الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد
وعلىاله الطيبين وصحابته اجمعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين
نعود والعود احمد في رحاب معركة جديدة من معارك المسلمين الخالدة اللتي نصر الله فيها عباده الصادقين من المجاهدين على الصليبيين الحاقدين واللتي كانت في الجزائر
مقدمة صغيرة
الصراع بين الحق والباطل ابدي، والصراع بين الاسلام دين الحق الوحيد وبين غيره من الاديان المزيفة المحرفة ازلي ايضا…والصراع بين المسلمين الذين يريدون اخراج كل الناس من الظلمات الى النور وبين اعداء الاسلام من الظلاميين ازلي ايضا … ولم يتوقف هذا الصراع بصفته صراعا دوليا بين المسلمين وغيرهم الا بعد سقوط دولة الاسلام العثمانية على يد اتاتورك سنة 1924 م..اما قبل ذلك فكان التاريخ كله عبارة عن جولات صراع بين دولة الاسلام ودول لكفر..وكان للاسلام النصر في اغلب الجولات …اما بعد سقوط دولة الاسلام ..فصارت الجولات كلها- بل الدولة كلها – للكفر منذ اكثر من 100عام والى ساعة كتابة هذه السطور .
فبعد ان سقطت دولة الاسلام وتولى زمام الامة حكام اقزام كفروا بالله وبالاسلام.. وآمنوا بربوبية الغرب وواشنطن.. وزعموا ان 99 بالمائة من اوراق حل أي قضية بيد واشتطن ..بعد هذا صار الصراع بين دول الكفر وبين الافراد المسلمين …وشتان بين دولة الاسلام التي على راسها خليفة او امام يستطيع تسخير كل ثروات الامة وكل امكانياتها البشرية في مواجهة اعداء الله وبين بضعة ابطال يقارعون دولا !!
في زمن العزة ..زمن خلافة الاسلام العثمانية التي اخضعت اغلب بلاد العالم تحت راية الاسلام وصانت عزة وكرامة الامة الاسلامية على الدوام ..ظهر البطل الصنديد الهمام – الذي لا يعرف عنه معظم ابناء الامة شيئا بينما يعرفون الكثير عن شارلكان والكثير جدا عن مهند و هيفاء واخواتها وسائر اقاربها- اعني به بطل خذا الموضع حسن الطوشي…فما الذي فعله وقدمه –للاسلام والمسلمين -هذا “الحسن الطوشي” الذي نزعم انه بطل من اعظم ابطال الاسلام ؟؟!!
تمهيد
بعد ان نجح شارل الخامس ( شارلكان )الفرنسي في الوصول الى عقد هدنة في ( محرم 945هـ / يونيو 1538م ) مع إسبانية سميت هدنة نيس ومدتها 10اعوام راى ان الوقت المناسب قد ازف لتلقين ابطال البحر المسلمين درسا لاينسوه في وجوب احترام الدولة العظمى فرنسا!!
حسن الطوشي واليا على الجزائر
في هذا الوقت كان حسن الطوشي واليا على الجزائر من قبل دولة الاسلام العثمانية خليفة لخير الدين بربروسا الذي استدعاه السلطان سليمان الأول ليقود حملة كان الهدف منها محاولة استعادة الاندلس التي وصلت اخبار اضطهاد الإسبان لاهلها كل ارجاء بلاد الاسلام انذاك….وكان فتح السلطان سليمان لبغراد قد رفع الروح المعنوية عنده وعند ابطال الاسلام عامة…ولم يجد السلطان اشجع ولا اقدر من خير الدين على قيادة تلك الحملة فاستدعاه وولى مكانه حسن الطوشي.الذي كان أخص رجاله وأشجع أبطاله وكان يتصف بالعقل والعلم الواسع هذا إضافة لورعه وتدينه الشديد وحميته الإسلامية العالية ومن يومها سطع نجم حسن الطوشي في سماء البطولة والجهاد بتلك البقاع والبلاد. وعمل على توطيد الأمن الداخلي ووضع الأسس للإدارة المستقرة ومحاولة جمع أطراف البلاد حول السلطة المركزية بالجزائر وعمل على قهر القرصنة الأوروبية الصليبية فأبلى في ذلك بلاءًا حسنا وسار شخصه مثالا بارزا في البطولة والتضحية الإسلامية في سبيل الدفاع عن بلاد الإسلام في الشمال الإفريقي فأكسب الجزائرمهابة ومخافة في قلوب الأعداء.
الإمبراطور شارلكان الصليبي
كان شارلكان الذي اسلفنا الذكر عنه من الد اعداء ملوك النصارى للإسلام والمسلمين على مر العصور فهو شارل الخامس حفيد كل من فرناندو وإيزابيلا قديسا إسبانيا اللذان على أيديهما سقطت غرناطة آخر معاقل الإسلام بالأندلس سنة 897 هـ ،وقد أصبح شارلكان إمبراطور الدولة الرومانية المقدسة والتي تضم كل من إسبانيا وبلجيكا وهولندا وألمانيا والنمسا وإيطاليا مما جعل شارلكان محط أنظار ومنتهى آمال كل صليبي على وجه الأرض وقتها عدا فرنسا وإنجلترا فقط.
وعندما توالت ضربات خير الدين وحسن الطوشي على الصليبيين في البحر المتوسط هرع البابا بول الثالث لعاهل الصليبيين الأكبر شارلكان وطلب منه مواجهة خير الدين وحسن الطوشي وأهل الجزائر.
معركة باب الواد- معركة الجزائر الكبرى
عزم شارلكان –كما اسلفنا على تجهيز حملة صليبية كبيرة يقودها بنفسه ليقضي بها على حركة الجهاد الإسلامي في غرب البحر المتوسط فبدأ أولا بتأمين كيد أعدائه الفرنسيين فعقد معاهدة نيس في سنة 945 هـ مع فرنسا لمدة عشر سنوات وبذلك تفرغ للجزائر . وجهزشارلكان حملة عسكرية تستهدف القضاء على حركة الجهاد الإسلامي في الحوض الغربي للبحر المتوسط ، وبذل شارلكان كل جهده ان تكون هذه الحملة من اقوى الحملات ، فضم جيشه أفضل المقاتلين والنبلاء من إسبانيا وألمانيا وإيطاليا ، بالإضافة إلى المتطوعين ، وكان ممن انضم اليه من غير الفرنسيين الجيش الذي أرسله من إسبانيا بقيادة حفيده ” كولونا “. كما أرسل فرسان مالطا140 فارسا و(400 ) مقاتل من المشاة .وأصبح هذا الجيش يضم ( 24 ) ألف مقاتل من المشاة – الراجلين و( ألفي ) فارس .
أما الأسطول فكان يشتمل على ( 450 ) سفينة نقل ضخمة و ( 65 ) سفينة حربية كبرى ، ويبلغ مجموع عدد أفراد البحارة ( 12 ) ألف رجل ، وتولى ) أندريا دوريا ) قيادة القوة البحرية في حين تولى شارلكان بنفسه قيادة الحملة .
ملحمة الصمود الجزائري
رسا شارل الخامس أمام مدينة الجزائر في 28 من شهر جمادى الآخرة سنة ( 948هـ ) الموافق 15 من شهر أكتوبر ( 1541م ) ، وعندما شاهده حسن أغا الطوشي،اجتمع في ديوانه مع أعيان الجزائر وكبار رجال الدولة،وحثهم على الجهاد والدفاع عن الإسلام والوطن قائلا لهم:” ….. لقد وصل العدو ليسبي أبناءكم وبناتكم،فاستشهدوا في سبيل الدين الحنيف،وبعون الله النصر حليفنا ، لاننا نحن أهل الحق…. “فدعا له المسلمون وأيدوه في جهاد العدو،ثم بدأ حسن أغا في إعداد جيوشه والاستعداد للمعركة .
وعندما راى شارلكان استعدادات حسن أغا –واصراره على الصمود- اراد أن يسخر منه،فكتب اليه خطابا كان مما جاء جاء فيه:
“..أنت تعرفني أنا سلطان كل ملة النصرانيين تحت يدي.. إذا رغبت في مقابلتي سلمني القلعة مباشرة…انقذ نفسك من يدي وإلا أمرت إنزال أحجار القلعة في البحار،ثم لا ابقي عليك ولا سيدك ولاالأتراك،وأخرب كل البلاد”.
