بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
لازلنا مع تفاعلات أيام عاشوراء، وأود أن أوجه نصيحة لأبنائي وأعزائي الرواديد الذين يشدُّون الناس بأبي عبد الله الحسين (ع) بأصواتهم ومزيج روحهم، وأرجو أن يتنبهوا لها:
1 ـ الشعائر الحسينية وحتى الممارسات الخاطئة التي يؤديها العاشقون لأبي عبدالله الحسين عليه السلام المفجوعون بمصيبته، وما جرى عليه، بدافع العشق والولاء والمواساة والنية الصادقة هي واد مقدسٌ لا يحق لمثلي إلا أن يحتفي أمام طهره وقدسه، فلسنا نريد الاقتراب من نوايا هؤلاء الوالهين المحترقين بمحبة الحسين (ع)، ولكن لا يمنعنا هذا من تنزيه الشعائر من أي ممارسة عملية تضر بها .
2 ـ موضوع التطبير من الموضوعات الفقهية التخصصية التي تخضع لأراء وفتاوى الفقهاء، ولا يستطيع صغار أهل العلم فضلاً عن الرواديد الذين كل رصيدهم هو الصوت الجميل والمشاعر الجياشة النبيلة إعطاء رأي فيها، وكما أن من أجازه معذور إذا أدى إلى ذلك اجتهاده، كذلك من يحرمه معذور أيضاً ولا يحق لأحد الاعتراض عليه، وهذا من بديهيات مذهبنا .
3 ـ العلماء الذين يفتون بحرمة التطبير هم من أكابر مراجع الطائفة في الوقت الحاضر، وفتواهم نابعة من حرصهم على تنقية الشعائر الحسينية من أي شيء يؤدي للإساءة إليها، ولهم استدلالاتهم، ولا نريد الدخول في الاستدلالات الفقهية ولكن إجمالاً نقول:
التطبير كممارسة أمر مستحدث لاشك ولا شبهة في ذلك، وقد أجازه بعض العلماء بشرطين: عدم الضرر، وأن لا يؤدي إلى التشنيع على المذهب، وحرمه بعضهم لعدم كونه من أفراد الحزن، وبناء على أدائه إلى الأمرين المذكورين: الضرر والتشنيع على المذهب.
وحاول بعض تأصيله في الشريعة وتلمس أدلة على استحبابه.
وأنقل هنا رأي علم من أعلامنا وهو حجة في المباني الفقهية المرجع الكبير المحقق السيد أبو القاسم الخوئي قدس سره، قال في جواب استفتاء: " لا يجوز التطبير إذا كان فيه ضرر معتد به أو كان وهناً للمذهب" وفي استفتاء آخر موجود في كتاب صراط النجاة " لم يرد نص بشعاريته فلا طريق إلى الحكم باستحبابه " ولا أظن أحداً يشك أن التطبير في الوقت الحاضر من أبرز ما يستخدم في الذم والتشنيع على الشيعة، ونسبتهم إلى الجهل والخرافة.
4 ـ وإذا كان البعض يتحسس من منع الجمهورية الإسلامية منه (التطبير)، فهذا لسبب بسيط وهو أن الفتوى إذا تحولت إلى قانون في الجمهورية الإسلامية فكل دولة تفرض قانونها وتعاقب عليه، ولا يختص ذلك بمسألة التطبير، بل له أمثلة كثيرة اقتصرت فيها الجمهورية الإسلامية على فتوى واحدة من بين فتاوى الفقهاء.
5 ـ ما يقلق أن الأمر لم يقف عند التطبير، وهناك سيل من الخرافات التي لو اعتبرنا التطبير صحيحاً فهي لا تصح البتة، مثل الدخول في النار، والدوس على الجمر، أو إدخال الكلاليب في الجسد، وأمثال ذلك مما هو موجود في ثقافات بعيدة عن ديننا كالبوذية والهندوسية، ومن الواضح أن أئمتنا سلام الله عليهم شيدوا المذهب على ركائز متينة من العقل والحكمة والاستدلال، والإطاحة بهذه الركائز عبر العاطفة والرادوديات يتيه بنا في وادي الخرافات .
6 ـ بعض الرواديد للأسف تخطى الحدود في تعريضه بالمرجعيات، فإذا كان مرجعه يجيز فليطبر هو وليترك ساحة المراجع والبحوث الفقهية لأهلها، فإن عاقبة ذلك غير محمودة.
ومن العيب أن يزايد بمرجلة التطبير! على العلماء الأجلاء الذين شهدت لهم كافة ساحات العلم والفضيلة، والجهاد وجبهات الحرب والقتال، ومقارعة الاستكبار العالمي وإسرائيل في جنوب لبنان وفي غزة، وليعلم ابننا العزيز هذا إن إثارة الخلافات الشيعية الشيعية خيانة كبرى ينبغي النأي عنها.
المصدر :
http://www.fajrweb.com/page-1118-%D8...%8A%D8%B1.html
تعليق