أوجه الشبه بين الوهابية والخوارج:
1 - إن الخوارج قد رفعوا في حربهم للمسلمين شعار (لا حكم إلا لله) وهي كلمة حق يراد بها باطل. كذلك الوهابيون شعارهم لا دعاء إلا لله لا شفاعة إلا لله. لا توسل إلا بالله، لا استغاثة إلا بالله، ونحو ذلك، كلمات حق يراد بها باطل. كلمات حق لأن المدعو والمتوسل به حقيقة لدفع الضر وجلب النفع والمغيث الحقيقي وما لك أمر الشفاعة هو الله. يراد بها باطل وهو منع تعظيم من عظمه الله بدعائه والتوسل به ليشفع عند الله تعالى ويدعوه لنا، وعدم جواز التشفع والاستغاثة والتوسل بمن جعله الله شافعا مغيثا وجعل له الوسيلة.
2 - إن الخوارج كانوا متصلبين في الدين مواظبين على الصلوات وتلاوة القرآن والبعد عن المحرمات المذكورة في القرآن. كذلك الوهابيون متصلبون في الدين يؤدون الصلاة لأوقاتها ويواضبون على العبادة ويطلبون الحق وإن أخطأوه ويتورعون عن المحرمات حتى بلغ من تورعهم أنهم توقفوا في استعمال التلغراف.
3 - إن الخوارج قد كفروا من عاداهم من المسلمين واستحلوا دماءهم وأموالهم وسبوا ذراريهم وقالوا إن دار الإسلام تصير بظهور الكبائر فيها دار كفر ؟ كذلك الوهابيون حكموا بشرك من خالفهم معتقدهم من المسلمين واستحلوا ماله ودمه وبعضهم استحل سبي الذرية.. وجعلوا دار الإسلام دار حرب ودارهم دار إيمان تجب الهجرة إليها. وحكموا بقتال تارك الفرض وإن لم يكن مستحلا كما في الرسالة الثانية من رسائل الهدية السنية ونقلوه فيها أيضا عن ابن تيمية.
4 - استند الخوارج في شبهتهم على ظواهر بعض الآيات والأدلة التي زعموها دالة على أن كل كبيرة، كفر. كذلك الوهابيون استندوا في هذه الشبهة إلى ظواهر بعض الآيات والأدلة التي توهموها دالة على أن الاستغاثة والاستعانة بغير الله شرك وعلى غير ذلك من معتقداتهم كما يظهر من استشهاداتهم بالآيات التي لا دلالة فيها على معتقداتهم.
5 - إن الخوارج لا يبالون بالموت ويقدمون على الحرب لأنهم رائحون
بزعمهم إلى الجنة حتى إن بعضهم طعن برمح فمشى والرمح فيه إلى طاعنه فقتله وهو يتلو * (وعجلت إليك ربي لترضى) *. كذلك الوهابيون يظهرون بسالة وإقداما ولا يبالون بالموت لأنهم بزعمهم رائحون إلى الجنة ويقولون في حروبهم مع المسلمين.
هبت هبوب الجنة * وين أنت يا باغيها
6 - كان الخوارج على جانب من الجمود والغباوة فبينما هم يتورعون عن أكل ثمرة ملقاة في الطريق ويرون قتل الخنزير الشارد في البر فسادا في الأرض، تراهم يرون قتل الصحابي الصائم وفي عنقه القرآن طاعة لله تعالى ويكفرون جميع المسلمين ويرون كل كبيرة كفرا. ولقيهم قوم مسلمون فسألوهم من أنتم وكان فيهم رجل ذو فطنة فقال اتركوا الجواب لي قال نحن قوم من أهل الكتاب استجرنا بكم حتى نسمع كلام الله ثم تبلغونا مأمننا فقالوا لا تغفروا نعمة نبيكم فأسمعوهم شيئا من القرآن وأرسلوا معهم من يوصلهم إلى مأمنهم.
