد الدعم الشعبي والرسمي الدولي لمعارضة الحرب.. وهكذا. في كل مرة، يقرأ المرء تقريرا من هذه التقارير يتساءل: أين نحن في الوطن العربي من هذا؟.. نحن ببساطة.. نائمون. الأمر المذهل أنه لم يحدث أن قرأنا، أو سمعنا، أن أي جهة عربية، رسمية أو غير رسمية، اهتمت بأن تفعل مثل هذه الجهات الدولية، أي اهتمت بأن تدرس، من وجهة نظر عربية، النتائج والتأثيرات التي سوف تترتب على العدوان الأمريكي على جميع الأصعدة، الإنسانية، والسياسية والاقتصادية، بالنسبة للعراق وللوطن العربي عموما. حتى الجامعة العربية نفسها، لم تهتم بأن تفعل مثل هذا. حتى دول الخليج العربية التي هي في مقدمة المعنيين بالحرب وما سوف يترتب عليها، لم نسمع أي جهة في أي دولة خليجية قد اهتمت بدراسة القضية. دعك من المواقف السياسية من الحرب لهذا البلد العربي أو ذاك. المفروض أن تكون الحكومات العربية، والشعوب بالطبع، في كل الأحوال على علم تفصيلي كامل بأبعاد ما نواجهه بالضبط وما سوف يترتب على هذه الحرب في جميع المجالات. هذا في حد ذاته عنصر حاسم لتحديد أي موقف نتخذ أولا، ولنعرف ماذا يجب أن نفعل ثانيا، أيا كان ما سوف يحدث. لكن للأسف الشديد، هذا غير موجود. والحكومات العربية، كما هو واضح، لا تعرف أبعاد الكارثة بالضبط. ويبدو لي أن هذا هو أحد الأسباب الجوهرية للتصريحات التي نسمعها بين الحين والآخر، لعدد من القادة وكبار المسئولين العرب، والتي هي من النوع الذي يجلب "الغم والنكد".. هم ببساطة يجهلون أبعاد ما نواجهه بالضبط.
المصدر
http://www.arabrenewal.com/index.php?rd=AI&AI0=761
اللهم ايقظ المسلمين من غفلتهم هذه.....
اللهم إن الأعداء يتربصون ببلاد المسلمين ‘ ويحشدون الجيوش ويرصون الصفوف ‘ اللهم أجعل تدبيرهم تدميرهم ‘ وقيض لنا من يقودنا للنصر على أعدائك وأعدائنا .... يارب العالميـــــــــــــــن
آميـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن


