بسم الله الرحمن الرحيم...
السلام عليك يــاسيدي ومولاي يا أبا عبد الله الحسين وعلى الارواح التي حلت بفنائك عليكم مني جميعا سلام الله ابدا ما بقيت وبقي الليل والنهار...
- في التخو يف من الموت
فَإِنَكُمْ لَوْ عَايَنْتُمْ مَا قَدْ عَايَنَ مَنْ مَاتَ مِنْكُمْ ، لَجَزِعْتُمْ وَوَهِلْتُمْ (1) وَسَمِعْتُمْ وَأَطَعْتُمْ ، وَلَكِنْ مَحْجُوبٌ عَنْكُمْ مَا قَدْ عَايَنُوا ، وَقَرِيبٌ
مَا يُطْرِحُ الْحِجَابُ (2) . وَلَقَدْ بُصِرْتُمْ إِنْ أَبْصَرْتُم ، وَأُسْمِعْتُمْ إِنْ سَمِعْتُمْ ، وَهُدِيتُمْ إِنِ اهْتَدَيْتُمْ . بِحَقٍ أَقُولُ لَكُمْ لَقَدْ جَاهَرَتْكُمُ الْعِبَرُ
(3) ، وَزُجِرْتُمْ بِمَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ ، وَمَا يُبَلِغُ عَنِ اللهِ بَعْدَ رُسُلِ السَمَاءِ إِلاَ الْبَشَرُ ( نهج البلاغة : ج1 : رقم 20 )
(1) وَهِلْتُمْ : فزعتم - (2) يُطْرِحُ الْحِجَابُ : يأتيكم الموت - (3) جَاهَرَتْكُمُ : انتصبت أمامكم لتنبهكم
2 - في الدعوة إلى الآخرة
فَإِنَ الْغَايَةَ أَمَامَكُمْ (1) ، و إِنَ وَرَاءَكُمْ السَاعَةَ تَحْدُوكُمْ (2) . تَخَفَفُوا تَلْحَقُوا (3) . فَإِنَمَا يُنْتَظَرُ بِأَوَلِكُمْ آخِرُكُمْ (4) .
( نهج البلاغة : ج 1 رقم 21 )
(1) الْغَايَةَ أَمَامَكُمْ : المراد به الموت - (2) السَاعَةَ تَحْدُوكُمْ : المراد إنكم سائرون ليوم القيامة
(3) تَخَفَفُوا تَلْحَقُوا : حثٌ على التقليل من أمر الدنيا
(4) فَإِنَمَا يُنْتَظَرُ بِأَوَلِكُمْ آخِرُكُمْ : حساب الخلائف ، بانتظار موت الأحياء ، و تكامل فناء البشر
3 - في بعض الصفات
أما بعد : فَإِن الاًمْرَ يَنْزِلُ ، مِنَ السًماءِ إِلى الأَرْضِ ، كَقَطَرَاتِ الْمَطَرِ عَلَى كُلِ نَفْسٍ بِمَا قُسِمَ لَهَا مِنْ زِيَادَةٍ أَوْ نُقْصَانٍ .
فإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ لأَخِيِه غَفِيرَةً (1) عَلَى أَهْلٍ ، أَوْ مَالٍ ، أًوْ نَفْسٍ ، فَلاَ تَكُونَنَ لَهُ فِتْنَةً (2) ، فَإِنَ الْمَرْءَ الْمُسلِمَ الْبَرِئَ مِنَ الْخِيَانَةِ
، مَا لَمْ يَغْشَ دَنَاءَةً (3) تَظْهَرُ فَيَخْشَعُ لَهَا إِذَا ذُكِرَتْ (4) ، وَيُغْرَى بِهَا لِئَامُ النَاسِ ، كَانَ كَالْفَالِجِ الْيَاسِرِ (5) الَذِي يَنْتَظِرُ أَوَلَ
فَوْزَةٍ مِنْ قِدَاحِهِ (6) ، تُوجِبُ لَهُ الْمَغْنَمَ ، وَ يَرْفَعُ بِهَا عَنْهُ الْمَغْرَمُ (7) ، وَ كَذَلِكَ الْمَرْءُ الْمُسْلِمُ ، الْبَرِئُ مِنَ الْخِيَانَةِ ، يَنْتَظِرُ مِنَ
اللهِ إحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ : إِمَا دَاعِيَ الله فَمَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لَهُ ، وَ إِمَا رِزْقَ الله فَإِذَا هُوَ ذُو أَهْلٍ وَ مَالٍ وَ مَعَهُ دِينُهُ وَ حَسَبُهُ . إِنَ
الْمَالَ وَ الْبَنِينَ حَرْثُ الْدُنْيَا ، وَ الْعَمَلُ الصَالِحَ حَرْثُ الآخِرَةِ ، وَقَدْ يَجْمَعُهُما اللهُ لأَقْوامٍ ، فَاحَذَرُوا مِنَ الله مَا حَذَرَكُمْ مِنْ نَفْسِهِ
، وَاخْشَوْهُ خَشْيَةً لَيْسَتْ بِتَعْذِيرٍ ، وَاعْمَلُوا فِي غَيْرِ رِيَاءٍ وَلاَ سُمْعَةٍ ، فَإِنَهُ مَن يَعْمَلْ لِغَيْرِ الله يَكِلْهُ اللهُ إِلى مَنْ عَمِلَ لَهُ . نَسأَلُ
اللهَ مَنازِلَ الْشُهَدَاءِ ، وَمُعَايَشَةَ الْسُعَدَاءِ ، وَمُرَافَقَةَ الأَنْبِيَاءِ . ( نهج البلاغة : ج 1 رقم 23 )
(1) غَفِيرَةً : زيادة و كثرة - (2) فَلاَ تَكُونَنَ لَهُ فِتْنَةً : لا يحسد أخاه - (3) يَغْشَ دَنَاءَةً : يأتِ برذيلة
(4) فَيَخْشَعُ لَهَا : يخجل منها - (5) كَالْفَالِجِ الْيَاسِرِ : المقامر الفاز - (6) قِدَاحِهِ : أسهمه الرابحة - (7) الْمَغْرَمُ : الخسارة .
