قال الشريف الدكتور حاتم العوني في صفحته على الفيس بوك :" الدفاع عن الصحابة ، لا يكون باختراع فضائل لهم ، لم تأت في الكتاب والسنة ، وليست عملا صالحا دل الكتاب والسنة على أنه قربى وطاعة يستحق فاعلها الثناء عليه بها .
وليس يُثبت الفضلَ كلامُ من كان ممن ليس يوحى إليه .
فمثلا : وصف معاوية بأنه خال المؤمنين : لم يصفه به نص من الوحي ، كما وصف الوحي زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم ورضي الله عنهن بأمهات المؤمنين { ٱلنَّبِىُّ أَوْلَىٰ بِٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوٰجُهُ أُمَّهَٰتُهُمْ } . فمجرد كون شخص من الصحابة أخا لإحدى أمهات المؤمنين (رضي الله عنهن) لم يرتب عليه الشرع فضيلة ما ، كما لم يرتب على مجرد كونه أبا لإحداهن فضيلة معينة . فكيف إذا كانت أم المؤمنين تلك ، كرملة بنت أبي سفيان ، لم يزوجها أبوها ولا أخوها ، بل كانا كافرين حين تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم .
وأستغرب من شخص ينفي فضائل آل البيت الثابتة بحديث : (ويا فاطمة بنت محمد ، سليني ما شئت من مالي ، لا أغني عنك من الله شيئا) ، فينفي الفضل بلنسب لبنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويثبته بمجرد الصهر لمعاوية
واختراع مثل هذه الفضائل لصحابي أمر لا حاجة له ، مع ثبوت فضله في نصوص الثناء الكثيرة للصحابة عموما في الكتاب والسنة .
وخطورة مثل هذا الاختراع تنبع من أمرين :
أولا : أنه يفتح بابا للتفضيل لم يفتحه الشارع ، ومثل هذا الفتح لا يختلف عن أي صورة من صور استحسان البدع والمحدثات بغير دليل من الشرع ؛ لأنه اتخذ مصدرا للتشريع لم يأذن به الله تعالى .
ثانيا : أنه قد يكون دليل غلو في ذلك الصحابي ، يرفعه فوق مكانه . ولولا ذلك الغلو ، لما احتيج إلى تفضيله بما لا علاقة له ولا دليل فيه على فضله .
لقد سمعت في الأسابيع القريبة الماضية من صور الغلو في معاوية ، ما يقترب من النصب وانتقاص فضل علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ومن فضل ابنيه سيدي شباب أهل الجنة رضي الله عنهم أجمعين ؛ إذ الغلو في معاوية، خاصة إذا أدى إلى ما يشبه ادعاء العصمة له، بحجة أنه صحابي ، أو بحجة أنه خال المؤمنين ، أو بحجة أنه كاتب من كتاب الوحي ، أو بحجة السكوت عما شجر بين الصحابة = يعني أنه لم يخطئ في حق علي رضي الله عنه .
والغريب مثلا : أن بعض من يدعي أنه لا يخطئ معاوية في حربه لعلي رضي الله عنه ، بحجة السكوت عما شجر بين الصحابة ، لا مانع عنده من أن يخطئ الحسين رضي الله عنه ، وقد يصفه بأنه خرج على خليفة المسلمين ، مع أن الحسين هو الصحابي ، ويزيد بن معاوية ليس من الصحابة أصلا !! فهلا سكت عن الصحابي فيما شجر بينه وبين غير الصحابي ، كما ادعى السكوت عما شجر بين علي كرم الله وجهه ومعاوية "
أقول : قوله ( فمجرد كون شخص من الصحابة أخا لإحدى أمهات المؤمنين (رضي الله عنهن) لم يرتب عليه الشرع فضيلة ما)
منقول
ــــــ
الأشراف اون لاين