بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله الطيبن الطاهرين

قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز ﴿فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ﴾

في ذكر احوال انصار الحسين عليهم السلام يعجز اللسن ويحتار القلم ان يعبر عن مواقفهم الشامخه التي تخلدت كخلود الحسين عليه السلام وبقوا رمزا للتضحيه في سبيل الواحد القهار


أسد قد اتخذوا الصوارم حليه
وتسربلوا حلق الدروع ثيابا


فلق\ نادى ابي عبد الله روحي له الفداء نداء سمعه كل من في الارض والسماء ليقيم عليهم الحجه ففاز من هب لنجدته وخسر من خذل لنجدته حتى كثير من الجن والملائكه عرضوا على الحسين عليه السلام النصرة الا انه ابى وقال عهدا كان ماخوذا ,فلما اجتمع الانصار في ليله العاشر من المحرم حول الامام الحسين عليه السلام من اهل بيته واصحابه قال لهم اصحابي انيي مقتول لا محاله ولا اريدكم ان تقتلوا بسببي فالقوم يريدوني فاتخذوا من الليلجملا وتفرقوا , فعجوا وقالوا نفديك يا سيدي ومولاي بارواحنا واجسادنا فأبوا الا ان ينصروا امامهم ويفوزوا مع الفائزين وصدقوا , فلقد خالطت دمائهم الطاهرة دم الحسين واهله الاطهار,حتى ان من الانصار نف نصارى على غير مله الاسلام فكان يوم زفافه واذا به يسمع نداء الحسين الذي يتصدع له الجبال لهوله فهب هو واسرته ليخالط دمه دم الشهداء السعداء فسار كما سار قبله الانصار .

السؤال الذي يطرح نفسه في وقتنا الحاضر , كيف ونحن قد اقيمت علينا الحجه وبلغنا نداء الحسين عليه الف تحيه والسلام ان ننصره ؟ وان لم ننصره فقد خسرنا في الدنيا والاخرة , هل يكفي البكاء واقامه الشعائر الحسينيه كل عام ام ان النصرة تكون أعم واخص في الوقت نفسه .

لقد فدى سيدنا الحسين نفسه واهل بيته لاعلاء كلمه الله الا وهو التوحيد ومعنى التوحيد الولايه المطلقه كما ورد عنهم عليهم السلام فلو اعتمدنا في هذا الزمان على ظواهر احوالهم مع اهمال بواطن امورهم مع انه صعب مستصعب لما عرفناهم ولم نحي امرهم حق الاحياء ولم نتمثل لقول مولانا الصادق عليه السلام ( رحم الله من احيا امرنا ) , وهنا ينبغي ان نغوص في مكنون رواياتهم لنعرفهم كما اراد الله عز وجل لكي يتعرف العالم على مقاماتهم العاليه التي لاتعطيل لها وهنا نكون قد اجبنا علىالسؤال المطروح فهم عليهم السلام مظلومون حتى من بعض شيعتهم لأنهم اشتغلوا بالقشور واهملوا الالباب فمراد الحسين عليه السلام ليس لنفسه ولا لعياله ولا لفوز اصحابه فهم فائزون بل مراده الانتصار لدين الله واعلاء كلمته كما قال دمي له لتراب نعله الفداء ولله لم احاربهم الا لصلاة وهنا تظهر الاجوبه التي اغلب الناس لم يلتفتوا لها وما عرفوها او اخذوا بظواهرها فقط , فنبشر من نصر الحسين باحياء امره كما اراد عليه السلام بانه قد اخترق حاجز الانغلاق ودخل الى جنب الله وهو الفوز العظيم والرضوان , والله هو العالم والعارف ببواطن الامور وظواهرها انه العليم الخبير




السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين,,,



نسالكم الدعاء

أختكم
يقين الزهراء