معنى الولاية التكوينية : تذكر عدة معان لها ، بعضها شرك محرم، وهي القائلة بأنّ معنى الولاية التكوينية لغير الله إنّهم يتصرفون بالكون والخلق بانفصال عن إرادة الله ، أو أنّ الله تعالى قد فوّض إليهم شؤون العالم استقلالا، و قد اتفق علماء الامامية على استلزامها للشرك المحرم.
أما إن كان معنى الولاية التكوينية غير هذا ، مثل التصرف في الكون باذن الله وإرادته، فلا مانع من ذلك ولا محذور، وقد وقع في حقّ غير أهل البيت (عليهم السلام) كما يذكر القرآن الكريم قصة آصف وزير سليمان (( قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتدّ إليك طرفك، فلّما رآه مستقراً عنده قال هذا من فضل الله… )) (النمل :40).
معنى الولاية التكوينية لغة :الولاية : التمكن من الشيء والتسلط عليه .التكوينية : مأخوذة من الكون .فالولاية التكوينية لغة هي : التمكن من الإحداث في الكون والتسلط عليه .
: معنى الولاية التكوينية اصطلاحاً :قد اختلفت كلمات العلماء في معنى هذا الاصطلاح و حدوده , والظاهر : بأنها القدرة على فعل المعجزات ـ أي : خرق نواميس الطبيعة ـ والتسلط على الظواهر الكونية , وما يتعلق بعالم الوجود , كالاحياء والإماتة , والقبض والبسط , والإيجاد والخلق والمنع ونحو ذلك لكن كل ذلك بقوة وارادة الله سبحانه.
استعمال الإمام (المعصوم) (عليه السلام) لولايته التكوينية يخضع لظروف موضوعية تختص بنصرة الدين وأهله في بعض المواقف ، وهو خاضع لأمر المولى سبحانه بحسب الحكمة الإلهية التي تقتضي ذلك، ومن هنا كان أهل البيت (عليهم السلام) ينأون عن استعمال الولاية التكوينية فيما يتعلق بشؤونهم الخاصة من المأكل والمشرب والتعرض للبلاءات، فهم يصبرون كما يصبر الآخرون على البلاء بل أشد من ذلك.
ولعل الظروف الموضوعية لقيام الدولة الإلهية الكبرى ، عند ظهور الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) تقتضي أن يعمل الإمام (عليه السلام) بولايته التكوينية ، فعندها ستكون هذه الولاية نافذة بشكلها الواسع والكبير بالشكل الذي يحقق النصر والرفعة والسعادة للمؤمنين في الأرض ، وليس هذا إلا استشراف فرضي للمستقبل ، قد أشارت إليه بعض الروايات ، والله العالم .
لقد استخدم الأئمة عليهم السلام الولاية في نطاق محدود كما ذكرنا فيما يتعلق بنصرة الدين وهداية البشر. وهم أعلم بالأوقات التي تستحق أعمال تلك الولاية وليس بالضرورة اعمالها في كل موقف صعب وحرج. والإمام المهدي وكذلك الإمام الحسين (عليهما السلام) لا يريدون ان يلجئوا الناس ويجبروهم على قبولهم والخضوع لأمرهم بل يريدون من الناس ان تكون هدايتهم عن طريق الاختيار فلو عمل الإمام ولايته في كل موقف لأجبر الناس على القبول بحقهم وهذا يخالف عقيدة العدل عندنا....
هنا سنذكر بعض الايات المتعلقة بالموضوع:.....
اولا: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }الإسراء1...
