مخازي عثمان الخميس
مناقشة تاريخية مع الشيخ عثمان الخميس في كتابه
" حقبة من التاريخ "
حول واقعــــــة الطــــــف
تأليف
عبد الرضـــا الصالـــــح
( 1 )
حقوق الطبع محفوظة
الطبعة الأول
1423 هـ - 2002 م .
( 2 )
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله سبحانه وتعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ هُدًى وَلاَ كِتَابٍ مُنِيرٍ ( 8 ) ثَانِيَ عَطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللهِ لَهُ فِي الُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ ( 9 ) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ ( 10 ) ) .
سورة الحج ، آية : 8 و 9 و 10 .
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسينًا ، حسين سبط من الأسباط ) .
رواه الترمذي وقال : هذا حديث حسن .
الجامع الصحيح : ج 5 ص 617 .
( 3 )
( 4 )
الإهـــداء
إلى مولاي سيد الشهداء الإمام الحسين بن علي عليه السلام ...
إلى صاحب العصر والزمان الحجة المنتظر المهدي عليه السلام ...
إلى بطلة كربلاء العقيلة زينب ابنة علي عليهما السلام ...
إلى مفجر ثورة المسلمين إمام الأمة الراحل رضوان الله عليه ...
إلى العبد الصالح القائد وولي أمر المسلمين دام ظله العالي ...
إلى محرر جنوب الأحرار الأمين العام المجاهد حفظه الله ...
إلى أبطال المقاومة الذين سحقوا الصهاينة في الجنوب الثائر ...
إلى زوجتي التي وقفت معي في جميع مراحل إعداد هذا الكتاب ...
إلى ولدي وقرة عيني ( صادق ) ، إلى من لا يجف دمعي عليه ، إلى من أتعبني فراقه وأوحشني غيابه ، إلى من طواه الزمان قبل الأوان ، نم قرير العيــــــــــــــــن ...
إليكم جميعا أيها الأحبة ، أهدي هذا الجهد المتواضع ، راجيا من الله تعالى القبول ، ومن النبي وآله عليهم الصلاة والسلام الشفاعة .
( 5 )
( 6 )
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وخاتم المرسلين ، حبيب قلوب الصادقين ، العبد المؤيَّد ، والرسول المسدَّد ، المصطفى الأمجد ، أبي القاسم محمد ، صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين ، وبعد :
فلا يشك أحد في أن الثورة التاريخية المقدسة التي فجرها سيد الشهداء أبي عبدالله الحسين عليه السلام في كربلاء ، شكلت منعطفًا هامًّا ، وغيرت مجرى تاريخ البشرية ومساره ، فكانت – ومازالت – عطاءاتها ممتدة إلى يومنا هذا ، وستستمر إلى يوم ظهور إمامنا صاحب العصر أرواحنا فداه .
ومن المعلوم أن هناك بونًا شاسعًا بين أن يبرز لنا التاريخ شخصية معيّنة أو حدث ما ، وبين أن تقوم الشخصية ذاتها بصنع التاريخ .
وهذا ماحصل بالفعل في حادثة عاشوراء ، تلك الحادثة التي أصبحت رسالة لكل المسلمين والمستضعفين والمظلومين في الأرض ، حيث قام
( 7 )
الإمام الحسين عليه السلام بصنع التاريخ عندما روى شجرة الإسلام اليابسة وأحياها بدمه الزكي ، ليبقى في نفوس المخلصين وفي ذكريات التاريخ أبد الآبدين .
وقد تفاعل المؤمنون مع هذه الواقعة الأليمة – التي هزت مشاعر الدنيا بأسرها - ، وتعاطفوا معها ، وحزنوا لما جرى فيها ، ورأوا أن خروج الإمام الحسين عليه السلام كان واجبا وضروريا ضد طاغوت زمانه يزيد بن معاوية ، وأن جهاده عليه السلام كان لأسمى المقاصد وأنبل الغايات .
