إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الزّواج المنقطع بين التّحليل والتّحريم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الزّواج المنقطع بين التّحليل والتّحريم

    الزّواج المنقطع بين التّحليل والتّحريم
    ومتطلّبات الواقع العصري
    متابعة: حسين أحمد سليم
    الزّواج المنقطع, أو مايسمّى بالزّواج المؤقّت, أو ما يتمّ التّداول به على ألسن العامّة بزواج المتعة...هو قضيّة هامّة من القضايا الفقهيّة الشّائكة والمعقّدة, التي أهرق حولها من حبرالطّباعة, ما لم يهرق حول مثيل لها من القضايا الأخرى المعقّدة والشّائكة, والتي كثرفيها وحولها الجدل والإجتهاد, والمواقف المتطرّفة, بين مذهب أهل السّنّة ومذهب أهلالشّيعة, فأهل السّنّة حرّموها... وأهل الشّيعة أباحوها... ولكلّ منهجه الذي يتحصّنخلفه, وموقفه الذي يعتمد عليه من الرّوايات وغيرها في اجتهادات وفتاوى التّحريم واجتهاداتوفتاوى الإباحة...
    وليست قضيّة زواج المتعة,سوى واحدة من تلك القضايا الخلافيّة, التي تلقي الضّوء على أزمة معيّنة, قائمة بينرؤى طائفتين كبيرتين, والتي دفعت إلى قلب الحقائق, وتحويل الفروع إلى أصول, وخلطالفقه بالعقيدة, من أجل الإحراج والإرهاب, بحيث دخلت هذه القضيّة في دائرة الأصولوالعقائد... ممّا دفع بالكثير من المجتهدين, إلى الفرار من ساحة الإجتهاد حول هذهالقضيّة, وغيرها من القضايا التي يتطلّب الخوض فيها, كسر العديد من الحواجزوالرّوايات...
    وما دام قد تساوى الموقفان,فإنّ القضيّة بهذا, تدخل في الدّائرة الفقهيّة الإجتهاديّة, التي يجوز الأخذوالرّدّ فيها... والتي توجب من باب الموضوعيّة والأدب العلمي, الوقوف عند الحاجةالعصريّة, لوضع الضّوابط الكفيلة بشرعيّة هذه القضيّة, وكيفيّة تطبيق زواج المتعةوفق إجراءات صحيحة, ليبرز من جديد, ويؤدّي دوره ورسالته التي شُرّع لأجلها, والتيبات مجتمعنا اليوم, بأمسّ الحاجة لها, أمام التّحدّيات العصريّة, التي تقفبالمرصاد... لأنّ الدّين هو نظام سير صحيح للإنسان في هذه الحياة, وهو ما جعله اللهلليسر وليس للعسر... وعلى جميع الفقهاء والمجتهدين من كلا الطائفتين, التّعاونبالإجتهاد والتّكامل والتّنسيق, بما يكفل الحياة المشروعة للنّاس, فيما يتعلّقبهذه القضيّة الإنسانيّة الإجتماعيّة الدّقيقة والمعقّدة والشّائكة, وهو دورهمالرّياديّ والقياديّ, الذي بوّؤوا أنفسهم له, ونصّبوا أنفسهم للنّاس أئمّة وقادة,تكليفا وليس تشريفا...
    فالزّواج أساسا, شُرّعلتحقيق تكوين الأسرة من جهة, ومن جهة أخرى, تحقيق الإشباع الجنسي... لأنّ الله خلقالمرأة سكنا للرّجل, كما خلق الرّجل سكنا للمرأة... وليس من المعقول, إغفال العاملالجنسي, ودوره في استقرار الأسرة, واستمرار الزّواج, ونحن لا نواجه رسلا معصومين,وإنّما نواجه بشرا مخلوقين, لهم غرائزهم وشهواتهم, التي تشكّل الدّافع الأكبر نحوالزّواج, فإذا ما حدث خلل أو تقصير في الجانب الجنسي, فإنّ مستقبل هذا الزّواج سوفيكون مهدّدا, ولم ولن ولا تفلح المثاليّة والقيم في تحقيق الإستقرار والدّيمومةله...
