ماهي خطة أردوغان للخروج من المستنقع السوري غير الإستنجاد بأنجيلينا جولي
هل ربحت تركيا أو بعبارة أخرى هل ربح قطب أردوغان- أوغلو الرهان في سوريا أم هزم، هل استطاع أن يفتح الطريق إلى العالم العربي عن طريق التحكم بسوريا أم تحول هذا الطريق إلى مسير لتدمير تركيا؟
أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أنه لا يستطيع السفر إلى نيويورك بسبب انشغاله في التحضير للمؤتمر العام لحزب العدالة والتنمية، فأرسل وزير خارجيته داوود أوغلو لينوب عنه، لكن الكثير فسر هذه الخطوة على أنها ترجمة لوصول أردوغان إلى نفق مسدود في سوريا لهذا فضل البقاء في اسطنبول عله يجد حلاً ما ينفذ فيه إلى دمشق.
وفي اجتماع مغلق في نيويورك اجتمع داود أوغلو لمدة ساعة مع الرئيس أحمدي نجاد وتباحثا في قضايا المنطقة وخصوصاً الموضوع السوري وطالب وزير الخارجية التركي إيران باستخدام نفوذها لوقف استمرار العنف، يأتي هذا في وقت تتهم أنقرة فيه طهران بأنها تدعم النظام الحاكم في سوريا لأسباب قومية ومذهبية!
لكن لمعرفة لماذا خسرت تركيا رهانها في سوريا، يجب بحث الموضوع من عدة جوانب.
أولاً: قبلت تركيا بأن تشارك في لجنة الاتصال في المنطقة وهذا مؤشر مهم لانسحابها العلني عما كانت تطرحه وتسعى إليه من قبل، ثانياً: تعود القضية إلى السعودية وقطر، فقد أظهرت هاتين الدولتين أنهما غير قادرتين على تنفيذ أي مخطط وإيصاله إلى النهاية وخدعوا تركيا خديعة كبيرة وتركوها غارقة لوحدها في المستنقع السوري.
ثالثاً: قرب موعد الانتخابات الأمريكية جعل واشنطن تحتاط كثيراً في قراراتها. رابعاً: عدم ثقة تركيا بتصرفات المانيا وفرنسا حيث تتهم أنقره هاتين الدولتين بدعم حزب العمال الكردستاني في حين أن الزعماء الأتراك يزعمون أن برلين وباريس حليفان استراتيجيان لأنقرة في الموضوع السوري!
أما على الصعيد الداخلي هناك قضيتين هامتين دفعتا أردوغان ليهدئ من اشتعال فتيل الأزمة السورية أولهما يعود إلى انخفاض شعبية حزب العدالة والتنمية إزاء المنافسة الشديدة التي يقودها حزب الشعب الجمهوري والقضية الثانية ترجع إلى استطلاع الرأي الذي اُجري أخيراً بين الشعب التركي والذي أظهر أن 80% من الذين شملهم الاستطلاع يعارضون أي تدخل لبلادهم في القضية السورية واتهموا أردوغان وداوود أوغلو بتنفيذ مخططات أمريكية في تركيا.
على صعيد الداخل السوري أصيبت تركيا باليأس بشكل كامل بسبب عدم قدرة المتمردين المنضوين تحت ما يسمى بـ"الجيش الحر" على إحراز أي انتصار حقيقي ملموس في المعارك الأخيرة بالرغم من كل الدعم والمساعدات السخية التي قدمتها وتقدمها انقرة والدول الغربية والعربية لهذه المجموعات.
البعض يقول بأن أجهزة الاستخبارات الغربية والموساد خدعا أنقرة بشأن قوة المتمردين ومقدرتهم في التغلب على الجيش العربي السوري، فلهذا السبب أعلن المتمردون في بيان لهم أنهم قاموا بنقل مقر عملياتهم إلى داخل سوريا، حيث وصفت وسائل الإعلام التركية هذه الخطوة بالكذبة الكبيرة الهدف منها استمرار تركيا بتقديم الدعم والمساعدات للمتمردين ولو كان الأمر بخلاف هذا لما عاد المتمردين إلى معسكراتهم في الأراضي التركية بعد قيامهم بعلميات تخريبية داخل الأراضي السورية.
هناك بعد آخر ،فعلى ما يبدو أن إعلان أردوغان المبني على إجراء مفاوضات مع عبدالله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني تحت عنوان "حل القضية الكردية" ليس إلا خديعة ذكية يقوم بها رئيس الوزراء التركي لحرف أنظار الرأي العام التركي عن هزيمته الثقيلة في سوريا، والتي هي ليست بخدعة بل هي حقيقة يتجاهلها أردوغان.
