بسم الله الرحمن الرحيم
فلسفة الانتظار رؤية في حديث خير اعمال امتي انتظار الفرج
لم يكن مفهوم الانتظار مفهوما طارئ على المنظومة الاسلامية ولم يكن هامشيا او جديدا على ذهنية الفرد المسلم بل هو مفهوم اصل له القران الكريم والنص الروائي بشكل اصبح معه شئ لا يقبل الشك او التاويل او الابهام وان الفرد المسلم لابد له ان يذعن لما قررته الشريعة وايدته ووضحته واكيدا هذا كله داخل في الحكمة الالهية وفي حركية الوجود نحو الكمال ويجدر بنا هنا ان نشير الى جملة من تلك النصوص وبعدها نشير الى دلالات اصل البحث
فقد وردت أحاديث كثيرةتؤكِّد على أنَّ انتظار الفَرَج هو أفضل العبادة وذلك لأهميته بين سائر العباداتفلمعرفة السرّ في هذه الأهميَّة ينبغي أن نفصِّل في هذا الأمر فنقول:
الأحاديث الواردة فيأهمية الانتظار:
قد وردت أحاديث كثيرةتبيِّن أهميَّة الانتظار نذكرها مع اختلاف متنها فقد ورد انه:
أفضلالأعمال))(بحارالأنوار ج10 ص99 و ج52 ص122)
وأيضاً ((أفضل عبادةالأمَّة))(بحارالأنوار ج52 ص122 و ج52 ص125)
((أفضل جهاد أمتيانتظار الفرج))(بحارالأنوار ج77 ص143، تحف العقول ص37)
ومن زاوية عرفانيَّةفللانتظار أيضاً مستوى رفيع من العرفان والروحانيَّة حيث صار "أحبَ الأعمال إلىالله" فمستوىمستوى الشهيد في سبيل الله .
(( ... قال أميرالمؤمنين عليه السلام : انتظروا الفرج ولا تيأسوا من روح الله ، فإن أحبَّ الأعمالإلى الله عزَّ وجل انتظار الفرج ... و المنتظرُ لأمرنا كالمتشحِّطِ بدمه في سبيلالله ))(بحار الأنوارج52 ص123)
بل هناك أحاديث تؤكِّد علىأنَّ "انتظار الفرج من الفرج" بل "انتظار الفرج من أعظم الفرج".
((... عن محمد بنالفضيل عن الرضا عليه السلام قال سألته عن شئٍ من الفرج فقال أليس انتظار الفرج منالفرج ؟ إنَّ الله عزَّ و جلَّ يقول فانتظروا إنِّي معكم منالمنتظرين))(بحارالأنوار ج52 ص128)
وهذا المعنى من الانتظارقد اكتسب قسطاً من القدسية والاعتبار بحيث صار من علائم الإخلاص الحقيقي والتشيُّعالصادق ومن مميزات الدعاة إلى دين الله سراً وجهراً و قد ورد في الحديث :
((..أولئك المخلصون حقاوشيعتنا صدقا والدعاة إلى دين الله سرا وجهرا..))(بحار الأنوار ج36 ص387)
السرُّ في أهميَّةالانتظار:
إنَّ مفهوم الانتظار، أعنيانتظار فرجِ الله، هو في الواقع يندرج تحت اسم من أسماء الله تعالى أعنىالكاشفكما في الدعاء :
((يا صريخالمكروبين ويا مجيب المضطرين ويا كاشف الكربالعظيم))(بحار الأنوارج86 ص323) ((يا كاشفالغم))(بحار الأنوارج36 ص205) ((ياكاشف الكرب العظام))(بحار الأنوار ج86ص235).
