تويت
أسرار "انقلاب" الشيخة موزة على القرضاوي؟
أثار خبر تدخل الشيخة موزة زوجة أمير قطر، بنفسها لإجبار الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة على إدراج أسماء بن قادة طليقة الشيخ يوسف القرضاوي، على قائمة مرشحي الحزب الذي يترأسه، العديد من التساؤلات حول علاقة موزة بالقرضاوي، والتي كانت متميزة على مدار سنوات طويلة حظي خلالها القرضاوي بالعديد من المميزات حمته من بطش مبارك، الذي نفاه منذ سنوات فلم يجد ملجأ إلا قطر، وحصل هناك على الجنسية القطرية وأصبح بمثابة المفتي الخاص للشيخة وزوجها، على أن دعمها لمطلقته لاسيما وأن الأخيرة أقامت دعوى قضائية ضد القرضاوي تتهمه فيها بأنه قام باغتصابها، بعد أن طلقها تعطي الدليل الدامغ على انقلاب الشيخة القطرية على القرضاوي.
المعلومات المتوافرة حول الواقعة تشير إلى أن الشيخة موزة، زوجة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، تدخلت بنفسها لدى الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، لترشيح أسماء بن قادة، مطلقة رجل الدين الشيخ يوسف القرضاوي، للانتخابات النيابية المقررة.
وقال مصدر مطلع إن بوتفليقة طلب من عبدالعزيز بلخادم، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، من موقعه رئيسا شرفيا للحزب، بتنفيذ رغبة الشيخة موزة، وإدراج أسماء بن قادة ضمن قائمة المرشحين، لتكون أسماء بن قادة الرابعة في قائمة حزب جبهة التحرير الوطني الخاصة بالعاصمة الجزائر، والأولى ضمن فريق النساء المشارك.
واسرار انقلاب زوجة أمير قطر على القرضاوي كشفها عدد من رموز المعارضة القطرية، حيث أكدت مصادر داخل المعارضة أن القرضاوي قد بدأ يعد نفسه منذ سنة تقريبا للانقلاب على مشيخة قطر بعد وصول جماعة الإخوان المسلمين إلى الحكم في مصر باعتباره الأب الروحي لها والمرشد العام القادم للجماعة ووفقا لما تقوله هذه المصادر فإن القرضاوي تمسك طوال الفترة الماضية بجواز سفره القطري لأنه كان يمثل له نوعا من الحماية ضد نظام حسني مبارك الذي لم يكن يقبل بالقرضاوي وما يمثله، وأنه بعد سقوط مبارك وسيطرة جماعة الإخوان على البرلمان وقرب وصولها إلى كرسي الرئاسة، أصبح القرضاوي يفكر بجدية باستعادة جواز سفره المصري والعودة إلى مصر وإعلان البراءة من قطر، لاسيما وان شيخ قطر لم يقم بإلغاء الدعوى القضائية التي رفعتها أسماء الجزائرية على القرضاوي أمام المحكمة الشرعية في قطر والتي تتهمه فيها باغتصابها رغم ان القرضاوي طلب منه ذلك بل وطلب منه طرد أسماء من قطر!!
وتقول المعارضة القطرية إن القرضاوي بدأ يمهد لإعلان البيان رقم واحد ضد حمد وموزة منذ زمن، وبالتحديد منذ أن طلب من ابنه عبدالرحمن العودة إلى مصر والتنازل عن الجنسية القطرية والقيام بدور الزعيم للربيع المصري، ثم إقناع الشيخ حمد بتعيين ابنه أسامة سفيرا ثانيا لقطر في مصر، حتي يسهل انشقاقه، والاهم تكليف ابنته بتعديل سيرته في ويكبيديا حيث أضافت فقرة تزعم أن يوسف القرضاوي عارض شيخ قطر لاستقباله الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز وانه طالبه بغسل يديه بعد التسليم عليه، والتركيز على أن الولايات المتحدة منعته من الدخول، مع ان الواقع هو أنها ألغت تأشيرة عشر سنوات كانت ممنوحة له لغرض في نفس يعقوب.
وفقا للمعارضة القطرية يفكر القرضاوي جديا بالظهور فجأة على إحدي الفضائيات المصرية ليعلن معارضته ورفضه لشيخ قطر وسيقول انه وقف ضد انقلاب الشيخ على أبيه وعارض اتصاله بالإسرائيليين وتآمره على الفلسطينيين، وسيكون هذا البيان رقم واحد يتبعه القرضاوي ببيانات كثيرة يصفي فيها حساباته الطويلة مع شيوخ قطر.
وعلى الرغم من ان القرضاوي ينكر صلته بعملية الانقلاب وانه كان يعارض إنقلاب الشيخ حمد على أبيه إلا أن مصادر عديدة تؤكد، أن فكرة الانقلاب في قطر والتي نفذها الشيخ حمد ضد أبيه الشيخ خليفة زرعها يوسف القرضاوي في عقل الابن، حيث كان الشيخ الأب قد قرر في مطلع الثمانينيات ترحيل القرضاوي من قطر، على خلفية صراع بينه وبين الناقد العربي المصري رجاء النقاش الذي كان يترأس تحرير مجلة الدوحة الثقافية.
