1/1/2013
صحيفة الوطن العمانية: باختصارالجيش السوري شخصية العام
اختيار محمد البوعزيزي كشخصية للعام 2010 فكرة صائبة، الجسد النحيل صنع التغيير الذي طرق دولا ... لكننا لو أمعنا تفكيرا في الشخصية الحقيقية للعام الذي مضى صمودا وثباتا وتمايزا في الأداء وتضحية، فيمكن القول إنه الجيش السوري..
تستنكر الصحافة الغربية مثل هذا التوقع الذي يمكن الدفاع عنه بشروح بسيطة تؤكده. ويمكن العودة بالذاكرة البسيطة التي مازالت ناضرة حاضرة الى بداية اللحظة في تونس التي تمكنت خلال أيام قليلة فقط من اسقاط الرئيس زين العابدين بن علي، بل فراره وزوجته بما خف حمله وغلا ثمنه تاركين تونس امام خيار آخر بدا واضحا في الانتخابات الاخيرة. ومن تونس الخضراء الى مصر ارض الكنانة، التي وصل غليان شعبها الى ذروته مما دفع رئيسها حسني مبارك الى الرحيل دون إعلان توبته. واما ليبيا، فكانت شهورا من الاختمار الدرامي العسكري الذي لم يكن تمثيلا بل واقعيا الى ابعد الحدود، ووصلت في نهاية المطاف الى مقتل " البطل " الذي ظل شعبه يغلق المنافذ عليه حتى لم يبق امامه سوى أنبوب ماء يختبيء فيه.. وفيما بقي الرئيس اليمني علي عبدالله صالح يكابر ويعاند جاءه انفجار فتاك كاد أن يقضي عليه مما عجل بقرار رحيله كشخص مع انه لم يرحل كنظام.

انصبت العيون على سوريا، لم يبق غيرها مكانا متوترا في الاعلام الذي انبرى يبني كذبات ثم يصدقها.. صحيح ان ثمة حراكا في بعض المواقع والمحافظات وهي باتت معروفة ومكشوفة، الا انها ليست بالمستوى الذي يقدمه ذاك الاعلام. وكان محور تلك الأزمة كلها شخص الرئيس السوري الذي وجهت له كل السهام وكان نقطة الأهداف المحددة.. هجومات وضغوط وأموال بالمليارات وسلاح من كل نوع وتهديد ووعيد، لكن الرئيس كان يستند الى أقوى قوة في سوريا، قوة اظهرت سطوتها ولو من خلال القليل الذي قدمته من حراك .. الجيش العربي السوري الذي أطلت وحدته من قوة بنادقه، جمع الى جانبها دوره التاريخي في حماية الدولة والوطن والشعب.. والرئيس.
يستحق هذا الجيش أن يكون شخصية العام بحق، وان يلبس عباءة الاجلال له على موقفه النبيل من محنة وطنه وكيف هي وطنيته التي تعلو على كل ذات فيه. هل هي عقيدته التي انتصرت، ام هي عروبته السورية، أم هي واقعه التنظيمي أم وأم .. إنها جميعا في لحظة تواضعه واعادة توضيب البيت السوري الذي هو مسؤوليته الأولى والأخيرة.
انتصرت سوريا حتى الآن لأن جيشها هو الذي انتصر، وانتصر الجيش لسوريا لأن سوريا أمه وولاّدته.. الانتصار الوطني يصنعه الجيش، لكن الوطن هو مصنع الجيش أيضا.
المصدر:
http://www.alwatan.com/graphics/2012...opinion.html#1
صحيفة الوطن العمانية: باختصارالجيش السوري شخصية العام
اختيار محمد البوعزيزي كشخصية للعام 2010 فكرة صائبة، الجسد النحيل صنع التغيير الذي طرق دولا ... لكننا لو أمعنا تفكيرا في الشخصية الحقيقية للعام الذي مضى صمودا وثباتا وتمايزا في الأداء وتضحية، فيمكن القول إنه الجيش السوري..
تستنكر الصحافة الغربية مثل هذا التوقع الذي يمكن الدفاع عنه بشروح بسيطة تؤكده. ويمكن العودة بالذاكرة البسيطة التي مازالت ناضرة حاضرة الى بداية اللحظة في تونس التي تمكنت خلال أيام قليلة فقط من اسقاط الرئيس زين العابدين بن علي، بل فراره وزوجته بما خف حمله وغلا ثمنه تاركين تونس امام خيار آخر بدا واضحا في الانتخابات الاخيرة. ومن تونس الخضراء الى مصر ارض الكنانة، التي وصل غليان شعبها الى ذروته مما دفع رئيسها حسني مبارك الى الرحيل دون إعلان توبته. واما ليبيا، فكانت شهورا من الاختمار الدرامي العسكري الذي لم يكن تمثيلا بل واقعيا الى ابعد الحدود، ووصلت في نهاية المطاف الى مقتل " البطل " الذي ظل شعبه يغلق المنافذ عليه حتى لم يبق امامه سوى أنبوب ماء يختبيء فيه.. وفيما بقي الرئيس اليمني علي عبدالله صالح يكابر ويعاند جاءه انفجار فتاك كاد أن يقضي عليه مما عجل بقرار رحيله كشخص مع انه لم يرحل كنظام.

انصبت العيون على سوريا، لم يبق غيرها مكانا متوترا في الاعلام الذي انبرى يبني كذبات ثم يصدقها.. صحيح ان ثمة حراكا في بعض المواقع والمحافظات وهي باتت معروفة ومكشوفة، الا انها ليست بالمستوى الذي يقدمه ذاك الاعلام. وكان محور تلك الأزمة كلها شخص الرئيس السوري الذي وجهت له كل السهام وكان نقطة الأهداف المحددة.. هجومات وضغوط وأموال بالمليارات وسلاح من كل نوع وتهديد ووعيد، لكن الرئيس كان يستند الى أقوى قوة في سوريا، قوة اظهرت سطوتها ولو من خلال القليل الذي قدمته من حراك .. الجيش العربي السوري الذي أطلت وحدته من قوة بنادقه، جمع الى جانبها دوره التاريخي في حماية الدولة والوطن والشعب.. والرئيس.
يستحق هذا الجيش أن يكون شخصية العام بحق، وان يلبس عباءة الاجلال له على موقفه النبيل من محنة وطنه وكيف هي وطنيته التي تعلو على كل ذات فيه. هل هي عقيدته التي انتصرت، ام هي عروبته السورية، أم هي واقعه التنظيمي أم وأم .. إنها جميعا في لحظة تواضعه واعادة توضيب البيت السوري الذي هو مسؤوليته الأولى والأخيرة.
انتصرت سوريا حتى الآن لأن جيشها هو الذي انتصر، وانتصر الجيش لسوريا لأن سوريا أمه وولاّدته.. الانتصار الوطني يصنعه الجيش، لكن الوطن هو مصنع الجيش أيضا.
المصدر:
http://www.alwatan.com/graphics/2012...opinion.html#1
تعليق