24/12/2012
ما هي الاسباب الحقيقية للمواقف الغربية من الرئيس الاسد ؟

بقلم: العميد المتقاعد أمين حطيط
الذي يتابع الحركة السياسية و الدبلوماسية حول الازمة الدولية القائمة في سورية يكاد يصدق ما يروج له الاعلام الغربي و ملحقاته العربية ، و يعتقد بان الامور حلّت كلها و لم يبق الا نقطة واحدة يُبحث عن اتفاق حولها تتعلق بموقع الرئيس بشار الاسد في الحل القادم ، و حتى لا نسترسل في الخيال ، يكون مفيدا ان نعود الى الايام الاولى التي شنّ فيها العدوان على سورية ، حيث يذكر الجميع انه ما ان رفعت لائحة مطالب اصلاحية حتى تلقفها الرئيس بشار الاسد و عرض السير بها ، بدءا من مراجعة الدستور وصولا الى اي تفصيل من تفاصيل بناء الدولة و تشكيل سلطتها . لكن الجهة المتحكمة بقرار التحرك ردت على التجاوب الرسمي بالمسارعة الى عسكرة الحراك ، ثم و بسرعة مذهلة رفعت شعار اسقاط النظام ، و اكثر تركيزا كان تمسكها بمطلب " رحيل الرئيس" ، و هنا تناغمت صيحات ازقة الداخل الميدانية مع همسات اروقة الخارج الدبلوماسية وركزت كلها عند فكرة واحدة هي انهاء ولاية الرئيس المنتخب دستوريا ، و اعتبار " مشروعيته ساقطة " بقرار و توصيف اميركي كان قد صدر منذ الاسابيع الاولى للازمة . ثم انخرطت الجامعة العبرية ( العربية سابقا) في تنفيذ المهمة المطلوبة منها اميركيا لتقديم حل للازمة السورية يكون محوره " خروج الرئيس الاسد " من المشهد السوري وفي لقاء جنيف حاولت اميركا فرض ارادتها تلك و لما عجزت و خلا اعلان جنيف من هذا الشرط ، سارعت هيلاري كلنتون و قبل ان يجف حبر " الاعلان " الدولي سارعت الى تحريفه و تزويره و القول بان الحل الانتقالي المتفق عليه يبدأ ب" خروج الاسد " ، و عندما كان اجتماع دبلن الثلاثي (اميركا روسيا وامم متحدة ) للبحث عن ألية لتنفيذ اعلان جنيف ، نُسب للمجتمعين انهم توافقوا على حل لا يكون الرئيس الاسد جزءا منه .
امام هذا الموقف المتعاقب المحطات والمركزي القصد نسأل عن سبب هذا التركيز الاميركي على موقع الرئيس الاسد في بلده ، وهو موقف يتخطى اي حق او صلاحية لاميركا في الشأن ، فالدولة المستقلة ذات السيادة لا يعين رؤوساءها و يعتمدهم الا شعوبها وليس للخارج رأي في الموضوع ، فهل تقبل اميركا مثلا ان تشترط عليها روسيا او اي دولة من يكون رئيسها ؟. طبعا لا يمكن ان نرى من اميركا قبولاً لذلك لكنها تجيز لنفسها ان تمارسه على دول العالم عامة و الان في سورية لسببين : الاول متعلق بالذهنية و الثاني بالمصالح التي تريد تحقيقها في سورية و عبرها .
