بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد
فد عرفنا ان العزة لله جميعا , وان العزة لله ولرسوله وللمؤمنين , ولكن هل عزة النفس تعني مخاطبة الناس بلسان العلو والاستكبار ؟ هل عزة النفس تعني الاستهانة والاستهزاء بالاخرين ؟ وهل عزة النفس تعني ان نسب ونشتم كل من يخالفنا بالراي ؟ وعلى فرض انا على حق وصواب وان الاخر مخطا وعلى ضلال , ان سبينا وشتمنا الناس واستهنا بهم , كيف سنهدي غيرنا للحق والصواب , ان كنا دعاة للحق ؟ وان كنا شيعة اهل الحق , اعني اهل بيت النبوة من الائمة الطاهرين الذين بذكرهم تنجلي الظلمات وتنشرح الصدور , هل كانوا سببابين شتامين ؟ ام مستهزئين ساخرين ؟ اليسوا عدل االقران ؟ اليسوا الكتاب الناطق ؟ قال اتتخذنا هزوا قال اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين . وقوله لايسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم .
ان عزة النفس تعني الترفع عن مساوئ الاخلاق وذمائمها , والتحلي بمكارمها ( انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق . عزة النفس تعني ان لايجرنا الجهلاء او السفهاء لمستواهم من الاخلاق المتدنية السافلة , الحلم عزة نفس , والكلام البذئ منتهى السفهاهة لصاحبها .
الذي نعرفه انا في منتدى ديني يحمل اسم الامام الحسين ( ياحسين) فينبغي لمن يتكلم في هذا المنتدى ان يتصور نفسه جالسا بحضرة الامام عليه السلام , خاصة ونحن في ايام عاشوراء . ولقد ساءني جدا مارايت من تدني مستوى بعض من يكتبون في هذا المنتدى , وهذه شكوى ارفعها لمدير الموقع , والله ولي التوفيق . واني لاتساءل عن حقيقة كون اولئك النماذج من شيعة اهل البيت , الم يقراوا كلام الامام علي عليه السلام :
(وَاعْتَمِدُوا وَضْعَ التَّذَلُّلِ عَلَى رُؤُوسِكُمْ، وَإِلْقَاءَ التَّعَزُّزِ تَحَتْ أَقْدَامِكُمْ،)
(فَاعْتَبِرُوا بَمَا أَصَابَ الاَْمَمَ المُسْتَكْبِرِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنْ بَأْسِ اللهِ وَصَوْلاَتِهِ، وَوَقَائِعِهِ وَمَثُلاَتِهِ(1)، وَاتَّعِظُوا بِمَثَاوِي خُدُودِهِمْ(2)، وَمَصَارعِ جُنُوبِهِمْ(3)، وَاسْتَعِيذوا بِاللهِ مِنْ لَوَاقِحِ الْكبْرِ(4)، كَمَا تَسْتَعِيذُونَهُ مِنْ طَوَارِقِ الدَّهْرِ، فَلَوْ رَخَّصَ اللهُ فِي الْكِبْرِ لاَِحَد مِنْ عِبَادِهِ لَرَخَّصَ فِيهِ لِخَاصَّةِ أَنبِيَائِهِ [وَأَولِيائِهِ]، وَلكِنَّهُ سُبْحَانَهُ كَرَّهَ إِلَيْهِمُ التَّكَابُرَ، وَرَضِيَ لَهُمُ التَّوَاضُعَ، فَأَلْصَقُوا بِالاَْرْضِ خُدُودَهُمْ، وَعَفَّرُوا فِي التُّرَابِ وُجُوهَهُمْ، وَخَفَضُوا أَجْنِحَتَهُمْ لِلْمُؤمِنِينَ، وَكَانُوا قَوْماً مُسْتَضْعَفِينَ، قَدِ اخْتَبَرَهُمُ اللهُ بالْمَخْمَصَةِ(5)، وَابْتَلاَهُمْ بِالْمَجْهَدَةِ(6)، وَامْتَحَنَهُمْ بِالْمَخَاوِفِ، وَمَخَضَهُمْ بِالْمَكَارِهِ(7)، فَلاَ تَعْتَبِرُوا الرِّضَى وَالسُّخْطَ بِالمَالِ وَالْوَلَدِ جَهْلاً بِمَوَاقِعِ الْفِتْنَةِ، وَالاِْخْتِبَارِ فِي مَوَاضِعِ الْغِنَى وَالاِْفْتِقارِ، فَقَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ: (أَيَحْسَبُونَ أَنَّ مَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَال وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لاَ يَشْعُرُونَ)، فَإِنَّ اللهَ سْبْحَانَهْ يَخْتَبِرُ عِبَادَهُ الْمُسْتَكْبِرِينَ فِي أَنْفُسِهمْ بِأَوْلِيَائِهِ الْمُسْتَضْعَفِينَ فِي أَعْيُنِهِمْ.
