إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

على هامش ( الحوار السني الشيعي) .

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • على هامش ( الحوار السني الشيعي) .

    إن الدعوة إلى الحوار بين المذاهب ، التي يجهد في سبيلها بعض الطيبين من الطائفتين ، على مشروعيتها ، ومعقوليتها الظاهرة ، فإنها تعاني من تورط حاد ، في ثلاثة أخطاء ثقيلة ، ومؤسفة ، وهي :
    1- التعالي على التاريخ ، وعدم مراعاة أوزان الأشياء .
    2- الجهل ، أو عدم احترام الخيار العقائدي .
    3- التغاضي ، أو الجهل بحجم الخلاف ، وطبيعته .
    ونحن هنا ، لسنا بصدد الكلام حول إشكالات الحوار المألوفة جداً ، ولا بصدد الكلام عن شروطه ، وآدابه ، التي درج على ترديدها ، كلا الفريقين المتخاصمين ، وهي معروفة ، ولكننا بصدد الدعوة إلى تأسيس حالة من (الفهم ) المتبادل بين المذاهب المختلفة.
    حالة يقصد منها أن يعرف كل مذهب من المذاهب ، المذاهب الأخرى النظيرة له .
    أي أن يفهم أصحابها ، مذاهب مخالفيهم، حسب رؤاهم ، وتصوراتهم الخاصة بمذهبهم على حقيقتها ، دون زيادة ، أو نقص ، أو تحريف .
    وهذه الخطوة ، سوف لن تتم بمجرد قراءة تراث هذه المذاهب المخالفة ، وتتبع مقالاتها على تعددها ، وتباينها ، وتناقضها ، إنما تتم عن طريق انخراط مرجعيات كل مذهب على حدة ، في تدشين صياغات واضحة ومحددة لمذهبه ، وذلك بترسيم ثوابته التصورية ، والعقائدية ، وما يؤسسه من رؤىً ، و قناعات ، بطريقة تؤهل مؤيدي هذا المذهب ، وأتباعه ، لتحمل كافة المسؤوليات الدينية ، والأدبية ، والأخلاقية ، التي توجبها هذه الرؤى ، و القناعات ، دون تهرب أو مؤاربة.
    و هذه هي الخطوة الأولى التي لامناص منها ، إن كان في عزمنا ، ونيتنا الوصول إلى نهاية ممكنة لهذا العشق المجنون لتدمير الذات .
    بيد أن ذلك غير كاف ، إنما لابد من أن يعقب هذه الخطوة الأولية ، خطوات أخرى ،التي سأذكرها هنا إشارة ، – والترتيب هنا مقصود- وهو على الشكل التالي :
    1- الإفهام ، والتفهم .
    2- الكف عن الظلم والعدوان
    3- العذر والاستيعاب .
    4- تذويب الخلافات الاعتباطية ، وتحديد المشتركات والجوامع .
    5- ثم الحوار ( في الخلاف الجوهري ، والحقيقي ، والضروري كذلك ) .

    وعطفاً على هذا الاهتمام ، أقول : إن المراد هو أن يتجه كل مذهب على حدة ، إلى ترسيم تصوراته ، ورؤاه الممثلة له فعلياً .
    والتي يمكن اعتبارها ، بمثابة ( المدونة الرسمية ) للمذهب ،أو أنها بمنزلة الدين أو الشرعة الملزمة ، لجميع أتباع الطائفة أو سوادهم الأعظم ..
    لأن كل مذهب من المذاهب – كما نعرف - ، قد مر منذ تأسيسه ، بمراحل متعددة ،وكثيرة ، في طريقه نحو التشكل والتبلور النهائي عبر التاريخ .حيث اتخذت هذه المراحل ، أشكلاً مختلفة ، ومتباينة ، من الرؤى والتصورات ، عبر كل منعطف من منعطفات الاجتهاد ، والتطوير المتوالي . فكان التعديل ، والشطب ، والتصحيح ، وفق سلسلة من المراجعات . .التي تطيح – في الأغلب- ببعض هذه الرؤى ، والتصورات ، أو تضيف إليها أخرى، أو أن تقوم بإكمال بعضها ، أو تفصله ، أو تبينه ، أو تحدده ، أو أن تخرجه في حلة جديدة ...الخ
    ومجانبة هذه الخطوة ، أو عدم التعامل معها بشكل جدي ، قد أنتج حالات من انعدام الصدقية ، وضياع الثقة بين المتحاورين ، وتراكم مظاهر سوء الفهم ، وتفاقم الإحساس بالظلم والغبن وعدم الإنصاف ، مما ساهم في طفوح حالات من التلغيز والتشوش، والصمم المتبادل أثناء الحوار، بين أتباع المذهب ، ومخالفيهم .
    وأبسط ما يمكن رؤيته بجلاء ، كأثر لغياب هذه الخطوة أمور ثلاثة هي :