فمن حيث الذهنية ، بات مقطوعا به ان اميركا لا تعترف لدولة سواها بسيادة وطنية و هي التي روجت في العقدين الاخرين لنظرية التدخل الدولي و استباحت الدول بجيوشها و دبلوماسيها و حاولت ان تظهر بمظهر الحاكم الاوحد للعالم . و من حيث المصالح و بمراجعة للتاريخ و في نظرة للواقع و اطلالة على المستقبل نجد ان مصالح اميركا في سورية و عبرها تتناقض مع وجود دولة على رأسها رئيس ذو خصائص سيادية و استقلالية كالرئيس بشار الاسد. و ان اميركا ترى في ازاحة الرئيس السيادي تحقيقا لاكثر من هدف و مصلحة لها ، اذ انه يؤمن لها فرصة الانتقام ممن افشل سياستها في منطقة الشرق الاوسط ، و يوفر فرصة الاستمرار في نشر الفوضى الاميركية الهدامة التي تستشري اليوم في بلدان ما اسمته زورا " الربيع العربي " ، كما انه يؤمن لاميركا التغطية على الجرائم التي ارتكبها ارهابيوها الذين زجت بهم في سورية منذ بدء الازمة . ما يمكن استعراضه كما يلي :
أ. لقد حشدت اميركا عشرات الالاف من ارهابي العالم ومن ونزلاء السجون في 29 دولة تعمل باوامرها و املاءاتها و ارسلتهم الى سورية في مهمة قتل و تدمير لشطب الدولة من المعادلة الاقليمية التي تهدد اسرائيل، فنفذت على ايدي من ضللوا و خدعوا بالقول بانهم سيقاتلون من اجل الاسلام ، و الحرية ، والعدالة – طبعا كل ذلك من فعلهم براء - مهمة ترجمت في الميدان بارتكاب الجرائم التي تسأل عنها في الاصل اميركا كونها المخطط والمحرض و تريد الان حجب الانظار عنها او الصاقها بالدولة للتنصل منها لفظاعتها و بقاء الرئيس الاسد سيقود حتما لملاحقة من ارتكب الجرائم بحق سورية خاصة لجهة :
1) قتل الالاف من السوريين و افشاء ذهنية الاجرام و تشويه الجثث من اجل هدم اركان الوحدة الوطنية.
2) قتل النخب البشرية لحرمان سورية من طاقاتها تلك ، علما بان الانسان هو اساس الثروة السورية .
3) تدمير مئات الالاف من مساكن السوريين و تهجيرهم في الداخل و الى الخارج .
4) تدمير الالاف من المصانع السورية لضرب اقتصادها خاصة في الصناعات التي تنافس الصناعة التركية .
5) تدمير اجزاء واسعة من البنية التحتية في سورية لتعقيد حياة السوريين ، فضلا عن هدر الثروة الوطنية .
6) تدمير و تعطيل العشرات من المرافق الوطنية المدنية و العسكرية و الامنية و الاقتصادية ، من اجل تحويل سورية الى دولة فاشلة .
ب. ومن جهة العلاقة بين اميركا القوة المعتدية و الاسد الرئيس المقاوم لعدوانها فان اميركا تريد ان تنتقم من الرئيس الاسد لانه تسبب في افشال سياستها في الشرق الاوسط و حرمها بعمله مع حلفائه في محور المقاومة و الممانعة فرصة السيطرة خاصة و هي لا تنسى انه :
1) عندما تولى مسؤولياته كرئيس للجمهورية اكد على التزامات سورية و موقعها الاقليمي و الدولي معززا للحلف الاستراتيجي مع ايران ، و محتضنا للمقاومات العربية ضد اسرائيل .
2) عندما احتلت اميركا العراق و جاءت الى سورية بلائحة طلبات تختصر بعبارة واحدة " عليكم الاستسلام و الالتحاق بالقافلة الاميركية و الا... " رفض الاسد الاستسلام و تمسك بموقع سورية المتصاعد صونا للاستقلال و القرار المستقل و الملتزم للحقوق الوطنية و القومية .
3) عندما حاولت اميركا و من باب قراراتها الذاتية او القرارات الدولية الموجهة ضد سورية في سياق اعمالها لنظرية التدخل الدولي المتقدم على السيادة الوطنية خلافا لميثاق الامم المتحدة، وقف الاسد رافضا و متمسكا بالسيادة الوطنية السورية قائلاً " سيادة سورية لا تعلوها سيادة ".
4) عندما شاءت اميركا ان تعيد صياغة الشرق الاوسط كما يلائم مصالحها و ارتأت ان يكون المدخل بتدمير المقاومة في لبنان على يد اسرائيل ، وقف الاسد مع المقاومة و امد حزب الله بصواريخ دكت العمق الاسرائيلي و فرضت على اسرائيل التوقف معلنة هزيمتها في لبنان في العام 2006 لتراكم هزيمتها في العام 2000 .
