الميثـــــــــــاق
أَحَبَّ عليّاً مَن أَحَبَّ مُحمَّدا
ووالاهُ مَن والى وعاداهُ مَن عدا
بهِ أكملَ الرحمنُ للناسِ دينهم
ونعمتُهُ تمّت على كلِّ مَن هَدا
بعَقدِ ولاءٍ لا يُحَلُّ وإنّما
تُمَدُّ بهِ الأعناقُ حبّاً وتُفتدى
وحَسبي موالاتي لطهَ وآلهِ
أجوزُ بها فوقَ الصراطِ لأَسعدا
عليٌّ أميرُ المؤمنينَ وصيُّهُ
ومَن غيرُهُ يومَ الفراشِ توسَّدا
وهَلْ غيرُهُ صلّى عليهِ مُشَيّعاً
فكانَ لهُ مَثوى أضاءَ وجدّدا
وسِبطاهُ لي عينٌ وعينٌ وفطرتي
بفاطمةَ الزهراءِ تستبصِرُ الهُدى
بهم بَاهَلَ المُختارُ ليسَ بغيرهِم
وما بسواهم يُستَجارُ ويُجتَدى
وسَلمانُ منهم آلَ بيتِ مُحمَّدٍ
سلامٌ عليهم في خِتامِ مَنِ ابتدا
وأصحابُهُ الغرُّ الميامينُ في الدُّجى
مَطالِعُ أنوارٍ بها السَّيرُ يُهتَدى
فقُلْ حِطَّةً إن كنتَ ترجو شفاعةً
ولا تدخلوا إلا منَ البابِ سُجَّدا
فإنَّ الصِّراطَ المُستقيمَ صِراطُهُم
وحُبُّ أبي السبطينِ في حدِّهِ مدى
إمامُ الهداةِ العارفينَ وكنزُهم
تجَلَّى بهِ الحقُّ المبينُ ليُقتدى
إمامٌ مبينٌ ربُّ كلِّ فضيلةٍ
ومُحكَمُ آيِ الذكرِ والراسخُ اهتدى
وكاتبُ وحيِ اللهِ للذِّكرِ حافظٌ
ونقطةُ بِسمِ اللهِ في البدءِ تُبتَدى
معَ الحقِّ فرقاناً عليهِ بهِ بدا
إليهِ لهُ منهُ وفيهِ تأيَّدا
تناهت إليهِ المكرُمَاتُ فقصَّرَت
وناجَتهُ أسبابُ السَّماءِ فأورَدا
هو الكلُّ في الإيمانِ للشِّركِ شاخصاً
وجامعةُ الأحزابِ ضاريَةُ الصّدى
فأردى ابْنَ ودِّ العامريّ بضربةٍ
بما وُزِنت كانت أجلَّ وأحمَدا
فسُبحانَ كافي المؤمنينَ قتالَهم
ومُبدي عليّاً قاهرَ الشّرْكِ مُفردا
هوَ الأسَدُ الكرّارُ لا زالَ غالباً
ولا زالتِ الأشرارُ كالحُمرِ شُرَّدا
وقالعُ بابَ الحصنِ تعلمُ خيبرٌ
بأَمجادِ إِيليَّا وما كانَ مُبتَدى
فلا سيفَ إلا ذو الفَقَارِ ولا فتَى
سواهُ عليّا بالكمالِ تفَرَّدا
عليُّ ابْنُ عمَّ المصطفى وربيبُهُ
وأوَّلُ من صَلى وجاهدَ وافتدى
حبَاهُ بأنوارِ النبوّةِ يافعاً
وآخاهُ من دونِ البريّةِ أَوحَدا
لهُ أنفذَ الراياتِ بالنصرِ وَاثِقاً
وأصفاهُ للجُلَّى وزيراً ومُنجِدا
رفيقُ مراقيهِ وزوجُ بتولِهِ
ووالدُ سبطيهِ وما لأُعَدِّدا
وليسَ إلى طينٍ وماءٍ محجّتي
ولا عَصَبيّاتِ العقائدِ لي رِدا
ولكنَّهُ ردٌّ لزورِ مُجادِلٍ
وقد لاذَ في قُربَى قريشَ فسَيَّدا
فسبحانَ مَن ألقى بحُجَّةِ أمرِهِ
وصانَ بها دينَ الرشادِ وسدّدا
فلا مَدخلٌ فيها لبهتانِ باطلٍ
إذا احتجَّ مُحتَجٌّ وراغَ مُفَنِّدا
ليذهَبَ في أهلِ الفسوقِ مُنافقٌ
وتنقَطِعَ الأعذارُ ممَّن تَعنَّدا
ويرقى أخو حظٍّ بسرِّ سموّهِ
ويَنْحَطَّ فيها مَن أضلَّ وألحدا
ويرضى برضوانِ السلامِ أخو الرضى
ويسخَطَ خِبٌّ لا يزالُ مُنَكّدا
وما أنا إلا سالكٌ في مَحجَّةٍ
أجدُّ إلى جَدٍّ وأطلبُ موردا
ولي من ( خَليلٍ )1 فرحةٌ وسلامةٌ
أَتَتْ ( بولسَ )2 النُّعمى فهامَ وأنشدا