4 - في التحذير من الدنيا
أما بعد : فَإِنَ الْدُنْيَا قَدْ أَدْبَرَتْ وَ آذَنَتْ بِوَدَاع (1) ، وَ إِنَ الآخِرَةَ قَدْ أَقْبَلَتْ وَ أَشْرَفَتْ بِاطِلاعٍ ، ألاَ وَ إِنَ الْيَوْمَ الْمِضْمَارَ (2) ،
وَ غَداً السِبَاقَ ، وَ الْسَبَقَةُ الْجَنَةُ ، وَ الْغَايَةُ الْنَارُ (3) . أَفَلاَ تَائِبٌ مِنْ خَطِيئَتِهِ قَبْلَ مَنِيَتِهِ ؟ أَلاَ عَامِلٌ لِنَفْسِهِ قَبْلَ يَوْمَ بُؤْسِهِ ؟ أَلاَ
وَإِنَكُمْ فِي أَيَامِ أَمَلٍ مِنْ وَرَائِهِ أَجَلٌ ، فَمَنْ عَمِلَ فِي أَيَامِ أَمَلِهِ ، قَبْلَ حُضُورِ أَجَلِهِ ، نَفَعَهُ عَمَلُهُ ، وَلَمْ يَضْرُرْهُ أَجَلُهُ ،
وَمَنْ قَصَرَ فِي أَيَامِ أَمَلِهِ ، قَبْلَ حُضُورِ أَجَلِهِ فَقَدْ خَسِرَ عَمَلهُ ، وَضَرَهُ أَجَلٌهٌ (4) ، . أَلاَ فَاعْمَلُوا فِي الرَغْبَةِ كَمَا تَعْمَلُونَ فَي
الرَهْبَةِ . أَلاَ وَإِنِي لَمْ أَرَ كَالْجَنَةِ نَامَ طَالِبُها ، وَ لاَ كَالنَارِ نَامَ هَارِبُها . أَلاَ وَإِنَهُ مَنْ لاَ يَنْفَعَهُ الْحَقُ يَضُرُهُ الْبَاطِلُ ، وَمَنْ لَمْ
يَسْتَقِمْ بَهَ الْهُدَى ، يَجُرُ بَهِ الْضَلاَلُ إلى الرَدَى ، أَلاَ وَإِنَكُمْ قَدْ أُمِرْتُمْ بِالظَعْنِ (5) ، وَدُلِلْتُمْ عَلَى الزَادِ . وَإِنَ أَخْوَفَ عَلَيْكُمْ
اثْنَتَانِ ، اتِبَاعُ الهَوَى (6) وَطُولُ الأَمَلِ ، فَتَزَوَدُوا فِي الدُنْيَا مِنَ الدُنْيا مَا تُحْرِزُونَ بِهِ أَنْفُسَكُمْ غَداً - ( نهج البلاغة : ج 1 رقم 28 )
(1) آذَنَتْ بِوَدَاع : أدبرت و تصرمت - (2) الْمِضْمَارَ : الموضع الذي تُعد فيه الخيل للسباق
(3) الْغَايَةُ : المصير الذي لابدَ منه للمذنبيين - (4) وَضَرَهُ أَجَلٌهٌ : كان الموت مفتاحاً لعذابه
(5) بِالظَعْنِ : الرحيل ، المراد : التزود و الاستعداد له - (6) الهَوَى : ما تحبه النفس و تميل إليه .