    الدّافع الجنسي الغريزي هوالدّافع الأوّل, الذي يدفع بالرّجل نحو الإقتران بالمرأة... يأتي بعده الدّافعالأسري, أي الإنجاب وتكوين الأسرة... ولا يمكن القول أنّ الرّجل المتقدّم للزّواجاليوم, قد وضع في حسابه أهداف الزّواج ورسالته, أو هو على وعي بهذا الأمر... كذلكحال الفتاة التي سوف يقترن بها... بل هو حال أسرة الزّوج وأسرة الزّوجة... فالجميعقد أغفل هذا الأمر الهامّ, وصبّ اهتمامه وتفكيره في المحيط المادّي, أي توفيرالإمكانات المادّيّة لمثل هكذا زواج, فالزّوج الصّالح في نظر الأسر والعائلات اليوم,هو الزّوج القادر على القيام بأعباء الزّواج وتكاليفه... أمّا ثقافته ووعيه بأهدافالزّواج ورسالته, فتلك قضيّة لا تشغل بال القوم ولا تعني بال العائلات بشيء...
    من هنا, فإنّ حالة الزّواجاليوم, هي حالة مادّيّة بحتة, تقوم على أساس المادّة والشّهوة الجنسيّة, ولا تضعفي حسابها أهداف الزّواج ورسالته, والأهليّة لتحمّل المسؤوليّة... ممّا نتج عن هذهالصّورة من التّطبيق العشوائي للزّواج, الكثير من المشكلات التي تؤدّي غالبا إلىالإنفصال بين الزّوجين, وسقوط الأسرة بعد فترة قصيرة من تأسيسها... ونحن اليومنواجه, حالات كثيرة من الزّواج الدّائم, سرعان ما تتحوّل إلى زواج مؤقّت, بسببخلافات وتنافر وعدم وعي وخلافه...
    من هنا, يمكن القول أنّمستقبل الأسرة, أو مستقبل الزّواج أمر لا يرتبط بمسألة الدّيمومة بقدر ما يرتبطبمدى وعي الزّوجين وتمسّكهما بالأخلاق الكريمة والمناقب الرّفيعة في رضى اللهوتقوى الله وعلى سنن الله وشرائعه...
    فالوعي والقيم والأخلاقالكريمة والمناقب الرّفيعة... هي التي تحفظ الزّواج وتحقّق الإستقرار والدّيمومةله... ومثل ذلك ينطبق بحذافيره على الزّواج المؤقّت, أو الزّواج المنقطع, أو مايسمّى بزواج المتعة... فإنّ الوعي الباطني والعرفان الذّاتي, وعقلنة القلب وقلبنةالعقل, والإستنارة بالإستبصار, والقيم العالية والأخلاق الكريمة والمناقب الرّفيعةهي التي تحفظ هذا الزّواج ولا تخرج به عن هدفه ورسالته...
    إنّ زواج المتعة, إنّما يقومعلى وضوح الرّؤية والهدف من البداية, بينما الزّواج الدّائم الذي هو الأصل, لا يضعفي حسابه شيئا من الوعي والوضوح بمسألة الكفاءة, وتحمّل المسؤوليّة والوعي بأهدافالزّواج ورسالته...
    المشكلة الجنسيّة فرضت نفسهاعلى واقعنا العصري, وبات من الضّروري مواجهتها وحسمها, لا التّهرّب منها ومحاصرتهابشتّى المواعظ والزّواجر... وقد زاد هذه المشكلة حدّة حالات الإختلاط بين الشّبابوالشّبات والرّجال والنّساء في شتّى الميادين والمجالات والأعمال...
    والإسلام كدين سماوي مقدّس,لا ينكر الطّاقة الجنسيّة, ولا يكبتها, ولا يحاربها, بل يعترف بها, ويُيسّر السّبللها, لتفريغها بالطّرق المشروعة, التي تحقّق المصلحة وترفع الضّرر... والغريزةالجنسيّة لا يمكن مقاومتها, بل يجب الإعتراف بها كغريزة فطريّة, جبل عليها الإنسانواعترف بها الإسلام والقرآن...
    وحسما للفوضى الجنسيّةوإشاعة الإباحيّة والحيلولة دون الإنحراف نحو الزّنا, فإنّنا نقف أمام عدّةحلول... تقضي إمّا بكبت الشّهوة الجنسيّة, وهو ما لا يتطابق والفطرة التي فطرالإنسان عليها, عدا ما تؤدّي من مضاعفات سلبيّة وأضرار نفسيّة واجتماعيّة, تؤدّيبصاحبها إلى الإنتحار أو إحداث ردود فعل عكسيّة, تدفعه نحو ممارسة الإغتصابوارتكاب الجرائم الجنسيّة, وهي حالات تزداد يوما بعد يوم على ساحة المجتمعالإنساني...
