التقية احد المواضيع التي يساء فهمها ويتهم فيها الشيعة اتهامات باطلة. وكمثال على التقية . في العراق وفي زمن صدام شاركت (((مرغما))) في الاستفتاء على رئيس الجمهورية وكان رجال الامن واقفون على الصناديق يستلمون الاوراق ويقرؤنها ثم يضعونها في الصندوق وطبعا من يكتب لا مصيره (((الاعدام))) وبالطبع انا كتبت نعم رغما عني لكي احفظ حياتي. اذا التقية يستخدمها المسلم عندما يكون على حق وبنفس الوقت موقفه ضعيف فيضطر للتظاهر بخلاف رايه الحقيقي لكي يحفظ حياته. التقية شرعها الله في القران {لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ }آل عمران28 انتبه الى قوله تعالى ((الا ان تتقوا منهم تقاه)) . الاية {مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَـكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }النحل106 يقول المفسرون انها نزلت في الصحابي عمار بن ياسر في بداية الدعوة حيث عذبه المشركون وهددوه بالقتل او نطق كلمة الكفر فاضطر لنطق كلمة الكفر من اجل ان يحفظ حياته لكن قلبه بقي مطمئن بالايمان وعندما وصل الخبر الى الرسول صلى الله عليه واله وسلم قال له ((ان عادوا فعد)) اي انطق كلمة الكفر مرة اخرى اذا اضطررت لذلك وهذا دليل على ان الرسول شرع التقية. الاية {وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ }غافر28 والدليل على التقية (( يكتم ايمانه)). {وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً }الكهف19 والدليل على التقية (( ولا يشعرن بكم احدا)). الاية {فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }القصص21 تتكلم عن موسى عليه السلام مع العلم ان موسى لم يكن خائفا على نفسه وانما كان خائفا من غلبة الجهال ودول الضلال كما ورد عن الامام علي. هذه الايات دليل على تشريع واستخدام التقية. اما عن الرسول ص فقد استخدم التقية ولولا التقية لما انتشر الاسلام. فقد كانت بداية الدعوة سرية وخاصة {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ }الشعراء214 الى ان نزل قوله تعالى بعد حوالي 3 سنوات {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ }الحجر94 فانتهى عصر السرية وصارت الدعوة علنية. موقف اخر كان للتقية فيه دور في حفظ الاسلام و انقاذه عندما هاجر الرسول مع صاحبه الوحيد الذي كان الدليل عبدالله بن اريقط بن بكر ((وليس ابو بكر كما زعم الامويين)) هاجرا سرا عندما اتفق مشركو قريش على قتل الرسول ص. موقف ثالث عندما اضطر الرسول ان يصالح المشركون في صلح الحديبية وكان للتقية هنا الدور في حفظ الاسلام للمرة الثالثة وربما استخدم الرسول ص التقية في مواقف اخرى. اذا التقية مشروعة لحفظ حياة المسلم او لحفظ الاسلام عندما يكون موقف المسلم ضعيف لكن (قلبه يجب ان يبقى مطمئن بالايمان) كما نص القران على ذلك. المسلم الذي يتعرض لهكذا مواقف يجب ان يدرس الخيارين اما ان يستخدم التقية او لا يستخدمها. هل حفظ النفس اهم او المصلحة الاسلامية اهم؟؟؟ ربما يكون في عدم استخدام التقية قتل للنفس المسلمة ولكن بدون فائدة دنيوية للاسلام ( هواء في شبك). اما اذا كانت المصلحة الاسلامية اهم فيجب على المسلم ان يقدم نفسه فداءا للاسلام وهذا ما فعلة الامام الحسين ع عندما خيروه بين الحرب وبين مبايعة يزيد الفاسق الفاجر اختار الحرب رغم ان عدد اصحابه 70 نفرا لا يستطيعون ان يواجهوا جيش دوله ممتده عبر الافاق لكن مما اراد الامام الحسين ان يؤسس لمبدا للاجيال القادمه في عدم مبايعة الضلمة والفاسقين والفجار وعدم السماح للحكام شاربوا الخمر بالحكم وعدم السماح للزناة بالتحكم بمقدرات