5) عندما احدث الغرب الانقلاب الاستراتيجي و جعل عملاءه في لبنان في موقع السلطة يمارسونها بذهنية اقصائية الغائية ، و دفعهم لاتخاذ قرارات استفزازية ضد المقاومة لنزع سلاحها ، و ردت المقاومة بما يجب للدفاع عن النفس و انهار استقرار لبنان ، تدخل الاسد لانقاذ الوضع و كان لتدخله الاثر البالغ في الدوحة ما ادى الى اتفاق وضع حد لاستئثار الفريق الاميركي بالسلطة .
6) عندما شنت اسرائيل عدوانها على غزة ، كانت سورية مع حلفائها في محور المقاومة العضد و السند للمقاومة الفلسطنينة التي استطاعات و في المتاح لها من الامكانات ان تمنع اسرائيل من تحقيق اهداف عدوانها .
ج. و يبقى النظر الى مستقبل سورية بعد ما اصابها ، فان اميركا تعتبر ،ان الرئيس بشار الاسد قادر بقدرات سورية الذاتية و عبر تحالفاته الدولية على معالجة مفاعيل العدوان الاميركي على سورية : واعادتها افضل مما كانت – كما حصل في الضاحية الجنوبية لبيروت في لبنان بعد تدميرها على يد اسرائيل في العام 2006 - ، خاصة و ان اميركا تعلم ان كل الحرب النفسية و كل الجهود الاعلامية التي بذلت لم تستطع ان تغير قناعات الشعب السوري و تأييده لرئيسه كما اظهر استطلاع لم ينشر اجري بشكل متخفي من قبل مؤسسة اوروبية و بتمويل قطري و بناء لطلب اميركي ، حيث تبين عبره ان نسبة 56.7 من السوريين سينتخبون بشار الاسد في اي انتخابات حرة تجرى الان (كانت النسبة السابقة منذ ثمانية اشهر و التي اجريت بنفس الطريقة 55%) و لاجل ذلك ترفض اميركا و مجموعتها الغربية اي حل يحتكم فيه لصناديق الاقتراع ، و تصر على تسوية يفرض فيها على الشعب السوري حكامه ( حتى و لو كان خلافا لارادته) لان الحاكم المرفوض من شعبه سيكون ملزما بالارتماء في حضنها لتحميه و يحرم البلاد من الاستقرار و القدرة على التقدم و تأمين رفاهية الشعب و المحافظة على سيادته و حقوقه الوطنية و هو ما تبتغيه اميركا في سياق سياسة تركيع الشعوب . و لان اميركا تعلم ان استمرار بشار الاسد على راس الدولة سيكون الضمان لوحدة لدولة ، و عودتها الى موقعها على الخريطة الاستراتيجية الاقليمية و سيؤدي الى فشل المشروع برمته ، فقد تحول الرئيس بشار الاسد بنظر اميركا الى رمز و دليل قاطع على فشل المشروع الغربي اونجاحه .