وهنا لابد ان نبين معنى الإرتقاب وثانيا التربص من خلال القران الكريم والروايات الوارده عن ائمة أهل البيت عليهم السلام وعلاقتهما بالانتظار
فالارتقاب هو كما وصفه الله تبارك وتعالى على لسان نبي الله شعيب: (وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ) وفي اللغة (الرقيب الحافظ وذلك إما لمراعاته رقبةَ المحفوظ وإما لرفعه رقبته قال تعالى: (وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ) وقد وردت أحاديث استعملت فيها هذه الكلمة بمعنى الانتظار منها: ما ورد في نهج البلاغة عن عليٍّ عليه السلام قال: ( و من ارتقب الموت سارع في الخيرات ) منها: في كتابه عليه السلام لمحمَّد بن أبي بكر ( إرتَقبْ وقت الصلاة فصلِّها لوقتها و لا تعجلْ بها قبلَه لفراغٍ و لا تُؤخِّرها عنه لشغل..) وقد وردت أحاديث في جري الآية المباركة على مقولة الإنتظار (ففي تفسير العياشي عن محمد بن الفضيل عن الرضا ع ليه السلام قال: سألته عن انتظار الفرج من الفرج؟ قال: ان الله تبارك و تعالى يقول: وَ ارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ.) كما أنّ في كتاب كمال الدين و تمام النعمة باسناده الى احمد بن محمد بن أبى نصر قال: قال الرضا عليه السلام: ما أحسن الصبر و انتظار الفرج أما سمعت قول الله عز و جل يقول: «وَ ارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ» و قوله عز و جل: «فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ» فعليكم بالصبر فانه انما يجيء الفرج على اليأس، فقد كان الذي من قبلكم أصبر منكم.) وفي زيارة الجامعة الكبيرة نخاطب أئمتنا عليهم السلام (مُؤْمِنٌ بِإِيَابِكُمْ مُصَدِّقٌ بِرَجْعَتِكُمْ مُنْتَظِرٌ لِأَمْرِكُمْ مُرْتَقِبٌ لِدَوْلَتِكُمْ )من خلال المعنى اللغوي للإرتقاب و الأحاديث الواردة في هذا المجال نستنتج : أن الإنتظار كما يفهم من نفس الكلمة حيث أنها مشتقّة من النظر ، إنّما هو رؤية مقدّسة ينبغي أن يمتلكها المؤمن ، دون الارتقاب فهو عمل خارجي وحركة ميدانية لابدّ وأن تتحقّق في المجتمع ، فوزان الارتقاب بالنسبة إلى الإنتظار وزان العمل (كالصلاة) بالنسبة إلى النيّة ، فلا صلاة بلا نيّة ولا معنى للنية من غير الصلاة ، كذلك لا ارتقاب من دون انتظار ولا معنى للإنتظار من دون الارتقاب ، فلو كان الارتقاب بمعنى رفعة الرقبة كما ورد في المعنى اللغوي للكلمة ، فيعني ذلك المرتقب يكون دائماً رافع الرقبة وهو كناية عن الإستعداد الكامل والتهيئة المستمرّة حيث أن الإنسان الرافع رقبته مستعدّ للعمل غير متخاذل بخلاف الإنسان المطرق رأسه إلى الأسفل، و يدلّ على الفرق الذين ذكرناه ما ورد في الزيارة الجامعة (منتظر لأمركم) فالإنتظار له ارتباط بأمر الأئمة عليهم السلام (مرتقب لدولتكم) والإرتقاب له علاقة بدولتهم الكريمة.
ولو سألت عن المدّة التي ينبغي أن يرتقب المؤمن فيها دولة الحق لقلت : أن قوله تعالى (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لاَ أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا) يبيّن مدى ذلك فالحقب يعني الدهر و الزمان و تنكيره يدل على وصف محذوف و التقدير حقباً طويلا. قال في مجمع البيان: أي لا أزال ، و الحقب الدهر و الزمان و جمعه أحقاب قال الزجاج: و الحقب ثمانون سنة .وفي المفردات : الصحيح أن الحقبة مدة من الزمان مبهمة .