كذلك وقع للوهابيين مثل ذلك عندما دخلوا الطائف وقتلوا أهلها وسلبوهم أموالهم وقتلوا مفتي الشافعية الشيخ الزواوي وأبناء الشيبي. إلا الشيخ عبد القادر الشيبي سادن الكعبة، فقد نجا من الإخوان بحيلة طريفة. فقد أجهش بالبكاء عندما وقع في أيديهم فلما سلوا السيف عند رأسه سأله بعضهم لماذا تبكي أيها الكافر ؟ فأجاب الشيخ: أبكي والله من شدة الفرح أبكي يا إخوان لأني قضيت حياتي كلها في الشرك والكفر، ولم يشأ الله إلا أن أموت مؤمنا موحدا. الله أكبر، لا إله إلا الله... وقد أثر هذا الكلام في الإخوان فبكوا لبكاء الشيخ، ثم طفقوا يقبلونه ويهنئونه بالإسلام (43).
والوهابيون الذين يحرمون الترحيم والتذكير لأنه بزعمهم بدعة ويتوقفون في التلغراف لعدم وقوفهم على نص فيه، ويحرمون التدخين ويعاقبون عليه، تراهم يكفرون المسلمين ويشركونهم ويستحلون أموالهم ودماءهم ويقاتلونهم بالبنادق والمدافع لطلبهم الشفاعة ممن جعل الله له الشفاعة وتوسلهم بمن له عند الله الوسيلة.
7 - كما أن الخوارج قال بمقالتهم جماعة ممن ينسب إلى العلم لظهورهم بمظهر مقاومة الضلال ورفع الظلم الذي لا شك أنه كان موجودا. كذلك الوهابيون قال بمقالتهم جماعة ممن تنسب إلى العلم لظهورهم بمظهر رفع البدع التي لا شك في وجودها في الجملة. لكن بعض أهل العلم غير رأيه فيهم بعد ما تبين له حقيقة أمرهم، مثل الأمير اليمني الصنعاني الذي نظم قصيدة في الإشادة بالحركة الوهابية لما وصله خبرها بأنها تحارب البدع يقول في مطلعها:
سلام على نجد ومن حل في نجد * وإن كان تسليمي على البعد لا يجدي
لكنه لما تحقق من أعمال وأفعال هذه الحركة. أنشد قائلا:
رجعت عن القول الذي قلت في النجدي * فقد صح لي عنه خلاف الذي عندي
أما الشيخ محمد عبده المصلح والزعيم السلفي فإنه قد عرف حقيقة حالهم مند البداية لذلك كان موقفه منهم واضحا رغم ما سمعه عنهم من حربهم للبدع والضلالات، لأنه كان يعلم تورطهم في البداوة والجمود وبعدهم عن الاجتهاد والمدنية.
8 - إن الخوارج يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية كما وصفهم الرسول (ص)، وفي رواية يتعمقون في الدين حتى يخرجون منه كما يخرج السهم من الرمية، كذلك الوهابيون أشار إليهم رسول الله (ص) فيما رواه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده بإسناده عن ابن عمر: أن النبي (ص) قال: اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا قالوا وفي نجدنا قال:
اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا قالوا وفي نجدنا قال هنالك الزلازل والفتن منها، أو قال بها يطلع قرن الشيطان.
وأخرج البخاري في كتاب الفتن عن ابن عمر ذكر النبي (ص) اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا قالوا يا رسول الله في نجدنا فأظنه قال في الثالثة هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان. وأخرجه الترمذي في المناقب. وقد أخرج أصحاب المسانيد عدة أحاديث بهذا المعنى وفيها إشارة واضحة على ظهور الفتن من بلاد نجد. وبالفعل فقد خرج منها مسيلمة الكذاب وكذا القرامطة الذين أخذوا الحجر الأسود من الكعبة. وقد أطال الشيخ سليمان في رده على أخيه محمد بن عبد الوهاب " زعيم الوهابية " في الاستشهاد بهذه الأحاديث وغيرها مبينا أنها تنطبق على حركتهم وتصف فتنتهم. وإذا كان أغلب رؤساء الخوارج من بني تميم كشبث بن ربعي ومسعر بن فدكي، وذي الخويصرة فإن الشيخ ابن عبد الوهاب يلتقي معهم في هذا الأصل فقد أجمع المؤرخون على أنه كان من قبيلة تميم.