أردوغان يرى نفسه وحيداً وسط المستنقع الذي أعدّته له الدول الغربية والعربية في سوريا، يقف اليوم وحيداً في هذه الأزمة التي لم تؤثر فقط على اقتصاد بلاده، يل حتى أنه لا يعرف الآن ماذا يفعل بالطفيليين المنضوين في المجموعات الجهادية المنتشرة على طول الحدود في الجنوب التركي. حيث أن تدخله في سوريا جعله عدواً لجيرانه أيضاً، فاليوم ليست الحكومة الإيرانية والعراقية فقط بل الشعوب في هاتين الدولتين غير مرحبين بسياسات أردوغان ويعتبرونه سياسي جشع وانتهازي وهذه المرة وقع في الحفرة التي حفرها للأخريين.
على ما يبدو خسر رئيس الوزراء التركي لعبة القمار بشكل كامل و اشتبك مع جيرانه الذين استهان بهم وبمقدرتهم وراهن على المتمردين الذين لم يكن لديهم لا منطلق ولاشعبية بين الشعب السوري، وهو الآن لايعرف كيف يواجه التساؤلات عن الدماء السورية التي سفكت وكان السبب الرئيسي في سفكها ولايعرف كيف يعيد مرة أخرى تصحيح العلاقة مع دمشق والتي كانت قد تطورت ووصلت إلى مراحل متقدمة.
ربما كان اعتراف "بلند أرنج" معاون أردوغان بالهزيمة في الرهان على سوريا الأكثر إثارةً للاهتمام حتى الآن حيث كان حتى الأسبوعيين الماضيين يتحدث عن سقوط الرئيس بشار الأسد وهو اليوم يقول بأن بلاده تبقت وحيدة في سوريا وقال في لقاء مع محطة "خبر ترك": "لقد تحملت تركيا أعباء كبيرة في الأزمة السورية لكن الغرب لم يبدي ردود فعل في هذا الإطار غير شكليات بسيطة تكللت بزيارة الممثلة أنجلينا جولي، ولم نر أي إجراء آخر وهناك أسباب واضحة لهذا الأمر".
في الختام يجب أن نشير إلى أن تركيا في الواقع ظهرت مهزومة مقابل سوريا وأظهرت أنها دولة لا تملك المقدرات الكافية ولا تستطيع إدراة أزمة بشكل كامل وإيصالها إلى النهاية.
خلال العقود الثلاثة الماضية كانت تركيا تعيش حياة "التطفل" في حين كانت كل المنطقة تعيش أجواء الحرب والاشتباكات، فاستفاد الزعماء الأتراك من الهدوء على حدود بلادهم واعتاشوا على أتعاب الشعب العراقي والإيراني والآن يرغبون باحتلال سوريا لإكمال المخطط لكنهم تلقوا هزيمة كبيرة.
اليوم سوريا هي من تهدد تركيا فقد وصلت رسالة التحذير الشديدة اللهجة التي أطلقها الرئيس بشار الأسد إلى مسامع أردوغان بأن "التدخل التركي في سوريا الذي وصل إلى حد التدخل العسكري المباشر على الحدود وفي إدلب، يدفع سوريا إلى تسليح كل كردي في تركيا وفي سوريا بصاروخ" وكان مقصد الرئيس الأسد صواريخ "كورنيت" التي دمرت الدبابات الإسرائيلية في حرب الـ 33 يوم في لبنان،..فقط يجب الانتظار لمعرفة إلى أي حد سيكون هذا التهديد مؤثراً وسيظهر ذلك من خلال تراجع أردوغان في الموضوع السوري.
ألم يدفع هذا الأمر بالسيد بلند أرنج ليقول: "لاتنحصر مهامنا فقط في الموضوع السوري بل نحن كحكومة ممثلة للشعب التركي لدينا مشاكلنا في الداخل والخارج وهناك صعوبات نعاني منها يجب أن نحلها".
من الواضح أن محور المقاومة يتجه مرة أخرى ليسجل نصراً باهراً وكبيراً نصراً سيكون أكبر وأهم بكثير من نصر حرب الـ 33 يوم والـ 22 يوم لأن هذه الحروب كانت تعتبر مقدمة لهذه الحرب المضنية والشاقة.