ثانيا
( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى{1} مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى{2} وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى{3} إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى{4} عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى{5} ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى{6} وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى{7} ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى{8} فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى{9} فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى{10} مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى{11} أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى{12} وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى{13} عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى{14} عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى{15} إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى{16} مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى{17} لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى{18})) سورة النجم
ثالثا: {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَناً إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }الأنفال17...... ورد في كتب الحديث معجزات كثير للرسول الاعظم ص يمكن وصفها ضمن الولاية التكوينية للرسول ص
رابعا: ((وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً{1} وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً{2} وَالسَّابِحَاتِ سَبْحاً{3} فَالسَّابِقَاتِ سَبْقاً{4} فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً{5})) سورة النازعات.... فيها اشارة الى الملائكة
خامسا: ((قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ{38} قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ{39} قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ{40})) سورة النمل..... تاملوا في فعل ((الذي عنده علم من الكتاب)) فكيف بالذي عنده علم الكتاب كله... {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ }الرعد43.... وقد ورد في تفسيرها ان المقصود هو الامام علي الذي عنده علم الكتاب..... الايات السابقة من سورة النمل دليل على امكانية ثبوت الولاية التكوينية لغير الانبياء
سادسا: {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ }الشعراء63
سابعا: {وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }الأعراف160
ثامنا: {وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }آل عمران49
تاسعا: {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ }المائدة110
عاشرا: ((فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً{65} قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً{66} قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً{67} وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً{68} قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِراً وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْراً{69} قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً{70} فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً{71} قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً{72} قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً{73} فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَاماً فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً{74} قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْراً{75} قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْراً{76} فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً{77} قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْراً{78} أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً{79} وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً{80} فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً{81} وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً{82})) سورة الكهف.... هذه الايات تشير الى الخضر وهو العبد الصالح وليس نبي حسب قول المفسرين و يستدل بها بعض المفسرين على امكانية ثبوت الولاية التكوينية لغير الانبياء من العباد الصالحين وكذلك يستدل بها بعض المفسرين على امكانية ان يكون احد العباد الصالحين لديه علم في بعض الامور اكثر من احد الانبياء....
حادي عشر: ((قَالَ إِن كُنتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ{106} فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ{107} وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ{108})).... سورة الاعراف ....... ((وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ{117})) ... سورة الاعراف
ثاني عشر: ((قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ{35} فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ{36} وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاء وَغَوَّاصٍ{37} وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ{38} هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ{39} )) سورة ص
ثالث عشر: ((اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ{17} إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ{18} وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ{19})) سورة ص
رابع عشر: {قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ }السجدة11... {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ }الأنعام61...... {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الزمر42.... هذه الايات نسبت توفي الانفس للملائكة وكذلك نسبته الى الله سبحانه
.....حاول بعض المنافقين ومن بني امية رفع منزلة بعض الصحابة فوق منزلة الرسول ص و خاصة عمر لانه هو الذي اوصل بني امية للحكم فوضعوا الاحاديث في مدحه مثل حديث هروب الشيطان من عمر وعدم هروبه من الرسول وحديث شك الرسول في نزول الوحي على عمر عندما يبطء عليه الوحي وحديث ان القران ينزل على راي عمر والله يوافق راي عمر وغيرها من الاكاذيب وكذلك رفعوا شان عائشة دون زوجات الرسول لانها خالفت القران (( وقرن في بيوتكن)) وخرجت تجيش الجيوش لحرب الامام علي لكي تكمل ما بداه ابوها وعمر.....ومن الامور التي حاولوا فعلها هو ان ينسبوا لاعداء اهل البيت كل فضيلة ثابته لاهل البيت ومنها الولاية التكوينية فهم ... فلوا ادعيناها نحن لاهل البيت لقالوا انه غلو وهم يدعونها لغيرهم مثل حديث يا سارية الجبل .... عَنِ ابْنِ عُمَرَ : أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، بَعَثَ جَيْشًا , وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ رَجُلا يُدْعَى سَارِيَةَ ، قَالَ : فَبَيْنَا عُمَرُ يَخْطُبُ ، قَالَ : فَجَعَلَ يَصِيحُ , وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ : يَا سَارِيَةُ الْجَبَلَ ، يَا سَارِيَةُ الْجَبَلَ . قَالَ : فَقَدِمَ رَسُولُ الْجَيْشِ , فَسَأَلَهُ , فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، لَقِينَا عَدُوَّنَا فَهَزَمُونَا وَإِنَّ الصَّائِحَ لَيَصِيحُ ، يَا سَارِيَةُ الْجَبَلَ ، يَا سَارِيَةُ الْجَبَلَ ، فَشَدَدْنَا ظُهُورَنَا بِالْجَبَلِ , فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ ، فَقِيلَ لِعُمَرَ : إِنَّكَ كُنْتَ تَصِيحُ بِذَلِكَ .......وحديث رسالة عمر الى نهر النيل...
