إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

عندما يقوم الإعلام بدور الإحتلال

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عندما يقوم الإعلام بدور الإحتلال

    عندما يقوم الإعلام بدور الإحتلال



    لا شكّ و أنّه في عصر إنحسار القراءة و تدنّي سقف المقروئيّة بشكل مذهل في العالم العربي أصبحت الفضائيات العربية تشكّل عاملا بارزا في صناعة الرأي والتوجه الفكري والسياسي للمجتمع العربي , و أصبحت الملقي الوحيد على كمّ هائل من المتلقين بمختلف توجهاتهم ومستوياتهم , و إذا كانت القراءة في وقت سابق تشكّل الجسر الأساس نحو الوعي السياسي والثقافي وحتى الفهم الدقيق لتطورات المجتمع في تفاصيله كافة , فإنّ الفضائيات اليوم و التي دمجت بين الكلمة والصورة باتت المرجع الذي يصيغ الرؤية بإعتبار أنّ المعلومة هي المكوّن الذرّي للفكرة والرأي وقد أصبحت هذه المعلومة تأتي في الغالب عبر القنوات الفضائية , ولا شكّ فإنّ الطلاق البائن بين القراءة و المجتمع العربي يعدّ أهم سبب للتردي الثقافي والقحط الفكري في العالم العربي خصوصا إذا علمنا أنّ القنوات الفضائية في مجملها لا تحمل إستراتيجية معينة للنهوض بالعقل العربي وهي في المطلق خاضعة لدوائر القرار في العواصم العربية في تفاصيلها , إلى درجة أن بعض الفضائيات باتت ضمن اللعبة السياسية و المناورة التكتيكيّة لهذه الدولة وتلك , كما أنّ أغلب هذه القنوات ممولّة من قبل النظام الرسمي أو شخصيات مكلفة من قبل النظام الرسمي بالإشراف على هذه القناة بالوكالة .

    ولم تفرض هذه القنوات الفضائية سلطتها على المواطن العربي فتجعله مشدودا إليها في فهم التداعيات والتطورات داخليّا وخارجيّا فحسب , بل حتى أصحاب القرار في العالم العربي باتوا يخطبون ودّ هذه الفضائيات لتمرير تصريحاتهم و آرائهم من خلالها , و أذكر أنني كنت في يوم من الأيّام أحتسي شايا مع مدير إحدى الفضائيات العربية فأتصل به مسؤول عربي كبير وكان راغبا في تمرير تصريح له عبر هذه القناة .

    وعلى الرغم من أنّ الفضائيّات العربية ما زالت في بدايتها مقارنة ببعض الفضائيات الغربية العريقة إلاّ أنّ التجربة الضئيلة لهذه الفضائيات العربية تسمح لنا بتقييمها ونقدها في نفس الوقت , وحتى يكون النقد دقيقا والتحليل سليما لابدّ من الملاحظة بأنّ هناك نوعين من الفضائيات العربية فهناك قنوات خبرية متخصصّة على مدار الساعة في بث الخبر وتقوم برامجها على مجموعة برامج سياسية , و هناك قنوات تجمع بين الأخبار والبرامج المنوعة بمختلفها .

    وعلى صعيد القنوات الخبرية فما يميزّها أنّها تأسسّت بإرادة عليا و لأسباب سياسية بالدرجة الأولى ولتنفيذ أجندة إقليمية و دولية , وكثير من هذه الفضائيات تأبى الدخول في جدل سياسي حول السياسة الداخلية للدولة التي تموّل هذه القناة , وتكتفي ببثّ الإيجابي من الأخبار التي تتعلق بالدولة الممولّة, فيما الأخبار السلبية لا يسمح لها بالمرور إطلاقا , بالإضافة إلى ذلك فإنّ هذه القنوات محكومة في إيقاعها بالإيقاع الإعلامي الغربي , فبمجرد أن تبث قناة السي ن ن على سبيل المثال خطابا لبوش في هذا الموقع أو ذاك تقوم هذه القناة بنقل نفس الحدث مع تعريب التعليق , وهكذا دواليك فيما يتعلق بثمانين بالمائة من الأخبار التي تتدفقّ إلى المطبخ التحريري باللغة الإنجليزية , صحيح أنّ بعض القنوات نجحت في صناعة الخبر من خلال مراسلين أكفاء لكن ما زالت قنواتنا الفضائية عاجزة عن تحقيق الإكتفاء الذاتي الخبري , وما زلنا في هذا السيّاق نعيش تبعيّة إخبارية كبيرة جدا , وكثيرا ما يقع التداخل بين النوايا السياسية للدولة الممولة لهذه القناة و المطبخ التحريري حيث يتم فرض هذا الشخص أو ذاك , أو هذا الضيف أو ذاك لحاجة في نفس يعقوب , الأمر الذي يجعل مقولة الإحتراف المهني مجرد غطاء لخروقات عديدة جدا , وعندما باتت بعض القنوات الفضائية مؤثرّة باتت تخضع لضغوطات سياسية محلية ودولية شأنها شأن النظام الرسمي العربي الذي يعيش تحت الضغط دوما , وهذا الأمر إنعكس على المنحنى الأدائي لهذه القناة وتلك .