ولهذا أقيمت المآتم الحسينية على مداد الزمان ، وتجدّدت الذكرى المأساوية في كل عام ، وعلى مدار الأيام ، حزنا على مصاب سيد الشهداء عليه السلام وآله وأصحابه النجباء ، ومن أجل أن تذكر فيها شتى صور التفاني والتضحيات في طريق الله والامتثال لأوامره سبحانه ، ولبيان مفاهيم الإسلام ، والعقائد والأخلاق والأحكام .
ولكن – ومع ذلك كله – فقد واجهت الثورة الحسينية بعض الاعتراضات ، فوجهت إليها الإتهامات ، وأثيرت حولها الشبهات ، من قبل فئة شاذة وجاهلة من النواصب ، أعلنت العداء والبغض لآل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وصرحت بالولاء لأعدائهم دون حياء ولا خجل .
ومن هذه الشـــــرذمة المرفوضـــــــــــــة ، الشيخ عثمان الخميس ، الذي أوضح في كتابه " حقيبة من التاريخ " جهله في معرفة التاريخ ، وكشف بأنه لا
( 8 )
يفقه شيئا من التاريخ الصحيح ، ولا يعرف ماهو موجود في طيات كتب السير ، ولا يفهم فلسفة حركة الإمام الحسين عليه السلام ، ولا يدرك الأبعاد والغايات السامية لهذه الحركة .
لقد تناول الشيخ عثمان الخميس في كتابه أربعة موضوعات رئيسية هي : كيفية قراءة التاريخ ، الأحداث التي وقعت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى واقعة الطف ، عدالة الصحابة ، وقضية الإمامة والخلافة .
وادعى أنه اعتمد على ( الأسانيد الصحيحة بقدر المستطاع مع التنبيه على القصص المزورة والأباطيل ) ( 1 ) .
هذا الكتاب ...
أما هذا الكتاب الذي بين يديك ، فهو بمثابة رد على الإفتراءات التي جاء بها الشيخ الخميس في كتابه " حقبة من التاريخ " حول واقعة الطف ، حيث ذكرنا الشبهات والإعتراضات والإشكالات التي أوردها حول هذه الحادثة ، وناقشناها من الناحية التاريخية ، معتمدين على أقوال أكابر علماء أهل السنة وما سجلوه في كتبهم المعتبرة من روايات وأحاديث صحيحة عندهم .
___________________________
( 1 ) أنظر عثمان الخميس : حقبة من التاريخ – ص د .
( 9 )
ويتلخص كلام الشيخ عثمان الخميس حول واقعة الطف في ادعاءاته التالية :
( 1 ) عدم ثبوت فسق يزيد بن معاوية .
( 2 ) منع الصحابة خروج الحسين عليه السلام ومعارضتهم ونهيهم له .
( 3 ) خضوع الحسين عليه السلام لرأي أبناء مسلم بن عقيل لا لرأيه .
( 4 ) طلب الحسين عليه السلام أن يضع يده في يد يزيد .
( 5 ) عدم ذكر الشيعة لأبي بكر وعثمان ابني الإمام علي عليه السلام وأبي بكر بن الإمام الحسن عليه السلام في الكتب والأشرطة .
( 6 ) كذب الكرامات التي يروى وقوعها يوم مقتل الحسين عليه السلام .
( 7 ) ترتب الفساد على خروج الحسين عليه السلام وعدم وجود مصلحة دينية ولا دنيوية في خروجه .
( 8 ) حرمة اللطم والنوح وما شابه عند ذكر كقتل الحسين عليه السلام .
( 9 ) أن يزيداً ليس له يد في قتل الحسين عليه السلام ولم يسب النساء .
( 10 ) عدم إرسال رأس الحسين عليه السلام إلى يزيد بالشام .
( 11 ) أن يزيداً من المغفور لهم لأنه عزا مدينة قيصر .