وصَافى بها ( جرداقُ )3 سرَّ عمادتي
بحبِّ عليٍّ والولاءَ المجرَّدا
ومَن كَعَليٍّ للقلوبِ وللحِجى
ومَن كعَلَيٍّ رِفعةً وتَعبُّدا
بِهِ المَثَلُ الأعلى وللهِ سرُّهُ
وفي كلِّ شيءٍ من حقائقهِ ندى
ولم يتسمَّ باسْمِهِ قبلُ كائنٌ
منَ الخلقِ أو جاراهُ وصفاً ومَحتِدا
مُحَطِّمُ أصنامِ الطواغيتِ صاعداً
على الكَتِفِ المختومِ ليسَ ليصعدا
ولكنَّهُ أمرٌ قضى بدليلِهِ
ومكنونُ سرٍّ لا يُذاعُ بمنتَدى
لهُ سجَدَت أوثانُ مَن سجدوا لها
فعادوهُ من حقدٍ وكادوهُ حُسّدا
فسَلْ هُبُلاً كم ذا إليهِ تضرَّعوا
وكم أزلفوا دُرّاً لديهِ وعسجدا
وعمَّن رماهُ يومَ خرَّ مُهَشّماً
وأنفاسُهم تجترُّ غيظاً مُصَعّدا
وما آمنوا بل أسلموا تحتَ سيفهِ
وقد أضمروا مكراً وراغوا تَودُّدا
ومَن مثلُهُ حتى يُقاسَ بغيرِهِ
فنلوي إلى تلكَ النظائرِ مَقصدا
وفي نهجِهِ للسائلينَ كفايةٌ
إذا عنعَنَ الراوي وقالَ وأسندا
قرينُ كتابِ اللهِ سرُّ بيانِهِ
بما فوقَ ما لِلخلقِ أهدى وأرشدا
لمن قالَ فيهِ : ( كرّمَ اللهُ وجههُ )
أقولُ وقد شُقَّ الجدارُ ليُولَدا
فهلْ كانَ بطنُ البيتِ ظاهرَ مَكّةٍ
أمِ النَّاصِرُ الحامي كمَن ضَلَّ واعتَدى
إليهِ حَدَونا الراحلاتِ ولم نحِدْ
وما لسواهُ اليومَ نطلبُ معهدا
حنيفاً بإبراهيمَ مِلتُ لملّةٍ
وواليتُ في أسباطهِ الحقَّ سَيِّدا
فلا شمسَ تغريني عنِ الحقِّ حُجّةً
ولا قمَراً في الآفِلينَ وفرقدا
ومِن آلِ إبراهيم آلُ محمّدٍ
وكلُّ صلاةٍ دونَ ذكرِهمُ سُدَى
فهم حُجَّةُ المولى وعُروَةُ حَبلِهِ
وهم سرّهُ الساري مع الدهرِ سَرمدا
وهم نورُهُ ذريَّةً وإمامةً
بهم يُحرِزُ الأبرارُ بالصدقِ مقعدا
مودّتُهم فرضٌ على كلِّ شاهدٍ
شهادةَ ( لا إلا ) و( أنّ مُحمّدا )
سيُسأَلُ عنها في غدٍ كلُّ مُسلِمٍ
ولا أجرَ إلا من ولايتهم جَدا
ذخرتُ إلى يومِ المعادِ محبّتي
لهُم وكفاني إثرَهم متزوّدا
تُصَلِّي عليهم مُهجَتي وجوارِحي
وألهَجُ في أذكارِهم مُتهجّدا
فأسمَعُ في الأكوان من كلِّ ذرَّةٍ
صلاةً وتسبيحاً وذكراً مُمَجّدا
وفي أذُني عينٌ بقلبي بصيرةٌ
وسرّي وجهري باليقينِ توحَّدا
فأشرقَ كوني بالجَّمَالِ وأسفرَت
مشاهدُ غيبٍ تجتلي الذروَ مَشهدا
أضاءَت مشاكي النورِ من عهدِ آدمٍ
بما أُخِذَ الميثاقُ في أوَّلِ البدا
فأسلمتُ للرحمنِ وجهي على هُدىً
أطوفُ بجنَّاتِ النعيمِ مُخلَّدا
أنا اليَعرُبيُّ اختارني الحقُّ شيعةً
على سُنَّةِ الهادي وفطرةِ مَن هدى
وإنّي مسيحيٌّ صبوتُ بأحمدٍ
وفي جِرْنِ مَن هادوا نشأتُ مُعَمَّدا
وفي الصِّينِ لي قلبٌ برَتْهُ غزالةٌ
وصادَتهُ مشغوفاً وكم كانَ أصيدا
وما زلتُ ما بينَ المشارقِ أجتلي
مشاكي بيوتِ النورِ والشوقُ بي حَدا
بكلّ لغاتِ الأرضِ سبّحتُ خالقي
وفوقَ جبالِ الهندِ شيّدْتُ معبدا
فلم تخبُ لي نارٌ على طورِ جلوتي
ولا مُطلَقٌ إلا إليها تقيَّدا
خلعتُ إليها الطينَ دونَ تردُّدٍ
وقد ضلَّ عنها مَن أبى وتردَّدا
ألا كلُّ مَن هاموا إليها أحبَّتي