    و مع مرور الأيام وتكاثر الفضائيات باتت معظم الفضائيات متاشبهة في المضمون مختلفة في الشكل , فعناوين البرامج هي هي و الإختلاف في لفظين أو لفظين , وعندما تقوم هذه الفضائية بدعوة زيد من الناس تقوم الفضائية الأخرى بدعوته في اليوم التالي , ويظلّ هذا الإسم يجول بين الفضائيات لمدة شهر , ثم يأتي دور عمرو ليجول هو الأخر على هذه الفضائيات لمدة شهر , وكثير من معدي البرامج وبدل أن يوظفوا عقولهم و يجتهدون في مسألة خلق برامج رائدة , فكل عملهم أن يتسمروا أمام كم هائل من الفضائيات و يشاهدون برامج كل الفضائيات ويعملون على إستنساخها بعنوان جديد و جنريك جديد , وهذا ينطبق حتى على برامج المنوعات حيث الإستنساخ سيد الموقف , و كمثال على ذلك , برنامج الإتجاه المعاكس في قناة الجزيرة والذي يقابله قناة مواجهة في قناة أبي ظبي والذي توقفّ الآن , و أكثر من رأي في قناة الجزيرة و يقابله تحت الرماد في قناة العالم , أو للنساء فقط ويقابله كلام نواعم في الأم بي سي , أو مراسلو الجزيرة في قناة الجزيرة وبرنامج محطات في قناة العربية , وبالمحصلة يجد المرء وهو يدقق ويمحص البرامج السياسية و الخبرية في مجمل القنوات العربية أنّها واحدة مضمونا وشكلا أحيانا وهذا ما يكرس ثقافة التكرار والإجترار التي جنت على العقل العربي والإسلامي .

    والفكرة التي تجدها في هذه القناة هي عينها التي تجدها في تلك القناة , و التحليل الموجود هنا هو عينه الموجود هناك , صحيح أنّ مناهج الدراسات الإعلامية و السياسية تكاد تكون واحدة في العالم العربي , لكن الإعلام هو لعبة الذكاء والعقل أيضا فلابد من الخروج من دائرة النص إلى دائرة الإجتهاد في المجال الإعلامي وهذا لن يتأتى إلاّ بإنتقاء شخصيات إعلامية مقتدرة على صياغة رؤية إعلامية مهما كان توجهها السياسي و الإستعانة بها في هذه الفضائيات بدل الإقتصار على الوساطات والمحسوبيات التي نخرت جسدنا الإعلامي وحالت دون أن تكون لإعلامنا هوية معينة , و الخوف أن تستفيق جماهيرنا العربية على الخديعة الكبرى وتكتشف أنّ هذه الفضائيات تندرج في سياق لعبة سياسية كبيرة لا يفقه الجمهور المتلقي بالتأكيد أبعادها .

    الفضائيات العربية و إغتيال القضايا الكبرى !

    أبرز نجاح وأكبر إنجاز حققّه النظام الرسمي العربي والنخب البهلوانية الثقافية والإعلامية والفضائيات الغنائية و الهشّة في الوطن العربي أنّها تمكنت من إغتيال القضايا الكبرى و القيّم الفعاّلة التي تبقي الأمة دوما في حركية وإنتعاش مستمرّين .