5 - في الدعوة إلى الوفاء
أَيُها النَاسُ إِنَ الْوَفَاءَ تَوْأَمُ الصِدْقِ ، وَلاَ أَعْلَمُ جُنَةً (1) أَوْقَى مِنْهُ ، وَلاَ يَغْدِرُ مَنْ عَلِمَ كَيْفَ الْمَرْجِعُ (2) . وَ لَقَدْ أَصْبَحْنَا فِي
زَمَانٍ قَدِ اتَخَذَ أَكْثَرُ أَهْلِهِ الْغَدْرَ كَيْساً (3) ، وَنَسَبَهُمْ أَهْلُ الْجَهْلِ فِيهِ إِلى حُسْنِ الْحِيلَةِ . مَا لَهُمْ - قَاتَلَهُمُ اللهُ - قَدْ يَرَى
الْحُوَلُ القُلَبُ (4) وَجْهَ الْحِيلَةِ ، وَدُونًها مَانِعٌ مِنْ أَمْرِ اللهِ وَنَهْيهِ ، فَيَدَعُهَا رَأْيَ عَيْنٍ بَعْدَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهَا ، وَ يَنْتَهِزُ (5) فُرْصَتَهَا
مَنْ لاَ حَرِيجَةَ لَهُ فِي الدِينِ ( نهج البلاغة : ج1 رقم 41 )
(1) جُنَةً : الوقاية - (2) الْمَرْجِعُ : يوم القيامة - (3) كَيْساً : عقلاً - (4) الْحُوَلُ الْقُلَبُ : البصير بتحويل الأمور و تقليبها
(5) يَنْتَهِزُ : يبادر - الحريجة : التحرز من ارتكاب المحرمات
6 - في النهي عن بعض الصفات
أَيُها النَاسُ ! إِنَ أَخوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ اثْنَتَانِ : اتِبَاعُ الهَوَى وَطُولُ الأَمَلِ . فَأَمَا اتِبَاعُ الهَوَى فَيَصُدُ عَنِ الْحَقِ ، وَ أَمَا
طُولُ الأَمَلِ فَيُنْسِي الآخِرَةَ . أَلاَ وَ إِنَ الدُنْيَا قَدْ وَلَتْ حَذَاءَ (1) فَلَمْ يَبْقَ مِنْها إِلاَ صُبَابَةٌ (2) كَصُبَابَةِ الإِنَاءِ اصْطَبَهَا صَابُهَا
، أَلاَ وَ إِنَ الآخِرَةِ قَدْ أَقْبَلَتْ وَلِكُلٍ مِنْهُما بَنُونَ ، فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الآخِرَةِ ، وَ لاَ تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُنْيَا ، فَإِنَ كُلَ وَلَدٍ
سَيُلْحَقُ بِأُمِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . وَ إِنَ الْيَوْمَ عَمَلٌ وَ لاَ حِسَابٌ ، وَ غَداً حِسَابٌ وَ لاَ عَمَلٌ . ( نهج البلاغة : ج1 رقم 42 )
(1) حَذَاءَ : ماضية سريعة - (2) صُبَابَةٌ : بقية الماء في الإناء .
7 - في ذم الدنيا
أَلاَ وَإِنَ الدُنْيَا دَارُ لاَ يُسلَمُ مِنْهَا إِلاَ فِيهَا (1) ، وَلاَ يُنْجَى بِشَيءٍ كَانَ لَهَا : ابْتُلِي النَاسُ بِهَا فِتْنَةً ، فَمَا أَخَذُوهُ مِنْها لَهَا ،
أُخُرِجُوا مِنْهُ وَحُوسِبُوا عَلَيْهِ ، وَمَا أَخَذُوهُ مِنْهَا لِغَيْرِهَا قَدِمُوا عَلَيْهِ وَأَقَامُوا فِيهِ . فإِنَهَا عِنْدَ ذَوِي الْعُقُولِ كَفَيءِ الظِلِ ،
بَيْنَا تَرَاهُ سَابِغاً حتَى قَلَصَ (2) ، وَزَائِداً حتَى نَقَصَ . ( نهج البلاغة : ج1 رقم 61 )
(1) لاَ يُسلَمُ مِنْهَا إِلاَ فِيهَا : المراد أنها محل التزود للآخرة - (2) سَابِغاً : ممتداً ، قَلَصَ : انقبض .
8 - في الدعوة إلى الزهد
أَيُها النَاسُ ! الزًهَادَةُ قِصَرُ الأَمَلِ (1) ، وَالشُكْرُ عِنْدَ النِعَمِ ، وَالْوَرَعِ عِنْدَ الْمَحَارِمِ (2) . فَإِنْ عَزَبَ ذلِكَ عَنْكُمْ (3) فَلاَ يَغْلِبِ الْحَرَامُ صَبْرَكُمْ (4) ، وَلاَ تَنْسَوْا عِنْدَ النِعَمِ شُكْرَكُمْ . ( نهج البلاغة : ج1 رقم 79 ) .
