إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الجهل المركب

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الجهل المركب

    الجهل المركب
    وهو خلو النفس عن العلم واذعانها بما هو خلاف الواقع، مع اعتقاد كونها عالمة بما هو الحق، فصاحبه لا يعلم، ولا يعلم انه لايعلم، ولذا سمي مركباً. وهو أشد الرذائل واصعبها، وازالته في غاية الصعوبة، كما هو ظاهر من حال بعض الطلبة. وقد اعترف اطباء النفوس بالعجز عن معالجته كما اعترف اطباء الأبدان بالعجز عن معالجة بعض الأمراض المزمنة، ولذا قال عيسى (ع): " اني لا اعجز عن معالجة الاكمه والابرص وأعجز عن معالجة الاحمق ". والسر فيه! أنه مع قصور النفس بهذا الاعتقاد الفاسد لا يتنبه على نقصانها، فلا يتحرك للطلب، فيبقى في الضلالة والردى مادام باقياً في دار الدنيا. ثم ان كان المنشأ له اعوجاج السليقة فأنفع العلاج له تحريض صاحبه على تعلم العلوم الرياضية من الهندسة والحساب، فانها موجبة لاستقامة الذهن لألفه لأجلها باليقينيات فيتنبه على خلل اعتقادها، فيصير جهلها بسيطاً، فينتهض للطلب. وان كان خطأ في الاستدلال، فليوازن استدلاله لاستدلالات أهل التحقيق والمشهورين باستقامة القريحة، ويعرض أدلة المطلوب على القواعد الميزانية باحتياط تام واستقصاء بليغ، حتى يظهر خطأه. وإن كان مانع من عصبية أو تقليد أو غير ذلك فليجتهد في ازالته.
    ومنها الشك والحيرة
    وهو من باب رداءة الكيفية وهو عجز النفس عن تحقيق الحق وابطال الباطل في المطالب الخفية، والغالب حصوله من تعارض الأدلة، ولا ريب انه مما يهلك النفس ويفسده، إذ الشك ينافي اليقين الذي لا يتحقق الايمان بدونه. قال أمير المؤمنين (ع) في بعض خطبه: " لا ترتابوا فتشكوا ولا تشكوا فتكفروا "، وكأن الارتياب في كلامه (ع) مبدأ الشك. وقال الباقر (ع): " لا ينفع مع الشك والجحود عمل ". وقال الصادق (ع): " إن الشك والمعصية في النار ليس منا ولا الينا ". وسئل (ع) عن قول الله تعالى!
    " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ "[1].
    قال: " بشك ". وقال (ع): " من شك في الله تعالى بعد مولده على الفطرة لم يفىء إلى خير أبداً ". وقال (ع): " من شك أو ظن فأقام على أحدهما احبط الله عمله، أن حجة الله هي الحجة الواضحة ". وقال (ع): " من شك في الله تعالى وفي رسوله (ص) فهو كافر ". وبمضمونه وردت أخبار أخر. وغير خفي ان المراد بالشك ما يضعف الاعتقاد ويزيل اليقين لا مجرد الوسوسة وحديث النفس، لما يأتي أنه لا ينافي الأيمان، بل الظاهر من بعض الأخبار أن إيجاب الشك للكفر إذا انجر إلى الجحود، كما روي أن أبا بصير سأل الصادق (ع) ما تقول فيمن شك في الله تعالى؟ قال: " كافر "، قال: فشك في رسول الله (ص)؟ قال " كافر "، ثم التفت إلى زرارة فقال: " انما يكفر إذا جحد ".
    ثم علاجه ان يتذكر أولا قضية بديهية، هي: ان النقيضين لا يجتمعان ولا يرتفعان، ومنه يعلم اجمالا أن أحد الشقوق العقلية المتصورة في المطلوب ثابت في الواقع ونفس الامر والبواقي باطلة، ثم يتصفح المقدمات المناسبة للمطلوب ويعرضها على الأقيسة المنطقية باستقصاء بليغ واحتياط تام في كل طرف، حتى يقف على موضع الخطأ ويجزم بحقية أحد الشقوق وبطلان الآخر. والغرض من وضع المنطق (لا) سيما مباحث القياسات السوفسطائية المشتملة على المغالطات ازالة هذا المرض. ولو كان ممن لا يقتدر على ذلك، فالعلاج في حقه أن يواظب على العبادة وقراءة القرآن، ويشتغل بمطالعة الأحاديث وسماعها من أهلها، ويجالس الصلحاء والمتقين وأصحاب الورع وأهل اليقين، لتكتسب نفسه بذلك نورانية يدفع بها ظلمة شكه.

  • #2
    جزيتم الف الف خير ... و عظم الله لكم الاجر

    تعليق


    • #3
      شكرا لك اخي الكريم

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

      يعمل...
      X