9 - إن الخوارج قد عمدوا إلى الآيات الواردة في الكفار والمشركين فجعلوها في المسلمين والمؤمنين، كذلك الوهابيون جعلوا الآيات النازلة في المشركين منطبقة على المسلمين.
10 - كان الخوارج سيماهم التحليق أو التسبيد. وعن " النهاية " في حديث الخوارج، التسبيد فيهم فاش هو الحلق واستئصال الشعر. وقد جاء في أخبار كثيرة ذكر قوم سيماهم التحليق كقوله (ص) إن أناسا من أمتي سيماهم التحليق يقرأون القرآن لا يجاوز حلاقيمهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية. يخرج ناس من قبل المشرق يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم إلى قوسه. قيل ما سيماهم قال سيماهم التحليق. رواهما البخاري. وعن علي، في آخر الزمان قوم يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية سيماهم التحليق (رواه النسائي) في الخصائص. وفي خلاصة الكلام، في قوله (ص) سيماهم التحليق تنصيص على هؤلاء الخارجين من المشرق التابعين لمحمد بن عبد الوهاب لأنهم كانوا يأمرون من اتبعهم أن يحلق رأسه، لا يتركونه يفارق مجلسهم إذا تبعهم حتى يحلقوا رأسه قال:
ولم يقع من أحد قط من الفرق التي مضت أن يلتزموا مثل ذلك. فالحديث صريح فيهم.
يقول السيد أحمد بن زيني دحلان: " كان السيد عبد الرحمان الأهدل مفتي زبيد يقول لا حاجة إلى التأليف في الرد على الوهابية بل يكفي في الرد عليهم قوله صلى الله عليه وسلم " سيماهم التحليق " فإنه لم يفعله أحد من المبتدعة غيرهم. واتفق مرة إن امرأة أقامت الحجة على ابن عبد الوهاب لما أكرهوها على اتباعهم ففعلت، أمرها ابن عبد الوهاب أن تحلق رأسها فقالت له حيث إنك تأمر المرأة بحلق رأسها ينبغي لك أن تأمر الرجل بحلق لحيته لأن شعر رأس المرأة زينتها وشعر لحية الرجل زينته فلم يجد لها جوابا.
11 - كان الخوارج يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان كما أخبر النبي (ص) عنهم كما جاء في السيرة الحلبية. والوهابيون يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان ولم ينقل عنهم أنهم حاربوا أحدا سوى المسلمين أو قتلوا أحدا من أهل الأوثان. وفي قتلهم أهل الطائف أولا وآخرا بلا ذنب وقتلهم أهل كربلاء (سنة 1216 ه)، وغزوهم بلاد الإسلام المجاورة لهم كالعراق والحجاز واليمن وشرقي الأردن وغيرها وقتلهم من ظفروا به من المسلمين وقتلهم ألف رجل من اليمانيين جاؤوا لحج بيت الله الحرام (سنة 1340 ه)، وذبحهم لهم ذبح الأغنام. وعدم غزوهم لأهل الأوثان وقد امتلأت الأرض كفرا وإلحادا، وتوجيه بأسهم وحربهم كله إلى المسلمين خاصة بعدما ضعفت قواهم واستعمرت بلادهم وممالكهم وصار الإسلام غريبا في وطنه.
12 - كان الخوارج كلما قطع منهم قرن نجم قرن كما أخبر عنهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع). وكذلك الوهابيون كلما قطع منهم قرن نجم قرن فقد حاربهم محمد علي باشا واستأصل شأفتهم ووصل ولده إبراهيم باشا إلى قاعدة بلادهم الدرعية وأخربها، ثم نجم قرن لهم بعد ذلك وقطع ثم نجم وقطع مرارا.