قال أبو القاسم عبدالرحمن بن عبدالله بن الحكم بن أعين القرشي المصري - رحمه الله - في كتابه (فتوح مصر وأحضارها) صـ (104
فلما فتح عمرو بن العاص مصر كما حدثنا ابن صالح عن ابن لهيعة عن قيس بن الحجاج عمن حدثه
أتى أهلها إلى عمرو بن العاص حين دخل بئونة - من أشهر العجم - فقالوا له أيها الأمير إن لنيلنا هذا سنة لا يجري إلا بها، فقال لهم: وما ذاك؟ قالواإنه إذا كان لاثنتي عشرة ليلة تخلوا من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر بين أبوابها، فأرضينا أبويها وجعلنا عليها من الحلي والثياب أفضل ما يكون، ثم ألقيناها في هذا النيل، فقال لهم عمرو : إن هذا لا يكون في الإسلام، وإن الإسلام يهدم ما قبله، فأقاموا بئونة وأبيب ومسرى لا يجري قليلاً ولا كثيراً حتى هموا بالجلاء ،
فلما رأى ذلك عمرو كتب إلى عمر بن الخطاب بذلك ، فكتب إليه عمر : قد أصبت إن الإسلام يهدم ما قبله وقد بعثت إليك ببطاقة فألقها في داخل النيل إذا أتاك كتابي، فلما قدم الكتاب على عمرو فتح البطاقة فإذا فيها من عبدالله عمر أمير المؤمنين إلى نيل مصر ،
أما بعد : فإن كنت تجري من قبلك فلا تجر وإن كان الله الواحد القهار الذي يجريك فنسأل الله الواحد القهار أن يجريك فألقى عمرو البطاقة في النيل قبل يوم الصليب بيوم، وقد تهيأ أمراء مصر للجلاء والخروج منها لأنه لا يقوم بمصلحتهم فيها إلا النيل، فأصبحوا يوم الصليب وقد أجراه الله ستة عشر ذراعاً في ليلة، وقطع تلك السنة السواء عن أهل مصر.........
وكذلك رووا في كتبهم كمثال اخر ظاهرة المشي على الماء وهي من الولاية التكوينية وان لم يسموها كذلك...
أما من مشى على الماء من الصحابة فيذكر ذلك عن سعد بن أبي وقاص في معركة القادسية هو ومن معه، وكذلك العلاء بن الحضرمي و ابو هريرة حين بعث إلى البحرين، قال أبو هريرة: فمشينا على الماء، فوالله فما ابتلت قدم ولا خف بعير ولا حافر دابة، وكان الجيش أربعة آلاف.