التربّص :
التربّص كما ورد في قوله تعالى : (قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنْ اهْتَدَى) وفي الحديث (...عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام قال سألت أبي عن قول الله عز و جل فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَ مَنِ اهْتَدى قال: الصراط السوي هو القائم ، و المهدي من اهتدى إلى طاعته و مثلها في كتاب الله عز و جل وَ إِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى قال إلى ولايتنا) وفي تفسير قوله تعالى (... فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ) ورد الحديث عن الامام الباقر عليه السلام (..التَّرَبُّصُ انْتِظَارُ وُقُوعِ الْبَلاءِ بِأَعْدَائِهِمْ ). وهنا ممكن ان نخرج بخلاصة ان الانتظار حالة الباطن والرؤية المقدسة الكاملة تجاه الامام والارتقاب الفعل الخارجي والاستعداد له والتربص حالة انتظار خارجي ثاني شكلها انتظار وقوع البلاء والهلاك باعداء الامام واصحابه
فالارتقاب هو كما وصفه الله تبارك وتعالى على لسان نبي الله شعيب: (وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ) وفي اللغة (الرقيب الحافظ وذلك إما لمراعاته رقبةَ المحفوظ وإما لرفعه رقبته قال تعالى: (وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ) وقد وردت أحاديث استعملت فيها هذه الكلمة بمعنى الانتظار منها: ما ورد في نهج البلاغة عن عليٍّ عليه السلام قال: ( و من ارتقب الموت سارع في الخيرات ) منها: في كتابه عليه السلام لمحمَّد بن أبي بكر ( إرتَقبْ وقت الصلاة فصلِّها لوقتها و لا تعجلْ بها قبلَه لفراغٍ و لا تُؤخِّرها عنه لشغل..) وقد وردت أحاديث في جري الآية المباركة على مقولة الإنتظار (ففي تفسير العياشي عن محمد بن الفضيل عن الرضا ع ليه السلام قال: سألته عن انتظار الفرج من الفرج؟ قال: ان الله تبارك و تعالى يقول: وَ ارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ.) كما أنّ في كتاب كمال الدين و تمام النعمة باسناده الى احمد بن محمد بن أبى نصر قال: قال الرضا عليه السلام: ما أحسن الصبر و انتظار الفرج أما سمعت قول الله عز و جل يقول: «وَ ارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ» و قوله عز و جل: «فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ» فعليكم بالصبر فانه انما يجيء الفرج على اليأس، فقد كان الذي من قبلكم أصبر منكم.) وفي زيارة الجامعة الكبيرة نخاطب أئمتنا عليهم السلام (مُؤْمِنٌ بِإِيَابِكُمْ مُصَدِّقٌ بِرَجْعَتِكُمْ مُنْتَظِرٌ لِأَمْرِكُمْ مُرْتَقِبٌ لِدَوْلَتِكُمْ )من خلال المعنى اللغوي للإرتقاب و الأحاديث الواردة في هذا المجال نستنتج : أن الإنتظار كما يفهم من نفس الكلمة حيث أنها مشتقّة من النظر ، إنّما هو رؤية مقدّسة ينبغي أن يمتلكها المؤمن ، دون الارتقاب فهو عمل خارجي وحركة ميدانية لابدّ وأن تتحقّق في المجتمع ، فوزان الارتقاب بالنسبة إلى الإنتظار وزان العمل (كالصلاة) بالنسبة إلى النيّة ، فلا صلاة بلا نيّة ولا معنى للنية من غير الصلاة ، كذلك لا ارتقاب من دون انتظار ولا معنى للإنتظار من دون الارتقاب ، فلو كان الارتقاب بمعنى رفعة الرقبة كما ورد في المعنى اللغوي للكلمة ، فيعني ذلك المرتقب يكون دائماً رافع الرقبة وهو كناية عن الإستعداد الكامل والتهيئة المستمرّة حيث أن الإنسان الرافع رقبته مستعدّ للعمل غير متخاذل بخلاف الإنسان المطرق رأسه إلى الأسفل، و يدلّ على الفرق الذين ذكرناه ما ورد في الزيارة الجامعة (منتظر لأمركم) فالإنتظار له ارتباط بأمر الأئمة عليهم السلام (مرتقب لدولتكم) والإرتقاب له علاقة بدولتهم الكريمة.