كريم جعفري
حسب الظاهر أن قردوغان سيستنجد بمراد علم دار ومرسي سيستنجد بسيده مردخاي وقطر بالقعقاع بن عمرو التميمي وسيعاد تشكيل وادي الكلاب
:d
هل ربحت تركيا أو بعبارة أخرى هل ربح قطب أردوغان- أوغلو الرهان في سوريا أم هزم، هل استطاع أن يفتح الطريق إلى العالم العربي عن طريق التحكم بسوريا أم تحول هذا الطريق إلى مسير لتدمير تركيا؟
أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أنه لا يستطيع السفر إلى نيويورك بسبب انشغاله في التحضير للمؤتمر العام لحزب العدالة والتنمية، فأرسل وزير خارجيته داوود أوغلو لينوب عنه، لكن الكثير فسر هذه الخطوة على أنها ترجمة لوصول أردوغان إلى نفق مسدود في سوريا لهذا فضل البقاء في اسطنبول عله يجد حلاً ما ينفذ فيه إلى دمشق.
وفي اجتماع مغلق في نيويورك اجتمع داود أوغلو لمدة ساعة مع الرئيس أحمدي نجاد وتباحثا في قضايا المنطقة وخصوصاً الموضوع السوري وطالب وزير الخارجية التركي إيران باستخدام نفوذها لوقف استمرار العنف، يأتي هذا في وقت تتهم أنقرة فيه طهران بأنها تدعم النظام الحاكم في سوريا لأسباب قومية ومذهبية!
لكن لمعرفة لماذا خسرت تركيا رهانها في سوريا، يجب بحث الموضوع من عدة جوانب.
أولاً: قبلت تركيا بأن تشارك في لجنة الاتصال في المنطقة وهذا مؤشر مهم لانسحابها العلني عما كانت تطرحه وتسعى إليه من قبل، ثانياً: تعود القضية إلى السعودية وقطر، فقد أظهرت هاتين الدولتين أنهما غير قادرتين على تنفيذ أي مخطط وإيصاله إلى النهاية وخدعوا تركيا خديعة كبيرة وتركوها غارقة لوحدها في المستنقع السوري.
ثالثاً: قرب موعد الانتخابات الأمريكية جعل واشنطن تحتاط كثيراً في قراراتها. رابعاً: عدم ثقة تركيا بتصرفات المانيا وفرنسا حيث تتهم أنقره هاتين الدولتين بدعم حزب العمال الكردستاني في حين أن الزعماء الأتراك يزعمون أن برلين وباريس حليفان استراتيجيان لأنقرة في الموضوع السوري!
أما على الصعيد الداخلي هناك قضيتين هامتين دفعتا أردوغان ليهدئ من اشتعال فتيل الأزمة السورية أولهما يعود إلى انخفاض شعبية حزب العدالة والتنمية إزاء المنافسة الشديدة التي يقودها حزب الشعب الجمهوري والقضية الثانية ترجع إلى استطلاع الرأي الذي اُجري أخيراً بين الشعب التركي والذي أظهر أن 80% من الذين شملهم الاستطلاع يعارضون أي تدخل لبلادهم في القضية السورية واتهموا أردوغان وداوود أوغلو بتنفيذ مخططات أمريكية في تركيا.
على صعيد الداخل السوري أصيبت تركيا باليأس بشكل كامل بسبب عدم قدرة المتمردين المنضوين تحت ما يسمى بـ"الجيش الحر" على إحراز أي انتصار حقيقي ملموس في المعارك الأخيرة بالرغم من كل الدعم والمساعدات السخية التي قدمتها وتقدمها انقرة والدول الغربية والعربية لهذه المجموعات.
البعض يقول بأن أجهزة الاستخبارات الغربية والموساد خدعا أنقرة بشأن قوة المتمردين ومقدرتهم في التغلب على الجيش العربي السوري، فلهذا السبب أعلن المتمردون في بيان لهم أنهم قاموا بنقل مقر عملياتهم إلى داخل سوريا، حيث وصفت وسائل الإعلام التركية هذه الخطوة بالكذبة الكبيرة الهدف منها استمرار تركيا بتقديم الدعم والمساعدات للمتمردين ولو كان الأمر بخلاف هذا لما عاد المتمردين إلى معسكراتهم في الأراضي التركية بعد قيامهم بعلميات تخريبية داخل الأراضي السورية.
هناك بعد آخر ،فعلى ما يبدو أن إعلان أردوغان المبني على إجراء مفاوضات مع عبدالله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني تحت عنوان "حل القضية الكردية" ليس إلا خديعة ذكية يقوم بها رئيس الوزراء التركي لحرف أنظار الرأي العام التركي عن هزيمته الثقيلة في سوريا، والتي هي ليست بخدعة بل هي حقيقة يتجاهلها أردوغان.