    وإمّا تحقيق النّكاحالدّائم, الذي تعترضه الكثير من الصّعوبات, ولو كان ميسورا لما كانت هناك مشكلة...ثمّ أن الزّواج الدّائم في حالة تحقيقه, قد لا يحلّ المشكلة الجنسيّة, وبالتّاليتبقى المشكلة قائمة, رغم تحقّق الزّواج, ممّا يدفع بالزّوج أو الزّوجة إلىالإنحراف أو الإنفصال...
    ويبقى الحلّ الذي يتمثّلبالزّواج المؤقّت, أو الزّواج المنقطع, أو ما يسمّى بزواج المتعة, فارضا نفسه علىالواقع كبديل شرعي وواقعي, لمواجهة حالة إجتماعيّة قائمة, تتفاقم بشكل مستمر,وتتركّز في تلك القطاعات الشّبابيّة, التي تأخّر بها سنّ الزّواج رغم أنفها, نتيجةلمتغيّرات العصر وقلّة الحاجة وضيق السّبل...
    إنّ الزّواج المؤقّت, إنّمايفرض نفسه إجتماعيّا, كحلّ جذري وبديل واقعي, لحالة متفاقمة, تهدّد أمن المجتمعوتفتح الأبواب أمام الإنهيار الإخلاقي وشيوع الفاحشة... ومفهوم الزّواج بشكل عامهو الوطء الجنسي, أو اللقاء الجنسي, وما هو إلاّ التّطبيق الحقيقي للزّواج وبدونهيصبح الزّواج هامشيّا...
    ومن هنا, إذا كان الوطء هوهدف الزّواج المؤقّت أو الزّواج المنقطع أو ما يسمّى بزواج المتعة, فإنّ هذاالزّواج لا يخرج بالتّالي عن الرّسالة الحقيقيّة للزّواج... فكم من حالات الزّواجالدّائم لا يتحقّق فيها الوطء... فهل هذا يعني أنّ مثل هذه الحالات لا ينطبق عليهامفهوم الزّواج... وكم من حالات من الزّواج الدّائم لا تتحقّق لها الدّيمومة, فهليعني هذا أنها تخرج عن مفهوم الزّواج؟!...
    الحقيقة أنّ الزّواجالمنقطع, أو الزّواج المؤقّت, أو ما يسمّى بزواج المتعة, ما هو إلاّ زواج شرعيكامل, لا يختلف عن الزّواج الدّائم بشيء, سوى مسألة التّأقيت... ويشتمل على كافّةالشّروط الشّرعيّة, التي أمر بها الله وفق سننه وشرائعه, وعلى رأسها الإيجابوالقبول وتسمية المهر وخلوّ الزّوجة من الموانع الشّرعيّة, وبهذا لا يخرج هذاالزّواج عن رسالة الزّواج في شيء...
    هذا وقد شُرّع زواج المتعةللعانس المتقدّمة في العمر, وللثيّب ولمواجهة حالات إجتماعيّة قائمة وطارئة تتمثّلبكثرة الثيّبات الأرامل, والمطلّقات في مواجهة كثرة من الرّجال, لا يملكون الباءة,والقدرة على القيام بأعباء الزّواج الدّائم... وهنا يكمن الحلّ في مواجهة هذهالحالات, هو الإتّجاه نحو الزّواج المؤقّت المشروع بكافّة ضوابطه الأخلاقيّةوالدّينيّة, الذي لا يكلّف مؤنة ويحصّن هذا الكم من النّساء من الإنحراف...
    هذا ويعتبر الزّواج المؤقّت, هو زواج تجربة بينطرفين, ضاقت بهما السّبل, نحو تحقيق الزّواج الدّائم... وهي تجربة مشروعة, تقومعلى أساس الوعي والوضوح... الوعي بعلاقة كلّ طرف بالآخر وحدود العلاقة... والوضوحبأهداف هذا الزّواج ورسالته... وقد ينتج عن تجربة هذا الزّواج المنقطع, الوئاموالإنسجام بين الطّرفين, فيتّجهان نحو الزّواج الدّائم, وقد يحدث التّنافر فيذهبكلّ منهما إلى حال سبيله... ومثل هذه التّجربة تعتبر أفضل بكثير من تجربة الزّواجالدّائم في زماننا هذا, والتي تقوم على أساس الغموض, وعدم معرفة ووعي كلّ منالطّرفين بالآخر, ممّا ينتج عنه, أن تصبح الزّوجة مهدّدة باطّلاق في أيّ وقت,وأحيانا ما تقود الخلافات الزّوجيّة إلى قتل الزّوج أو قتل الزّوجة...