ولو سألت عن المدّة التي ينبغي أن يرتقب المؤمن فيها دولة الحق لقلت : أن قوله تعالى (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لاَ أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا) يبيّن مدى ذلك فالحقب يعني الدهر و الزمان و تنكيره يدل على وصف محذوف و التقدير حقباً طويلا. قال في مجمع البيان: أي لا أزال ، و الحقب الدهر و الزمان و جمعه أحقاب قال الزجاج: و الحقب ثمانون سنة .وفي المفردات : الصحيح أن الحقبة مدة من الزمان مبهمة .
التربّص :
التربّص كما ورد في قوله تعالى : (قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنْ اهْتَدَى) وفي الحديث (...عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام قال سألت أبي عن قول الله عز و جل فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَ مَنِ اهْتَدى قال: الصراط السوي هو القائم ، و المهدي من اهتدى إلى طاعته و مثلها في كتاب الله عز و جل وَ إِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى قال إلى ولايتنا) وفي تفسير قوله تعالى (... فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ) ورد الحديث عن الامام الباقر عليه السلام (..التَّرَبُّصُ انْتِظَارُ وُقُوعِ الْبَلاءِ بِأَعْدَائِهِمْ ). وهنا ممكن ان نخرج بخلاصة ان الانتظار حالة الباطن والرؤية المقدسة الكاملة تجاه الامام والارتقاب الفعل الخارجي والاستعداد له والتربص حالة انتظار خارجي ثاني شكلها انتظار وقوع البلاء والهلاك باعداء الامام واصحابه
وعلى ضوئه صار مفهومالانتظار مفهوما معنويا إلهياً، حيثُ أنَّه لا يمكن لشيءٍ أن يكتسب جانباً معنوياًويشتمل على بعدٍ مُقدَّس إلاّ بارتباطه بالله سبحانه وقدسيةُ الشيء تتزايد وتنقصحسب ظهور اسم الله فيه، فلنترك إذاً المجال المادي ولنبحث عن الأفضلية في الساحةالإلهية المعنوية فميزان الأفضلية هو القرب إلى الله والرجاء به، ومن أهم نتائجانتظار الفرج تنمية روحيةِ الرجاء بالله في الإنسان المؤمن، حيث يُشاهد أمامَهمجالاً وسيعاً من الفضل والكرم والخير الإلهي الذي سوف تظهر مصداقيَّتُها في تلكالدولة العظيمة المباركة التي سوف يحققها الإمام المهدي المنتظر صلوات الله وسلامهعليه، تلك الدولة الكريمة التِّي يعزُّ الله بها الإسلام وأهلَه ويذلُّ بها النفاقوأهلَه، ومن الطبيعي أن من يحوز على تلك الرؤية النورانيَّة أن يترفَّع عن الدنياوزخرفها ومغرياتها وتسويلاتها الشيطانية، وهذا الأمر (أعني تحقير المظاهرالدنيويَّة) هو أوَّل خطوة يخطوها السالك إلى الله وهي (التخلية) التِّي تستتبعها (التحلية)
وهذه الروحية إن تركَّزتفي الإنسان المؤمن فسوف تُعمِّق جذورَها فتزيل جميعَ الأشواك والموانع الصادَّة،لتنشرَ فروعَها الطيِّبة وثمارَها الجنيَّة في السماء حتَّى تؤتى أكلَها كلَّ حينٍبإذنِ ربِّها، فكيف لا يكون الانتظار إذاً أفضلَ الأعمال بل أفضل العبادات؟! وهوالذي يُخيِّم على جميع الأعمال ويُلقي الضوء عليها. وهو أفضل الجهاد أيضاً.
