في بيتنا مراهق ... إذن لدينا قنبلة موقوتة يجدر التعامل معها بحذر؟
الكتابة حول المراهق عملية ليست سهلة في معانيها وإبعادها كونها تتناول موضوع متشابك في تفاصيله ومتداخل في محاوره وحساسا في طبيعته. لذلك يدخل هذا الموضوع ضمن موضوعات تنمية أساليب التنشئة وتطويرها بما ينعكس إيجابا على مسيرة وحركة المجتمع.
في ضوء ما توفر من معلومات تصبح النظرة الى الموضوع ذات طبيعة ثنائية جانبها الأول يتمثل بواقع المجتمع من حيث ثقافته وأساليبه وإعداد الأبناء وجانب ثاني يرتبط بالنظام التعليمي وطبيعته. حيث ثقافة المجتمع تنظر عادة الى المراهق على انه مازال طفلا تغير نموه الجسمي فقط دون النظر الى الثغرات النفسية والفسيولوجية التي يتأثر بها المراهق مما يدفعه الى العناد والانفصال الشديد في محاولة لإثبات ذاته عدا انه يكون حساسا مرهفا وفيما يخص التعليم خلال فترة المراهقة فان المراهق يهرب من الأعمال الذهنية لان طاقته متجهة الى النمو الجسمي لذلك يضعف أداءه الدراسي وتقوته أن كان متفوقا ولكنه يستمر بالتفاخر بنفسه وقدرته لأنها جزء من شخصيته عدا أن النظام التعليمي يرتكز على الحفظ والتلقين دون الاهتمام بالإبداع والابتكار التي يعبر فيها المراهق عن نفسه وقدراته، فلا نجد من يرعى مواهبه بكل اشكالها سواء كانت عملية أو أدبية أو فنية وغيرها. وهذا يعني أن دور الأسرة والمدرسة لابد أن يتغير حيث لم يعد الدور الذي تمارسه سابقا بسبب تنوع وسائل الاتصال المختلفة من انترنيت وفضائيات وموبايل وغيرها مما تعقد دور الأسرة والمدرسة أو تضعها في المرتبة الثانية.
لذلك سلطنا الضوء على هذا الموضوع من خلال عدد من اللقاءات مع اسر لها أبناء مراهقون وكان لقائنا الأول مع أم احمد (مدرسة في مدرسة ثانوية).
تقول أم احمد أن ابنها البالغ من العمر 15 سنه خجول ومنطوي ويعتمد على الآخرين رغم أنها دللته كثيرا وهو كثيرا ما يلجأ الى الانسحاب من العالم الاجتماعي والانطواء وهنا لا تدري أم احمد أن الدلال وإحاطته بالحنان الزائد وتحقيق كل مطالبه يؤدي في النهاية الى الصفات التي ذكرناها.
بينما أم مصطفى (ربة بيت) تقول أن ابنها مصطفى قد عاش يتيما بسبب استشهاد أبيه في احده الانفجاريات وان مصطفى البالغ من العمر 17 سنه محروم من حنان الأب لذلك يعاني من صراعات داخلية منها صراع بين الاستقلال عن أسرته والاعتماد عليها وصراع بين مخلفات الطفولة ومتطلبات الرجولة وصراع بين طموحاته الزائدة وبين تقصيره للوضع في التزاماته، أن غياب الأب وهذا الموضوع ليس على مستوى افراد بل على مستوى المجتمع يخلق جيلا ممن يحملون مثل هذه الصفات.
وذكرت أم زينب «معلمة في ابتدائية « أن ابنتها زينب 14 سنة تحاول تقليد ما يظهر على شاشات التلفزيون من ملابس وسلوكيات تتعارض مع واقع الأسرة والمجتمع وإنها رغم التوجهات والنصائح ترفض الانصياع لها. وهذه مشكلة تتعلق بطبيعة الثغرات الحادثة في المجتمع بسبب تغير دور الأسرة ودخول وسائل اتصال تتناغم مع مشاعر المراهقين.
بدوره يؤكد أبو علي أن ابنه علي 16 سنه مهتم بالموبايل أكثر من اهتمامه بالتحصيل الدراسي وانه كثيرا ما يلتقي مع أصدقائه من نفس العمر ليتناقشون حول الجديد في هذا الجهاز أكثر من اهتمامهم ونقاشهم في موضوعات الدراسة.
وقد أكد الكثيرون من أولياء الأمور أن أبناءهم يقضون أوقاتهم على الانترنيت والمواقع التي تتم فيها محادثات مع أن الضبط الاجتماعي أصبح اقل تأثيرا عمّا كان سابقا لان المعلومة تنتقل إليهم عن طريق هذا الجهاز وليس عن طريق الأسرة والمدرسة. لذا إن كان هنالك من قول فإنها نصائح ممكن أن نقدمها للوالدين ومنها …
ان المراهق بحاجة الى من يتفهم حالته النفسية ويراعيه لذلك فهو بحاجة الى صديق ناضج يجيب عن تساؤلاته بتفهم وعاطفة وصراحة. صديق يستمع إليه حتى النهاية دون مقاطعة أو سخرية أوشك. كما يحتاج الى الأم الصديقة والأب المهتم. ويجب على الام إشراك الأب في تحمل عبء تربية أولاده في هذه المرحلة الخطيرة من حياتهم. ونقول للام شجعي ابنك وجملي اسلوبك معه واحرصي على انتقاء الكلمات كما تنتقين أطايب الثمار.
علا عبد الخالق
تعليق