بسطتُ لهم قلبي إذا بسطوا يدا
فمن يتولَّ الحقَّ مَن كانَ كائناً
فذاكَ أخي حتى ولو كانَ أبعدا
لنا نسَبُ الإيمان من رَحِمِ الهُدى
وإلا إلى الرحمنِ لم نُسرجِ المدى
فطوبى لمن أوفوا فنالوا نعيمهُ
وويلٌ لمن قد أنكروا ما تأَكَّدا
مضت سُنّةٌ في الأوَّلينَ وما لها
مدى الدهرِ تبديلاً ولن تَتَأوّدا
فمالي أرى الأعرابَ مالوا وبدَّلوا
وعادت بهم عادٌ وأعوَرُهم بدا
صليلُ الأفاعي في نواعِقِ دورِهم
وكلبُ ثمودٍ بالنِّبَاحِ تقَوَّدا
يشدّونَ أطناباً بنادي سدومِهم
فلا مُنكَرٌ إلا وفيهم تمَدَّدا
فيا عجباً من أمّةٍ طالَ نومُهم
وحينَ أفاقوا يمَّموا النحسَ مُسعِدا
فألقى بهم في كلِّ شرٍّ وفتنةٍ
وفرّقَهم بالكيدِ حتّى تَسَيَّدا
تشدُّ عليهم للوطيسِ سِياطُهُ
ويلهو فلا يكفيهِ أن يَتَصيّدا
فحتّامَ يا أهلَ الكثيبِ يسوقُكم
إليها أبو جهلٍ وتنحرُكم مِدى
وفيمَ تداعيكم لنهشِ لحومِكم
وأنتم قطيعٌ عضَّهُ كَلَبُ الردى
أفيقوا ولو طرْفاً من الدهرِ كي ترَوا
حبائلَ من أغرى بكم مُتَعمِّدا
توحَّدَ ناسٌ من شعوبٍ وألْسُنٍ
وما ثَمَّ إلا الأرضُ والماءُ والمَدى
فكيفَ على عِرقٍ ونُطقٍ وشِرعةٍ
تفرّقُكُم فيها المذاهبُ والعِدى
ولا تَحسُنُ الأغصانُ إلا كثيرةً
ومن جَذرِ ساقٍ واحدٍ يَنسَغُ الندى
فكونوا شعوباً للهدى وقبائلاً
كراماً بتقوى اللهِ مجداً وسؤْدُدا
ولا تركُنوا فيما عليهِ كأنَّكم
خُلِقتم مطايا للشرورِ ومُعتدى
فما ريعُكم فيها بغيرِ شقائكم
ولا عارُكم يعتادُهُ مَن تَجلَّدا
لقد جَبَّ ما أنتم بهِ من حماقةٍ
أساطيرَ أمجادٍ ولن تتَجدّدا
فما دانتِ الدنيا لغيرِ شَبيبةٍ
يَخِرُّونَ للأذقانِ للهِ سُجّدا
بما قَدِروا لم يأخذوها تكبُّرا
وما عَجِزوا ألقوا إليها تَعمُّدا
أرادتهمُ الدنيا فعافوا نضارَها
وأغرَت فعَفُّوا واستقاموا تَجرُّدا
أَقَرّوا فقَرُّوا أنفُساً مُطمَئنَّةً
بها عمَّرَ اللهُ البلادَ ووتّدا
بصائرُهم جَذلى بقسْطاسِ عدلهِ
وحكمتُهم تجلو القضاءَ المؤكّدا
وهمّتُهم تسري بأسرارِ جودِهِ
إلى النعمةِ الكبرى وتضربُ موعدا
متى يخلصَنَّ الحقُّ من لَبسِ باطلٍ
لمرتادِهِ يلقَ الطريقَ المُعبَّدا
فيمسكُ منهم عروَةً هاشميّةً
ويدخلُ قصراً في السَّماءِ مُشيّدا
فيا ذاهباً في كلِّ رأيٍ ومذهَبٍ
مهِ اسْرِ ليُمنى طورِهم واقتبسْ هدى
هنا بلَدُ الزيتونِ ضاءَ بزيتِهِ
هنا لاحَ برقٌ للكليمِ فأوقدا
هنا الشامُ من سامِ بنِ نوحَ وصيّةٌ
تلاها علينا الياسَمينُ وأكّدا
وأرسى عليها قاسَيونُ شموخَهُ
يقولُ لمن عاثوا خسِئتم مُجدَّدا
وما بينَ نهرِيها إلى حَلَبٍ إلى
مدائنِ بيتِ القدسِ فجرٌ توقَّدا
هُنَا قامَ إبراهيمُ للهِ داعياً
إماماً حنيفاً مُسلِماً ومُوحِّدا
ومن هاهُنَا سارت معَ النورِ هاجرٌ
إلى غيرِ ذي زرعٍ فزمزمَ موردا
لتُسقى بإسماعيلِها كلَّ رحمَةٍ
ومن كلِّ فجٍّ أَمَّهُ كلُّ ذي صَدى
فما كان لولاهُ على الرملِ واحَةٌ