1 - إن الخوارج قد رفعوا في حربهم للمسلمين شعار (لا حكم إلا لله) وهي كلمة حق يراد بها باطل. كذلك الوهابيون شعارهم لا دعاء إلا لله لا شفاعة إلا لله. لا توسل إلا بالله، لا استغاثة إلا بالله، ونحو ذلك، كلمات حق يراد بها باطل. كلمات حق لأن المدعو والمتوسل به حقيقة لدفع الضر وجلب النفع والمغيث الحقيقي وما لك أمر الشفاعة هو الله. يراد بها باطل وهو منع تعظيم من عظمه الله بدعائه والتوسل به ليشفع عند الله تعالى ويدعوه لنا، وعدم جواز التشفع والاستغاثة والتوسل بمن جعله الله شافعا مغيثا وجعل له الوسيلة.
2 - إن الخوارج كانوا متصلبين في الدين مواظبين على الصلوات وتلاوة القرآن والبعد عن المحرمات المذكورة في القرآن. كذلك الوهابيون متصلبون في الدين يؤدون الصلاة لأوقاتها ويواضبون على العبادة ويطلبون الحق وإن أخطأوه ويتورعون عن المحرمات حتى بلغ من تورعهم أنهم توقفوا في استعمال التلغراف.
3 - إن الخوارج قد كفروا من عاداهم من المسلمين واستحلوا دماءهم وأموالهم وسبوا ذراريهم وقالوا إن دار الإسلام تصير بظهور الكبائر فيها دار كفر ؟ كذلك الوهابيون حكموا بشرك من خالفهم معتقدهم من المسلمين واستحلوا ماله ودمه وبعضهم استحل سبي الذرية.. وجعلوا دار الإسلام دار حرب ودارهم دار إيمان تجب الهجرة إليها. وحكموا بقتال تارك الفرض وإن لم يكن مستحلا كما في الرسالة الثانية من رسائل الهدية السنية ونقلوه فيها أيضا عن ابن تيمية.
4 - استند الخوارج في شبهتهم على ظواهر بعض الآيات والأدلة التي زعموها دالة على أن كل كبيرة، كفر. كذلك الوهابيون استندوا في هذه الشبهة إلى ظواهر بعض الآيات والأدلة التي توهموها دالة على أن الاستغاثة والاستعانة بغير الله شرك وعلى غير ذلك من معتقداتهم كما يظهر من استشهاداتهم بالآيات التي لا دلالة فيها على معتقداتهم.
5 - إن الخوارج لا يبالون بالموت ويقدمون على الحرب لأنهم رائحون
بزعمهم إلى الجنة حتى إن بعضهم طعن برمح فمشى والرمح فيه إلى طاعنه فقتله وهو يتلو * (وعجلت إليك ربي لترضى) *. كذلك الوهابيون يظهرون بسالة وإقداما ولا يبالون بالموت لأنهم بزعمهم رائحون إلى الجنة ويقولون في حروبهم مع المسلمين.
هبت هبوب الجنة * وين أنت يا باغيها
6 - كان الخوارج على جانب من الجمود والغباوة فبينما هم يتورعون عن أكل ثمرة ملقاة في الطريق ويرون قتل الخنزير الشارد في البر فسادا في الأرض، تراهم يرون قتل الصحابي الصائم وفي عنقه القرآن طاعة لله تعالى ويكفرون جميع المسلمين ويرون كل كبيرة كفرا. ولقيهم قوم مسلمون فسألوهم من أنتم وكان فيهم رجل ذو فطنة فقال اتركوا الجواب لي قال نحن قوم من أهل الكتاب استجرنا بكم حتى نسمع كلام الله ثم تبلغونا مأمننا فقالوا لا تغفروا نعمة نبيكم فأسمعوهم شيئا من القرآن وأرسلوا معهم من يوصلهم إلى مأمنهم.