(1) الزًهَادَةُ قِصَرُ الأَمَلِ : إن الزهاد في الدنيا هم الذين قصر أملهم فيها - (2) الْوَرَعِ عِنْدَ الْمَحَارِمِ : اجتناب المحرمات
(3) عَزَبَ : غاب - (4) فَلاَ يَغْلِبِ الْحَرَامُ صَبْرَكُمْ : لا يتضاءل صبركم حتى تتركوا الطاعة و تقوموا بالمعصية .
9 - في الدعوة إلى التزود للآخرة
وَ اتَقُوا الله عِبَادَ اللهِ ، وَبَادِرُوا آجَالَكُمْ بِأَعْمَالَكُمْ (1) ، وَابْتَاعُوا (2) مَا يَبْقَى لَكُمْ بِمَا يَزُولُ عَنْكُمْ ، وَتَرَحَلُوا فَقَدْ جُدَ بِكُمْ (3)
، و اسْتَعِدُوا لِلْمَوْتِ فَقَدْ أَظَلَكُمْ (4) ، وَكُونُوا قَوْماً صِيحَ بِهِمْ فَانْتَبَهُوا ، وَعَلِمُوا أَنَ الدُنْيَا لَيْسَتْ لَهُمْ بِدارٍ فاسْتَبْدَلُوا ، فَإِنَ
اللهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يَخْلُقْكُمْ عَبَثاً ، وَلَمْ يَتْرُكُكُم سُدىً (5) ، وَمَا بَيْنَ الْجَنَةِ أَوِ النَارِ ، إِلاَ الْمَوْتُ أَنْ يَنْزِلَ بِهِ .
وَإِنَ غَايَةً تَنْقُصُهَا اللَحْظَةُ ، وَتَهْدِمُهَا الَسَاعَةُ ، لَجَدِيرَةٌ بِقِصَرِ الْمُدَةِ ، وَإِنَ غَائِباً يَحْدُوهُ (6) الجَدِيدَانِ : - اللَيْلُ وَالنَهَارُ -
لَحَرِيٌ بِسُرْعَةِ الأَوْبَةِ (7) . وَإِنَ قَادِماً يَقْدُمُ بِالْفَوْزِ أَوِ الشِقْوَةِ لَمُسْتَحِقٌ لأَفْضَلِ العُدَةِ (8) .
فَتَزَوَدُوا فِي الدُنْيَا مِنَ الدُنْيَا مَا تُحْرِزُونَ بِهِ أَنْفُسَكُمْ غَداً . ( نهج البلاغة : ج1 رقم 62 ) .
(1) بَادِرُوا آجَالَكُمْ بِأَعْمَالَكُمْ : سارعوا إلى الأعمال الصالحة . - (2) وَابتَاعوا : اشتروا . (3) جُدَ بِكُمْ : حثثتم على الموت ة أُكرهتم
(4) أًظَلَكُمْ : قرب منكم - (5) سُدىً : مهملين بدون راع (6) يَحْدُوهُ : يسوقه (7) لَحَرِيٌ : لجدير - وَالأَوْبَةِ : الرجوع
(8) العُدَةِ : ما يستعد له .
10 - في التخويف من الآخرة
وصية أمير المؤمنين (ع) : فَاتَعِظُوا ، عِبَادَ اللهِ ، بِالْعِبَرِ النَوَافِعِ وَاعْتَبِرُوا بِالآيِ السَوَاطِعِ (1) ، وَازْدَجِرُوا بِالنُذُرِ الْبَوَالِغِ (2) ،
وَانْتَفِعُوا بِالذِكْرِ وَالْمَوَاعِظِ . فَكَأَنْ قَدْ عَلِقَتْكُمْ مَخَلِبُ الْمَنِيَةِ ، وَانْقَطَعَتْ مِنْكُمْ عَلاَئِقُ الأُمْنِيَةِ (3) ، وَدَهَمَتْكُمْ مُفْظِعَاتُ الأُمُورِ ،
وَالسِيَاقَةُ إِلى الْوِرْدِ الْمَوْرُودِ (4)، وَ ( كُلُ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ ) ، سَائِقٌ يَسُوقُها إِلى مَحْشَرِهَا ، وَشَاهِدٌ يَشْهَدُ عَلَيْهَا
بِعَمَلِهَا (5) . (نهج البلاغة ج1 ، رقم : 83 )
(1) الْعِبَرِ النَوَافِعِ : المواعظ النافعة . - الآيِ السَوَاطِعِ : هي آيات القرآن الكريم
(2) النُذُرِ الْبَوَالِغِ : المخوفات التي تقطع العذر .
(3) عَلِقَتْكُمْ : نشبت فيكم . - مَخَلِبُ الْمَنِيَةِ : أسباب الموت . - وَانْقَطَعَتْ مِنْكُمْ عَلاَئِقُ الأُمْنِيَةِ : قطع الموت شهواتكم و أمنياتكم
أختكم نور الهدى
السلام عليك يــاسيدي ومولاي يا أبا عبد الله الحسين وعلى الارواح التي حلت بفنائك عليكم مني جميعا سلام الله ابدا ما بقيت وبقي الليل والنهار...