الامة وعدم السماح للمنافقين ان يحرفوا دين الاسلام. وغيرها من المباديء الكثيرة لذلك كان راي الامام الحسين ان مصلحة الاسلام اهم من حياته الشخصية. في بعض الاحيان تكون التقية محرمة مثل الدماء و قتل الابرياء (( لا تقية في الدماء)) ومحرمة في اصدار الفتاوى المخالفة لاحكام الاسلام من اجل ارضاء الحكام ومحرمة اذا كان في استخدامها اضعاف للاسلام وغيرها من المواقف. يقول بعض قليلي المعرفة ان التقية هي نفاق واظهار الباطل واخفاء الحق. وهذا الراي ينم عن جهل مطبق لانهم لم يتدبروا ما يقرؤون من القران ولم يفهمو السيرة النبوية فلولا التقية التي استخدمها الرسول و الصحابة الاوائل لما انتصر الاسلام.....لكي لا يساء فهم كلامنا....الثابت عندنا عدم جواز التقية على الانبياء في تبليغ الرسال والاحكام الشرعية او الابلاغ عن الله او محاباة المشركين او في تفسير القران وغيرها.....ونحن لم نتكلم عن هكذا مواضيع فقط تكلمنا عن الدعوة السرية في اول الاسلام ثم الهجرة سرا الى المدينة ثم صلح الحديبية ومن عنده نقاش فليناقش هذه المواضيع الثلاثة حصرا لا غيرها ولا يذهب الى مواضيع غيرها و يخلط الامور وهذه المواضيع الثلاثة هي التي ادت الى انتشار الاسلام وانتصاره في اخر الامر ... كذلك النقاش مطروح للايات التي ذكرناها فقط .... أن السنة النبوية يعمل بأقسامها الثلاثة : من القول ، والفعل ، والتقرير مطلقا... ونحن لم ندعي ان الرسول قال او فعل او اقر شيئا مخالف لما اراد الله بل نجده اقر عمار بن ياسر على قوله...وفعل الدعوة السرية و الهجرة وصلح الحديبية من اجل مصلحة الاسلام.... روي الحديث التالي في كتب السنة...(( عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهَا قَالَتْ : اسْتَأْذَنَ رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَتْ عَائِشَةُ : وَأَنَا مَعَهُ فِي الْبَيْتِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " بِئْسَ ابْنُ الْعَشِيرَةِ " ، ثُمَّ أَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَتْ عَائِشَةُ : فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ سَمِعْتُ ضَحِكَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُ فَلَمَّا خَرَجَ الرَّجُلُ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قُلْتَ فِيهِ مَا قُلْتَ ، ثُمَّ لَمْ تَنْشَبْ أَنْ ضَحِكْتَ مَعَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ " مِنْ شَرِّ النَّاسِ مَنِ اتَّقَاهُ النَّاسُ لِشَرِّهِ " ))....وننقل اليكم قول احد علمائنا وهو جعفر سبحاني((ولكن لا تجوز التقية مطلقا في بيان معارف الدين وتعليم أحكام الإسلام مثل أن يكتب عالم شيعي كتابا على أساس التقية ، ويذكر فيه عقائد فاسدة ، وأحكاما منحرفة على أنها عقائد الشيعة وأحكامهم . ولهذا فإننّا نرى علماءَ الشيعة أظهروا في أشدّ الظروف والاَحوال، عقائِدَهُمُ الحقَّة، ولم يحدُثْ طيلةَ التاريخ الشيعيّ ولا مرة واحدةً أن أقدَمَ علماءُ الشيعة على تأليف رسالةٍ أو كتابٍ على خلافِ عقائدِ مذهبهِم، بحجّة التقيّة، وبعبارة أُخرى: أن يقولوا شيئاً في الظاهر، ويقولُوا في الباطن شيئاً آخر ، ولو أن أحَداً فَعَلَ مِثلَ هذا العملِ وسَلَكَ مثلَ هذا المسلَكَ أُخرِجَ من مجموعةِ الشيعةِ الاِماميَّة .)) و اكرر قولي انا تحدث فقط عن الدعوة السرية والهجرة سرا الى المدينة ثم صلح الحديبية فقط.... لذلك ارجو ممن عنده نقاش ان لا يخلط الامور و يتقول علينا مالم نقله....لم نتكلم عن التقية في ابلاغ الرسالة او الاحكام الشرعية او محاباة للمشركين او غيرها من المواضيع