وما كانَ إبراهيمُ للركنِ شيَّدا
ولم يُهدَ للبيتِ المُحرَّمِ عاكفٌ
ولا قائمٌ صلّى ولا راحَ واغتدى
ولم تهوَ أكبادٌ إليهِ ولا سَعَوا
لديهِ أبابيلاً وطافوا تودُّدا
وما كانَ لولا يعربُ الضَّادِ بينَكم
سوى ألكَنٍ تأتاءَ تفَّ وعربَدا
ولا تفقَهونَ القولَ إلا غرائزاً
ذوي إِحَنٍ بالجاهليّةِ تُرتَدى
وما كانَ من غارٍ بهِ أُنزِلَ الهدى
ولا كانَ مِن إبنِ الذبيحينِ مَولِدا
ولا طلَعَ البدرُ المنيرُ بيثرِبٍ
ليُذْهِبَ عنّا رجسَكم ويُبدِّدا
فشُدَّت إلى البيتِ العتيقِ ركائبٌ
لتسري إلى القدسِ الشريفِ بنا غدا
وتسودَّ عينٌ شاقها حسنُ يوسفٍ
ويبيضَّ ركنٌ بعدما كانَ أَسْوَدا
ألا يا بني خِفٍّ ويا أمَّ عامرٍ
ويا شرَّ مَن هاموا إلى اللاتِ عُبّدا
لئنْ تشكروا من أمِّ إسحاقَ غَيرةً
فلا تغفلوا يوماً عنِ الكبشِ والفدى
وإلا فكالأنعامِ أنتم وإنّما
أضلُّ سبيلاً كي تُذمّوا وتُحمَدا
لنا كلُّ يومٍ لم يكُن مِن خِلافهِ
لكم غيرُ وَسواسِ الرجيمِ مُجَنِّدا
فنحنُ (4) رعاةُ النجمِ شعَّ مبَشِّراً
بعيسى وحتّى أن رأى وجهَ أحمدا
وحينَ هوى قامت مواثيقُنا بهِ
يميناً على التصديقِِ والنصرِ والفِدا
ونحنُ قرابينُ المسيحِ ابنِ مريمٍ
ونحنُ حواريّوهُ في العَودِ والبدا
لنا جنَّةُ الرحمنِ من قبلُ مسكناً
ولمَّا هبطنا الأرضَ عطّرها الندى
ولولا مهرناها بخَتمِ ضيائنا
لكانت خبيطاً للفسادِ ومرقَدا
ولولا تلقَّينا بها كلماتِهِ
لما كانَ بينَ الناسِ مَن قالَ أبجدا
أجبنا وقد نادى ألستُ بربّكم
قديماً وإنَّ الصوتَ ما فارقَ الصَّدى
فلم تنأَ من جنّاتِ آدمَ عجوةٌ
ولا حَجَرٌ إلا وكنَّا لها اليدا
وما زال منّا في الأقاليمِ قائمٌ
إلى الحقِّ يدعو لا يزالُ مُؤيَّدا
جنودُ سمواتِ المليكِ وأرضِهِ
لنا نصرةٌ مهما تكاثَرَتِ العِدى
ومن كلِّ شيطانٍ يغوصُ لأمرِنا
يؤزُّ أعادينا إلى حَومةِ الرَّدى
فيَحبِكُ فيما يمكُرونَ ويصطلي
لهُم وبِهم حتّى يحيقَ بمَن بدا
حَذَارِ لقد هبَّت شآبيبُ نارها
بما نفَخوا في جمرِها فتوقّدا
فطوبى لذي قلبٍ وعينٍ ومسمَعٍ
يرى فجرنا الآتي ويستمعُ النِّدا
1-الشاعر والأديب خليل فرحات من بلدة زحلة – لبنان له مُطولة شعرية من عيون الشعر نظمها في حب الإمام وعنوانها ( في محراب علي ) يقول فيها :
دريتَ وكلّ الناسِ قبلكَ لـــــــــم تدرِ
فقد صُبّتْ الأعصارُ عندك في عصرِ
وفيكَ تجلّت قــــــــــــدرةُ اللهِ آيـــةً
كما شعشعت في الضوءِ خالصةُ الدرِّ
2-الشاعر والأديب اللبناني بولس سلامة له أسفار مقدّسة في حبّ آل البيت ومنها ملحمة الغدير
3-الشاعر والفيلسوف جورج جرداق من مرجعيون بلبنان لهُ موسوعة ضخمة من خمسة مجلدات بعنوان : ( عليّ صوت العدالة الإنسانية ) ولهُ القصيدة المشهورة : ( هذه ليلتي )
4-النطق هنا ( أنا , نحن ) بلسان أهل الحقّ ( المُسمّى بلسان الحال عندَ الصوفيّة ) بعيداً عن الشخصنة
============
من ديوان الميثاق للشاعر السوري طائر الفينيق