وأما من التابعين فأبو مسلم الخولاني غزا أرض الروم فمروا بنهر، وقال لأصحابه: أجيزوا بسم الله ومر بين أيديهم فمروا خلفه على الماء، فلم يبلغ من الدواب إلا إلى الركب، وكان يدعو ويقول: اللهم أجزت بني إسرائيل البحر، وإنا عبادك في سبيلك فأجزنا هذا النهر، ثم قال: اعبروا بسم الله....... الذي نريد قوله انهم ينكرون اي فضيله او منقبة لاهل البيت ويتهمونا بالغلو لكن ينسبون ما هو اشد منها لبعض الصحابة والتابعين من اعداء اهل البيت فعداء عمر معروف للامام علي وكذلك سعد بن ابي وقاص رفض مبايعة الامام علي بالخلافة وابنه عمر هو قائد الجيش الذي حارب الحسين في كربلاء.... وابو هريرة هو اشهر وضاع ومزور احاديث وهو من اتباع معاوية ووالي من ولاته
أما إن كان معنى الولاية التكوينية غير هذا ، مثل التصرف في الكون باذن الله وإرادته، فلا مانع من ذلك ولا محذور، وقد وقع في حقّ غير أهل البيت (عليهم السلام) كما يذكر القرآن الكريم قصة آصف وزير سليمان (( قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتدّ إليك طرفك، فلّما رآه مستقراً عنده قال هذا من فضل الله… )) (النمل :40).
معنى الولاية التكوينية لغة :الولاية : التمكن من الشيء والتسلط عليه .التكوينية : مأخوذة من الكون .فالولاية التكوينية لغة هي : التمكن من الإحداث في الكون والتسلط عليه .
: معنى الولاية التكوينية اصطلاحاً :قد اختلفت كلمات العلماء في معنى هذا الاصطلاح و حدوده , والظاهر : بأنها القدرة على فعل المعجزات ـ أي : خرق نواميس الطبيعة ـ والتسلط على الظواهر الكونية , وما يتعلق بعالم الوجود , كالاحياء والإماتة , والقبض والبسط , والإيجاد والخلق والمنع ونحو ذلك لكن كل ذلك بقوة وارادة الله سبحانه.
استعمال الإمام (المعصوم) (عليه السلام) لولايته التكوينية يخضع لظروف موضوعية تختص بنصرة الدين وأهله في بعض المواقف ، وهو خاضع لأمر المولى سبحانه بحسب الحكمة الإلهية التي تقتضي ذلك، ومن هنا كان أهل البيت (عليهم السلام) ينأون عن استعمال الولاية التكوينية فيما يتعلق بشؤونهم الخاصة من المأكل والمشرب والتعرض للبلاءات، فهم يصبرون كما يصبر الآخرون على البلاء بل أشد من ذلك.
ولعل الظروف الموضوعية لقيام الدولة الإلهية الكبرى ، عند ظهور الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) تقتضي أن يعمل الإمام (عليه السلام) بولايته التكوينية ، فعندها ستكون هذه الولاية نافذة بشكلها الواسع والكبير بالشكل الذي يحقق النصر والرفعة والسعادة للمؤمنين في الأرض ، وليس هذا إلا استشراف فرضي للمستقبل ، قد أشارت إليه بعض الروايات ، والله العالم .
لقد استخدم الأئمة عليهم السلام الولاية في نطاق محدود كما ذكرنا فيما يتعلق بنصرة الدين وهداية البشر. وهم أعلم بالأوقات التي تستحق أعمال تلك الولاية وليس بالضرورة اعمالها في كل موقف صعب وحرج. والإمام المهدي وكذلك الإمام الحسين (عليهما السلام) لا يريدون ان يلجئوا الناس ويجبروهم على قبولهم والخضوع لأمرهم بل يريدون من الناس ان تكون هدايتهم عن طريق الاختيار فلو عمل الإمام ولايته في كل موقف لأجبر الناس على القبول بحقهم وهذا يخالف عقيدة العدل عندنا....
هنا سنذكر بعض الايات المتعلقة بالموضوع:.....
اولا: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }الإسراء1...