وصل ذلك الخطاب إلى حسن أغا وأجاب عليه: ” …… تعال واستلم القلعة،ولكن لهذه البلاد عادة ،أنه إذا جاء ها العدو،لا يُعطى إلا الموت ” ،وعندها أيقن شارلكان أن مجاهدي البلد سيقاتلون حتى الموت وأنه من المحال احتلال الجزائر إلا إذا تم تدميرها تدميرا تاما ، وأخذ المجاهدون في استغلال ميزة معرفتهم بطبيعة الأرض والبلد فشنوا حربا شديدة على الصليبيين باستخدام الكر والفروظهرت بطولات رائعة للمجاهدين أمثال ‘الحاج بشير’ الذي تخصص في حصد رؤوس الصليبيين.
ثم كانت المنة الإلهية والمدد الرباني لأهل الإيمان والجهاد المقدس حيث سخر الله عز وجل لجند الإسلام جندا من عنده فأرسل على جيوش الصليبيين الأمطار الغزيرة والرياح العاصفة والأمواج العاتية فاقتلعت الريح الخيام وارتطمت السفن بعضها ببعض وحملت الأمواج العاتية بعض السفن إلى الشاطئ فأخذها المسلمون غنيمة وأفسدت الأمطار مفعول البارود ووسط هذه الضربات الإلهية حاول شارلكان مهاجمة الجزائر عدة مرات ولكنه فشل في كل مرة وفي نفس الوقت كان القائد حسن الطوشي يقود المجاهدين لهجمات قاسية وشديدة أوجعت وأذهلت الصليبيين في نفس الوقت حتى قال أحد فرسان المعبد في تقريره عن القتال ‘لقد أذهلتنا هذه الطريقة في الحرب لأننا لم نكن نعرفها من قبل’.
حاول شارلكان وسط هذه الكوارث حفظ ماء وجهه بالهجوم الشامل على مدينة الجزائر عبر باب الواد في 4 رجب 948هـ ـ 21 أكتوبر 1541م، وعندها كشف أهل الجزائر عن الوجه الحقيقي وظهرت بطولات رائعة خاصة من كتيبة الحاج بكير قائد الفرسان التي أوقعت خسائر كبيرة في صفوف المقدمة الإسبانية، واتبع المسلمون أسلوب الكر والفر العربي القديم في التعامل مع العدو الإسباني، وفشلت محاولات شارلكان لكسب ولو شبر من أرض الجزائر.
بعد الضربات الهائلة التي نالها شارلكان من مجاهدي الجزائر بالإضافة إلى العقاب الإلهي المتمثل في العواصف والأمطار والأمواج لملم شارلكان فلول جيشه وما تبقى من سفنه وانسحب خائبا يجر أذيال الخيبة ويعض يديه من الغيظ والندم. ولشدة خجله من الهزيمة التي مني بها، لم يعد شارلمان الى إسبانيا بل توجه إلى إيطاليا، ليتوارى من الناس خجلا من هزيمته المنكرة،وأرسل حسن الطوشي للسلطان سليمان يبشره بالنصر قائلا:
‘إن الله سبحانه وتعالى عاقب شارل الخامس وجنوده بعقاب أصحاب الفيل وجعل كيدهم في تضليل: وأرسل عليهم ريحا عاصفا وموجا قاصفا فجعلهم بسواحل البحر ما بين أسير وقتيل،وما نجا منهم من الغرق إلا قليل’ .
كان انتصار المسلمبن في هذه المعركة الكبرى انتصارا مؤزرا هز أوروبا بأسرها فقد تم تدمير الحملة الصليبية الحاقدة تدميرا شاملا وتكبدت إسبانيا أفدح الخسائر في الأرواح والمعدات،ونجا شارلكان بأعجوبة،ولاول مرة يشاهد شارلمان منهارا باكيا على الكارثة التي حلت به وكان يقول (فلتكن إرادتك يا رب ) وظل يكررها حتى فر مهزوما مدحورا يجر اذيال الخيبة والهوان. وعلى اثر النصر المؤزر في هذه الملحمة الناريخية انعم السلطان سليمان على حسن الطوشي بلقب باشا مكافأة له على ما قدمه من جهد ، وما بذله من تضحية ، وما أظهره من كفاءة في إدارته للبلاد وإحباطه للهجمة الصليبية التي قادها شارل الخامس والتي كان له فضل لا ينكر في إدارة حربا .

