بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
وبعد
فإن أيام الحزن على سيد الشهداء عليه السلام تصبغ الكون ألماً وأسى.. لمصيبة بكى لها الأنبياء قبل وقوعها وخلق الله لها خلقاً يحيونها إلى يوم الدين.
لكن قوماً تلوثت نفوسهم وعجنت بطينة قذرة أبوا إلا أن يخالفوا السنة الإلهية فيسيروا على نهج قتلة الحسين عليه السلام حشرهم الله وإياهم في قعر جهنم.
واحدى الصور البشعة التي غرق فيها بعضهم هي الفرح والسرور والاحتفال في يوم عاشوراء.. وما اكتفوا بذلك بل وضعوا الأحاديث المكذوبة ونسبوها إلى النبي (ص) !!
وقد اعترف بذلك جمع من علماء العامة ننقل أقوال بعضهم:
ينقل المناوي في كتابه فيض القدير ج6 ص306 قائلاً:
وقال المجد اللغوي : ما يروى في فضل صوم يوم عاشوراء والصلاة فيه والانفاق والخضاب والادهان والاكتحال بدعة ابتدعها قتلة الحسين رضي الله عنه. وفي القنية للحنفية: الاكتحال يوم عاشوراء لما صار علامة لبغض أهل البيت وجب تركه.
ويذكر العجلوني في كشف الخفاء ج2 ص234 الحديث التالي ويعلق عليه:
من اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء لم ترمد عينه . ويروى عيناه أبدا ، رواه الحاكم والبيهقي في شعبه والديلمي عن ابن عباس رفعه ، وقال الحاكم منكر ، وقال في المقاصد بل موضوع ، وقال في اللآلئ بعد أن رواه عن ابن عباس من طريق الحاكم حديث منكر والاكتحال لا يصح فيه أثر فهو بدعة ، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات ، وقال الحاكم أيضا الاكتحال يوم عاشوراء لم يرو عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه أثر وهو بدعة ابتدعها قتلة الحسين رضي الله عنه وقبحهم ، نعم رواه في الجامع الصغير بلفظ من اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء لم يرمد أبدا ، قال المناوي نقلا عن البيهقي وهو ضعيف بالمرة . وقال ابن رجب في لطائف المعارف كل ما روى في فضل الاكتحال والاختضاب والاغتسال فيه موضوع لم يصح .
وهذا الألباني أيضاً في (تمام المنة ص410 وما بعدها) ينقل الحديث التالي: من وسع على نفسه وأهله يوم عاشوراء ، وسع الله عليه سائر سنته.
ثم يذكر أنه ضعيف ويعلق على سائر طرقه مصرحاً بوضع الأحاديث معارضة للشيعة فيقول:
وهكذا سائر طرق الحديث ، مدارها على متروكين أو مجهولين، ومن الممكن أن يكونوا من أعداء الحسين رضي الله عنه ، الذين وضعوا الأحاديث في فضل الإطعام ، والاكتحال ، وغير ذلك يوم عاشوراء ، معارضة منهم للشيعة الذين
جعلوا هذا اليوم يوم حزن على الحسين رضي الله عنه ، لأن قتله كان فيه . ولذلك جزم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بأن هذا الحديث كذب ، وذكر أنه سئل الإمام أحمد عنه ، فلم يره شيئا ، وأيد ذلك بأن أحدا من السلف لم يستحب التوسعة يوم عاشوراء ، وأنه لا يعرف شئ من هذه الأحاديث على عهد القرون الفاضلة.
بل إن ابن الجوزي يصرح بأن قوماً من جهال العامة وضعوا أحاديث لإغاظة الرافضة !!
يقول في الجزء الثاني من الموضوعات صفحة 199:
باب في ذكر عاشوراء
قد تمذهب قوم من الجهال بمذهب أهل السنة ، فقصدوا غيظ الرافضة ، فوضعوا أحاديث في فضل عاشوراء ، ونحن براء من الفريقين ...
ثم يذكر بعض هذه الأحاديث الموضوعة وما ذكر من فضل مزعوم ليوم عاشوراء.
والبدعة التي ابتدعها القوم في واقع الأمر أكبر مما اعترف به هؤلاء.. لكن هذا المقدار كان مما لا محيص عن الاعتراف به فأقروا ولو على قومهم.