    ومثل هذه التّجربة هي أفضلكثيرا, من ذلك الوضع المهين, الذي تعيشه كثير من النّساء, السّابحات في بحورالرّذيلة, المتقلّبات بين شتّى الرّجال, دون ضوابط أو محاذير... ففي ظلّ هذهالتجربة المشروعة, لن تخسر المرأة شيئا, بل سوف تربح علاقة شرعيّة, بزوج قد ينبنيعليها مستقبل مشرق لها, في ظلّ أسرة مستقرّة ثابتة الأركان... ومن الخير للمرأة,أن تخوض هذه التّجربة بدلا من انتظار السّراب في ظلّ ظروف اجتماعيّة قاسية, قدتفرض عليها أن تكون عزباء طوال عمرها, أو تعرّضها للإنحراف في طريق الرّذيلة...
    إنّ حالة تطبيق زواج المتعة,لا يمكن ضمان نجاحها وانضباطها بأحكام الشّرع, إلاّ إذا تحلّى طرفا الزّواج بقدرمن الوعي الكامل والخلق الكريم, والتّمسّك بالقيم العالية والمناقب الرّفيعة, حتّىيحفظا هذا الزّواج, ويبتعدا عن الوقوع في المحظور, أو استغلال هذا الزّواج في مآربأخرى, ما أنزل الله بها من سلطان...
    إنّ سلاح القيم والأخلاق,هما الفيصل في العلاقات الإنسانيّة بصورة عامّة, وفي الزّواج بصورة خاصّة...فالقيم والأخلاق, يستقيم على أساسها الزّواج الدّائم أو المؤقّت... والضّابط هناليس عقد الزّواج المؤقّت المدوّن من قبل مرجعيّة دينيّة أو الجهات المختصّة...إنّما الأمر أوّلا وأخيرا, يعود إلى الخلق والقيم والوازع الدّيني, الذي يتحلّى بهكلّ من الزّوج أو الزّوجة, في الزّواج الدّائم أو الزّواج المؤقّت... وسلاحالقانون لا يكفي كأداة ردع في حسم الخلافات الزوجيّة في الزّواج الدّائم, والتيتكتظّ بها المحاكم الشّرعيّة اليوم... ويبقى سلاح الخلق والقيم هو الرّادع الأكبر,لحسم هذه الخلافات, وتحقيق الإستقرار والوئام بين الزّوجين... وهو ما ينطبق علىالزّواج المؤقّت... ويبقى سلاح الخلق والقيم هو الفيصل, لا سلاح القانون...فالقانون لا يرقب سلوك النّاس ولا يرصد مواقفهم وممارساتهم, وإنّما الرّقيبالدّائم للمرء, هو إيمانه وخلقه ووازعه الدّيني...
    مشروعيّة زواج المتعة, لوأنّ المسلمين عملوا بها على أصولها الصّحيحة, من العقد والعدّة والضّبط وحفظالنّسل منها, لانسدّت بيوت المواخير, وأوصدت أبواب الزّنا والعهّار, وقلّت أوانعدمت ويلات هذا الشّرّ على البشر, ولأصبح الكثير من تلك النّسوة المتهتّكات,مصونات, محصّنات... ولتضاعف النّسل, وكثرت المواليد الطّاهرة, واستراح النّاس مناللقطاء... وانتشرت صيانة الأخلاق, وطهارة الأعراق, إلى كثير من الفوائد والموانعالتي لا تعدّ ولا تحصى...
    والزّواج المنقطع, الذييقرّه الفقه الجعفري, مستندا إلى كتاب الله وسنّة نبيّه, هو الحلّ لجميع مشاكلالتّطوّر الإجتماعي في حياة الأسرة.. والزّواج المنقطع, هو الزّواج الكامل, معفارق التّوقيت, وهو البديل الشّرعي عن الزّواج المدني, الذي يلجأ إليه الضّائعون,الذين يفتّشون عن صيغة للزّواج المناسب, لظروف المجتمع الذي يتطوّر بسرعة مذهلة...
    إضافة للشّروط المعمول بهافي الزّواج الدّائم, والتي هي نفسها في الزّواج المنقطع, ما عدا التّأقيت فيالزّواج المنقطع, فقد اجتهد الفقهاء, فيما يُشترط في زواج البكر, سواء كان زواجادائما أو منقطعا, فمنهم من اشترط إذن الأب أو الجدّ لجهة الأب في حال وفاة الأب,ومنهم من أعطى المرأة الرّشيدة البالغة, الحرّيّة في امتلاك قرار إبرام عقدالزّواج, سواء إذا كان دائما أو منقطعا, سيّما وإذا كان ليس لها أبّ أو جدّ لجهةالأبّ يعني ميّتان فهي حينئذ حرّة...
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X