منهجنا في هذا الكتاب
عندما رجعنا إلى مقدمة كتاب " حقبة من التاريخ " للشيخ عثمان
( 10 )
مناقشة تاريخية مع الشيخ عثمان الخميس في كتابه
" حقبة من التاريخ "
حول واقعــــــة الطــــــف
تأليف
عبد الرضـــا الصالـــــح
( 1 )
حقوق الطبع محفوظة
الطبعة الأول
1423 هـ - 2002 م .
( 2 )
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله سبحانه وتعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ هُدًى وَلاَ كِتَابٍ مُنِيرٍ ( 8 ) ثَانِيَ عَطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللهِ لَهُ فِي الُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ ( 9 ) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ ( 10 ) ) .
سورة الحج ، آية : 8 و 9 و 10 .
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسينًا ، حسين سبط من الأسباط ) .
رواه الترمذي وقال : هذا حديث حسن .
الجامع الصحيح : ج 5 ص 617 .
( 3 )
( 4 )
الإهـــداء
إلى مولاي سيد الشهداء الإمام الحسين بن علي عليه السلام ...
إلى صاحب العصر والزمان الحجة المنتظر المهدي عليه السلام ...
إلى بطلة كربلاء العقيلة زينب ابنة علي عليهما السلام ...
إلى مفجر ثورة المسلمين إمام الأمة الراحل رضوان الله عليه ...
إلى العبد الصالح القائد وولي أمر المسلمين دام ظله العالي ...
إلى محرر جنوب الأحرار الأمين العام المجاهد حفظه الله ...
إلى أبطال المقاومة الذين سحقوا الصهاينة في الجنوب الثائر ...
إلى زوجتي التي وقفت معي في جميع مراحل إعداد هذا الكتاب ...
إلى ولدي وقرة عيني ( صادق ) ، إلى من لا يجف دمعي عليه ، إلى من أتعبني فراقه وأوحشني غيابه ، إلى من طواه الزمان قبل الأوان ، نم قرير العيــــــــــــــــن ...
إليكم جميعا أيها الأحبة ، أهدي هذا الجهد المتواضع ، راجيا من الله تعالى القبول ، ومن النبي وآله عليهم الصلاة والسلام الشفاعة .
( 5 )
( 6 )
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وخاتم المرسلين ، حبيب قلوب الصادقين ، العبد المؤيَّد ، والرسول المسدَّد ، المصطفى الأمجد ، أبي القاسم محمد ، صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين ، وبعد :
فلا يشك أحد في أن الثورة التاريخية المقدسة التي فجرها سيد الشهداء أبي عبدالله الحسين عليه السلام في كربلاء ، شكلت منعطفًا هامًّا ، وغيرت مجرى تاريخ البشرية ومساره ، فكانت – ومازالت – عطاءاتها ممتدة إلى يومنا هذا ، وستستمر إلى يوم ظهور إمامنا صاحب العصر أرواحنا فداه .
ومن المعلوم أن هناك بونًا شاسعًا بين أن يبرز لنا التاريخ شخصية معيّنة أو حدث ما ، وبين أن تقوم الشخصية ذاتها بصنع التاريخ .
وهذا ماحصل بالفعل في حادثة عاشوراء ، تلك الحادثة التي أصبحت رسالة لكل المسلمين والمستضعفين والمظلومين في الأرض ، حيث قام
( 7 )
الإمام الحسين عليه السلام بصنع التاريخ عندما روى شجرة الإسلام اليابسة وأحياها بدمه الزكي ، ليبقى في نفوس المخلصين وفي ذكريات التاريخ أبد الآبدين .
وقد تفاعل المؤمنون مع هذه الواقعة الأليمة – التي هزت مشاعر الدنيا بأسرها - ، وتعاطفوا معها ، وحزنوا لما جرى فيها ، ورأوا أن خروج الإمام الحسين عليه السلام كان واجبا وضروريا ضد طاغوت زمانه يزيد بن معاوية ، وأن جهاده عليه السلام كان لأسمى المقاصد وأنبل الغايات .