كذلك وقع للوهابيين مثل ذلك عندما دخلوا الطائف وقتلوا أهلها وسلبوهم أموالهم وقتلوا مفتي الشافعية الشيخ الزواوي وأبناء الشيبي. إلا الشيخ عبد القادر الشيبي سادن الكعبة، فقد نجا من الإخوان بحيلة طريفة. فقد أجهش بالبكاء عندما وقع في أيديهم فلما سلوا السيف عند رأسه سأله بعضهم لماذا تبكي أيها الكافر ؟ فأجاب الشيخ: أبكي والله من شدة الفرح أبكي يا إخوان لأني قضيت حياتي كلها في الشرك والكفر، ولم يشأ الله إلا أن أموت مؤمنا موحدا. الله أكبر، لا إله إلا الله... وقد أثر هذا الكلام في الإخوان فبكوا لبكاء الشيخ، ثم طفقوا يقبلونه ويهنئونه بالإسلام (43).
والوهابيون الذين يحرمون الترحيم والتذكير لأنه بزعمهم بدعة ويتوقفون في التلغراف لعدم وقوفهم على نص فيه، ويحرمون التدخين ويعاقبون عليه، تراهم يكفرون المسلمين ويشركونهم ويستحلون أموالهم ودماءهم ويقاتلونهم بالبنادق والمدافع لطلبهم الشفاعة ممن جعل الله له الشفاعة وتوسلهم بمن له عند الله الوسيلة.
7 - كما أن الخوارج قال بمقالتهم جماعة ممن ينسب إلى العلم لظهورهم بمظهر مقاومة الضلال ورفع الظلم الذي لا شك أنه كان موجودا. كذلك الوهابيون قال بمقالتهم جماعة ممن تنسب إلى العلم لظهورهم بمظهر رفع البدع التي لا شك في وجودها في الجملة. لكن بعض أهل العلم غير رأيه فيهم بعد ما تبين له حقيقة أمرهم، مثل الأمير اليمني الصنعاني الذي نظم قصيدة في الإشادة بالحركة الوهابية لما وصله خبرها بأنها تحارب البدع يقول في مطلعها:
سلام على نجد ومن حل في نجد * وإن كان تسليمي على البعد لا يجدي
لكنه لما تحقق من أعمال وأفعال هذه الحركة. أنشد قائلا:
رجعت عن القول الذي قلت في النجدي * فقد صح لي عنه خلاف الذي عندي
أما الشيخ محمد عبده المصلح والزعيم السلفي فإنه قد عرف حقيقة حالهم مند البداية لذلك كان موقفه منهم واضحا رغم ما سمعه عنهم من حربهم للبدع والضلالات، لأنه كان يعلم تورطهم في البداوة والجمود وبعدهم عن الاجتهاد والمدنية.
8 - إن الخوارج يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية كما وصفهم الرسول (ص)، وفي رواية يتعمقون في الدين حتى يخرجون منه كما يخرج السهم من الرمية، كذلك الوهابيون أشار إليهم رسول الله (ص) فيما رواه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده بإسناده عن ابن عمر: أن النبي (ص) قال: اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا قالوا وفي نجدنا قال:
اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا قالوا وفي نجدنا قال هنالك الزلازل والفتن منها، أو قال بها يطلع قرن الشيطان.
وأخرج البخاري في كتاب الفتن عن ابن عمر ذكر النبي (ص) اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا قالوا يا رسول الله في نجدنا فأظنه قال في الثالثة هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان. وأخرجه الترمذي في المناقب. وقد أخرج أصحاب المسانيد عدة أحاديث بهذا المعنى وفيها إشارة واضحة على ظهور الفتن من بلاد نجد. وبالفعل فقد خرج منها مسيلمة الكذاب وكذا القرامطة الذين أخذوا الحجر الأسود من الكعبة. وقد أطال الشيخ سليمان في رده على أخيه محمد بن عبد الوهاب " زعيم الوهابية " في الاستشهاد بهذه الأحاديث وغيرها مبينا أنها تنطبق على حركتهم وتصف فتنتهم. وإذا كان أغلب رؤساء الخوارج من بني تميم كشبث بن ربعي ومسعر بن فدكي، وذي الخويصرة فإن الشيخ ابن عبد الوهاب يلتقي معهم في هذا الأصل فقد أجمع المؤرخون على أنه كان من قبيلة تميم.
