بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين ولعنة الله على أعداء محمد وآل محمد حتى قيام يوم الدين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إرتأيت أن أضع بعض المواضيع للأحكام الشرعية بناءاً على المنهج الأخباري والذي تنطلق أحكامه من القرآن والسنَّة الشريفة متوكلين على رب الأرباب الواحد القهَّار
حكم التجسس والإستخبار في الإسلام
القسم الأول : التجسس
ـــــــــــــ
١ - معنى التجسس أو الجساس هو التفحَّص بطريقة غير مشروعة والدخول إلى أبعد حد خارقاً الحدود من دون علم الطرف الآخر وهو التفتيش عن البواطن والخفايا وكشف الستر .
وقد جاء في الآية الشريفة نهيٌ عن التجسس بقول الله جل جلاله :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ
وقال تعالى : وأتوا البيوت من أبوابها
وجاء في الأحاديث الشريفة ما يلي :
قرب الإسناد: هارون، عن ابن زياد، عن جعفر، عن أبيه عليهما السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: إياكم والظن فان الظن أكذب الكذب، وكونوا إخوانا في الله كما أمركم الله، لا تتنافروا، ولا تجسسوا، ولا تتفاحشوا، ولا يغتب بعضكم بعضا، ولا تتباغوا، ولا تتباغضوا، ولا تتدابروا، ولا تتحاسدوا، فان الحسد يأكل الايمان كما تأكل النار الحطب اليابس
ويقول الإمام الصادق عليه السلام : الجاسوس والعين اذا ظفر بهما قتلا
إذن يتضح لنا من خلال هذه المقتطفات أن التجسس لا يجوز على المسلم والمؤمن وهنا المقصود في المسلم هو المسلم الموالي .
فما حكم التجسس على غير المسلمين ؟
التجسس على غير المسلمين أيضاً غير جائز لأنه لا يمكن أن ننهى عن خُلق ونأتي بمثله حتى مع الكافرين مما يؤدي إلى كشف عوراتهم بداعي التجسس بل وصلت الأمور إلى أن يأخذ البعض فتوى شرعية وتكليف شرعي يسمحان له بشرب الخمر والذهاب إلى البارات كي يتجسس على الحكومات الكافرة وهذا مما لا يجوز وإن كان تحت عنوان الدفاع عن الدين لأن الله لا يُطاع من حيث يُعصى بل نجد للأسف الشديد أن هذه الأمور تُطَبِّق حتى على المؤمنين وكلٌّ يقول أنا ليَ السلطة الدينية والحق معي لأني أحمل الدين والعقيدة الصحيحين فالخُلاصة أن التجسس لا يجوز لا على المؤمن ولا على الكافر حتى وإن كان بعنوان الدفاع عن الدين لأن التجسس يقضي بكشف عورات الناس والتلصلص على خصوصياتهم وهذا مُحرَّم كما نقرأ من خلال الكتاب والسُنَّة .
وقد يُعفى من ذلك مَن أُجبِر دفعاً للأذى المؤدي الى هلاكٍ في النفس أو غيره ولكن بحق غير المؤمنين
أمَّا في حال الحرب فالعنوان يتغيَّر من التجسس إلى الإستخبار أو التحسس وهذا سنتكلم به في المشاركة القادمة بإذن الله تعالى .
تعليق