ولهذا أقيمت المآتم الحسينية على مداد الزمان ، وتجدّدت الذكرى المأساوية في كل عام ، وعلى مدار الأيام ، حزنا على مصاب سيد الشهداء عليه السلام وآله وأصحابه النجباء ، ومن أجل أن تذكر فيها شتى صور التفاني والتضحيات في طريق الله والامتثال لأوامره سبحانه ، ولبيان مفاهيم الإسلام ، والعقائد والأخلاق والأحكام .
ولكن – ومع ذلك كله – فقد واجهت الثورة الحسينية بعض الاعتراضات ، فوجهت إليها الإتهامات ، وأثيرت حولها الشبهات ، من قبل فئة شاذة وجاهلة من النواصب ، أعلنت العداء والبغض لآل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وصرحت بالولاء لأعدائهم دون حياء ولا خجل .
ومن هذه الشـــــرذمة المرفوضـــــــــــــة ، الشيخ عثمان الخميس ، الذي أوضح في كتابه " حقيبة من التاريخ " جهله في معرفة التاريخ ، وكشف بأنه لا
( 8 )
يفقه شيئا من التاريخ الصحيح ، ولا يعرف ماهو موجود في طيات كتب السير ، ولا يفهم فلسفة حركة الإمام الحسين عليه السلام ، ولا يدرك الأبعاد والغايات السامية لهذه الحركة .
لقد تناول الشيخ عثمان الخميس في كتابه أربعة موضوعات رئيسية هي : كيفية قراءة التاريخ ، الأحداث التي وقعت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى واقعة الطف ، عدالة الصحابة ، وقضية الإمامة والخلافة .
وادعى أنه اعتمد على ( الأسانيد الصحيحة بقدر المستطاع مع التنبيه على القصص المزورة والأباطيل ) ( 1 ) .
هذا الكتاب ...
أما هذا الكتاب الذي بين يديك ، فهو بمثابة رد على الإفتراءات التي جاء بها الشيخ الخميس في كتابه " حقبة من التاريخ " حول واقعة الطف ، حيث ذكرنا الشبهات والإعتراضات والإشكالات التي أوردها حول هذه الحادثة ، وناقشناها من الناحية التاريخية ، معتمدين على أقوال أكابر علماء أهل السنة وما سجلوه في كتبهم المعتبرة من روايات وأحاديث صحيحة عندهم .
___________________________
( 1 ) أنظر عثمان الخميس : حقبة من التاريخ – ص د .
( 9 )
ويتلخص كلام الشيخ عثمان الخميس حول واقعة الطف في ادعاءاته التالية :
( 1 ) عدم ثبوت فسق يزيد بن معاوية .
( 2 ) منع الصحابة خروج الحسين عليه السلام ومعارضتهم ونهيهم له .
( 3 ) خضوع الحسين عليه السلام لرأي أبناء مسلم بن عقيل لا لرأيه .
( 4 ) طلب الحسين عليه السلام أن يضع يده في يد يزيد .
( 5 ) عدم ذكر الشيعة لأبي بكر وعثمان ابني الإمام علي عليه السلام وأبي بكر بن الإمام الحسن عليه السلام في الكتب والأشرطة .
( 6 ) كذب الكرامات التي يروى وقوعها يوم مقتل الحسين عليه السلام .
( 7 ) ترتب الفساد على خروج الحسين عليه السلام وعدم وجود مصلحة دينية ولا دنيوية في خروجه .
( 8 ) حرمة اللطم والنوح وما شابه عند ذكر كقتل الحسين عليه السلام .
( 9 ) أن يزيداً ليس له يد في قتل الحسين عليه السلام ولم يسب النساء .
( 10 ) عدم إرسال رأس الحسين عليه السلام إلى يزيد بالشام .
( 11 ) أن يزيداً من المغفور لهم لأنه عزا مدينة قيصر .
منهجنا في هذا الكتاب
عندما رجعنا إلى مقدمة كتاب " حقبة من التاريخ " للشيخ عثمان
( 10 )
تعليق