    ومثلما نجحت الفضائيات الهشّة في إغتيال القضايا الكبرى فقد نجحت في إحلال قيّم منحلّة و مبادئ وضيعة محلّ هذه القضايا الكبرى و سخرّت ملايين الدولارات لإخراج برامج عفنة وتافهة و مستوردة أيضا , وهذا الخطّ الإعلامي و السياسي والإيديولوجي العام الذي تبنّاه النظام الرسمي العربي وكرسته الفضائيات الهشّة بات أهم ميزة لحياتنا العربية في كل تفاصيلها , فالقضية الفلسطينية التي كانت في يوم من الأيّام في صلب الأولويات حولها النظام الرسمي العربي وفضائياته إلى قضيّة هامشية ثانوية وقد يكون الإحتفاء براقصة من الدرجة العاشرة أهم من إقامة مهرجان للقضية الفلسطينية , و قد إلتقيت ذات يوم بالسيدّة حنان عشراوي في العاصمة السويدية ستوكهولم فقلت لها بدل أن تبحثوا عن نصير للقضية الفلسطينية في الغرب عليكم أن تعيدوا تذكير صانعي السياسة العربية بجدوى القضية الفلسطينية و إعادة إحياء هذه القضيّة في الواقع العربي وإعادة إدراجها في الأجندة العربية إذا كان للرسميين العرب أجندة !

    ولأجل إغتيال الهمّ الحضاري والقضايا الكبرى في أمتنا لجأ النظام الرسمي العربي إلى كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة , الشهوانية وغيرها لإيجاد قضايا بديلة للشباب العربي لأنّ الإهتمام بالقضايا الكبرى على الصعيد الداخلي والخارجي قد يفضي إلى تشكيل تيّار يعترض جملة وتفصيلا على بهلوانية النظام الرسمي العربي وتفاهته !

    و لعلّ ما جئت على ذكره يفسّر لماذا يتهافت كبار الضبّاط والعسكريين ورجال الإستخبارات في العالم العربي على إمتلاك علب الليل والملاهي والكازينوهات والحانات وحتى المواخير في بعض البلاد , فالمسألة لا تكمن في أنّ هؤلاء أدمنوا الحرام حتى الثمالة و يريدون جمع المال من كل حدب وصوب , بل المسألة تندرج في سياق تخطيط منظم يهدف إلى نشر الميوعة والتخنث والشذوذ والمخدرات وغيرها من الآفات التي وبمجرّد توفرها في الإنسان يفقد هويته ومبادئه و تصبح القضايا الكبرى بالنسبة إليه مجردّ أضحوكة بل أكذوبة .

    وفي معظم الدول العربية تحجب الأجهزة الأمنية المتخصصة في تقنيات الحاسوب صحف المعارضة وآرائها المنتشرة في الشبكة المعلوماتية وتبقي المواقع الخلاعية و التي تتمنى من صميمها أن تزار هذه المواقع يوميا من قبل المواطنين , وبعض الدول العربية آذنت بإستخدام الهوائي المقعّر اللاقط للفضائيات ليس حبّا في إنفتاح هذا الشعب أو ذاك على القضايا الكبرى بل تسهيلا له للإنفتاح على حركة العهر , و حتى المواعظ الدينية التي تقدّمها بعض الفضائيّات ففيها تمجيد للحاكم أكثر من تمجيد رسول الإسلام – ص -

    لقد نجح النظام الرسمي العربي وفضائياته وبإمتياز في قتل كافة القضايا الكبرى القضية الفلسطينية , قضية التنمية الوطنية , قضية الحرية والديموقراطية , قضية الهوية واللغة العربية , قضية التداول على السلطة , و التعددية السياسية والإعلامية والحزبية , قضية الوجود الأمريكي في العالم العربي والإسلامي والإحتلال الأمريكي الذي أحرق اليابس والأخضر في العراق وأفغانستان , قضية الإحتلال الأمريكي غير المباشر لمعظم بلادنا العربية و الإسلامية , قضية الإختلاسات الكبرى للحاكم وأقربائه وحاشيته , قضية جبروت الأجهزة الأمنية وإعتراضها حتى على العرض والنواميس , وهذه القضايا الكبرى يجب أن تستبدل بحفلات المجون وسهرات العربدة و برامج الضحك على الذقون كالأراجوز والأكريكوز والمسلسلات المكسيكية وتراتاتا وغيرها كثير .