ثانيا

ثالثا: {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَناً إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }الأنفال17...... ورد في كتب الحديث معجزات كثير للرسول الاعظم ص يمكن وصفها ضمن الولاية التكوينية للرسول ص
رابعا: ((وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً{1} وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً{2} وَالسَّابِحَاتِ سَبْحاً{3} فَالسَّابِقَاتِ سَبْقاً{4} فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً{5})) سورة النازعات.... فيها اشارة الى الملائكة
خامسا: ((قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ{38} قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ{39} قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ{40})) سورة النمل..... تاملوا في فعل ((الذي عنده علم من الكتاب)) فكيف بالذي عنده علم الكتاب كله... {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ }الرعد43.... وقد ورد في تفسيرها ان المقصود هو الامام علي الذي عنده علم الكتاب..... الايات السابقة من سورة النمل دليل على امكانية ثبوت الولاية التكوينية لغير الانبياء
سادسا: {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ }الشعراء63
سابعا: {وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }الأعراف160
ثامنا: {وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }آل عمران49
تاسعا: {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ }المائدة110
عاشرا: ((فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً{65} قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً{66} قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً{67} وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً{68} قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِراً وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْراً{69} قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً{70} فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً{71} قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً{72} قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً{73} فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَاماً فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً{74} قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْراً{75} قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْراً{76} فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً{77} قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْراً{78} أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً{79} وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً{80} فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً{81} وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً{82})) سورة الكهف.... هذه الايات تشير الى الخضر وهو العبد الصالح وليس نبي حسب قول المفسرين و يستدل بها بعض المفسرين على امكانية ثبوت الولاية التكوينية لغير الانبياء من العباد الصالحين وكذلك يستدل بها بعض المفسرين على امكانية ان يكون احد العباد الصالحين لديه علم في بعض الامور اكثر من احد الانبياء....
حادي عشر: ((قَالَ إِن كُنتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ{106} فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ{107} وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ{108})).... سورة الاعراف ....... ((وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ{117})) ... سورة الاعراف
ثاني عشر: ((قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ{35} فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ{36} وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاء وَغَوَّاصٍ{37} وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ{38} هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ{39} )) سورة ص
ثالث عشر: ((اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ{17} إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ{18} وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ{19})) سورة ص
رابع عشر: {قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ }السجدة11... {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ }الأنعام61...... {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الزمر42.... هذه الايات نسبت توفي الانفس للملائكة وكذلك نسبته الى الله سبحانه
.....حاول بعض المنافقين ومن بني امية رفع منزلة بعض الصحابة فوق منزلة الرسول ص و خاصة عمر لانه هو الذي اوصل بني امية للحكم فوضعوا الاحاديث في مدحه مثل حديث هروب الشيطان من عمر وعدم هروبه من الرسول وحديث شك الرسول في نزول الوحي على عمر عندما يبطء عليه الوحي وحديث ان القران ينزل على راي عمر والله يوافق راي عمر وغيرها من الاكاذيب وكذلك رفعوا شان عائشة دون زوجات الرسول لانها خالفت القران (( وقرن في بيوتكن)) وخرجت تجيش الجيوش لحرب الامام علي لكي تكمل ما بداه ابوها وعمر.....ومن الامور التي حاولوا فعلها هو ان ينسبوا لاعداء اهل البيت كل فضيلة ثابته لاهل البيت ومنها الولاية التكوينية فهم ... فلوا ادعيناها نحن لاهل البيت لقالوا انه غلو وهم يدعونها لغيرهم مثل حديث يا سارية الجبل .... عَنِ ابْنِ عُمَرَ : أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، بَعَثَ جَيْشًا , وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ رَجُلا يُدْعَى سَارِيَةَ ، قَالَ : فَبَيْنَا عُمَرُ يَخْطُبُ ، قَالَ : فَجَعَلَ يَصِيحُ , وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ : يَا سَارِيَةُ الْجَبَلَ ، يَا سَارِيَةُ الْجَبَلَ . قَالَ : فَقَدِمَ رَسُولُ الْجَيْشِ , فَسَأَلَهُ , فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، لَقِينَا عَدُوَّنَا فَهَزَمُونَا وَإِنَّ الصَّائِحَ لَيَصِيحُ ، يَا سَارِيَةُ الْجَبَلَ ، يَا سَارِيَةُ الْجَبَلَ ، فَشَدَدْنَا ظُهُورَنَا بِالْجَبَلِ , فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ ، فَقِيلَ لِعُمَرَ : إِنَّكَ كُنْتَ تَصِيحُ بِذَلِكَ .......وحديث رسالة عمر الى نهر النيل...