لأنَّ المنتظر الحقيقيالذي يتمنَّى في كلِّ صباحٍ ومساءٍ أن يعيش في ظلِّ ذلك المعشوق روحي لتراب مقدمهالفداء و لسان حاله:
((فأخرجني من قبريمؤتزراً كفني شاهراً سيفي مجرداً قناتي ملبياً دعوةَالداعي فيالحاضرِ والبادي))(بحار الأنوار ج53 ص96، البلد الأمينص82).
وهو بقربه إلى الله وشهودهمقامَ ربِّه صار كالشهيد متشحِّطاً بدمه في سبيل الله، وليس للشهيد خصوصيةٌ كوجودٍفي الخارج بل الخصوصية والقيمة لمفهوم الشهادة التي تعني الوصول إلى الله وشهود وجهالمحبوب، والمنتظِر يؤدِّي نفس الدور.
والحديث التالي قد بيَّنالسبب الذي رفع مستوى الانتظار إلى هذه الدرجة:
((عن أبي حمزة الثماليعن أبي خالد الكابلي عن علي بن الحسين عليه السلام قال: تمتدُّ الغيبة بولي اللهالثاني عشر من أوصياء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم والأئمة بعده، يا أباخالد إنَّ أهل زمان غيبته والقائلين بإمامته المنتظرين لظهوره أفضل أهل كل زمان لأنالله تعالى ذكرُه أعطاهم من العقول والإفهام والمعرفة ما صارت به الغيبةُ عندهمبمنزلةِ المشاهدة وجَعلهم في ذلك الزمان بمنزله المجاهدين بين يدي رسول الله صلىالله عليه وآله وسلَّم بالسيف، أولئك المخلصون حقاً وشيعتُنا صدقاً والدعاةُ إلىدين الله سراً وجهراً))(بحار الأنوار ج52 ص122، الاحتجاج ص317، كمال الدينص319).
وماذا بعد الفرج إلا كشفالكربة عن وجه المؤمن برؤية الواقع والأمر، حينما تتحقق تلك الدولة العظيمة التيتملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلِئت ظلماً وجَوراً!
فالانتظار إذاً لهنتيجتان:
1- إنَّه بالفعليُحقِّق "كشف الكربة" بنحو مجمل.
2- إنَّه عاملٌ جذريأساسي للفرج بظهوره سلام الله عليه حيث يسود الحكمُ الإلهي الأرضَكلّها.
الانتظار و جانباهالإيجابي و السلبي
إنَّ كلمة الانتظار تدُّلعلى حالتين كامنتين في روح المنتظر، فمع التأمَّل في هذه الكلمة نشاهد أنَّها تدلُّعلى جانبين أساسيينلكل منهما دور مهمّ في معنى الكلمة وهذان الجانبانهما:
1- الجانب المطلوب والمحبوب للمنتظِروالمتوقَّع الوصول إليه، وهو الخير والبركة وتمكين الدين على الأرض كلِّه، فلو لميتوقع حدوث حالة جديدة وإيجابية في المستقبل فلا مصداقية للانتظار ولا معنى له.
2- الجانب غير المطلوب وغير المحبوبالذي يتمثَّل في الحالة الفعلية التي يعيشها المنتظر ، تلك الحالة المؤلمة التييرجو المنتظر الخلاص منها، فلو كان الوضع الفعلي هو الوضع المطلوب فلا معنىللانتظار إذاً ولا مبرر له.
وبعبارة علمائنا ان هناكتناسب عكسي بين أمرين هما:
1- اليأس من الحالةالفعليَّة المعاشَة.
2- الرغبة في الحالةالمستقبليَّة المتوقعة.
هذا ما يستفاد من نفس كلمةالانتظار من دون النظر إلى أي أمرٍ آخر خارج عنها وتشهد لهذه الحقيقة الآية الكريمةالتِّي وردت في هذا المجال حيث السياق وحيث الأحاديث الدالَّة على ذلك.