    1- الإقدام على تصيد الشوارد ، من الأقوال البائدة المنقرضة ، أو الشاذة ، عند المذهب المخالف ، ثم السعي لإلصاقها بتوا بث هذا المذهب المخالف .
    2- وفي المقابل ، يتم إنكار وجود هذه الأقوال أو المقالات البائدة التي تم هجرها ، وتجاوزها ، بفعل الزمن ، أو تطور المراجعات ، أو الانخراط في سلوك المناكفة ، أو إيجاد المخارج التأويلية لهذه الأقوال ، من باب التعصب للمواقف ، أو الانحياز العاطفي للشخوص ، أو الرموز .
    3- تصيد المقالات المتناقضة ، أو المرتبكة ، أو الصياغات القابلة للتأويل السلبي ، أو القراءة المتعسفة ...الخ، في تبادل محموم للأدوار – دواليك- بين المتخاصمين ، على هيئة فعل ورد فعل ، أو على هيئة توظيف ، وتوظيف مضاد ، وهكذا إلى يوم الحشر.
    إذن فنحن بحاجة ، إلى تدشين لحظة ( الإفهام ، والتفهم ) ، كبديل عن هذا الحل الزائف ، الذي نطلق عليه بفخامة زائفة الحوار بين المذاهب ) .

    وفي النهاية أختم كلامي بالقول :إن من يُخْسِر الميزان ،لا يستحق أن يكون شاهداً أبداً .
    .

    التعديل الأخير تم بواسطة مظفر الحسن; الساعة 30-11-2012, 02:26 AM.

  • #2
    طرح موفق وغاية حسنة ، نسأل الله التوفيق لأن نتعاون فيما أتفقنا عليه ونعذر بعضنا بعضا فيما أختلفنا فيه كما قرره علماء المسلمين من أهل السنة والشيعة

    تعليق


    • #3
      اطروحة مميزة وجديرة بالاهتمام ودعوة حسنة وجميلة
      اين اهل الحوار من هذه الاية ان كانوا مؤمنين قال تعالى ( وادعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن )

      تعليق


      • #4
        قرات على عجل المشاركة ومشكور على الموضوع الجميل والموفق

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        x

        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

        صورة التسجيل تحديث الصورة

        اقرأ في منتديات يا حسين

        تقليص

        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
        أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 21-02-2015, 05:21 PM
        ردود 119
        18,092 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة وهج الإيمان
        بواسطة وهج الإيمان
         
        أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:34 PM
        استجابة 1
        100 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة وهج الإيمان
        بواسطة وهج الإيمان
         
        أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:27 PM
        استجابة 1
        71 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة وهج الإيمان
        بواسطة وهج الإيمان
         
        أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 04-10-2023, 10:03 AM
        ردود 2
        154 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة وهج الإيمان
        بواسطة وهج الإيمان
         
        أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 09-01-2023, 12:42 AM
        استجابة 1
        160 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة وهج الإيمان
        بواسطة وهج الإيمان
         
        يعمل...
        X