- في التخو يف من الموت
فَإِنَكُمْ لَوْ عَايَنْتُمْ مَا قَدْ عَايَنَ مَنْ مَاتَ مِنْكُمْ ، لَجَزِعْتُمْ وَوَهِلْتُمْ (1) وَسَمِعْتُمْ وَأَطَعْتُمْ ، وَلَكِنْ مَحْجُوبٌ عَنْكُمْ مَا قَدْ عَايَنُوا ، وَقَرِيبٌ
مَا يُطْرِحُ الْحِجَابُ (2) . وَلَقَدْ بُصِرْتُمْ إِنْ أَبْصَرْتُم ، وَأُسْمِعْتُمْ إِنْ سَمِعْتُمْ ، وَهُدِيتُمْ إِنِ اهْتَدَيْتُمْ . بِحَقٍ أَقُولُ لَكُمْ لَقَدْ جَاهَرَتْكُمُ الْعِبَرُ
(3) ، وَزُجِرْتُمْ بِمَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ ، وَمَا يُبَلِغُ عَنِ اللهِ بَعْدَ رُسُلِ السَمَاءِ إِلاَ الْبَشَرُ ( نهج البلاغة : ج1 : رقم 20 )
(1) وَهِلْتُمْ : فزعتم - (2) يُطْرِحُ الْحِجَابُ : يأتيكم الموت - (3) جَاهَرَتْكُمُ : انتصبت أمامكم لتنبهكم
2 - في الدعوة إلى الآخرة
فَإِنَ الْغَايَةَ أَمَامَكُمْ (1) ، و إِنَ وَرَاءَكُمْ السَاعَةَ تَحْدُوكُمْ (2) . تَخَفَفُوا تَلْحَقُوا (3) . فَإِنَمَا يُنْتَظَرُ بِأَوَلِكُمْ آخِرُكُمْ (4) .
( نهج البلاغة : ج 1 رقم 21 )
(1) الْغَايَةَ أَمَامَكُمْ : المراد به الموت - (2) السَاعَةَ تَحْدُوكُمْ : المراد إنكم سائرون ليوم القيامة
(3) تَخَفَفُوا تَلْحَقُوا : حثٌ على التقليل من أمر الدنيا
(4) فَإِنَمَا يُنْتَظَرُ بِأَوَلِكُمْ آخِرُكُمْ : حساب الخلائف ، بانتظار موت الأحياء ، و تكامل فناء البشر
3 - في بعض الصفات
أما بعد : فَإِن الاًمْرَ يَنْزِلُ ، مِنَ السًماءِ إِلى الأَرْضِ ، كَقَطَرَاتِ الْمَطَرِ عَلَى كُلِ نَفْسٍ بِمَا قُسِمَ لَهَا مِنْ زِيَادَةٍ أَوْ نُقْصَانٍ .
فإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ لأَخِيِه غَفِيرَةً (1) عَلَى أَهْلٍ ، أَوْ مَالٍ ، أًوْ نَفْسٍ ، فَلاَ تَكُونَنَ لَهُ فِتْنَةً (2) ، فَإِنَ الْمَرْءَ الْمُسلِمَ الْبَرِئَ مِنَ الْخِيَانَةِ
، مَا لَمْ يَغْشَ دَنَاءَةً (3) تَظْهَرُ فَيَخْشَعُ لَهَا إِذَا ذُكِرَتْ (4) ، وَيُغْرَى بِهَا لِئَامُ النَاسِ ، كَانَ كَالْفَالِجِ الْيَاسِرِ (5) الَذِي يَنْتَظِرُ أَوَلَ
فَوْزَةٍ مِنْ قِدَاحِهِ (6) ، تُوجِبُ لَهُ الْمَغْنَمَ ، وَ يَرْفَعُ بِهَا عَنْهُ الْمَغْرَمُ (7) ، وَ كَذَلِكَ الْمَرْءُ الْمُسْلِمُ ، الْبَرِئُ مِنَ الْخِيَانَةِ ، يَنْتَظِرُ مِنَ
اللهِ إحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ : إِمَا دَاعِيَ الله فَمَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لَهُ ، وَ إِمَا رِزْقَ الله فَإِذَا هُوَ ذُو أَهْلٍ وَ مَالٍ وَ مَعَهُ دِينُهُ وَ حَسَبُهُ . إِنَ
الْمَالَ وَ الْبَنِينَ حَرْثُ الْدُنْيَا ، وَ الْعَمَلُ الصَالِحَ حَرْثُ الآخِرَةِ ، وَقَدْ يَجْمَعُهُما اللهُ لأَقْوامٍ ، فَاحَذَرُوا مِنَ الله مَا حَذَرَكُمْ مِنْ نَفْسِهِ
، وَاخْشَوْهُ خَشْيَةً لَيْسَتْ بِتَعْذِيرٍ ، وَاعْمَلُوا فِي غَيْرِ رِيَاءٍ وَلاَ سُمْعَةٍ ، فَإِنَهُ مَن يَعْمَلْ لِغَيْرِ الله يَكِلْهُ اللهُ إِلى مَنْ عَمِلَ لَهُ . نَسأَلُ
اللهَ مَنازِلَ الْشُهَدَاءِ ، وَمُعَايَشَةَ الْسُعَدَاءِ ، وَمُرَافَقَةَ الأَنْبِيَاءِ . ( نهج البلاغة : ج 1 رقم 23 )
(1) غَفِيرَةً : زيادة و كثرة - (2) فَلاَ تَكُونَنَ لَهُ فِتْنَةً : لا يحسد أخاه - (3) يَغْشَ دَنَاءَةً : يأتِ برذيلة
(4) فَيَخْشَعُ لَهَا : يخجل منها - (5) كَالْفَالِجِ الْيَاسِرِ : المقامر الفاز - (6) قِدَاحِهِ : أسهمه الرابحة - (7) الْمَغْرَمُ : الخسارة .