قال تعالى:
(أَمَّنْ يُجِيبُالْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِأَءِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ)(النمل/62).
الآية الكريمة تشير إلىالجانبين المتواجدين في نفس المضطر:
1- سوءٌ غير مكشوف وهو السوء المطلقالذي من خلاله حدثت سائر مصاديق السوء، وهذا السوء يتمثَّل في أمرٍ واحد وهو أنَّخلافة الأرض ليست بيد المُضطَر.
2- وهناك توقُّع ورجاء ورغبة كامنة فينفس المضطر وهي أن تكون الخلافة العامَّة على جميع الأرض له ولمن يقتدي به ويخطوخطاه.
وأمّاالحديث عنشخصيَّة المضطر وأنَّه من هو؟ فهو خارج عن بحثنا هاهنا ولكن قوله تعالى "ويجعلَكم خلفاء الأرض" يُنبأنا عن حقائق كثيرة لعلَّنا شرحناها فيمابعد.
فلا يمكن للمؤمنممارسةُ عمليةِ الانتظار إلاّ بعد معرفة أمرين متلازمين:
الأول: وهو الأصل والأهم، ويتمثَّل في "معرفة تلك الخلافةالإلهيَّة" وهذا هوالتولِّي الذي يُعدُّ من فروع الدين.
الثاني: وهو تابعٌ وملازم للأصل ، وهو "معرفةالسوء" الذي يتمثَّلفي الواقع الفعلي ومن ثمَّ التبرِّي منه الذي هو أيضاً من فروع الدين.
وكلا الأمرين يفتقران إلىالوعي والتدبُّر فتامل
وقبل الختام لابد ان نشير الى صفات المنتظر الحقيقي والتي هي بالواقع علامات داله عليه
صـفات المنتـظر:
الأحاديث الشريفة قد ذكرتصفاتاً للمنتظر وهي:
"الحزن وهي حالة الفقد الحقيقية راجع دعاء الندبة - التسليموهي حالة التسليم والطاعة والانقياد له مع حذف ادوات الاستفهام حتى بالاخطار الذهني راجع دعاء زمن الغيبة اليأس مما في ايدي الغير من افكار ونظريات ومعطيات وتوجيه ذلك كله للامام راجع زيارة سلام الله الكامل التام الشامل - طول السجود وقيام الليل واجتناب المحارم - الدعوة إلى دين الله سراً وجهراً - حسن العزاء على مصائبهم وخصوصا جده الامام الحسين عليه السلام وكرم الصحبة والتودد للاخوان - حسن الجوار وبذل المعروف وكف الأذى وبسط الوجه والنصيحةوالرحمة للمؤمنين وأداء الأمانة إلى البر والفاجر"
وعلى ضوءما شرحناينبغي أن نعرف بأن صفات المنتظر ليست هي صفات فرديَّة فحسب، بل الفردُ ينبغي عليهأن ينطلق منها في بادئ الأمر لتستوعب كافَّة زوايا المجتمع الذي يعيشه، وتتفاعل بهاالأمَّة حتى تعمُّ فائدتها.
فالانتظار وما يترتب عليهمن الصبر والحزن وحسن العزاء واليأس ووو.. كلها لا بد أن تتجسد في المجتمع ولاتنحصر في الفرد، ومع تجسُّدها في المجتمع سوف يقترب الفرج وينكشف الضرّ إنشاء اللهتعالى والحمد لله رب العالمين والصلاة على محمد واله الطاهرين ورزقنا الله واياكم معرفته وطاعته والتمهيد لظهوره
معهد الامام الصادق عليه السلام للدراسات الاسلامية في الناصرية
وهذه الروحية إن تركَّزتفي الإنسان المؤمن فسوف تُعمِّق جذورَها فتزيل جميعَ الأشواك والموانع الصادَّة،لتنشرَ فروعَها الطيِّبة وثمارَها الجنيَّة في السماء حتَّى تؤتى أكلَها كلَّ حينٍبإذنِ ربِّها، فكيف لا يكون الانتظار إذاً أفضلَ الأعمال بل أفضل العبادات؟! وهوالذي يُخيِّم على جميع الأعمال ويُلقي الضوء عليها. وهو أفضل الجهاد أيضاً.