نعود والعود احمد في رحاب معركة جديدة من معارك المسلمين الخالدة اللتي نصر الله فيها عباده الصادقين من المجاهدين على الصليبيين الحاقدين واللتي كانت في الجزائر
مقدمة صغيرة
الصراع بين الحق والباطل ابدي، والصراع بين الاسلام دين الحق الوحيد وبين غيره من الاديان المزيفة المحرفة ازلي ايضا…والصراع بين المسلمين الذين يريدون اخراج كل الناس من الظلمات الى النور وبين اعداء الاسلام من الظلاميين ازلي ايضا … ولم يتوقف هذا الصراع بصفته صراعا دوليا بين المسلمين وغيرهم الا بعد سقوط دولة الاسلام العثمانية على يد اتاتورك سنة 1924 م..اما قبل ذلك فكان التاريخ كله عبارة عن جولات صراع بين دولة الاسلام ودول لكفر..وكان للاسلام النصر في اغلب الجولات …اما بعد سقوط دولة الاسلام ..فصارت الجولات كلها- بل الدولة كلها – للكفر منذ اكثر من 100عام والى ساعة كتابة هذه السطور .
فبعد ان سقطت دولة الاسلام وتولى زمام الامة حكام اقزام كفروا بالله وبالاسلام.. وآمنوا بربوبية الغرب وواشنطن.. وزعموا ان 99 بالمائة من اوراق حل أي قضية بيد واشتطن ..بعد هذا صار الصراع بين دول الكفر وبين الافراد المسلمين …وشتان بين دولة الاسلام التي على راسها خليفة او امام يستطيع تسخير كل ثروات الامة وكل امكانياتها البشرية في مواجهة اعداء الله وبين بضعة ابطال يقارعون دولا !!
في زمن العزة ..زمن خلافة الاسلام العثمانية التي اخضعت اغلب بلاد العالم تحت راية الاسلام وصانت عزة وكرامة الامة الاسلامية على الدوام ..ظهر البطل الصنديد الهمام – الذي لا يعرف عنه معظم ابناء الامة شيئا بينما يعرفون الكثير عن شارلكان والكثير جدا عن مهند و هيفاء واخواتها وسائر اقاربها- اعني به بطل خذا الموضع حسن الطوشي…فما الذي فعله وقدمه –للاسلام والمسلمين -هذا “الحسن الطوشي” الذي نزعم انه بطل من اعظم ابطال الاسلام ؟؟!!
تمهيد
بعد ان نجح شارل الخامس ( شارلكان )الفرنسي في الوصول الى عقد هدنة في ( محرم 945هـ / يونيو 1538م ) مع إسبانية سميت هدنة نيس ومدتها 10اعوام راى ان الوقت المناسب قد ازف لتلقين ابطال البحر المسلمين درسا لاينسوه في وجوب احترام الدولة العظمى فرنسا!!
حسن الطوشي واليا على الجزائر
في هذا الوقت كان حسن الطوشي واليا على الجزائر من قبل دولة الاسلام العثمانية خليفة لخير الدين بربروسا الذي استدعاه السلطان سليمان الأول ليقود حملة كان الهدف منها محاولة استعادة الاندلس التي وصلت اخبار اضطهاد الإسبان لاهلها كل ارجاء بلاد الاسلام انذاك….وكان فتح السلطان سليمان لبغراد قد رفع الروح المعنوية عنده وعند ابطال الاسلام عامة…ولم يجد السلطان اشجع ولا اقدر من خير الدين على قيادة تلك الحملة فاستدعاه وولى مكانه حسن الطوشي.الذي كان أخص رجاله وأشجع أبطاله وكان يتصف بالعقل والعلم الواسع هذا إضافة لورعه وتدينه الشديد وحميته الإسلامية العالية ومن يومها سطع نجم حسن الطوشي في سماء البطولة والجهاد بتلك البقاع والبلاد. وعمل على توطيد الأمن الداخلي ووضع الأسس للإدارة المستقرة ومحاولة جمع أطراف البلاد حول السلطة المركزية بالجزائر وعمل على قهر القرصنة الأوروبية الصليبية فأبلى في ذلك بلاءًا حسنا وسار شخصه مثالا بارزا في البطولة والتضحية الإسلامية في سبيل الدفاع عن بلاد الإسلام في الشمال الإفريقي فأكسب الجزائرمهابة ومخافة في قلوب الأعداء.
