يدعي الناصبي ابن تيمية أن النبي صلى الله عليه وآله .
أرسل أبا بكر أميرًا على الموسم وأمره أن ينهى عن طواف العراة بالبيت وأن ينهى المشركين عن الحج ولهذا كان ينادي في الموسم ولا يحجن بعد العام مشرك ولا يطوفن بالبيت عريان
وأتبعه بعلي بن أبي طالب لأجل نبذ العهود إلى المشركين الذين كانت لهم عهود مطلقة وكان أبو بكر هو الأمير على الموسم وعليّ معه يصلي خلفه ويأتمر بأمره، لكن أرسله النبي (صلى الله عليه وآله)
لأنه كان من عادة العرب أن العهود لا يعقدها ولا يحلها إلا المطاع أو رجل من أهل بيته فخاف إن لم يبعث واحدًا من أهل بيته أن لا يقبلوا نبذ العهود ولم يرجع أبو بكر إلى المدينة ولا عزله عن شيء كان ولاه وما روى من ذلك فهو من الكذب المعلوم أنه كذب)
ولمناقشة قول ابن تيمية المتقدم يقال: أوَّلاً إنّ ابن تيمية كعادته كذَّب رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكذب أحاديث الصحيحة، وسنذكر نص الرواية التي رواها الترمذي وعلَّق عليها الألباني بأنَّها حسنة الإسناد:
( حدثنا بندار حدثنا عفان بن مسلم وعبد الصمد بن عبد الوارث قالا حدثنا حماد ابن سلمة عن سماك بن حرب
عن أنس بن مالك قال بعث النبي (صلى الله عليه وآله) ببراءة مع أبي بكر، ثم دعاه فقال لا ينبغي لأحد أن يبلغ هذا إلّا رجل مِن أهلي فدعا عليًّا، فأعطاه إياها. قال [الترمذي] هذا حديث حسن غريب مِن حديث أنس بن مالك).
فقول الرواوي : (ثم دعاه فقال:...) يفيد رجوع أبي بكر إلى النبيّ وليس كما زعم ابن تيمية.
ثانيًّا: قول ابن تيمية: ( أرسل أبا بكر أميرًا على الموسم وأمره أن ينهى عن طواف العراة بالبيت وأن ينهى المشركين عن الحج...) هذا الكلام ينافي ما جاء في الرواية مِن رجوع أبي بكر، كذلك فإنّ إرسال سورة براءة كان قبل فتح مكَّة، وهذه السورة تتبرَّأ مِن المعاهدة التي وقعت بين رسول الله والمشركين، ومكَّة آنذاك تحت قيادة المشركين، فكيف ينهى أبو بكر المشركين عن الحج، ومكَّة ليس بها مسلمًا آنذاك؟ ولا سلطة للمسلمين آنذاك على أهل مكة، فقول ابن تيمية: (وكان أبو بكر هو الأمير على الموسم وعليّ معه يصلي خلفه ويأتمر بأمره)، فأي موسم هذا الذي يتحدث عنه ابن تيمية؟! والمسلمون يستعدون للهجوم لفتح مكة بعد أن تبرَّؤا من المعاهدة التي كانت بينهم وبين المشركين، فلم يثبت أن المسلمين كانوا ينهون المشركين عن الحج أيام الصلح فكيف بهم أيام البراءة من هذا الصلح ، بل الثابت أنهم أيام الصلح كان المسلمون يحجون في عام وفي الآخر يحج الكفار؟!
ثالثاً: قوله (كان من عادة العرب أن العهود لا يعقدها ولا يحلها إلا المطاع أو رجل من أهل بيته...) إذا كان هذا هو السبب الحقيقيّ لمنع أبي بكر من تبليغ سورة براءة، فهذا يعني أنَّ الرسول (صلى الله عليه وآله) قد سها في أمر تبليغ الرسالة، ونسى عادات العرب، وهذا ينافي العصمة التي منحها الله تعالى له ليبلغ رسالة الله تعالى على أفضل وجه.
رابعًا: قوله (صلى الله عليه وآله) : (لا ينبغي لأحد أن يبلغ هذا إلّا رجل مِن أهلي...) صريح بأنّ مهام تبليغ الرسالة منوط برسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام)، ويشهد لذالك قوله تعالى: Pفَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ الله عَلَى الْكَاذِبِينَO[آل عمران/61].
فهذه الآية خصَّت بيت الرسالة النبوية بخصوصية الوحدة الرسالية الَّتي يدلُّ بعضها على بعض، وأنَّها وَحْدَهَا المسؤلة عن شؤون التبليغ الرِّسالي دون غيرهم مِن المسلمين، فلو كان الرسول9وحده المسؤول عن التبليغ السماوي لما أمره الله تعالى بإحضار أهل بيته، ولما قال الله تعالى بصيغة الجمع Pفَنَجْعَلْ لَعْنَةَ الله عَلَى الْكَاذِبِينَO، بل لقيل: لَعْنَةَ الله عَلَى الْكَاذِبِ، لأنَّ المسؤول عن التبيلغ الرسالي هو فرد واحد، فكان يقتضي حضوره بمفرده، دون أهل بيته، لأنَّه هو المسؤول عن التبليغ الرسالي! ولكن لمَّا أمره الله تعالى بإحضار أفراد معَيَّنِين مخصوصين عُلٍم أنَّ الله تعالى يريد أنْ يُبيِّن مكانتهم مِن النبوة، وأنَّهم بيت الوحي والتبليغ ليعلم الناس هذه الحقيقة.