لأنَّ المنتظر الحقيقيالذي يتمنَّى في كلِّ صباحٍ ومساءٍ أن يعيش في ظلِّ ذلك المعشوق روحي لتراب مقدمهالفداء و لسان حاله:
((فأخرجني من قبريمؤتزراً كفني شاهراً سيفي مجرداً قناتي ملبياً دعوةَالداعي فيالحاضرِ والبادي))(بحار الأنوار ج53 ص96، البلد الأمينص82).
وهو بقربه إلى الله وشهودهمقامَ ربِّه صار كالشهيد متشحِّطاً بدمه في سبيل الله، وليس للشهيد خصوصيةٌ كوجودٍفي الخارج بل الخصوصية والقيمة لمفهوم الشهادة التي تعني الوصول إلى الله وشهود وجهالمحبوب، والمنتظِر يؤدِّي نفس الدور.
والحديث التالي قد بيَّنالسبب الذي رفع مستوى الانتظار إلى هذه الدرجة:
((عن أبي حمزة الثماليعن أبي خالد الكابلي عن علي بن الحسين عليه السلام قال: تمتدُّ الغيبة بولي اللهالثاني عشر من أوصياء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم والأئمة بعده، يا أباخالد إنَّ أهل زمان غيبته والقائلين بإمامته المنتظرين لظهوره أفضل أهل كل زمان لأنالله تعالى ذكرُه أعطاهم من العقول والإفهام والمعرفة ما صارت به الغيبةُ عندهمبمنزلةِ المشاهدة وجَعلهم في ذلك الزمان بمنزله المجاهدين بين يدي رسول الله صلىالله عليه وآله وسلَّم بالسيف، أولئك المخلصون حقاً وشيعتُنا صدقاً والدعاةُ إلىدين الله سراً وجهراً))(بحار الأنوار ج52 ص122، الاحتجاج ص317، كمال الدينص319).
وماذا بعد الفرج إلا كشفالكربة عن وجه المؤمن برؤية الواقع والأمر، حينما تتحقق تلك الدولة العظيمة التيتملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلِئت ظلماً وجَوراً!
فالانتظار إذاً لهنتيجتان:
1- إنَّه بالفعليُحقِّق "كشف الكربة" بنحو مجمل.
2- إنَّه عاملٌ جذريأساسي للفرج بظهوره سلام الله عليه حيث يسود الحكمُ الإلهي الأرضَكلّها.
الانتظار و جانباهالإيجابي و السلبي
إنَّ كلمة الانتظار تدُّلعلى حالتين كامنتين في روح المنتظر، فمع التأمَّل في هذه الكلمة نشاهد أنَّها تدلُّعلى جانبين أساسيينلكل منهما دور مهمّ في معنى الكلمة وهذان الجانبانهما:
1- الجانب المطلوب والمحبوب للمنتظِروالمتوقَّع الوصول إليه، وهو الخير والبركة وتمكين الدين على الأرض كلِّه، فلو لميتوقع حدوث حالة جديدة وإيجابية في المستقبل فلا مصداقية للانتظار ولا معنى له.
2- الجانب غير المطلوب وغير المحبوبالذي يتمثَّل في الحالة الفعلية التي يعيشها المنتظر ، تلك الحالة المؤلمة التييرجو المنتظر الخلاص منها، فلو كان الوضع الفعلي هو الوضع المطلوب فلا معنىللانتظار إذاً ولا مبرر له.
وبعبارة علمائنا ان هناكتناسب عكسي بين أمرين هما:
1- اليأس من الحالةالفعليَّة المعاشَة.
2- الرغبة في الحالةالمستقبليَّة المتوقعة.