الإمبراطور شارلكان الصليبي
كان شارلكان الذي اسلفنا الذكر عنه من الد اعداء ملوك النصارى للإسلام والمسلمين على مر العصور فهو شارل الخامس حفيد كل من فرناندو وإيزابيلا قديسا إسبانيا اللذان على أيديهما سقطت غرناطة آخر معاقل الإسلام بالأندلس سنة 897 هـ ،وقد أصبح شارلكان إمبراطور الدولة الرومانية المقدسة والتي تضم كل من إسبانيا وبلجيكا وهولندا وألمانيا والنمسا وإيطاليا مما جعل شارلكان محط أنظار ومنتهى آمال كل صليبي على وجه الأرض وقتها عدا فرنسا وإنجلترا فقط.
وعندما توالت ضربات خير الدين وحسن الطوشي على الصليبيين في البحر المتوسط هرع البابا بول الثالث لعاهل الصليبيين الأكبر شارلكان وطلب منه مواجهة خير الدين وحسن الطوشي وأهل الجزائر.
معركة باب الواد- معركة الجزائر الكبرى
عزم شارلكان –كما اسلفنا على تجهيز حملة صليبية كبيرة يقودها بنفسه ليقضي بها على حركة الجهاد الإسلامي في غرب البحر المتوسط فبدأ أولا بتأمين كيد أعدائه الفرنسيين فعقد معاهدة نيس في سنة 945 هـ مع فرنسا لمدة عشر سنوات وبذلك تفرغ للجزائر . وجهزشارلكان حملة عسكرية تستهدف القضاء على حركة الجهاد الإسلامي في الحوض الغربي للبحر المتوسط ، وبذل شارلكان كل جهده ان تكون هذه الحملة من اقوى الحملات ، فضم جيشه أفضل المقاتلين والنبلاء من إسبانيا وألمانيا وإيطاليا ، بالإضافة إلى المتطوعين ، وكان ممن انضم اليه من غير الفرنسيين الجيش الذي أرسله من إسبانيا بقيادة حفيده ” كولونا “. كما أرسل فرسان مالطا140 فارسا و(400 ) مقاتل من المشاة .وأصبح هذا الجيش يضم ( 24 ) ألف مقاتل من المشاة – الراجلين و( ألفي ) فارس .
أما الأسطول فكان يشتمل على ( 450 ) سفينة نقل ضخمة و ( 65 ) سفينة حربية كبرى ، ويبلغ مجموع عدد أفراد البحارة ( 12 ) ألف رجل ، وتولى ) أندريا دوريا ) قيادة القوة البحرية في حين تولى شارلكان بنفسه قيادة الحملة .
ملحمة الصمود الجزائري
رسا شارل الخامس أمام مدينة الجزائر في 28 من شهر جمادى الآخرة سنة ( 948هـ ) الموافق 15 من شهر أكتوبر ( 1541م ) ، وعندما شاهده حسن أغا الطوشي،اجتمع في ديوانه مع أعيان الجزائر وكبار رجال الدولة،وحثهم على الجهاد والدفاع عن الإسلام والوطن قائلا لهم:” ….. لقد وصل العدو ليسبي أبناءكم وبناتكم،فاستشهدوا في سبيل الدين الحنيف،وبعون الله النصر حليفنا ، لاننا نحن أهل الحق…. “فدعا له المسلمون وأيدوه في جهاد العدو،ثم بدأ حسن أغا في إعداد جيوشه والاستعداد للمعركة .
وعندما راى شارلكان استعدادات حسن أغا –واصراره على الصمود- اراد أن يسخر منه،فكتب اليه خطابا كان مما جاء جاء فيه:
“..أنت تعرفني أنا سلطان كل ملة النصرانيين تحت يدي.. إذا رغبت في مقابلتي سلمني القلعة مباشرة…انقذ نفسك من يدي وإلا أمرت إنزال أحجار القلعة في البحار،ثم لا ابقي عليك ولا سيدك ولاالأتراك،وأخرب كل البلاد”.