[تواضع الانبياء(عليهم السلام)]
وَلَقَدْ دَخَلَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ وَمَعَهُ أَخُوهُ هَارُونُ(عليهما السلام) عَلَى فِرْعَوْنَ، وَعَلَيْهِمَا مَدَارِعُ الصُّوفِ، وَبِأَيْدِيهِمَا الْعِصِيُّ، فَشَرَطَا لَهُ ـ إِنْ أَسْلَمَ ـ بَقَاءَ مُلْكِهِ، وَدَوامَ عِزِّهِ، فَقَالَ: أَلاَ تَعْجبُونَ مِنْ هذَيْنِ يَشْرِطَانِ لِي دَوَامَ الْعِزِّ، وَبَقَاءَ الْمُلْكِ، وَهُمَا بِمَا تَرَوْنَ مِنْ حَالِ الْفَقْرِ وَالذُّلِّ، فَهَلاَّ أُلْقِيَ عَلَيْهِمَا أَسَاوِرَةٌ مِنْ ذَهَب؟ إِعْظَاماً لِلذَّهَبِ وَجَمْعِهِ، وَاحْتِقَاراً لِلصُّوفِ وَلُبْسِهِ! وَلَوْ أَرَادَ اللهُ سُبْحَانَهُ بأَنْبِيَائِهِ حَيْثُ بَعَثَهُمْ أَنْ يَفْتَحَ لَهُمْ كُنُوزَ الْذِّهْبَانِ(1)، وَمَعَادِنَ الْعِقْيَانِ(2)، وَمَغَارِسَ الْجِنَانِ، وَأَنْ يَحْشُرَ مَعَهُمْ طَيْرَ السَّماءِ وَوُحُوشَ الاَْرَضِينَ لَفَعَلَ، وَلَوْ فَعَلَ لَسَقَطَ الْبَلاَءُ(3)، وَبَطَلَ الْجَزَاءُ، وَاضْمَحَلَّتِ الاَْنْبَاءُ،وَلَمَا وَجَبَ لِلْقَابِلِينَ أُجُورُ الْمُبْتَلِينَ، وَلاَ اسْتَحَقَّ الْمُؤمِنُونَ ثَوَابَ الْمُحْسِنِينَ، وَلاَ لَزِمَتِ الاَْسْمَاءُ مَعَانِيَهَا، وَلكِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ جَعَلَ رُسُلَهُ أُولِي قُوَّة فِي عَزَائِمِهِمْ، وَضَعَفَةً فِيَما تَرَى الاَْعْيُنُ مِنْ حَالاَتِهِمْ، مَعَ قَنَاعَة تَمْلاُ الْقُلُوبَ وَالْعُيُونَ غِنىً، وَخَصَاصَة(1) تَمْلاَُ الاَْبْصَارَ وَالاَْسْمَاعَ أَذىً.
وَلَوْ كَانَتِ الاَْنْبِيَاءُ أَهْلَ قُوَّة لاَ تُرَامُ، وَعِزَّة لاَ تُضَامُ، وَمُلْك تُمَدُّ نُحْوَهُ أَعْنَاقُ الرِّجَالِ، وَتُشَدُّ إِلَيْهِ عُقَدُ الرِّحَالِ، لَكَانَ ذلِكَ أَهْوَنَ عَلَى الْخَلْقِ فِي الاِْعَتِبَارِ، وَأَبْعَدَ لَهُمْ مِنَ الاِْسْتَكْبَارِ، وَلامَنُوا عَنْ رَهْبَة قَاهِرَة لَهْمْ، أَوْ رَغْبَة مَائِلَة بِهِمْ، فَكَانَتِ النِّيَّاتُ مُشْتَرَكَةً، وَالْحَسَنَاتُ مُقْتَسَمَةً.