هذا ما يستفاد من نفس كلمةالانتظار من دون النظر إلى أي أمرٍ آخر خارج عنها وتشهد لهذه الحقيقة الآية الكريمةالتِّي وردت في هذا المجال حيث السياق وحيث الأحاديث الدالَّة على ذلك.
قال تعالى:
(أَمَّنْ يُجِيبُالْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِأَءِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ)(النمل/62).
الآية الكريمة تشير إلىالجانبين المتواجدين في نفس المضطر:
1- سوءٌ غير مكشوف وهو السوء المطلقالذي من خلاله حدثت سائر مصاديق السوء، وهذا السوء يتمثَّل في أمرٍ واحد وهو أنَّخلافة الأرض ليست بيد المُضطَر.
2- وهناك توقُّع ورجاء ورغبة كامنة فينفس المضطر وهي أن تكون الخلافة العامَّة على جميع الأرض له ولمن يقتدي به ويخطوخطاه.
وأمّاالحديث عنشخصيَّة المضطر وأنَّه من هو؟ فهو خارج عن بحثنا هاهنا ولكن قوله تعالى "ويجعلَكم خلفاء الأرض" يُنبأنا عن حقائق كثيرة لعلَّنا شرحناها فيمابعد.
فلا يمكن للمؤمنممارسةُ عمليةِ الانتظار إلاّ بعد معرفة أمرين متلازمين:
الأول: وهو الأصل والأهم، ويتمثَّل في "معرفة تلك الخلافةالإلهيَّة" وهذا هوالتولِّي الذي يُعدُّ من فروع الدين.
الثاني: وهو تابعٌ وملازم للأصل ، وهو "معرفةالسوء" الذي يتمثَّلفي الواقع الفعلي ومن ثمَّ التبرِّي منه الذي هو أيضاً من فروع الدين.
وكلا الأمرين يفتقران إلىالوعي والتدبُّر فتامل
وقبل الختام لابد ان نشير الى صفات المنتظر الحقيقي والتي هي بالواقع علامات داله عليه
صـفات المنتـظر:
الأحاديث الشريفة قد ذكرتصفاتاً للمنتظر وهي:
"الحزن وهي حالة الفقد الحقيقية راجع دعاء الندبة - التسليموهي حالة التسليم والطاعة والانقياد له مع حذف ادوات الاستفهام حتى بالاخطار الذهني راجع دعاء زمن الغيبة اليأس مما في ايدي الغير من افكار ونظريات ومعطيات وتوجيه ذلك كله للامام راجع زيارة سلام الله الكامل التام الشامل - طول السجود وقيام الليل واجتناب المحارم - الدعوة إلى دين الله سراً وجهراً - حسن العزاء على مصائبهم وخصوصا جده الامام الحسين عليه السلام وكرم الصحبة والتودد للاخوان - حسن الجوار وبذل المعروف وكف الأذى وبسط الوجه والنصيحةوالرحمة للمؤمنين وأداء الأمانة إلى البر والفاجر"
وعلى ضوءما شرحناينبغي أن نعرف بأن صفات المنتظر ليست هي صفات فرديَّة فحسب، بل الفردُ ينبغي عليهأن ينطلق منها في بادئ الأمر لتستوعب كافَّة زوايا المجتمع الذي يعيشه، وتتفاعل بهاالأمَّة حتى تعمُّ فائدتها.
فالانتظار وما يترتب عليهمن الصبر والحزن وحسن العزاء واليأس ووو.. كلها لا بد أن تتجسد في المجتمع ولاتنحصر في الفرد، ومع تجسُّدها في المجتمع سوف يقترب الفرج وينكشف الضرّ إنشاء اللهتعالى والحمد لله رب العالمين والصلاة على محمد واله الطاهرين ورزقنا الله واياكم معرفته وطاعته والتمهيد لظهوره
معهد الامام الصادق عليه السلام للدراسات الاسلامية في الناصرية