وصل ذلك الخطاب إلى حسن أغا وأجاب عليه: ” …… تعال واستلم القلعة،ولكن لهذه البلاد عادة ،أنه إذا جاء ها العدو،لا يُعطى إلا الموت ” ،وعندها أيقن شارلكان أن مجاهدي البلد سيقاتلون حتى الموت وأنه من المحال احتلال الجزائر إلا إذا تم تدميرها تدميرا تاما ، وأخذ المجاهدون في استغلال ميزة معرفتهم بطبيعة الأرض والبلد فشنوا حربا شديدة على الصليبيين باستخدام الكر والفروظهرت بطولات رائعة للمجاهدين أمثال ‘الحاج بشير’ الذي تخصص في حصد رؤوس الصليبيين.
ثم كانت المنة الإلهية والمدد الرباني لأهل الإيمان والجهاد المقدس حيث سخر الله عز وجل لجند الإسلام جندا من عنده فأرسل على جيوش الصليبيين الأمطار الغزيرة والرياح العاصفة والأمواج العاتية فاقتلعت الريح الخيام وارتطمت السفن بعضها ببعض وحملت الأمواج العاتية بعض السفن إلى الشاطئ فأخذها المسلمون غنيمة وأفسدت الأمطار مفعول البارود ووسط هذه الضربات الإلهية حاول شارلكان مهاجمة الجزائر عدة مرات ولكنه فشل في كل مرة وفي نفس الوقت كان القائد حسن الطوشي يقود المجاهدين لهجمات قاسية وشديدة أوجعت وأذهلت الصليبيين في نفس الوقت حتى قال أحد فرسان المعبد في تقريره عن القتال ‘لقد أذهلتنا هذه الطريقة في الحرب لأننا لم نكن نعرفها من قبل’.
حاول شارلكان وسط هذه الكوارث حفظ ماء وجهه بالهجوم الشامل على مدينة الجزائر عبر باب الواد في 4 رجب 948هـ ـ 21 أكتوبر 1541م، وعندها كشف أهل الجزائر عن الوجه الحقيقي وظهرت بطولات رائعة خاصة من كتيبة الحاج بكير قائد الفرسان التي أوقعت خسائر كبيرة في صفوف المقدمة الإسبانية، واتبع المسلمون أسلوب الكر والفر العربي القديم في التعامل مع العدو الإسباني، وفشلت محاولات شارلكان لكسب ولو شبر من أرض الجزائر.
بعد الضربات الهائلة التي نالها شارلكان من مجاهدي الجزائر بالإضافة إلى العقاب الإلهي المتمثل في العواصف والأمطار والأمواج لملم شارلكان فلول جيشه وما تبقى من سفنه وانسحب خائبا يجر أذيال الخيبة ويعض يديه من الغيظ والندم. ولشدة خجله من الهزيمة التي مني بها، لم يعد شارلمان الى إسبانيا بل توجه إلى إيطاليا، ليتوارى من الناس خجلا من هزيمته المنكرة،وأرسل حسن الطوشي للسلطان سليمان يبشره بالنصر قائلا:
‘إن الله سبحانه وتعالى عاقب شارل الخامس وجنوده بعقاب أصحاب الفيل وجعل كيدهم في تضليل: وأرسل عليهم ريحا عاصفا وموجا قاصفا فجعلهم بسواحل البحر ما بين أسير وقتيل،وما نجا منهم من الغرق إلا قليل’ .
كان انتصار المسلمبن في هذه المعركة الكبرى انتصارا مؤزرا هز أوروبا بأسرها فقد تم تدمير الحملة الصليبية الحاقدة تدميرا شاملا وتكبدت إسبانيا أفدح الخسائر في الأرواح والمعدات،ونجا شارلكان بأعجوبة،ولاول مرة يشاهد شارلمان منهارا باكيا على الكارثة التي حلت به وكان يقول (فلتكن إرادتك يا رب ) وظل يكررها حتى فر مهزوما مدحورا يجر اذيال الخيبة والهوان. وعلى اثر النصر المؤزر في هذه الملحمة الناريخية انعم السلطان سليمان على حسن الطوشي بلقب باشا مكافأة له على ما قدمه من جهد ، وما بذله من تضحية ، وما أظهره من كفاءة في إدارته للبلاد وإحباطه للهجمة الصليبية التي قادها شارل الخامس والتي كان له فضل لا ينكر في إدارة حربا .
تعليق