وفي إطار إحساسه بالغيرة من رجاء النقاش الذي تمكن من إصدار مجلة ثقافية من الدوحة أصبحت نجما لامعا في سماء الثقافة العربية آنذاك قدم وجها جديدا لقطر لم يكن معروفا، وأصدر القرضاوي فتوى بتكفير رجاء النقاش بدعوى أنه شيوعي وهو الأمر الذي أحدث أزمة داخلية في قطر التي لم تعرف من قبل فتاوى التكفير وتمكن القرضاوي من إقناع التيار الإسلامي بإغلاق مجلة الدوحة ووضع حاكم قطر في مواجهة غير مباشرة مع المثقفين والكتاب العرب الذين وقفوا إلى جانب النقاش فضلا عن استياء مصر من الموقف المهين لأحد رموزها الثقافية، وسارع الشيخ خليفة إلى تجميد القرضاوي وقرر سحب الجنسية منه وطرده من قطر بعد أن اكتشف أن القرضاوي بدأ يلعب أدوارا داخلية في قطر تهدد الاستقرار الداخلي وبعد أن وجد أن القرضاوي أصبحت له تأثيرات كبيرة على ابنه الكبير حمد الذي لم يكمل تعليمه المدرسي.
لكن القرضاوي باغت خليفة حين أصدر فتوى لابنه حمد بجواز الانقلاب على أبيه واعتقاله وسجنه بتهمة التشجيع على الكفر بإصدار مجلة يترأسها شيوعي، وتمت عملية الانقلاب المشهورة في قطر وتولى حمد الحكم وأصبح القرضاوي بمثابة الأب الروحي له، ومنذ ذلك التوقيت بدأت العلاقة القوية بين الشيخ حمد وزوجته المفضلة بين زوجاته الأربع، والتي كانت إحدى الرؤوس المدبرة لعملية الانقلاب من جانب وبين القرضاوي من جانب آخر، وصل الأمر إلى أن الشيخ القرضاوي سمح لنفسه بمصافحتها على الرغم من انه يحرم مصافحة الرجل للمرأة خلال إحدى الحفلات غير المذاعة، ورد على منتقديه بأنه يجوز مصافحة الشيخة موزة باعتبار أنها أم المؤمنين.
وخلال ذلك حظي القرضاوي على دعم المشيخة القطرية، وكرمه أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني ومنحه جائزة الدولة التقديرية في مجال الدراسات الإسلامية، التي حرص على تقديمها له بنفسه في حضور الشيخة موزة، خلال حفل تكريم الفائزين بجائزتي الدولة التقديرية والتشجيعية للعلوم والفنون والآداب لعام 2008، والذي نظمته وزارة الثقافة والفنون والتراث على مسرح قطر الوطني.
هذا وألقى الشيخ القرضاوي كلمة نيابة عن المكرمين عبر فيها عن شكره وشكر جميع المكرمين على لفتة الأمير الكريمة بتكريمهم بنفسه، ووجه حديثه للأمير قائلا أشكرك أيها الأمير لأنك أعطيت قيمة لهذه الثروة البشرية، فقطر بها ثروة بترولية وثروة غازية، ولكن أعظم هذه الثروات هي الثروة البشرية ولفت القرضاوي إلى أن كل المكرمين هم من تلامذته، إما تتلمذوا علي يديه في المعهد الديني أو في جامعة قطر.
وأكد القرضاوي متملقا أنه حصل على الكثير من الجوائز من قطر قبل هذه الجائزة عن طريق الزيارات الشخصية التي حظي بها من قبل الشيخ وزوجته، مشيرا إلي زيارة أمير البلاد له في منزله أو في المستشفى عند مرضه، وقرار الأمير بتطوير المعهد الديني الذي كان يديره القرضاوي ليكون مكتبة عامة تحمل اسم الشيخ.
وأشار القرضاوي إلى أن جائزة أخرى منحتها إياه المشيخة عن طريق قرار الشيخة موزة بنت ناصر المسند حرم أمير قطر بإنشاء مركز القرضاوي للوسطية، واعتبر أن الجائزة الأكبر هي حب قطر له، مشددا على أن هذه الجائزة لا تقدر بكل كنوز الدنيا واعتبر القرضاوي الحرية التي حظي بها خلال إقامته في قطر قرابة نصف قرن، دون أن يوضع له خط أحمر في خطبه أو برامجه الإذاعية والتليفزيونية هي جائزة أيضا.
ولم تتوقف العلاقة بين حمد وزوجته موزة وبين القرضاوي على الجانب الرسمي بل تعدتها إلى الجانب الشخصي، حيث حرص الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والشيخة موزة بنت ناصر على زيارة القرضاوي في مستشفي حمد العام والاطمئنان عليه بأنفسهما، في ظاهرة لا تتكرر كثيرا، حيث كان يوسف القرضاوي قد مر بظروف صحية طارئة أدخل على إثرها مستشفى حمد العام ليرقد فيها عقب انزلاق تسبب له في شرخ بسيط في إحدى الفقرات.
الظاهر مسوي عملية أو المرض هد حيله
تعليق