    عورات فضائيّة الحرّة

    عجبت لفرخ البطّ يعتلي نخلة / ويرقى إلى العلياء وهو وضيع

    ينطبق هذا البيت الشعري على فضائيّة الحرة الأمريكية والتي مهما بالغت في إستخدام لغتنا الجميلة و البيان العربي الفصيح تظّل غريبة ودخيلة على نسيجنا الثقافي وخارطتنا الإعلامية و محيطنا السياسي .

    و كونها مصداقا من مصاديق الغارة الأمريكية الكبرى على عالمنا العربي والإسلامي فهذا يجعلها بإمتياز فضائيّة المارينز , و الفرق بينها وبين المارينز أنّ هؤلاء يستخدمون كل أسلحة الدمار الشامل ضد الإنسان العربي والمسلم في أفغانستان والصومال و العراق و في فلسطين من خلال وكلائهم الصهاينة , وفضائية الحرّة تستخدم التماهوك أيضا لكنّ ضدّ العقل العربي والمسلم .

    و رغم أنّها دخيلة و غريبة عن كياننا الثقافي والحضاري وتمثّل أكثر الدول عفونة في العالم , و رغم أنّ الشارع العربي والإسلامي من طنجة وإلى جاكرتا يعرف أنّها قناة أشبه ما تكون بالذراع الإعلامية للمارينز الأمريكي , إلاّ أنّها تحاول معالجة قضايانا بطريقتها الأمريكية طبعا .

    و قد تناولت قناة الجزيرة التي ما زالت تحظى بإحترام شرائح لا حصر لها ولا عدّ في الشارع العربي والمسلم , و حاولت هذه القناة الربط بين النظام العراقي البائد وقناة الجزيرة من خلال المدير السابق لقناة الجزيرة محمد جاسم العلي القطري الجنسية و من خلال شامل سرسم مدير العلاقات الدولية في قناة الجزيرة العراقي الجنسية و المسيحي الديانة .
    [يبدو ان الكاتب من المتأثرين بقناة الخنزيرة او مقالته مقالة دعائية دعوية]
    وقبل التعليق على ما أوردته الحرّة – إسم على غير مسمى – لابدّ من إيراد بعض الملاحظات على الفضائية التي نسبت إسمها إلى الحريّة وهو شعار أمريكا وشعار المحافظين الجدد .

    فالحرة لم تتناول مطلقا لا من قريب ولا من بعيد جرائم أمريكا في القارات الخمس و منذ خمسين سنة حتى لا نقول قبلها , في أمريكا الجنوبية و اللاتينية و الفيتنام و كوبا و اليابان – حيث كانت أمريكا أول من دشنّ في التاريخ البشري إستخدام القنابل النووية ضدّ العباد والبلاد - وفي الصومال وأفغانستان و العراق , وتحاول الحرةّ إيهام الرأي العام العربي كما يفعل مثقفو المارينز الجدد أنّ أمريكا جاءت بجحافلها إلى العالم العربي والإسلامي لنشر قيّم الحريّة و الحضارة تماما كما فعلت فرنسا الإستعمارية عندما إحتلّت الجزائر وقتلت لدى دخولها إلى الجزائر سنة 1830 م أربع ملايين جزائريّا , و تماما كما فعلت بريطانيا العظمى لدى إحتلالها نصف الكرة الأرضية في وقت سابق .
    [وهذا نفسه هدف مجموعة قنوات الام بي سي]
    ولم تتناول الحرّة موضوع إضطهاد العرب والمسلمين في أمريكا و إعتقال مئات العرب والمسلمين لشبهات واهية , ولم تتناول موضوع الترسانة النووية الصهيونية التي ساهمت أمريكا في بنائها , ولا الضوء الأخضر السرمدي الذي تمنحه واشنطن للحكومة الإسرائيلية في ذبح الشعب الفلسطيني , ولم تتناول قصّة الإنقلابات و المؤامرات الأمريكية التي كانت وراءها أمريكا في القارات الخمس , ولم تتناول الحرة موضوع تحويل أمريكا السوق إلى ديانة بحيث تلجأ أمريكا إلى كل الأساليب للتلاعب بهذا السوق , و حبذا لو تتحفنا الحرة ببنرامج وثائقي عن تصفية قبائل الأنكا الهندية الذين قتل منهم البيض الأمريكان ثمانين بالمائة ومن بقيّ منهم زجّ به في محميّات .