4 - في التحذير من الدنيا
أما بعد : فَإِنَ الْدُنْيَا قَدْ أَدْبَرَتْ وَ آذَنَتْ بِوَدَاع (1) ، وَ إِنَ الآخِرَةَ قَدْ أَقْبَلَتْ وَ أَشْرَفَتْ بِاطِلاعٍ ، ألاَ وَ إِنَ الْيَوْمَ الْمِضْمَارَ (2) ،
وَ غَداً السِبَاقَ ، وَ الْسَبَقَةُ الْجَنَةُ ، وَ الْغَايَةُ الْنَارُ (3) . أَفَلاَ تَائِبٌ مِنْ خَطِيئَتِهِ قَبْلَ مَنِيَتِهِ ؟ أَلاَ عَامِلٌ لِنَفْسِهِ قَبْلَ يَوْمَ بُؤْسِهِ ؟ أَلاَ
وَإِنَكُمْ فِي أَيَامِ أَمَلٍ مِنْ وَرَائِهِ أَجَلٌ ، فَمَنْ عَمِلَ فِي أَيَامِ أَمَلِهِ ، قَبْلَ حُضُورِ أَجَلِهِ ، نَفَعَهُ عَمَلُهُ ، وَلَمْ يَضْرُرْهُ أَجَلُهُ ،
وَمَنْ قَصَرَ فِي أَيَامِ أَمَلِهِ ، قَبْلَ حُضُورِ أَجَلِهِ فَقَدْ خَسِرَ عَمَلهُ ، وَضَرَهُ أَجَلٌهٌ (4) ، . أَلاَ فَاعْمَلُوا فِي الرَغْبَةِ كَمَا تَعْمَلُونَ فَي
الرَهْبَةِ . أَلاَ وَإِنِي لَمْ أَرَ كَالْجَنَةِ نَامَ طَالِبُها ، وَ لاَ كَالنَارِ نَامَ هَارِبُها . أَلاَ وَإِنَهُ مَنْ لاَ يَنْفَعَهُ الْحَقُ يَضُرُهُ الْبَاطِلُ ، وَمَنْ لَمْ
يَسْتَقِمْ بَهَ الْهُدَى ، يَجُرُ بَهِ الْضَلاَلُ إلى الرَدَى ، أَلاَ وَإِنَكُمْ قَدْ أُمِرْتُمْ بِالظَعْنِ (5) ، وَدُلِلْتُمْ عَلَى الزَادِ . وَإِنَ أَخْوَفَ عَلَيْكُمْ
اثْنَتَانِ ، اتِبَاعُ الهَوَى (6) وَطُولُ الأَمَلِ ، فَتَزَوَدُوا فِي الدُنْيَا مِنَ الدُنْيا مَا تُحْرِزُونَ بِهِ أَنْفُسَكُمْ غَداً - ( نهج البلاغة : ج 1 رقم 28 )
(1) آذَنَتْ بِوَدَاع : أدبرت و تصرمت - (2) الْمِضْمَارَ : الموضع الذي تُعد فيه الخيل للسباق
(3) الْغَايَةُ : المصير الذي لابدَ منه للمذنبيين - (4) وَضَرَهُ أَجَلٌهٌ : كان الموت مفتاحاً لعذابه
(5) بِالظَعْنِ : الرحيل ، المراد : التزود و الاستعداد له - (6) الهَوَى : ما تحبه النفس و تميل إليه .