أَحَبَّ عليّاً مَن أَحَبَّ مُحمَّدا
ووالاهُ مَن والى وعاداهُ مَن عدا
بهِ أكملَ الرحمنُ للناسِ دينهم
ونعمتُهُ تمّت على كلِّ مَن هَدا
بعَقدِ ولاءٍ لا يُحَلُّ وإنّما
تُمَدُّ بهِ الأعناقُ حبّاً وتُفتدى
وحَسبي موالاتي لطهَ وآلهِ
أجوزُ بها فوقَ الصراطِ لأَسعدا
عليٌّ أميرُ المؤمنينَ وصيُّهُ
ومَن غيرُهُ يومَ الفراشِ توسَّدا
وهَلْ غيرُهُ صلّى عليهِ مُشَيّعاً
فكانَ لهُ مَثوى أضاءَ وجدّدا
وسِبطاهُ لي عينٌ وعينٌ وفطرتي
بفاطمةَ الزهراءِ تستبصِرُ الهُدى
بهم بَاهَلَ المُختارُ ليسَ بغيرهِم
وما بسواهم يُستَجارُ ويُجتَدى
وسَلمانُ منهم آلَ بيتِ مُحمَّدٍ
سلامٌ عليهم في خِتامِ مَنِ ابتدا
وأصحابُهُ الغرُّ الميامينُ في الدُّجى
مَطالِعُ أنوارٍ بها السَّيرُ يُهتَدى
فقُلْ حِطَّةً إن كنتَ ترجو شفاعةً
ولا تدخلوا إلا منَ البابِ سُجَّدا
فإنَّ الصِّراطَ المُستقيمَ صِراطُهُم
وحُبُّ أبي السبطينِ في حدِّهِ مدى
إمامُ الهداةِ العارفينَ وكنزُهم
تجَلَّى بهِ الحقُّ المبينُ ليُقتدى
إمامٌ مبينٌ ربُّ كلِّ فضيلةٍ
ومُحكَمُ آيِ الذكرِ والراسخُ اهتدى
وكاتبُ وحيِ اللهِ للذِّكرِ حافظٌ
ونقطةُ بِسمِ اللهِ في البدءِ تُبتَدى
معَ الحقِّ فرقاناً عليهِ بهِ بدا
إليهِ لهُ منهُ وفيهِ تأيَّدا
تناهت إليهِ المكرُمَاتُ فقصَّرَت
وناجَتهُ أسبابُ السَّماءِ فأورَدا
هو الكلُّ في الإيمانِ للشِّركِ شاخصاً
وجامعةُ الأحزابِ ضاريَةُ الصّدى
فأردى ابْنَ ودِّ العامريّ بضربةٍ
بما وُزِنت كانت أجلَّ وأحمَدا
فسُبحانَ كافي المؤمنينَ قتالَهم
ومُبدي عليّاً قاهرَ الشّرْكِ مُفردا
هوَ الأسَدُ الكرّارُ لا زالَ غالباً
ولا زالتِ الأشرارُ كالحُمرِ شُرَّدا
وقالعُ بابَ الحصنِ تعلمُ خيبرٌ
بأَمجادِ إِيليَّا وما كانَ مُبتَدى
فلا سيفَ إلا ذو الفَقَارِ ولا فتَى
سواهُ عليّا بالكمالِ تفَرَّدا
عليُّ ابْنُ عمَّ المصطفى وربيبُهُ
وأوَّلُ من صَلى وجاهدَ وافتدى
حبَاهُ بأنوارِ النبوّةِ يافعاً
وآخاهُ من دونِ البريّةِ أَوحَدا
لهُ أنفذَ الراياتِ بالنصرِ وَاثِقاً
وأصفاهُ للجُلَّى وزيراً ومُنجِدا
رفيقُ مراقيهِ وزوجُ بتولِهِ
ووالدُ سبطيهِ وما لأُعَدِّدا
وليسَ إلى طينٍ وماءٍ محجّتي
ولا عَصَبيّاتِ العقائدِ لي رِدا
ولكنَّهُ ردٌّ لزورِ مُجادِلٍ
وقد لاذَ في قُربَى قريشَ فسَيَّدا
فسبحانَ مَن ألقى بحُجَّةِ أمرِهِ
وصانَ بها دينَ الرشادِ وسدّدا
فلا مَدخلٌ فيها لبهتانِ باطلٍ
إذا احتجَّ مُحتَجٌّ وراغَ مُفَنِّدا
ليذهَبَ في أهلِ الفسوقِ مُنافقٌ
وتنقَطِعَ الأعذارُ ممَّن تَعنَّدا
ويرقى أخو حظٍّ بسرِّ سموّهِ
ويَنْحَطَّ فيها مَن أضلَّ وألحدا
ويرضى برضوانِ السلامِ أخو الرضى
ويسخَطَ خِبٌّ لا يزالُ مُنَكّدا
وما أنا إلا سالكٌ في مَحجَّةٍ
أجدُّ إلى جَدٍّ وأطلبُ موردا
ولي من ( خَليلٍ )1 فرحةٌ وسلامةٌ
أَتَتْ ( بولسَ )2 النُّعمى فهامَ وأنشدا
وصَافى بها ( جرداقُ )3 سرَّ عمادتي