أرسل أبا بكر أميرًا على الموسم وأمره أن ينهى عن طواف العراة بالبيت وأن ينهى المشركين عن الحج ولهذا كان ينادي في الموسم ولا يحجن بعد العام مشرك ولا يطوفن بالبيت عريان
وأتبعه بعلي بن أبي طالب لأجل نبذ العهود إلى المشركين الذين كانت لهم عهود مطلقة وكان أبو بكر هو الأمير على الموسم وعليّ معه يصلي خلفه ويأتمر بأمره، لكن أرسله النبي (صلى الله عليه وآله)
لأنه كان من عادة العرب أن العهود لا يعقدها ولا يحلها إلا المطاع أو رجل من أهل بيته فخاف إن لم يبعث واحدًا من أهل بيته أن لا يقبلوا نبذ العهود ولم يرجع أبو بكر إلى المدينة ولا عزله عن شيء كان ولاه وما روى من ذلك فهو من الكذب المعلوم أنه كذب)
ولمناقشة قول ابن تيمية المتقدم يقال: أوَّلاً إنّ ابن تيمية كعادته كذَّب رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكذب أحاديث الصحيحة، وسنذكر نص الرواية التي رواها الترمذي وعلَّق عليها الألباني بأنَّها حسنة الإسناد:
( حدثنا بندار حدثنا عفان بن مسلم وعبد الصمد بن عبد الوارث قالا حدثنا حماد ابن سلمة عن سماك بن حرب
عن أنس بن مالك قال بعث النبي (صلى الله عليه وآله) ببراءة مع أبي بكر، ثم دعاه فقال لا ينبغي لأحد أن يبلغ هذا إلّا رجل مِن أهلي فدعا عليًّا، فأعطاه إياها. قال [الترمذي] هذا حديث حسن غريب مِن حديث أنس بن مالك).
فقول الرواوي : (ثم دعاه فقال:...) يفيد رجوع أبي بكر إلى النبيّ وليس كما زعم ابن تيمية.
ثانيًّا: قول ابن تيمية: ( أرسل أبا بكر أميرًا على الموسم وأمره أن ينهى عن طواف العراة بالبيت وأن ينهى المشركين عن الحج...) هذا الكلام ينافي ما جاء في الرواية مِن رجوع أبي بكر، كذلك فإنّ إرسال سورة براءة كان قبل فتح مكَّة، وهذه السورة تتبرَّأ مِن المعاهدة التي وقعت بين رسول الله والمشركين، ومكَّة آنذاك تحت قيادة المشركين، فكيف ينهى أبو بكر المشركين عن الحج، ومكَّة ليس بها مسلمًا آنذاك؟ ولا سلطة للمسلمين آنذاك على أهل مكة، فقول ابن تيمية: (وكان أبو بكر هو الأمير على الموسم وعليّ معه يصلي خلفه ويأتمر بأمره)، فأي موسم هذا الذي يتحدث عنه ابن تيمية؟! والمسلمون يستعدون للهجوم لفتح مكة بعد أن تبرَّؤا من المعاهدة التي كانت بينهم وبين المشركين، فلم يثبت أن المسلمين كانوا ينهون المشركين عن الحج أيام الصلح فكيف بهم أيام البراءة من هذا الصلح ، بل الثابت أنهم أيام الصلح كان المسلمون يحجون في عام وفي الآخر يحج الكفار؟!
ثالثاً: قوله (كان من عادة العرب أن العهود لا يعقدها ولا يحلها إلا المطاع أو رجل من أهل بيته...) إذا كان هذا هو السبب الحقيقيّ لمنع أبي بكر من تبليغ سورة براءة، فهذا يعني أنَّ الرسول (صلى الله عليه وآله) قد سها في أمر تبليغ الرسالة، ونسى عادات العرب، وهذا ينافي العصمة التي منحها الله تعالى له ليبلغ رسالة الله تعالى على أفضل وجه.
رابعًا: قوله (صلى الله عليه وآله) : (لا ينبغي لأحد أن يبلغ هذا إلّا رجل مِن أهلي...) صريح بأنّ مهام تبليغ الرسالة منوط برسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام)، ويشهد لذالك قوله تعالى: Pفَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ الله عَلَى الْكَاذِبِينَO[آل عمران/61].
فهذه الآية خصَّت بيت الرسالة النبوية بخصوصية الوحدة الرسالية الَّتي يدلُّ بعضها على بعض، وأنَّها وَحْدَهَا المسؤلة عن شؤون التبليغ الرِّسالي دون غيرهم مِن المسلمين، فلو كان الرسول9وحده المسؤول عن التبليغ السماوي لما أمره الله تعالى بإحضار أهل بيته، ولما قال الله تعالى بصيغة الجمع Pفَنَجْعَلْ لَعْنَةَ الله عَلَى الْكَاذِبِينَO، بل لقيل: لَعْنَةَ الله عَلَى الْكَاذِبِ، لأنَّ المسؤول عن التبيلغ الرسالي هو فرد واحد، فكان يقتضي حضوره بمفرده، دون أهل بيته، لأنَّه هو المسؤول عن التبليغ الرسالي! ولكن لمَّا أمره الله تعالى بإحضار أفراد معَيَّنِين مخصوصين عُلٍم أنَّ الله تعالى يريد أنْ يُبيِّن مكانتهم مِن النبوة، وأنَّهم بيت الوحي والتبليغ ليعلم الناس هذه الحقيقة.
تعليق