د. و مع هذه الحقائق نطرح السؤال : هل ستتمكن اميركا من تحقيق اهدافها في سورية ؟
اننا لا نجد صعوبة في الاجابة بالنفي وسبب طمأنينتنا عائد الى يقين لدينا بان سورية قادرة على الاستمرار في معركتها الدفاعية بنجاح مؤكد مستندة الى قوتها الذاتية المتشكلة من شعبها و جيشها و قيادتها السياسية ، و من محور المقاومة الذي تشكل هي ركنه الاوسط ، و مستفيدة من دعم جبهة دولية تدرك بان مصالحها تتحقق من ثبات سورية و نجاحها في الدفاع و تعلم ان سورية مطبوعة على رفض الاملاء الخارجي و لا تتقبل قرارا لم تتخذه بنفسها حتى و لو كان مصدره شقيق او صديق او حليف . لكل ذلك نقول وحده الشعب السوري يحدد من سيحكمه و لن يصغي هذا الشعب الواعي لتضليل او املاء او خداع و هو مستعد لبذل اليسير المتبقي من التضحيات لاعلان انتصاره القريب
المصدر:
.http://www.arabi-press.com/?page=article&id=57474
ما هي الاسباب الحقيقية للمواقف الغربية من الرئيس الاسد ؟

بقلم: العميد المتقاعد أمين حطيط
الذي يتابع الحركة السياسية و الدبلوماسية حول الازمة الدولية القائمة في سورية يكاد يصدق ما يروج له الاعلام الغربي و ملحقاته العربية ، و يعتقد بان الامور حلّت كلها و لم يبق الا نقطة واحدة يُبحث عن اتفاق حولها تتعلق بموقع الرئيس بشار الاسد في الحل القادم ، و حتى لا نسترسل في الخيال ، يكون مفيدا ان نعود الى الايام الاولى التي شنّ فيها العدوان على سورية ، حيث يذكر الجميع انه ما ان رفعت لائحة مطالب اصلاحية حتى تلقفها الرئيس بشار الاسد و عرض السير بها ، بدءا من مراجعة الدستور وصولا الى اي تفصيل من تفاصيل بناء الدولة و تشكيل سلطتها . لكن الجهة المتحكمة بقرار التحرك ردت على التجاوب الرسمي بالمسارعة الى عسكرة الحراك ، ثم و بسرعة مذهلة رفعت شعار اسقاط النظام ، و اكثر تركيزا كان تمسكها بمطلب " رحيل الرئيس" ، و هنا تناغمت صيحات ازقة الداخل الميدانية مع همسات اروقة الخارج الدبلوماسية وركزت كلها عند فكرة واحدة هي انهاء ولاية الرئيس المنتخب دستوريا ، و اعتبار " مشروعيته ساقطة " بقرار و توصيف اميركي كان قد صدر منذ الاسابيع الاولى للازمة . ثم انخرطت الجامعة العبرية ( العربية سابقا) في تنفيذ المهمة المطلوبة منها اميركيا لتقديم حل للازمة السورية يكون محوره " خروج الرئيس الاسد " من المشهد السوري وفي لقاء جنيف حاولت اميركا فرض ارادتها تلك و لما عجزت و خلا اعلان جنيف من هذا الشرط ، سارعت هيلاري كلنتون و قبل ان يجف حبر " الاعلان " الدولي سارعت الى تحريفه و تزويره و القول بان الحل الانتقالي المتفق عليه يبدأ ب" خروج الاسد " ، و عندما كان اجتماع دبلن الثلاثي (اميركا روسيا وامم متحدة ) للبحث عن ألية لتنفيذ اعلان جنيف ، نُسب للمجتمعين انهم توافقوا على حل لا يكون الرئيس الاسد جزءا منه .
امام هذا الموقف المتعاقب المحطات والمركزي القصد نسأل عن سبب هذا التركيز الاميركي على موقع الرئيس الاسد في بلده ، وهو موقف يتخطى اي حق او صلاحية لاميركا في الشأن ، فالدولة المستقلة ذات السيادة لا يعين رؤوساءها و يعتمدهم الا شعوبها وليس للخارج رأي في الموضوع ، فهل تقبل اميركا مثلا ان تشترط عليها روسيا او اي دولة من يكون رئيسها ؟. طبعا لا يمكن ان نرى من اميركا قبولاً لذلك لكنها تجيز لنفسها ان تمارسه على دول العالم عامة و الان في سورية لسببين : الاول متعلق بالذهنية و الثاني بالمصالح التي تريد تحقيقها في سورية و عبرها .