بحبِّ عليٍّ والولاءَ المجرَّدا
ومَن كَعَليٍّ للقلوبِ وللحِجى
ومَن كعَلَيٍّ رِفعةً وتَعبُّدا
بِهِ المَثَلُ الأعلى وللهِ سرُّهُ
وفي كلِّ شيءٍ من حقائقهِ ندى
ولم يتسمَّ باسْمِهِ قبلُ كائنٌ
منَ الخلقِ أو جاراهُ وصفاً ومَحتِدا
مُحَطِّمُ أصنامِ الطواغيتِ صاعداً
على الكَتِفِ المختومِ ليسَ ليصعدا
ولكنَّهُ أمرٌ قضى بدليلِهِ
ومكنونُ سرٍّ لا يُذاعُ بمنتَدى
لهُ سجَدَت أوثانُ مَن سجدوا لها
فعادوهُ من حقدٍ وكادوهُ حُسّدا
فسَلْ هُبُلاً كم ذا إليهِ تضرَّعوا
وكم أزلفوا دُرّاً لديهِ وعسجدا
وعمَّن رماهُ يومَ خرَّ مُهَشّماً
وأنفاسُهم تجترُّ غيظاً مُصَعّدا
وما آمنوا بل أسلموا تحتَ سيفهِ
وقد أضمروا مكراً وراغوا تَودُّدا
ومَن مثلُهُ حتى يُقاسَ بغيرِهِ
فنلوي إلى تلكَ النظائرِ مَقصدا
وفي نهجِهِ للسائلينَ كفايةٌ
إذا عنعَنَ الراوي وقالَ وأسندا
قرينُ كتابِ اللهِ سرُّ بيانِهِ
بما فوقَ ما لِلخلقِ أهدى وأرشدا
لمن قالَ فيهِ : ( كرّمَ اللهُ وجههُ )
أقولُ وقد شُقَّ الجدارُ ليُولَدا
فهلْ كانَ بطنُ البيتِ ظاهرَ مَكّةٍ
أمِ النَّاصِرُ الحامي كمَن ضَلَّ واعتَدى
إليهِ حَدَونا الراحلاتِ ولم نحِدْ
وما لسواهُ اليومَ نطلبُ معهدا
حنيفاً بإبراهيمَ مِلتُ لملّةٍ
وواليتُ في أسباطهِ الحقَّ سَيِّدا
فلا شمسَ تغريني عنِ الحقِّ حُجّةً
ولا قمَراً في الآفِلينَ وفرقدا
ومِن آلِ إبراهيم آلُ محمّدٍ
وكلُّ صلاةٍ دونَ ذكرِهمُ سُدَى
فهم حُجَّةُ المولى وعُروَةُ حَبلِهِ
وهم سرّهُ الساري مع الدهرِ سَرمدا
وهم نورُهُ ذريَّةً وإمامةً
بهم يُحرِزُ الأبرارُ بالصدقِ مقعدا
مودّتُهم فرضٌ على كلِّ شاهدٍ
شهادةَ ( لا إلا ) و( أنّ مُحمّدا )
سيُسأَلُ عنها في غدٍ كلُّ مُسلِمٍ
ولا أجرَ إلا من ولايتهم جَدا
ذخرتُ إلى يومِ المعادِ محبّتي
لهُم وكفاني إثرَهم متزوّدا
تُصَلِّي عليهم مُهجَتي وجوارِحي
وألهَجُ في أذكارِهم مُتهجّدا
فأسمَعُ في الأكوان من كلِّ ذرَّةٍ
صلاةً وتسبيحاً وذكراً مُمَجّدا
وفي أذُني عينٌ بقلبي بصيرةٌ
وسرّي وجهري باليقينِ توحَّدا
فأشرقَ كوني بالجَّمَالِ وأسفرَت
مشاهدُ غيبٍ تجتلي الذروَ مَشهدا
أضاءَت مشاكي النورِ من عهدِ آدمٍ
بما أُخِذَ الميثاقُ في أوَّلِ البدا
فأسلمتُ للرحمنِ وجهي على هُدىً
أطوفُ بجنَّاتِ النعيمِ مُخلَّدا
أنا اليَعرُبيُّ اختارني الحقُّ شيعةً
على سُنَّةِ الهادي وفطرةِ مَن هدى
وإنّي مسيحيٌّ صبوتُ بأحمدٍ
وفي جِرْنِ مَن هادوا نشأتُ مُعَمَّدا
وفي الصِّينِ لي قلبٌ برَتْهُ غزالةٌ
وصادَتهُ مشغوفاً وكم كانَ أصيدا
وما زلتُ ما بينَ المشارقِ أجتلي
مشاكي بيوتِ النورِ والشوقُ بي حَدا
بكلّ لغاتِ الأرضِ سبّحتُ خالقي
وفوقَ جبالِ الهندِ شيّدْتُ معبدا
فلم تخبُ لي نارٌ على طورِ جلوتي
ولا مُطلَقٌ إلا إليها تقيَّدا
خلعتُ إليها الطينَ دونَ تردُّدٍ
وقد ضلَّ عنها مَن أبى وتردَّدا
ألا كلُّ مَن هاموا إليها أحبَّتي