    وحبذا لو تتحفنا الحرّة ببرنامج عن بطل أمريكا اللاتينية سيمون بوليفار و الذي قال في أواسط القرن التاسع عشر : يبدو أنّه كتب على الولايات المتحدة الأمريكية أن تقوم بتعذيب و إذلال القارة بإسم الحرية – وما أشبه هذا القرن بالقرن الفارط حيث سياسة السوط الأمريكي - .

    وحبذا لو تجري الحرّة حوارا مطولا مع المفكّر الأمريكي نعوم شومسكي صاحب كتاب إيديولوجيا وإقتصاد و الذي وصف بنيامين فرانكلين أب الأمة الأمريكية بأنّه الرجل الذي طرد السكّان الأصليين كي يفسّح المكان لأمته .

    و حبذا لو تتحفنا قناة الحرّة ببرنامج خاص عن هيروشيما حيث نجحت أمريكا بإمتياز صبيحة 02 آب – أوت 1945 وبفضل قنبلتها النووية قتل أزيد من 75 ألف بريئا , والأمر عينه بالنسبة لناغازاكي .

    وحبذا لو تقوم الحرة بتحقيق صحفي معلوماتي عن أرشيف وكالة الإستخبارات الأمريكية و تستخرج منه الدسائس والمؤامرات التي نفذّت في حق العالم العربي والإسلامي وحتى في حق الغرب .
    [على ما يبدو انه متأثر ببرامج الجزيرة الوثائقية وغيرها من القنوات التي تقرأ في آخر شعارها الاعلاميBBC]
    ثمّ ألم يفضح كريستون سيمبسون في كتابه - إنفجار - المخابرات الأمريكية التي جندّت مجرمين نازيين كبار مثل كلاوس باربي .

    وقد تدعّي الحرّة أنّ هذه الحقائق وإن كانت صحيحة فهي ملتصقة بالتاريخ والتاريخ حدث عدمي بمعنى أنّه إنقضى والعبرة بالراهن والمستقبل , و هنا أعاود السؤال للحرة : ماذا عن الجرائم الأمريكية في أفغانستان و الصومال و العراق وغيرها من الخرائط , فهل هناك علاقة بين القتل والحرية , بين التماهوك والحرية , بين الأسلحة الكيميائة والحرية , أم أنّ منطق الحرة ينطلق من قول الشاعر :

    و للحرية الحمراء باب بكل يد مضرجّة يدقّ

    لكن هذا البيت لا ينطبق على أمريكا وما تقوم به , ألم أقل في البداية أنّ الحرة ورغم خطابها العربي إلاّ أنّها أبعد ما تكون عن فقه اللغة العربية الجميلة و كنهها وروحها , فهي تتكلم العربية بلكنة أمريكية على طريقة الجواسيس الذين يعتبرون اللغة و إتقانها ضرورة للعمل التجسسي , ولهذا كان جواسيس الغرب يذهبون إلى لبنان ومصر وغيرهما لدراسة اللغة العربية بداعي التعاطف مع الحضارة العربية و الإسلامية , و في الواقع كان ذلك جزءا من التكوين للشروع في مهمة الغرس في مواقعنا الذي أكدّت التداعيات اللاحقة فيه أنّ واقعنا كان مزرعة للجواسيس من كل حدب و صوب , و من أدمن قراءة مذكرات جواسيس الغرب في البلاد العربية والإسلامية يدرك حقيقة ما جئت على ذكره .
    [يا كاتبنا المحترم القنوات التي تتكلم العربية ولغتها العبرية ماذا تقول لها]
    و يبقى القول أنّ الحرة و مهما فعلت لا يمكن أن يستسيغها الإنسان العربي والمسلم , و حسب علماء الفقه فإنّ شحم الخنزير حرام كلحمه تماما , و عللوا ذلك بقولهم بأنّ اللحم أصل والشحم فرع فإذا حرّم الأصل حرّم الفرع أيضا , فأمريكا وفروعها أمر مكروه بإمتياز في العالم العربي والإسلامي .

    وحتى لو قالت الحرّة لا إله إلاّ الله لما قبل العالم العربي والإسلامي إسلامها , والعاقبة للمتقين !!

    الدكتور يحيى أبوزكريا
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X