فمن حيث الذهنية ، بات مقطوعا به ان اميركا لا تعترف لدولة سواها بسيادة وطنية و هي التي روجت في العقدين الاخرين لنظرية التدخل الدولي و استباحت الدول بجيوشها و دبلوماسيها و حاولت ان تظهر بمظهر الحاكم الاوحد للعالم . و من حيث المصالح و بمراجعة للتاريخ و في نظرة للواقع و اطلالة على المستقبل نجد ان مصالح اميركا في سورية و عبرها تتناقض مع وجود دولة على رأسها رئيس ذو خصائص سيادية و استقلالية كالرئيس بشار الاسد. و ان اميركا ترى في ازاحة الرئيس السيادي تحقيقا لاكثر من هدف و مصلحة لها ، اذ انه يؤمن لها فرصة الانتقام ممن افشل سياستها في منطقة الشرق الاوسط ، و يوفر فرصة الاستمرار في نشر الفوضى الاميركية الهدامة التي تستشري اليوم في بلدان ما اسمته زورا " الربيع العربي " ، كما انه يؤمن لاميركا التغطية على الجرائم التي ارتكبها ارهابيوها الذين زجت بهم في سورية منذ بدء الازمة . ما يمكن استعراضه كما يلي :
أ. لقد حشدت اميركا عشرات الالاف من ارهابي العالم ومن ونزلاء السجون في 29 دولة تعمل باوامرها و املاءاتها و ارسلتهم الى سورية في مهمة قتل و تدمير لشطب الدولة من المعادلة الاقليمية التي تهدد اسرائيل، فنفذت على ايدي من ضللوا و خدعوا بالقول بانهم سيقاتلون من اجل الاسلام ، و الحرية ، والعدالة – طبعا كل ذلك من فعلهم براء - مهمة ترجمت في الميدان بارتكاب الجرائم التي تسأل عنها في الاصل اميركا كونها المخطط والمحرض و تريد الان حجب الانظار عنها او الصاقها بالدولة للتنصل منها لفظاعتها و بقاء الرئيس الاسد سيقود حتما لملاحقة من ارتكب الجرائم بحق سورية خاصة لجهة :
1) قتل الالاف من السوريين و افشاء ذهنية الاجرام و تشويه الجثث من اجل هدم اركان الوحدة الوطنية.
2) قتل النخب البشرية لحرمان سورية من طاقاتها تلك ، علما بان الانسان هو اساس الثروة السورية .
3) تدمير مئات الالاف من مساكن السوريين و تهجيرهم في الداخل و الى الخارج .
4) تدمير الالاف من المصانع السورية لضرب اقتصادها خاصة في الصناعات التي تنافس الصناعة التركية .
5) تدمير اجزاء واسعة من البنية التحتية في سورية لتعقيد حياة السوريين ، فضلا عن هدر الثروة الوطنية .
6) تدمير و تعطيل العشرات من المرافق الوطنية المدنية و العسكرية و الامنية و الاقتصادية ، من اجل تحويل سورية الى دولة فاشلة .
ب. ومن جهة العلاقة بين اميركا القوة المعتدية و الاسد الرئيس المقاوم لعدوانها فان اميركا تريد ان تنتقم من الرئيس الاسد لانه تسبب في افشال سياستها في الشرق الاوسط و حرمها بعمله مع حلفائه في محور المقاومة و الممانعة فرصة السيطرة خاصة و هي لا تنسى انه :
1) عندما تولى مسؤولياته كرئيس للجمهورية اكد على التزامات سورية و موقعها الاقليمي و الدولي معززا للحلف الاستراتيجي مع ايران ، و محتضنا للمقاومات العربية ضد اسرائيل .
2) عندما احتلت اميركا العراق و جاءت الى سورية بلائحة طلبات تختصر بعبارة واحدة " عليكم الاستسلام و الالتحاق بالقافلة الاميركية و الا... " رفض الاسد الاستسلام و تمسك بموقع سورية المتصاعد صونا للاستقلال و القرار المستقل و الملتزم للحقوق الوطنية و القومية .
3) عندما حاولت اميركا و من باب قراراتها الذاتية او القرارات الدولية الموجهة ضد سورية في سياق اعمالها لنظرية التدخل الدولي المتقدم على السيادة الوطنية خلافا لميثاق الامم المتحدة، وقف الاسد رافضا و متمسكا بالسيادة الوطنية السورية قائلاً " سيادة سورية لا تعلوها سيادة ".
4) عندما شاءت اميركا ان تعيد صياغة الشرق الاوسط كما يلائم مصالحها و ارتأت ان يكون المدخل بتدمير المقاومة في لبنان على يد اسرائيل ، وقف الاسد مع المقاومة و امد حزب الله بصواريخ دكت العمق الاسرائيلي و فرضت على اسرائيل التوقف معلنة هزيمتها في لبنان في العام 2006 لتراكم هزيمتها في العام 2000 .