بسطتُ لهم قلبي إذا بسطوا يدا
فمن يتولَّ الحقَّ مَن كانَ كائناً
فذاكَ أخي حتى ولو كانَ أبعدا
لنا نسَبُ الإيمان من رَحِمِ الهُدى
وإلا إلى الرحمنِ لم نُسرجِ المدى
فطوبى لمن أوفوا فنالوا نعيمهُ
وويلٌ لمن قد أنكروا ما تأَكَّدا
مضت سُنّةٌ في الأوَّلينَ وما لها
مدى الدهرِ تبديلاً ولن تَتَأوّدا
فمالي أرى الأعرابَ مالوا وبدَّلوا
وعادت بهم عادٌ وأعوَرُهم بدا
صليلُ الأفاعي في نواعِقِ دورِهم
وكلبُ ثمودٍ بالنِّبَاحِ تقَوَّدا
يشدّونَ أطناباً بنادي سدومِهم
فلا مُنكَرٌ إلا وفيهم تمَدَّدا
فيا عجباً من أمّةٍ طالَ نومُهم
وحينَ أفاقوا يمَّموا النحسَ مُسعِدا
فألقى بهم في كلِّ شرٍّ وفتنةٍ
وفرّقَهم بالكيدِ حتّى تَسَيَّدا
تشدُّ عليهم للوطيسِ سِياطُهُ
ويلهو فلا يكفيهِ أن يَتَصيّدا
فحتّامَ يا أهلَ الكثيبِ يسوقُكم
إليها أبو جهلٍ وتنحرُكم مِدى
وفيمَ تداعيكم لنهشِ لحومِكم
وأنتم قطيعٌ عضَّهُ كَلَبُ الردى
أفيقوا ولو طرْفاً من الدهرِ كي ترَوا
حبائلَ من أغرى بكم مُتَعمِّدا
توحَّدَ ناسٌ من شعوبٍ وألْسُنٍ
وما ثَمَّ إلا الأرضُ والماءُ والمَدى
فكيفَ على عِرقٍ ونُطقٍ وشِرعةٍ
تفرّقُكُم فيها المذاهبُ والعِدى
ولا تَحسُنُ الأغصانُ إلا كثيرةً
ومن جَذرِ ساقٍ واحدٍ يَنسَغُ الندى
فكونوا شعوباً للهدى وقبائلاً
كراماً بتقوى اللهِ مجداً وسؤْدُدا
ولا تركُنوا فيما عليهِ كأنَّكم
خُلِقتم مطايا للشرورِ ومُعتدى
فما ريعُكم فيها بغيرِ شقائكم
ولا عارُكم يعتادُهُ مَن تَجلَّدا
لقد جَبَّ ما أنتم بهِ من حماقةٍ
أساطيرَ أمجادٍ ولن تتَجدّدا
فما دانتِ الدنيا لغيرِ شَبيبةٍ
يَخِرُّونَ للأذقانِ للهِ سُجّدا
بما قَدِروا لم يأخذوها تكبُّرا
وما عَجِزوا ألقوا إليها تَعمُّدا
أرادتهمُ الدنيا فعافوا نضارَها
وأغرَت فعَفُّوا واستقاموا تَجرُّدا
أَقَرّوا فقَرُّوا أنفُساً مُطمَئنَّةً
بها عمَّرَ اللهُ البلادَ ووتّدا
بصائرُهم جَذلى بقسْطاسِ عدلهِ
وحكمتُهم تجلو القضاءَ المؤكّدا
وهمّتُهم تسري بأسرارِ جودِهِ
إلى النعمةِ الكبرى وتضربُ موعدا
متى يخلصَنَّ الحقُّ من لَبسِ باطلٍ
لمرتادِهِ يلقَ الطريقَ المُعبَّدا
فيمسكُ منهم عروَةً هاشميّةً
ويدخلُ قصراً في السَّماءِ مُشيّدا
فيا ذاهباً في كلِّ رأيٍ ومذهَبٍ
مهِ اسْرِ ليُمنى طورِهم واقتبسْ هدى
هنا بلَدُ الزيتونِ ضاءَ بزيتِهِ
هنا لاحَ برقٌ للكليمِ فأوقدا
هنا الشامُ من سامِ بنِ نوحَ وصيّةٌ
تلاها علينا الياسَمينُ وأكّدا
وأرسى عليها قاسَيونُ شموخَهُ
يقولُ لمن عاثوا خسِئتم مُجدَّدا
وما بينَ نهرِيها إلى حَلَبٍ إلى
مدائنِ بيتِ القدسِ فجرٌ توقَّدا
هُنَا قامَ إبراهيمُ للهِ داعياً
إماماً حنيفاً مُسلِماً ومُوحِّدا
ومن هاهُنَا سارت معَ النورِ هاجرٌ
إلى غيرِ ذي زرعٍ فزمزمَ موردا
لتُسقى بإسماعيلِها كلَّ رحمَةٍ
ومن كلِّ فجٍّ أَمَّهُ كلُّ ذي صَدى
فما كان لولاهُ على الرملِ واحَةٌ
وما كانَ إبراهيمُ للركنِ شيَّدا
