بسم الله الرحمان الرحيم،
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد خاتم النبيين و على آل بيته الطاهرين.
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد خاتم النبيين و على آل بيته الطاهرين.
أيها الأحبة السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
المتأمل في ما يدور حوله يرى أن الإنسانية عامة سقطت في إنحطاط خطير في جميع جوانب حياتها راجع لسبب فساد الأنظمة الوضعية التي تدير حياتها برضى الرعية التي عانقت تلك الأنظمة. تحطمت الشيوعية و دمرت معها دولا فاليوم نعيش آخر أيام سقوط الليبيرالية بسقوط الإمبراطورية الصهيونية الأمريكية و من معها من الأذناب من نعاج ملوك و حكام العرب.
سبب سقوط الإمبراطورية حتمية تصيب من لم يحترم النظام الطبيعي الذي وصفه الله بشريعته التي تحرم الربا كما يتفق عليه جميع أهل الكتاب و ما أحله إلا أصحاب السلطان، الغريب أنهم يسيرون على نفس نهج سلفهم الذين يتشدقون بهم ليلا و نهارا و يرتكبون نفس الأخطاء التي دمرت أمجاد أسلافهم. لا يستحيون حتى في خطاباتهم أن يذكروا مرجعياتهم في فن تسيير الأمم التي يقتبسونها من الحضارة الرومانية لأنهم يتشابهون مع قادتها في غريزة النهب و القهر. فنراهم اليوم يتربصون الفرصة في كل بلد عربي لينقضوا عليه كالكلاب و العرب متخاصمين فيما بينهم كأنهم وُجدوا ليكونوا متنازعين.
العرب في هذا الصراع القائم موقفهم لا يحسد عليه حيث جنح معظم حكامهم إلى العمالة مع الصهاينة و خانوا أمتهم و معهم أنصار كثير، بل حتى ثمرة الربيع العربي التي رفعت راية الإسلام قد طغت على وجهها نتانة الخيانة لا تدري هل تفرح أم تحزن لها قلوب الأحرار.
عندما تتعقد أمامنا الأمور و أحيانا تضطرب المواقف و الأفكار فليس هنالك دليل للخروج من هذه الدنيا سالما إلا في الرجوع إلى القرآن الكريم الذي لم يجعله الله في يد شاق أبدا. كذلك هو الحال لجميع الأمم بعد سقوط الإمبراطورية ستتلتجء إلى الكتب السماوية و لا أرى إلا الإسلام لقوة حجته و ضعف خصومه سيخرج منتصرا من المواجهة أو صراع الحضارات كاما عرّفه المتربصون بالمسلمين. من علامات الصراع المبرمج وجود حركة الإسلاموفوبيا العالمية التي يغديها الإعلام الغربي ليلا و نهارا لتخويف مجتمعاتهم من المسلمين لتبرير القضاء عليهم. من حسن حظ الصهاينة أن فرقة معينة من المسلمين تقدم لهم كريكاتير ممتازة لشخصيتهم العفنة ليغتنمها الإعلام العالمي الصهيوني لتشويه صورة النبيلة التي يمتاز بها المسلمين و تقديمهم كأنهم وحوش متعطشين لدماء. إذا خان الوهابيون أمانتهم و جعلوا للعمالة شرعية متسترة بفتاوى مخزية كالإستعانة بالصهاينة لضرب بني جلدتهم هذا شأنهم لا يضرنا من ضل إذا اهتدينا، فمذا أصاب بني جلدتي العرب و المسلمون منهم خاصة (لغلبتهم البشرية) أم هي لعنة السماء و العياذ بالله من سخطه و لعنته.
نعلم كلنا أن الله إذا أحب قوما رفعهم و جعلهم خير أمة أخرجت لناس و إذا سخط عليهم أذلهم و لو بعد عزة كما فعل ببني إسرائيل، رفعهم بين الأمم و أتاهم ما لم يأتي أحدا من العالمين، لكن جعلوا الله على أنفسهم سلطانا لما دفعهم فساد عقيدتهم إلى الإفساد في الأرض فشرعوا سقتل الأنبياء و المرسلين. فلعنهم الله و جعل منهم القردة و الخنازير يتيهون في الأرض نادمين و رفع عنهم الخيرة و وضعها في العرب المسلمين و هم لهم ألذ الخصوم.
الخيرة لها مواصفات ظاهرية تزينت بالعزة و تطيبت بعطر الوقار بين الأمم، العزة لم أجدها في أمتي و أعلم أن الله وعد عباده و وعده حق أنه لن يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا و ما أصابنا من إنحطاط مخزي بين الأمم إلا بسبب أعمالنا القبيحة و نحن نظن أننا نحسن صنعا. رسول الله (ص) إنهزم جيشه ظاهريا يوم أحد و لم يزده إنهزام جيشه إلا عزا و علوا و شأنا و وقارا. الإنبطاح أو التذلل عمل قبيح و ليس من شيم الرجال، شيم تتكامل مع عهده و وعده عز و جل حيث جعل العزة له و لرسوله و للمؤمين أهل الشيم فهم الذين لا يرضون عن غير الله ربا.
أين العزة عند أمتي و قد نشهد أن قتل دابة واحدة أهون من قتل العرب جماعات، فإن كان لدواب مواثيق و عهود دولية تحميها فالعربي أصبح أهون من الدواب فلا أحد يحميه حتى و لو كان من بني جلدته. الأبرياء تقتل و الأرض مع العرض تغتصب في أهلينا في غزة و لا أحد من الغرب يندد و لا أحد من العرب أو نعاج يتجرء لنصرة أمه و أبيه في فلسطين، فأين العزة؟ أماتت غيرتنا حتى على أعراضنا نراها تهتك قهرا و جهارا بل طال ظلم لأعراض أبنائنا الصبيان الذكور في سجون الإحتلال لبني الصهيون.
إذا كانت أمتي لا تغير عن نفسها و عرضها كيف تستطيع أن تغير على حرمة الله التي تـُهتك في دنس بيته القدس بأيدي صهاينة ظالمين؟ هل بني أمتي هم القوم الذي يـُكرمهم الله و يـُنطق لهم الحجر لتطهير القدس من نجاسة الصهاينة المحتلين؟
يتبع -
أخوكم فريد إبن سعيد إبن عبد الله أبن أبي طالب، جزائري مستبصر و الحمد لله.
أستسمحكم من الأخطاء التي وقعت و لم أجد إلا هذه وسيلة الكتابة لأعبر عن حزني و غضبي أمام الظلم.