5) عندما احدث الغرب الانقلاب الاستراتيجي و جعل عملاءه في لبنان في موقع السلطة يمارسونها بذهنية اقصائية الغائية ، و دفعهم لاتخاذ قرارات استفزازية ضد المقاومة لنزع سلاحها ، و ردت المقاومة بما يجب للدفاع عن النفس و انهار استقرار لبنان ، تدخل الاسد لانقاذ الوضع و كان لتدخله الاثر البالغ في الدوحة ما ادى الى اتفاق وضع حد لاستئثار الفريق الاميركي بالسلطة .
6) عندما شنت اسرائيل عدوانها على غزة ، كانت سورية مع حلفائها في محور المقاومة العضد و السند للمقاومة الفلسطنينة التي استطاعات و في المتاح لها من الامكانات ان تمنع اسرائيل من تحقيق اهداف عدوانها .
ج. و يبقى النظر الى مستقبل سورية بعد ما اصابها ، فان اميركا تعتبر ،ان الرئيس بشار الاسد قادر بقدرات سورية الذاتية و عبر تحالفاته الدولية على معالجة مفاعيل العدوان الاميركي على سورية : واعادتها افضل مما كانت – كما حصل في الضاحية الجنوبية لبيروت في لبنان بعد تدميرها على يد اسرائيل في العام 2006 - ، خاصة و ان اميركا تعلم ان كل الحرب النفسية و كل الجهود الاعلامية التي بذلت لم تستطع ان تغير قناعات الشعب السوري و تأييده لرئيسه كما اظهر استطلاع لم ينشر اجري بشكل متخفي من قبل مؤسسة اوروبية و بتمويل قطري و بناء لطلب اميركي ، حيث تبين عبره ان نسبة 56.7 من السوريين سينتخبون بشار الاسد في اي انتخابات حرة تجرى الان (كانت النسبة السابقة منذ ثمانية اشهر و التي اجريت بنفس الطريقة 55%) و لاجل ذلك ترفض اميركا و مجموعتها الغربية اي حل يحتكم فيه لصناديق الاقتراع ، و تصر على تسوية يفرض فيها على الشعب السوري حكامه ( حتى و لو كان خلافا لارادته) لان الحاكم المرفوض من شعبه سيكون ملزما بالارتماء في حضنها لتحميه و يحرم البلاد من الاستقرار و القدرة على التقدم و تأمين رفاهية الشعب و المحافظة على سيادته و حقوقه الوطنية و هو ما تبتغيه اميركا في سياق سياسة تركيع الشعوب . و لان اميركا تعلم ان استمرار بشار الاسد على راس الدولة سيكون الضمان لوحدة لدولة ، و عودتها الى موقعها على الخريطة الاستراتيجية الاقليمية و سيؤدي الى فشل المشروع برمته ، فقد تحول الرئيس بشار الاسد بنظر اميركا الى رمز و دليل قاطع على فشل المشروع الغربي اونجاحه .
د. و مع هذه الحقائق نطرح السؤال : هل ستتمكن اميركا من تحقيق اهدافها في سورية ؟
اننا لا نجد صعوبة في الاجابة بالنفي وسبب طمأنينتنا عائد الى يقين لدينا بان سورية قادرة على الاستمرار في معركتها الدفاعية بنجاح مؤكد مستندة الى قوتها الذاتية المتشكلة من شعبها و جيشها و قيادتها السياسية ، و من محور المقاومة الذي تشكل هي ركنه الاوسط ، و مستفيدة من دعم جبهة دولية تدرك بان مصالحها تتحقق من ثبات سورية و نجاحها في الدفاع و تعلم ان سورية مطبوعة على رفض الاملاء الخارجي و لا تتقبل قرارا لم تتخذه بنفسها حتى و لو كان مصدره شقيق او صديق او حليف . لكل ذلك نقول وحده الشعب السوري يحدد من سيحكمه و لن يصغي هذا الشعب الواعي لتضليل او املاء او خداع و هو مستعد لبذل اليسير المتبقي من التضحيات لاعلان انتصاره القريب
المصدر:
.http://www.arabi-press.com/?page=article&id=57474