ولم يُهدَ للبيتِ المُحرَّمِ عاكفٌ
ولا قائمٌ صلّى ولا راحَ واغتدى
ولم تهوَ أكبادٌ إليهِ ولا سَعَوا
لديهِ أبابيلاً وطافوا تودُّدا
وما كانَ لولا يعربُ الضَّادِ بينَكم
سوى ألكَنٍ تأتاءَ تفَّ وعربَدا
ولا تفقَهونَ القولَ إلا غرائزاً
ذوي إِحَنٍ بالجاهليّةِ تُرتَدى
وما كانَ من غارٍ بهِ أُنزِلَ الهدى
ولا كانَ مِن إبنِ الذبيحينِ مَولِدا
ولا طلَعَ البدرُ المنيرُ بيثرِبٍ
ليُذْهِبَ عنّا رجسَكم ويُبدِّدا
فشُدَّت إلى البيتِ العتيقِ ركائبٌ
لتسري إلى القدسِ الشريفِ بنا غدا
وتسودَّ عينٌ شاقها حسنُ يوسفٍ
ويبيضَّ ركنٌ بعدما كانَ أَسْوَدا
ألا يا بني خِفٍّ ويا أمَّ عامرٍ
ويا شرَّ مَن هاموا إلى اللاتِ عُبّدا
لئنْ تشكروا من أمِّ إسحاقَ غَيرةً
فلا تغفلوا يوماً عنِ الكبشِ والفدى
وإلا فكالأنعامِ أنتم وإنّما
أضلُّ سبيلاً كي تُذمّوا وتُحمَدا
لنا كلُّ يومٍ لم يكُن مِن خِلافهِ
لكم غيرُ وَسواسِ الرجيمِ مُجَنِّدا
فنحنُ (4) رعاةُ النجمِ شعَّ مبَشِّراً
بعيسى وحتّى أن رأى وجهَ أحمدا
وحينَ هوى قامت مواثيقُنا بهِ
يميناً على التصديقِِ والنصرِ والفِدا
ونحنُ قرابينُ المسيحِ ابنِ مريمٍ
ونحنُ حواريّوهُ في العَودِ والبدا
لنا جنَّةُ الرحمنِ من قبلُ مسكناً
ولمَّا هبطنا الأرضَ عطّرها الندى
ولولا مهرناها بخَتمِ ضيائنا
لكانت خبيطاً للفسادِ ومرقَدا
ولولا تلقَّينا بها كلماتِهِ
لما كانَ بينَ الناسِ مَن قالَ أبجدا
أجبنا وقد نادى ألستُ بربّكم
قديماً وإنَّ الصوتَ ما فارقَ الصَّدى
فلم تنأَ من جنّاتِ آدمَ عجوةٌ
ولا حَجَرٌ إلا وكنَّا لها اليدا
وما زال منّا في الأقاليمِ قائمٌ
إلى الحقِّ يدعو لا يزالُ مُؤيَّدا
جنودُ سمواتِ المليكِ وأرضِهِ
لنا نصرةٌ مهما تكاثَرَتِ العِدى
ومن كلِّ شيطانٍ يغوصُ لأمرِنا
يؤزُّ أعادينا إلى حَومةِ الرَّدى
فيَحبِكُ فيما يمكُرونَ ويصطلي
لهُم وبِهم حتّى يحيقَ بمَن بدا
حَذَارِ لقد هبَّت شآبيبُ نارها
بما نفَخوا في جمرِها فتوقّدا
فطوبى لذي قلبٍ وعينٍ ومسمَعٍ
يرى فجرنا الآتي ويستمعُ النِّدا
1-الشاعر والأديب خليل فرحات من بلدة زحلة – لبنان له مُطولة شعرية من عيون الشعر نظمها في حب الإمام وعنوانها ( في محراب علي ) يقول فيها :
دريتَ وكلّ الناسِ قبلكَ لـــــــــم تدرِ
فقد صُبّتْ الأعصارُ عندك في عصرِ
وفيكَ تجلّت قــــــــــــدرةُ اللهِ آيـــةً
كما شعشعت في الضوءِ خالصةُ الدرِّ
2-الشاعر والأديب اللبناني بولس سلامة له أسفار مقدّسة في حبّ آل البيت ومنها ملحمة الغدير
3-الشاعر والفيلسوف جورج جرداق من مرجعيون بلبنان لهُ موسوعة ضخمة من خمسة مجلدات بعنوان : ( عليّ صوت العدالة الإنسانية ) ولهُ القصيدة المشهورة : ( هذه ليلتي )
4-النطق هنا ( أنا , نحن ) بلسان أهل الحقّ ( المُسمّى بلسان الحال عندَ الصوفيّة ) بعيداً عن الشخصنة
============
من ديوان الميثاق للشاعر السوري طائر الفينيق