عيدية النواب !
لا يوجد برلمان في العالم يهتم بشؤونه الخاصة وامتيازاته ويهمل مصالح شعبه، كما يفعل أعضاء البرلمان العراقي ... فهم يريدون الاستحواذ على كل شيء، بدءاً بالرواتب الخيالية ومروراً بالايفادات وليس انتهاءً بقطع الأراضي والمخصصات المكتبية.
وهؤلاء النواب يحصلون على كل ذلك، لا لجهد يبذلوه ولا لشيء يقدموه سوى لأنهم يقومون برفع أياديهم في أثناء التصويت على القوانين، ومع ذلك فإن الكثير منهم يتغيّبون عن جلسات مجلس النواب، كما ان تصويتهم على القوانين بالقبول أو الرفض لا يكون عن قناعة أو دراسة كاملة بالموضوع، بل تأتيهم الأوامر من رؤساء كتلهم وأحزابهم وتبعاً لمصالحهم الخاصة، فالداعمون لقانون الدفع بالآجل والمطالبون بالتصويت عليه مثلاً لهم أسبابهم الخاصة، والرافضون له يسوغون أسباباً أخرى، دون قراءة القانون بعناية ودقة، وبعيداً من معايير المهنية والموضوعية ومراعاة مصالح البلاد.
وخلال الأسبوع الماضي، أقدم نوابنا الأكارم على منح أنفسهم مكسبين آخرين لتضاف إلى سلسلة المكاسب والمغانم التي يحصلون عليها طيلة مدة وجودهم في البرلمان، وهما المخصصات المكتبية وعطلة عيد الأضحى البالغة ثلاثة أسابيع، تاركين خلف ظهورهم العشرات من القوانين المؤجلة والمعطلة التي يحتاجها الوطن والمواطن، فضلاً عن الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ بداية العام الحالي.
أما الشيء الغريب والمضحك، فهو التقاعد الكبير الذي يحصل عليه هؤلاء النواب بعد السنوات الأربع من المكاسب والمغانم التي ينعمون بها، ولا أدري بأي حق يحصل هؤلاء على الرواتب التقاعدية ؟ فالمعروف إن التقاعد هو مبلغ قليل من الراتب يحصل عليه الموظف بعد أن يفني سنوات عمره في الخدمة بدوائر ومؤسسات الدولة، غير إن السادة النواب، ولأن الأمر بأيديهم، فقد منحوا لأنفسهم رواتب تقاعدية ضخمة تضمن مستقبلهم ومستقبل احفادهم.
ولكي تكتمل فرحة النواب بعيد الأضحى، اقترح عليهم (وهم قادرون على ذلك طبعاً) أن يمنحوا لأنفسهم مبلغاً من المال (عيدية) كي يتمكنوا من قضاء عطلة الـ (21) يوماً في خارج العراق، وليذهب الشعب إلى الجحيم.
حسن اللامي
تعليق