9 - إن الخوارج قد عمدوا إلى الآيات الواردة في الكفار والمشركين فجعلوها في المسلمين والمؤمنين، كذلك الوهابيون جعلوا الآيات النازلة في المشركين منطبقة على المسلمين.
10 - كان الخوارج سيماهم التحليق أو التسبيد. وعن " النهاية " في حديث الخوارج، التسبيد فيهم فاش هو الحلق واستئصال الشعر. وقد جاء في أخبار كثيرة ذكر قوم سيماهم التحليق كقوله (ص) إن أناسا من أمتي سيماهم التحليق يقرأون القرآن لا يجاوز حلاقيمهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية. يخرج ناس من قبل المشرق يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم إلى قوسه. قيل ما سيماهم قال سيماهم التحليق. رواهما البخاري. وعن علي، في آخر الزمان قوم يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية سيماهم التحليق (رواه النسائي) في الخصائص. وفي خلاصة الكلام، في قوله (ص) سيماهم التحليق تنصيص على هؤلاء الخارجين من المشرق التابعين لمحمد بن عبد الوهاب لأنهم كانوا يأمرون من اتبعهم أن يحلق رأسه، لا يتركونه يفارق مجلسهم إذا تبعهم حتى يحلقوا رأسه قال:
ولم يقع من أحد قط من الفرق التي مضت أن يلتزموا مثل ذلك. فالحديث صريح فيهم.
يقول السيد أحمد بن زيني دحلان: " كان السيد عبد الرحمان الأهدل مفتي زبيد يقول لا حاجة إلى التأليف في الرد على الوهابية بل يكفي في الرد عليهم قوله صلى الله عليه وسلم " سيماهم التحليق " فإنه لم يفعله أحد من المبتدعة غيرهم. واتفق مرة إن امرأة أقامت الحجة على ابن عبد الوهاب لما أكرهوها على اتباعهم ففعلت، أمرها ابن عبد الوهاب أن تحلق رأسها فقالت له حيث إنك تأمر المرأة بحلق رأسها ينبغي لك أن تأمر الرجل بحلق لحيته لأن شعر رأس المرأة زينتها وشعر لحية الرجل زينته فلم يجد لها جوابا.
11 - كان الخوارج يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان كما أخبر النبي (ص) عنهم كما جاء في السيرة الحلبية. والوهابيون يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان ولم ينقل عنهم أنهم حاربوا أحدا سوى المسلمين أو قتلوا أحدا من أهل الأوثان. وفي قتلهم أهل الطائف أولا وآخرا بلا ذنب وقتلهم أهل كربلاء (سنة 1216 ه)، وغزوهم بلاد الإسلام المجاورة لهم كالعراق والحجاز واليمن وشرقي الأردن وغيرها وقتلهم من ظفروا به من المسلمين وقتلهم ألف رجل من اليمانيين جاؤوا لحج بيت الله الحرام (سنة 1340 ه)، وذبحهم لهم ذبح الأغنام. وعدم غزوهم لأهل الأوثان وقد امتلأت الأرض كفرا وإلحادا، وتوجيه بأسهم وحربهم كله إلى المسلمين خاصة بعدما ضعفت قواهم واستعمرت بلادهم وممالكهم وصار الإسلام غريبا في وطنه.
12 - كان الخوارج كلما قطع منهم قرن نجم قرن كما أخبر عنهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع). وكذلك الوهابيون كلما قطع منهم قرن نجم قرن فقد حاربهم محمد علي باشا واستأصل شأفتهم ووصل ولده إبراهيم باشا إلى قاعدة بلادهم الدرعية وأخربها، ثم نجم قرن لهم بعد ذلك وقطع ثم نجم وقطع مرارا.
تعليق