5 - في الدعوة إلى الوفاء
أَيُها النَاسُ إِنَ الْوَفَاءَ تَوْأَمُ الصِدْقِ ، وَلاَ أَعْلَمُ جُنَةً (1) أَوْقَى مِنْهُ ، وَلاَ يَغْدِرُ مَنْ عَلِمَ كَيْفَ الْمَرْجِعُ (2) . وَ لَقَدْ أَصْبَحْنَا فِي
زَمَانٍ قَدِ اتَخَذَ أَكْثَرُ أَهْلِهِ الْغَدْرَ كَيْساً (3) ، وَنَسَبَهُمْ أَهْلُ الْجَهْلِ فِيهِ إِلى حُسْنِ الْحِيلَةِ . مَا لَهُمْ - قَاتَلَهُمُ اللهُ - قَدْ يَرَى
الْحُوَلُ القُلَبُ (4) وَجْهَ الْحِيلَةِ ، وَدُونًها مَانِعٌ مِنْ أَمْرِ اللهِ وَنَهْيهِ ، فَيَدَعُهَا رَأْيَ عَيْنٍ بَعْدَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهَا ، وَ يَنْتَهِزُ (5) فُرْصَتَهَا
مَنْ لاَ حَرِيجَةَ لَهُ فِي الدِينِ ( نهج البلاغة : ج1 رقم 41 )
(1) جُنَةً : الوقاية - (2) الْمَرْجِعُ : يوم القيامة - (3) كَيْساً : عقلاً - (4) الْحُوَلُ الْقُلَبُ : البصير بتحويل الأمور و تقليبها
(5) يَنْتَهِزُ : يبادر - الحريجة : التحرز من ارتكاب المحرمات
6 - في النهي عن بعض الصفات
أَيُها النَاسُ ! إِنَ أَخوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ اثْنَتَانِ : اتِبَاعُ الهَوَى وَطُولُ الأَمَلِ . فَأَمَا اتِبَاعُ الهَوَى فَيَصُدُ عَنِ الْحَقِ ، وَ أَمَا
طُولُ الأَمَلِ فَيُنْسِي الآخِرَةَ . أَلاَ وَ إِنَ الدُنْيَا قَدْ وَلَتْ حَذَاءَ (1) فَلَمْ يَبْقَ مِنْها إِلاَ صُبَابَةٌ (2) كَصُبَابَةِ الإِنَاءِ اصْطَبَهَا صَابُهَا
، أَلاَ وَ إِنَ الآخِرَةِ قَدْ أَقْبَلَتْ وَلِكُلٍ مِنْهُما بَنُونَ ، فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الآخِرَةِ ، وَ لاَ تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُنْيَا ، فَإِنَ كُلَ وَلَدٍ
سَيُلْحَقُ بِأُمِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . وَ إِنَ الْيَوْمَ عَمَلٌ وَ لاَ حِسَابٌ ، وَ غَداً حِسَابٌ وَ لاَ عَمَلٌ . ( نهج البلاغة : ج1 رقم 42 )
(1) حَذَاءَ : ماضية سريعة - (2) صُبَابَةٌ : بقية الماء في الإناء .
7 - في ذم الدنيا
أَلاَ وَإِنَ الدُنْيَا دَارُ لاَ يُسلَمُ مِنْهَا إِلاَ فِيهَا (1) ، وَلاَ يُنْجَى بِشَيءٍ كَانَ لَهَا : ابْتُلِي النَاسُ بِهَا فِتْنَةً ، فَمَا أَخَذُوهُ مِنْها لَهَا ،
أُخُرِجُوا مِنْهُ وَحُوسِبُوا عَلَيْهِ ، وَمَا أَخَذُوهُ مِنْهَا لِغَيْرِهَا قَدِمُوا عَلَيْهِ وَأَقَامُوا فِيهِ . فإِنَهَا عِنْدَ ذَوِي الْعُقُولِ كَفَيءِ الظِلِ ،
بَيْنَا تَرَاهُ سَابِغاً حتَى قَلَصَ (2) ، وَزَائِداً حتَى نَقَصَ . ( نهج البلاغة : ج1 رقم 61 )
(1) لاَ يُسلَمُ مِنْهَا إِلاَ فِيهَا : المراد أنها محل التزود للآخرة - (2) سَابِغاً : ممتداً ، قَلَصَ : انقبض .
8 - في الدعوة إلى الزهد
أَيُها النَاسُ ! الزًهَادَةُ قِصَرُ الأَمَلِ (1) ، وَالشُكْرُ عِنْدَ النِعَمِ ، وَالْوَرَعِ عِنْدَ الْمَحَارِمِ (2) . فَإِنْ عَزَبَ ذلِكَ عَنْكُمْ (3) فَلاَ يَغْلِبِ الْحَرَامُ صَبْرَكُمْ (4) ، وَلاَ تَنْسَوْا عِنْدَ النِعَمِ شُكْرَكُمْ . ( نهج البلاغة : ج1 رقم 79 ) .