وَلكِنَّ اللهَ سْبْحَانَهُ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ الاِْتِّبَاعُ لِرُسُلِهِ، وَالْتَّصْدِيقُ بِكُتُبِهِ، وَالْخُشُوعُ لِوَجْهِهِ، وَالاِْسْتِكَانَةُ لاَِمْرِهِ، وَالاِْسْتِسْلاَمُ لِطَاعَتِهِ، أُمُوراً لَهُ خَاصَّةً، لاَ تَشُوبُهَا مِنْ غَيْرِهَا شَائِبَةٌ، وَكُلَّمَا كَانَتِ الْبلْوَى وَالاِْخْتِبَارُ أَعْظَمَ كَانَتِ الْمَثُوبَةُ وَالْجَزَاءُ أَجْزَلَ.)
من اجلك يامام المتقين رضينا بان نكون متواضعين مستكينين , ولله عاقبة الامور , والعاقبة للمتقين .
في سنة 1998 زرت الامام الحسين عليه السلام , وصادف مع دخولي الحرم ان جاء وفد من الزوار الايرانين , ولما ان وصلت عتبة المرقد , ارتمت صف من النساء الايرانيات ساجدين على العتبة يقبلونها , وكانت احداهن عند قدمي تماما وهي تقول ( حسين بخشه م رفت ) تكرر ذلك وتبكي , كيف لايكون مسكينا من في قلبه ذرة من الرحم , لهذه الام الثكلى ولامثالها , من الشعبين العراقي والايراني , واما اولئك الطغاة المستكبرون , والذين كانوا هم السبب في كل هذه الماسي , فسياتي يوم يحاسبهم فيها التاريخ , ثم يردون الى حكم عدل لايظلم عنده احد , ولتنفعهم ذلك اليوم مراجعهم , الذين زينوا لهم جرائمهم بحق شعوبهم المظلومه , ان غدا لناظره قريب .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد
فد عرفنا ان العزة لله جميعا , وان العزة لله ولرسوله وللمؤمنين , ولكن هل عزة النفس تعني مخاطبة الناس بلسان العلو والاستكبار ؟ هل عزة النفس تعني الاستهانة والاستهزاء بالاخرين ؟ وهل عزة النفس تعني ان نسب ونشتم كل من يخالفنا بالراي ؟ وعلى فرض انا على حق وصواب وان الاخر مخطا وعلى ضلال , ان سبينا وشتمنا الناس واستهنا بهم , كيف سنهدي غيرنا للحق والصواب , ان كنا دعاة للحق ؟ وان كنا شيعة اهل الحق , اعني اهل بيت النبوة من الائمة الطاهرين الذين بذكرهم تنجلي الظلمات وتنشرح الصدور , هل كانوا سببابين شتامين ؟ ام مستهزئين ساخرين ؟ اليسوا عدل االقران ؟ اليسوا الكتاب الناطق ؟ قال اتتخذنا هزوا قال اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين . وقوله لايسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم .
ان عزة النفس تعني الترفع عن مساوئ الاخلاق وذمائمها , والتحلي بمكارمها ( انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق . عزة النفس تعني ان لايجرنا الجهلاء او السفهاء لمستواهم من الاخلاق المتدنية السافلة , الحلم عزة نفس , والكلام البذئ منتهى السفهاهة لصاحبها .
