بسم الله الرحمن الرحيم
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ والعَنْ عَدُوّهُمْ
كثيراً ما يسأل النّاس ـ قديماً وحديثاً ـ عن السبب في تأخّر مُحمَّد بن عليِّ بن أبي طالب ] المشهور بابن الحنفيّة عن أخيه الحسين (ع). لمّا سار إلى العراق، مع أنّه العالم الشجاع، الذي أثنى عليه أبوه أميرُ المؤمنين .ومدحه أخوه الحسن (ع). وكيف أقام بعده في الحرمين وسار معه إخوته الصغار كالعبّاس ونحوه؟
ورد له في الأخبار أجوبة أربعةٌ، بعض النّاس لمّا لم يطّلعوا عليها خاضوا في كلام، وبعضهم وقف عن الجواب وتحيّر في الخطاب.
الجواب الأول: أنّ الحسين (ع). أمره بالبقاء في المدينة؛ لأجل مصالح أخيه الحسين (ع). .ومصالح مَن بقي من بني هاشم، حتّى لا يتجرى عامل المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان على أذاهم، حياءً منه أو خوفاً من الخروج عليه.
الجواب الثاني: أنّه أصابته عين، فخرج بيده خراج وعطَّل يده عن المقارعة بالسيوف، فكان هذا عذره في ترك المسير مع أخيه الحسين (ع). . وترك تكليفه في الخروج معه إلى العراق.
الجواب الثالث: ما ورد في الأخبار من أنه لمّا عوتب مُحمَّد بن الحنفيه وعبد الله بن العبّاس على ترك المسير معه (ع). ./، قالا: إنا نعرف مَن يخرج معه ويستشهد في حضرته، ونعرف أسماءهم وأسماء آبائهم بعهدٍ عهده إلينا أمير المؤمنين (ع). ، قال مُحمَّد بن الحنفيّة: ولم يكن فيه اسمي، فكيف أخرج معه إلى العراق.
الجواب الرابع: ما رواه مُحمَّد بن يعقوب الكليني (طاب ثراه) في كتاب الرسائل، بإسناده إلى حمزة بن حمران، عن أبي عبد الله قال: ذكرنا خروج الحسين (ع). وتخلّف ابن الحنفية، فقال أبو عبد الله (ع). .: "يا حمزة، إنّي سأُخبرُك بحيث لا تسأل عنده بعد مجلسك هذا، إنّ الحسين .(ع). لمّا فصل متوجهاً، دعا بقرطاس وكتب فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم، من الحسين بن عليِّ بن أبي طالب إلى بني هاشم..
أمّا بعد؛ فإنّه مَن لحق بي منكم استشهد، ومَن تخلّف لم يبلغ مبلغ الفتح، والسلام".
وبالجملة: مُحمَّد بن الحنفية أجلّ قدراً وأرفع شأناً من أن يلحقه نقص أو طعن في أمرٍ من الأمور.
وأما عبد الله بن العبّاس، فقد وردت الأخبار ناعية عليه في بعض الحالات، ومع هذا لا نعتقد فيه إلاّ الفوز والصلاح، والله الموفق والمعين.
المصدر // زهر الربيع: 528
للسيد نعمة الله الجزائري
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ والعَنْ عَدُوّهُمْ
كثيراً ما يسأل النّاس ـ قديماً وحديثاً ـ عن السبب في تأخّر مُحمَّد بن عليِّ بن أبي طالب ] المشهور بابن الحنفيّة عن أخيه الحسين (ع). لمّا سار إلى العراق، مع أنّه العالم الشجاع، الذي أثنى عليه أبوه أميرُ المؤمنين .ومدحه أخوه الحسن (ع). وكيف أقام بعده في الحرمين وسار معه إخوته الصغار كالعبّاس ونحوه؟
ورد له في الأخبار أجوبة أربعةٌ، بعض النّاس لمّا لم يطّلعوا عليها خاضوا في كلام، وبعضهم وقف عن الجواب وتحيّر في الخطاب.
الجواب الأول: أنّ الحسين (ع). أمره بالبقاء في المدينة؛ لأجل مصالح أخيه الحسين (ع). .ومصالح مَن بقي من بني هاشم، حتّى لا يتجرى عامل المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان على أذاهم، حياءً منه أو خوفاً من الخروج عليه.
الجواب الثاني: أنّه أصابته عين، فخرج بيده خراج وعطَّل يده عن المقارعة بالسيوف، فكان هذا عذره في ترك المسير مع أخيه الحسين (ع). . وترك تكليفه في الخروج معه إلى العراق.
الجواب الثالث: ما ورد في الأخبار من أنه لمّا عوتب مُحمَّد بن الحنفيه وعبد الله بن العبّاس على ترك المسير معه (ع). ./، قالا: إنا نعرف مَن يخرج معه ويستشهد في حضرته، ونعرف أسماءهم وأسماء آبائهم بعهدٍ عهده إلينا أمير المؤمنين (ع). ، قال مُحمَّد بن الحنفيّة: ولم يكن فيه اسمي، فكيف أخرج معه إلى العراق.
الجواب الرابع: ما رواه مُحمَّد بن يعقوب الكليني (طاب ثراه) في كتاب الرسائل، بإسناده إلى حمزة بن حمران، عن أبي عبد الله قال: ذكرنا خروج الحسين (ع). وتخلّف ابن الحنفية، فقال أبو عبد الله (ع). .: "يا حمزة، إنّي سأُخبرُك بحيث لا تسأل عنده بعد مجلسك هذا، إنّ الحسين .(ع). لمّا فصل متوجهاً، دعا بقرطاس وكتب فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم، من الحسين بن عليِّ بن أبي طالب إلى بني هاشم..
أمّا بعد؛ فإنّه مَن لحق بي منكم استشهد، ومَن تخلّف لم يبلغ مبلغ الفتح، والسلام".
وبالجملة: مُحمَّد بن الحنفية أجلّ قدراً وأرفع شأناً من أن يلحقه نقص أو طعن في أمرٍ من الأمور.
وأما عبد الله بن العبّاس، فقد وردت الأخبار ناعية عليه في بعض الحالات، ومع هذا لا نعتقد فيه إلاّ الفوز والصلاح، والله الموفق والمعين.
المصدر // زهر الربيع: 528
للسيد نعمة الله الجزائري
تعليق