(1) الزًهَادَةُ قِصَرُ الأَمَلِ : إن الزهاد في الدنيا هم الذين قصر أملهم فيها - (2) الْوَرَعِ عِنْدَ الْمَحَارِمِ : اجتناب المحرمات
(3) عَزَبَ : غاب - (4) فَلاَ يَغْلِبِ الْحَرَامُ صَبْرَكُمْ : لا يتضاءل صبركم حتى تتركوا الطاعة و تقوموا بالمعصية .
9 - في الدعوة إلى التزود للآخرة
وَ اتَقُوا الله عِبَادَ اللهِ ، وَبَادِرُوا آجَالَكُمْ بِأَعْمَالَكُمْ (1) ، وَابْتَاعُوا (2) مَا يَبْقَى لَكُمْ بِمَا يَزُولُ عَنْكُمْ ، وَتَرَحَلُوا فَقَدْ جُدَ بِكُمْ (3)
، و اسْتَعِدُوا لِلْمَوْتِ فَقَدْ أَظَلَكُمْ (4) ، وَكُونُوا قَوْماً صِيحَ بِهِمْ فَانْتَبَهُوا ، وَعَلِمُوا أَنَ الدُنْيَا لَيْسَتْ لَهُمْ بِدارٍ فاسْتَبْدَلُوا ، فَإِنَ
اللهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يَخْلُقْكُمْ عَبَثاً ، وَلَمْ يَتْرُكُكُم سُدىً (5) ، وَمَا بَيْنَ الْجَنَةِ أَوِ النَارِ ، إِلاَ الْمَوْتُ أَنْ يَنْزِلَ بِهِ .
وَإِنَ غَايَةً تَنْقُصُهَا اللَحْظَةُ ، وَتَهْدِمُهَا الَسَاعَةُ ، لَجَدِيرَةٌ بِقِصَرِ الْمُدَةِ ، وَإِنَ غَائِباً يَحْدُوهُ (6) الجَدِيدَانِ : - اللَيْلُ وَالنَهَارُ -
لَحَرِيٌ بِسُرْعَةِ الأَوْبَةِ (7) . وَإِنَ قَادِماً يَقْدُمُ بِالْفَوْزِ أَوِ الشِقْوَةِ لَمُسْتَحِقٌ لأَفْضَلِ العُدَةِ (8) .
فَتَزَوَدُوا فِي الدُنْيَا مِنَ الدُنْيَا مَا تُحْرِزُونَ بِهِ أَنْفُسَكُمْ غَداً . ( نهج البلاغة : ج1 رقم 62 ) .
(1) بَادِرُوا آجَالَكُمْ بِأَعْمَالَكُمْ : سارعوا إلى الأعمال الصالحة . - (2) وَابتَاعوا : اشتروا . (3) جُدَ بِكُمْ : حثثتم على الموت ة أُكرهتم
(4) أًظَلَكُمْ : قرب منكم - (5) سُدىً : مهملين بدون راع (6) يَحْدُوهُ : يسوقه (7) لَحَرِيٌ : لجدير - وَالأَوْبَةِ : الرجوع
(8) العُدَةِ : ما يستعد له .
10 - في التخويف من الآخرة
وصية أمير المؤمنين (ع) : فَاتَعِظُوا ، عِبَادَ اللهِ ، بِالْعِبَرِ النَوَافِعِ وَاعْتَبِرُوا بِالآيِ السَوَاطِعِ (1) ، وَازْدَجِرُوا بِالنُذُرِ الْبَوَالِغِ (2) ،
وَانْتَفِعُوا بِالذِكْرِ وَالْمَوَاعِظِ . فَكَأَنْ قَدْ عَلِقَتْكُمْ مَخَلِبُ الْمَنِيَةِ ، وَانْقَطَعَتْ مِنْكُمْ عَلاَئِقُ الأُمْنِيَةِ (3) ، وَدَهَمَتْكُمْ مُفْظِعَاتُ الأُمُورِ ،
وَالسِيَاقَةُ إِلى الْوِرْدِ الْمَوْرُودِ (4)، وَ ( كُلُ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ ) ، سَائِقٌ يَسُوقُها إِلى مَحْشَرِهَا ، وَشَاهِدٌ يَشْهَدُ عَلَيْهَا
بِعَمَلِهَا (5) . (نهج البلاغة ج1 ، رقم : 83 )
(1) الْعِبَرِ النَوَافِعِ : المواعظ النافعة . - الآيِ السَوَاطِعِ : هي آيات القرآن الكريم
(2) النُذُرِ الْبَوَالِغِ : المخوفات التي تقطع العذر .
(3) عَلِقَتْكُمْ : نشبت فيكم . - مَخَلِبُ الْمَنِيَةِ : أسباب الموت . - وَانْقَطَعَتْ مِنْكُمْ عَلاَئِقُ الأُمْنِيَةِ : قطع الموت شهواتكم و أمنياتكم
أختكم نور الهدى