الذي نعرفه انا في منتدى ديني يحمل اسم الامام الحسين ( ياحسين) فينبغي لمن يتكلم في هذا المنتدى ان يتصور نفسه جالسا بحضرة الامام عليه السلام , خاصة ونحن في ايام عاشوراء . ولقد ساءني جدا مارايت من تدني مستوى بعض من يكتبون في هذا المنتدى , وهذه شكوى ارفعها لمدير الموقع , والله ولي التوفيق . واني لاتساءل عن حقيقة كون اولئك النماذج من شيعة اهل البيت , الم يقراوا كلام الامام علي عليه السلام :
(وَاعْتَمِدُوا وَضْعَ التَّذَلُّلِ عَلَى رُؤُوسِكُمْ، وَإِلْقَاءَ التَّعَزُّزِ تَحَتْ أَقْدَامِكُمْ،)
(فَاعْتَبِرُوا بَمَا أَصَابَ الاَْمَمَ المُسْتَكْبِرِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنْ بَأْسِ اللهِ وَصَوْلاَتِهِ، وَوَقَائِعِهِ وَمَثُلاَتِهِ(1)، وَاتَّعِظُوا بِمَثَاوِي خُدُودِهِمْ(2)، وَمَصَارعِ جُنُوبِهِمْ(3)، وَاسْتَعِيذوا بِاللهِ مِنْ لَوَاقِحِ الْكبْرِ(4)، كَمَا تَسْتَعِيذُونَهُ مِنْ طَوَارِقِ الدَّهْرِ، فَلَوْ رَخَّصَ اللهُ فِي الْكِبْرِ لاَِحَد مِنْ عِبَادِهِ لَرَخَّصَ فِيهِ لِخَاصَّةِ أَنبِيَائِهِ [وَأَولِيائِهِ]، وَلكِنَّهُ سُبْحَانَهُ كَرَّهَ إِلَيْهِمُ التَّكَابُرَ، وَرَضِيَ لَهُمُ التَّوَاضُعَ، فَأَلْصَقُوا بِالاَْرْضِ خُدُودَهُمْ، وَعَفَّرُوا فِي التُّرَابِ وُجُوهَهُمْ، وَخَفَضُوا أَجْنِحَتَهُمْ لِلْمُؤمِنِينَ، وَكَانُوا قَوْماً مُسْتَضْعَفِينَ، قَدِ اخْتَبَرَهُمُ اللهُ بالْمَخْمَصَةِ(5)، وَابْتَلاَهُمْ بِالْمَجْهَدَةِ(6)، وَامْتَحَنَهُمْ بِالْمَخَاوِفِ، وَمَخَضَهُمْ بِالْمَكَارِهِ(7)، فَلاَ تَعْتَبِرُوا الرِّضَى وَالسُّخْطَ بِالمَالِ وَالْوَلَدِ جَهْلاً بِمَوَاقِعِ الْفِتْنَةِ، وَالاِْخْتِبَارِ فِي مَوَاضِعِ الْغِنَى وَالاِْفْتِقارِ، فَقَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ: (أَيَحْسَبُونَ أَنَّ مَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَال وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لاَ يَشْعُرُونَ)، فَإِنَّ اللهَ سْبْحَانَهْ يَخْتَبِرُ عِبَادَهُ الْمُسْتَكْبِرِينَ فِي أَنْفُسِهمْ بِأَوْلِيَائِهِ الْمُسْتَضْعَفِينَ فِي أَعْيُنِهِمْ.
[تواضع الانبياء(عليهم السلام)]
وَلَقَدْ دَخَلَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ وَمَعَهُ أَخُوهُ هَارُونُ(عليهما السلام) عَلَى فِرْعَوْنَ، وَعَلَيْهِمَا مَدَارِعُ الصُّوفِ، وَبِأَيْدِيهِمَا الْعِصِيُّ، فَشَرَطَا لَهُ ـ إِنْ أَسْلَمَ ـ بَقَاءَ مُلْكِهِ، وَدَوامَ عِزِّهِ، فَقَالَ: أَلاَ تَعْجبُونَ مِنْ هذَيْنِ يَشْرِطَانِ لِي دَوَامَ الْعِزِّ، وَبَقَاءَ الْمُلْكِ، وَهُمَا بِمَا تَرَوْنَ مِنْ حَالِ الْفَقْرِ وَالذُّلِّ، فَهَلاَّ أُلْقِيَ عَلَيْهِمَا أَسَاوِرَةٌ مِنْ ذَهَب؟ إِعْظَاماً لِلذَّهَبِ وَجَمْعِهِ، وَاحْتِقَاراً لِلصُّوفِ وَلُبْسِهِ! وَلَوْ أَرَادَ اللهُ سُبْحَانَهُ بأَنْبِيَائِهِ حَيْثُ بَعَثَهُمْ أَنْ يَفْتَحَ لَهُمْ كُنُوزَ الْذِّهْبَانِ(1)، وَمَعَادِنَ الْعِقْيَانِ(2)، وَمَغَارِسَ الْجِنَانِ، وَأَنْ يَحْشُرَ مَعَهُمْ طَيْرَ السَّماءِ وَوُحُوشَ الاَْرَضِينَ لَفَعَلَ، وَلَوْ فَعَلَ لَسَقَطَ الْبَلاَءُ(3)، وَبَطَلَ الْجَزَاءُ، وَاضْمَحَلَّتِ الاَْنْبَاءُ،وَلَمَا وَجَبَ لِلْقَابِلِينَ أُجُورُ الْمُبْتَلِينَ، وَلاَ اسْتَحَقَّ الْمُؤمِنُونَ ثَوَابَ الْمُحْسِنِينَ، وَلاَ لَزِمَتِ الاَْسْمَاءُ مَعَانِيَهَا، وَلكِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ جَعَلَ رُسُلَهُ أُولِي قُوَّة فِي عَزَائِمِهِمْ، وَضَعَفَةً فِيَما تَرَى الاَْعْيُنُ مِنْ حَالاَتِهِمْ، مَعَ قَنَاعَة تَمْلاُ الْقُلُوبَ وَالْعُيُونَ غِنىً، وَخَصَاصَة(1) تَمْلاَُ الاَْبْصَارَ وَالاَْسْمَاعَ أَذىً.
وَلَوْ كَانَتِ الاَْنْبِيَاءُ أَهْلَ قُوَّة لاَ تُرَامُ، وَعِزَّة لاَ تُضَامُ، وَمُلْك تُمَدُّ نُحْوَهُ أَعْنَاقُ الرِّجَالِ، وَتُشَدُّ إِلَيْهِ عُقَدُ الرِّحَالِ، لَكَانَ ذلِكَ أَهْوَنَ عَلَى الْخَلْقِ فِي الاِْعَتِبَارِ، وَأَبْعَدَ لَهُمْ مِنَ الاِْسْتَكْبَارِ، وَلامَنُوا عَنْ رَهْبَة قَاهِرَة لَهْمْ، أَوْ رَغْبَة مَائِلَة بِهِمْ، فَكَانَتِ النِّيَّاتُ مُشْتَرَكَةً، وَالْحَسَنَاتُ مُقْتَسَمَةً.
وَلكِنَّ اللهَ سْبْحَانَهُ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ الاِْتِّبَاعُ لِرُسُلِهِ، وَالْتَّصْدِيقُ بِكُتُبِهِ، وَالْخُشُوعُ لِوَجْهِهِ، وَالاِْسْتِكَانَةُ لاَِمْرِهِ، وَالاِْسْتِسْلاَمُ لِطَاعَتِهِ، أُمُوراً لَهُ خَاصَّةً، لاَ تَشُوبُهَا مِنْ غَيْرِهَا شَائِبَةٌ، وَكُلَّمَا كَانَتِ الْبلْوَى وَالاِْخْتِبَارُ أَعْظَمَ كَانَتِ الْمَثُوبَةُ وَالْجَزَاءُ أَجْزَلَ.)
من اجلك يامام المتقين رضينا بان نكون متواضعين مستكينين , ولله عاقبة الامور , والعاقبة للمتقين .
في سنة 1998 زرت الامام الحسين عليه السلام , وصادف مع دخولي الحرم ان جاء وفد من الزوار الايرانين , ولما ان وصلت عتبة المرقد , ارتمت صف من النساء الايرانيات ساجدين على العتبة يقبلونها , وكانت احداهن عند قدمي تماما وهي تقول ( حسين بخشه م رفت ) تكرر ذلك وتبكي , كيف لايكون مسكينا من في قلبه ذرة من الرحم , لهذه الام الثكلى ولامثالها , من الشعبين العراقي والايراني , واما اولئك الطغاة المستكبرون , والذين كانوا هم السبب في كل هذه الماسي , فسياتي يوم يحاسبهم فيها التاريخ , ثم يردون الى حكم عدل لايظلم عنده احد , ولتنفعهم ذلك اليوم مراجعهم , الذين زينوا لهم جرائمهم بحق شعوبهم المظلومه , ان غدا لناظره قريب .
تعليق