قال أبو القاسم عبدالرحمن بن عبدالله بن الحكم بن أعين القرشي المصري - رحمه الله - في كتابه (فتوح مصر وأحضارها) صـ (104
فلما فتح عمرو بن العاص مصر كما حدثنا ابن صالح عن ابن لهيعة عن قيس بن الحجاج عمن حدثه
أتى أهلها إلى عمرو بن العاص حين دخل بئونة - من أشهر العجم - فقالوا له أيها الأمير إن لنيلنا هذا سنة لا يجري إلا بها، فقال لهم: وما ذاك؟ قالواإنه إذا كان لاثنتي عشرة ليلة تخلوا من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر بين أبوابها، فأرضينا أبويها وجعلنا عليها من الحلي والثياب أفضل ما يكون، ثم ألقيناها في هذا النيل، فقال لهم عمرو : إن هذا لا يكون في الإسلام، وإن الإسلام يهدم ما قبله، فأقاموا بئونة وأبيب ومسرى لا يجري قليلاً ولا كثيراً حتى هموا بالجلاء ،
فلما رأى ذلك عمرو كتب إلى عمر بن الخطاب بذلك ، فكتب إليه عمر : قد أصبت إن الإسلام يهدم ما قبله وقد بعثت إليك ببطاقة فألقها في داخل النيل إذا أتاك كتابي، فلما قدم الكتاب على عمرو فتح البطاقة فإذا فيها من عبدالله عمر أمير المؤمنين إلى نيل مصر ،
أما بعد : فإن كنت تجري من قبلك فلا تجر وإن كان الله الواحد القهار الذي يجريك فنسأل الله الواحد القهار أن يجريك فألقى عمرو البطاقة في النيل قبل يوم الصليب بيوم، وقد تهيأ أمراء مصر للجلاء والخروج منها لأنه لا يقوم بمصلحتهم فيها إلا النيل، فأصبحوا يوم الصليب وقد أجراه الله ستة عشر ذراعاً في ليلة، وقطع تلك السنة السواء عن أهل مصر.........
وكذلك رووا في كتبهم كمثال اخر ظاهرة المشي على الماء وهي من الولاية التكوينية وان لم يسموها كذلك...
أما من مشى على الماء من الصحابة فيذكر ذلك عن سعد بن أبي وقاص في معركة القادسية هو ومن معه، وكذلك العلاء بن الحضرمي و ابو هريرة حين بعث إلى البحرين، قال أبو هريرة: فمشينا على الماء، فوالله فما ابتلت قدم ولا خف بعير ولا حافر دابة، وكان الجيش أربعة آلاف.
وأما من التابعين فأبو مسلم الخولاني غزا أرض الروم فمروا بنهر، وقال لأصحابه: أجيزوا بسم الله ومر بين أيديهم فمروا خلفه على الماء، فلم يبلغ من الدواب إلا إلى الركب، وكان يدعو ويقول: اللهم أجزت بني إسرائيل البحر، وإنا عبادك في سبيلك فأجزنا هذا النهر، ثم قال: اعبروا بسم الله....... الذي نريد قوله انهم ينكرون اي فضيله او منقبة لاهل البيت ويتهمونا بالغلو لكن ينسبون ما هو اشد منها لبعض الصحابة والتابعين من اعداء اهل البيت فعداء عمر معروف للامام علي وكذلك سعد بن ابي وقاص رفض مبايعة الامام علي بالخلافة وابنه عمر هو قائد الجيش الذي حارب الحسين في كربلاء.... وابو هريرة هو اشهر وضاع ومزور احاديث وهو من اتباع معاوية ووالي من ولاته
تعليق