تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
الصديقة الزهراء
(عليها السلام)
بقلم
تـقي محمد الحسني
الفهرس
· مقدمة
· الصدّيق في اللغة وفي القران الكريم
· مريم الصديقة وفاطمة الصديقة الكبرى
· حجية مريم(عليها السلام) على الخلق
· حجية فاطمة الزهراء(عليها السلام) على الخلق
· معرفة فاطمة الزهراء(عليها السلام)
· شبهات وردود
قال الله تعالى:
{وَ مَن يُطِع اللَّهَ وَ الرَّسولَ فَأُولَئك مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَ الصدِّيقِينَ وَ الشهَدَاءِ وَ الصلِحِينَ وَ حَسنَ أُولَئك رَفِيقاً}
مقدمة
يخرج صوت من بيت رسول الله(صلى الله عليه واله) يسمع أهل مكة صداه, ونور تستبشر به الملائكة في السماوات. صيحات طفل ملأت الدنيا سعادة, وتباهت مكة بمولود نبي الأمة وخاتم الرسل بعد أن كانت الأحزان تصاحبه مع ولادة كل مولود, حتى عيرت قريش رسول الله (صلى الله عليه واله), بأنه أبتر, وأنه انقطع نسله, جاءت فاطمة لتعصب أفواه القوم وتلجمها, جاءت هذه المولودة المباركة, وهي الأولى والأخيرة بعد القاسم وعبد الله([1]), جاءت فاطمة الزهراء ميمونة طاهرة زكية, لتضيء الشمس من نورها, والقمر من بهاءها, والنهار من بركة وجودها, بل هي نور الأنوار([2]), وسر الأسرار .
إن معرفة الزهراء (عليها السلام) له طرق نصت عليها روايات أهل البيت(عليهم السلام) – لا اعني معرفة كنهها([3]) - وكل إنسان يفهم بقدر عقله وفكره( إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها), فبعضهم يفهم من شخصية الزهراء (عليها السلام) أنا أنموذجية ! وبعضهم يفهم أنها زوجة مثالية !, وبعضهم حد فهمه أن يرى فيها قدوة لنساء العالمين !, وبعضهم يحاول أن ينزل بهذه المعرفة الى مستوى هابط والى قعر المادة ليقع في مغالطات وتناقضات لا تحمد عقباها.
لكن معرفتها وقضيتها أعظم بكثير, فعند البحث عن خبايا ذاك السر المستودع فيها نصل الى أن روحها المقدسة خلقت من نور عظمة الله كما نصت الروايات الشريفة([4]) فأن اضافة النور الى الله عز وجل يعطيه خصوصية عالية, فأن الله تعالى نور السماوات والارض, والنور الذي خلقه ونسبه اليه يصعب على العقول فهمه قال الله تعالى: { *ª!$#â‘qçRÅVºuq»yJ¡¡9$#ÇÚö‘F{$#ur4ã@sWtB¾ÍnÍ‘qçR;o4qs3ô±ÏJx.$pkŽÏùîy$t6óÁÏB(ßy$t6óÁÏJø9$#’Îû>py_%y`ã—(èpy_%y`–“9$#$pk¨Xr(x.Ò=x.öqx.A“Íh‘ߊ߉s%qãƒ`ÏB;otyfx©7pŸ2t»t6•B7ptRqçG÷ƒy—žw7p§‹Ï%÷ŽŸ°Ÿwur7p¨ŠÎ/óxîߊ%s3tƒ$pkçJ÷ƒy—âäûÓÅÓãƒöqs9uróOs9çmó¡|¡ôJs?Ö‘$tR4î‘qœR4’n?tã9‘qçR3“ωöku‰ª!$#¾ÍnÍ‘qãZÏ9`tBâä!$t±o„4ÛUÎŽôØo„urª!$#Ÿ@»sWøBF{$#Ĩ$¨Y=Ï93ª!$#urÈe@ä3Î/>äóÓx«ÒOŠÎ=tæÇÌÎÈ’ÎûBNqã‹ç/tbÏŒr&ª!$#br&yìsùöè?tŸ2õ‹ãƒur$pkŽÏù¼çmßJó™$#ßxÎm7|¡ç„¼çms9$pkŽÏùÍir߉äóø9$$Î/ÉA$|¹Fy$#urÇÌÏÈ}([5])
أردنا بهذه المقدمة العجولة أن ننبه على أمور قبل الخوض في غمار هذا البحث منها:
1- إن معرفة كنه وحقيقة فاطمة الزهراء(عليها السلام) أمر لا يدركه إلا الله والراسخين في العلم
2- إن لمعرفة الزهراء (عليها السلام) طرق بينها لنا المعصومين (عليهم السلام)
3- أنها البنت الوحيدة للنبي الخاتم(صلى الله عليه واله), كما سنوضح آخر البحث
4- أن ولادتها بعد القاسم وعبد الله ابنا النبي الخاتم(صلى الله عليه واله)
([1]) راجع, بنات النبي أم ربائبه, العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي. وغيره
[2])(معاني الاخبار, باب نوادر المعاني: ج53 ص396
([3]) الناس فطموا عن معرفتها
([4] ) بهذا نصت الروايات الكثيرة ومن الفريقين, ففي الحديث عن جابر بن يزيد الجعفي أنه سأل الامام الصادق(عليه السلام): لم سميت فاطمة الزهراء, زهراء؟ فقال: لأن الله عز وجل خلقها من نور عظمته فلما أشرقت أضاءت السماوات والارض بنورها وغشيت أبصار الملائكة وخرت الملائكة لله ساجدين وقالوا: إلهنا وسيدنا ما هذا النور فأوحى الله إليهم هذا
نور من نوري وأسكنته في سمائي خلقته من عظمتي أخرجه من صلب نبي من أنبيائي أفضله على جميع الانبياء وأخرج من ذلك النور أئمة يقومون بأمري يهدون إلى حقي وأجعلهم خلفائي في أرضي بعد انقضاء وحيي. العلامة المجلسي, بحار الانوار: ج43 ص12. وعلى هذا دلت الروايات الكثيرة
([5] ) سورة النور, الاية 36,35. ولمن اراد أن يراجع اكثر عليه ان يرجع الى تفسير آية الكرسي, وتفسير الاية الثالثة من سورة الشورى, فأن نور العظمة أعلى من نور العلو, فأن وصف العظيم في آية الكرسي, وآية الشورى ورد بعد وصف العلي.