اللهم لا تجعلنا ممن يكذب على نبيك او يستن بسنن أعدائك
والحمد لله رب العالمين
شعيب العاملي
والحمد لله رب العالمين
وبعد
فإن أيام الحزن على سيد الشهداء عليه السلام تصبغ الكون ألماً وأسى.. لمصيبة بكى لها الأنبياء قبل وقوعها وخلق الله لها خلقاً يحيونها إلى يوم الدين.
لكن قوماً تلوثت نفوسهم وعجنت بطينة قذرة أبوا إلا أن يخالفوا السنة الإلهية فيسيروا على نهج قتلة الحسين عليه السلام حشرهم الله وإياهم في قعر جهنم.
واحدى الصور البشعة التي غرق فيها بعضهم هي الفرح والسرور والاحتفال في يوم عاشوراء.. وما اكتفوا بذلك بل وضعوا الأحاديث المكذوبة ونسبوها إلى النبي (ص) !!
وقد اعترف بذلك جمع من علماء العامة ننقل أقوال بعضهم:
ينقل المناوي في كتابه فيض القدير ج6 ص306 قائلاً:
وقال المجد اللغوي : ما يروى في فضل صوم يوم عاشوراء والصلاة فيه والانفاق والخضاب والادهان والاكتحال بدعة ابتدعها قتلة الحسين رضي الله عنه. وفي القنية للحنفية: الاكتحال يوم عاشوراء لما صار علامة لبغض أهل البيت وجب تركه.
ويذكر العجلوني في كشف الخفاء ج2 ص234 الحديث التالي ويعلق عليه:
من اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء لم ترمد عينه . ويروى عيناه أبدا ، رواه الحاكم والبيهقي في شعبه والديلمي عن ابن عباس رفعه ، وقال الحاكم منكر ، وقال في المقاصد بل موضوع ، وقال في اللآلئ بعد أن رواه عن ابن عباس من طريق الحاكم حديث منكر والاكتحال لا يصح فيه أثر فهو بدعة ، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات ، وقال الحاكم أيضا الاكتحال يوم عاشوراء لم يرو عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه أثر وهو بدعة ابتدعها قتلة الحسين رضي الله عنه وقبحهم ، نعم رواه في الجامع الصغير بلفظ من اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء لم يرمد أبدا ، قال المناوي نقلا عن البيهقي وهو ضعيف بالمرة . وقال ابن رجب في لطائف المعارف كل ما روى في فضل الاكتحال والاختضاب والاغتسال فيه موضوع لم يصح .
وهذا الألباني أيضاً في (تمام المنة ص410 وما بعدها) ينقل الحديث التالي: من وسع على نفسه وأهله يوم عاشوراء ، وسع الله عليه سائر سنته.
ثم يذكر أنه ضعيف ويعلق على سائر طرقه مصرحاً بوضع الأحاديث معارضة للشيعة فيقول:
وهكذا سائر طرق الحديث ، مدارها على متروكين أو مجهولين، ومن الممكن أن يكونوا من أعداء الحسين رضي الله عنه ، الذين وضعوا الأحاديث في فضل الإطعام ، والاكتحال ، وغير ذلك يوم عاشوراء ، معارضة منهم للشيعة الذين
جعلوا هذا اليوم يوم حزن على الحسين رضي الله عنه ، لأن قتله كان فيه . ولذلك جزم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بأن هذا الحديث كذب ، وذكر أنه سئل الإمام أحمد عنه ، فلم يره شيئا ، وأيد ذلك بأن أحدا من السلف لم يستحب التوسعة يوم عاشوراء ، وأنه لا يعرف شئ من هذه الأحاديث على عهد القرون الفاضلة.
بل إن ابن الجوزي يصرح بأن قوماً من جهال العامة وضعوا أحاديث لإغاظة الرافضة !!
يقول في الجزء الثاني من الموضوعات صفحة 199:
باب في ذكر عاشوراء
قد تمذهب قوم من الجهال بمذهب أهل السنة ، فقصدوا غيظ الرافضة ، فوضعوا أحاديث في فضل عاشوراء ، ونحن براء من الفريقين ...
ثم يذكر بعض هذه الأحاديث الموضوعة وما ذكر من فضل مزعوم ليوم عاشوراء.
والبدعة التي ابتدعها القوم في واقع الأمر أكبر مما اعترف به هؤلاء.. لكن هذا المقدار كان مما لا محيص عن الاعتراف به فأقروا ولو على قومهم.
اللهم لا تجعلنا ممن يكذب على نبيك او يستن بسنن أعدائك
والحمد لله رب العالمين
شعيب العاملي
تعليق