أردوغان يرى نفسه وحيداً وسط المستنقع الذي أعدّته له الدول الغربية والعربية في سوريا، يقف اليوم وحيداً في هذه الأزمة التي لم تؤثر فقط على اقتصاد بلاده، يل حتى أنه لا يعرف الآن ماذا يفعل بالطفيليين المنضوين في المجموعات الجهادية المنتشرة على طول الحدود في الجنوب التركي. حيث أن تدخله في سوريا جعله عدواً لجيرانه أيضاً، فاليوم ليست الحكومة الإيرانية والعراقية فقط بل الشعوب في هاتين الدولتين غير مرحبين بسياسات أردوغان ويعتبرونه سياسي جشع وانتهازي وهذه المرة وقع في الحفرة التي حفرها للأخريين.
على ما يبدو خسر رئيس الوزراء التركي لعبة القمار بشكل كامل و اشتبك مع جيرانه الذين استهان بهم وبمقدرتهم وراهن على المتمردين الذين لم يكن لديهم لا منطلق ولاشعبية بين الشعب السوري، وهو الآن لايعرف كيف يواجه التساؤلات عن الدماء السورية التي سفكت وكان السبب الرئيسي في سفكها ولايعرف كيف يعيد مرة أخرى تصحيح العلاقة مع دمشق والتي كانت قد تطورت ووصلت إلى مراحل متقدمة.
ربما كان اعتراف "بلند أرنج" معاون أردوغان بالهزيمة في الرهان على سوريا الأكثر إثارةً للاهتمام حتى الآن حيث كان حتى الأسبوعيين الماضيين يتحدث عن سقوط الرئيس بشار الأسد وهو اليوم يقول بأن بلاده تبقت وحيدة في سوريا وقال في لقاء مع محطة "خبر ترك": "لقد تحملت تركيا أعباء كبيرة في الأزمة السورية لكن الغرب لم يبدي ردود فعل في هذا الإطار غير شكليات بسيطة تكللت بزيارة الممثلة أنجلينا جولي، ولم نر أي إجراء آخر وهناك أسباب واضحة لهذا الأمر".
في الختام يجب أن نشير إلى أن تركيا في الواقع ظهرت مهزومة مقابل سوريا وأظهرت أنها دولة لا تملك المقدرات الكافية ولا تستطيع إدراة أزمة بشكل كامل وإيصالها إلى النهاية.
خلال العقود الثلاثة الماضية كانت تركيا تعيش حياة "التطفل" في حين كانت كل المنطقة تعيش أجواء الحرب والاشتباكات، فاستفاد الزعماء الأتراك من الهدوء على حدود بلادهم واعتاشوا على أتعاب الشعب العراقي والإيراني والآن يرغبون باحتلال سوريا لإكمال المخطط لكنهم تلقوا هزيمة كبيرة.
اليوم سوريا هي من تهدد تركيا فقد وصلت رسالة التحذير الشديدة اللهجة التي أطلقها الرئيس بشار الأسد إلى مسامع أردوغان بأن "التدخل التركي في سوريا الذي وصل إلى حد التدخل العسكري المباشر على الحدود وفي إدلب، يدفع سوريا إلى تسليح كل كردي في تركيا وفي سوريا بصاروخ" وكان مقصد الرئيس الأسد صواريخ "كورنيت" التي دمرت الدبابات الإسرائيلية في حرب الـ 33 يوم في لبنان،..فقط يجب الانتظار لمعرفة إلى أي حد سيكون هذا التهديد مؤثراً وسيظهر ذلك من خلال تراجع أردوغان في الموضوع السوري.
ألم يدفع هذا الأمر بالسيد بلند أرنج ليقول: "لاتنحصر مهامنا فقط في الموضوع السوري بل نحن كحكومة ممثلة للشعب التركي لدينا مشاكلنا في الداخل والخارج وهناك صعوبات نعاني منها يجب أن نحلها".
من الواضح أن محور المقاومة يتجه مرة أخرى ليسجل نصراً باهراً وكبيراً نصراً سيكون أكبر وأهم بكثير من نصر حرب الـ 33 يوم والـ 22 يوم لأن هذه الحروب كانت تعتبر مقدمة لهذه الحرب المضنية والشاقة.
كريم جعفري
حسب الظاهر أن قردوغان سيستنجد بمراد علم دار ومرسي سيستنجد بسيده مردخاي وقطر بالقعقاع بن عمرو التميمي وسيعاد تشكيل وادي الكلاب
:d