نصر الله ينتحر في لندن
بسم الله الرحمن الرحيم
حمزة الحادي
نقلاً عن راية البراءة
https://www.facebook.com/Barauh

سَجّلَ نصر الله انتكاسة تاريخية لن تغتفر له في عالم السياسة إلا بمعجزة أخلاقية تصدر منه !.. وكانت العبرة شاهدة لأُولي الألباب في نصر الله ذاته حين صنع لحزبه انتصاراً في حرب عسكرية وسياسية وأمنية استراتيجية ثم عاجل هذا النصر بفشل صريح في صون جانبه الإخلاقي وكانت الدوافع في ذلك سياسية صرفة وهو الرجل المعمم الذي مثّل قائدا لحزبه وشخصية مثيرة بين فئة شبابنا.
كانت البداية في الكويت حين طرقت سمعي كلمات من نصر الله أدان بها فضائية "فدك" ومن يقف خلفها بعد اتهام مباشر وجهه إليهما بالعمالة للمخابرات البريطانية وبتنفيذهما لمخطط يهدف إلى إثارة الطائفية بين السنة والشيعة .. مع صدور هذه الكلمات الملفتة منه تأكد لي أن موضوعات قناة "فدك" وبحوث الشيخ ياسر الحبيب وصحبه ليست طرحا عاديا وبسيطا يتطلب الكثير من الطاقات الدعائية الدافعة نحو زرع الإثارة في المفاهيم الشيعة قبل السنية ومن ثم تفكيكها وإعادة تنظيمها وفق قاعدة "البراءة" التي كانت الغائبة عن الفكر الشيعي المعاصر لقرون عدة.. هذه الموضوعات التي تبثها "فدك" عالية الجودة من حيث علميتها وانسجامها مع الأساس العقدي للمفاهيم الشيعية في مجتمعاتنا وحيث نجحت في اختراق التماسك الفكري الداخلي لحزب الله على الرغم من الحصانة المتينة للبعد السياسي الذي أُسس عليه الحزب قواعده
حزمت حقائبي وسافرت إلى لندن حيث أمضيت فيها نحو أسابيع ثمانية، وتجولت في أجوائها الشيعية والعلاقات الدينية القائمة بين مؤسساتها التي يشكل بعضها امتدادا لمرجعيات نجفية وكربلائية وقمّية فاعلة منذ عقود من الزمن. وكان محور اهتمامي "منهج البراءة" الذي أمعن الشيخ ياسر الحبيب في إثارته واسترجع مبادئه من خلال البحث في المجاميع الحديثية الكبيرة للشيعة ، ثم عالجت الآثار التي تركها هذا المنهج على سنة وشيعة بريطانيا حتى يتسنى لي إعداد تحقيق شامل متكامل في هذا البعد الخطير الذي سيطغى قطعا على ساحات البحث الموضوعي والجدال الثقافي الطائفي والصراع المذهبي في قرننا الحالي.
لندن تضم أكثر المؤسسات والشخصيات الشيعية عداءً أو مناهضةً او جدلا لطرح منهج "البراءة" المثار على قناة "فدك" الفضائية بنظر من الشيخ الحبيب وتوجيهاته. وربما كانت لندن المنطقة الأولى التي شهدت فرزاً وانقساماً على صعيد المفاهيم فضلا عن العلاقات الإجتماعية بسرعة قياسية بعد تفاعلات علمية مع طرح "البراءة" ومصاديقه التاريخية والمعاصرة.
وبين مؤسسات لندن وجماعاتها الأقوى انتشارا والأوسع نفوذا في عالمنا الإسلامي ؛ استثارت ذهني عملية الربط القائمة بين خطاب نصر الله في الضاحية الجنوبية لبيروت وأجواء البيئة المعادية أو المناهضة أو المجادلة لمنهج "براءة" الشيخ ياسر الحبيب!
لا مرية في ذلك .. فقد سقط نصر الله ضحية قواعده السياسية حيث يكثر المناوؤن الشيعة لمنهج الشيخ ياسر الحبيب على اختلاف منهم معه في المنهج من جهة موضوعاته لا من جهة شخصيته الكويتية العلمية.. قطعا نصر الله يعلم أن ساحة شيعة لندن تنقسم في موقفها بين من لا يرى صلاحا في عرض منهج الشيخ ياسر الحبيب في خارج الدوائر العلمية الشيعية والسنية ، وبين من لا يرى صلاح عرضها في هذا الظرف المذهبي والطائفي الحساس جدا بالتحديد في عالمنا الاسلامي، وبين من لا يرى صلاحا في تركيز البحث وصب نتائجه على فُحش عائشة صاحبة الجمل والمرأة الأكثر تغلغلا في عمق المفاهيم السنية وعقائد جهاتهم الإرهابية المتطرفة. كما ويدرك نصر الله أن مجمل الرؤى هذه قابلة للنقاش بحكم معطيات رؤية أخرى أكثر تقدما وواقعية منها على الصعيدين العلمي والسياسي والاجتماعي.
هنا في لندن وبعد أسابيعي الثمانية التي أمضيتها في هذا البحث؛ لم أجد أحداً بين أشد مناوئي منهج الشيخ ياسر الحبيب عداوة وبغضاء مَنْ أخذ بمذهب نصر الله أو ألقى الإتهام هذا جزافا، بل وجدت نفيا قاطعا منهم بذلك بحكم معرفتهم التامة بامتداد الشيخ الحبيب المرجعي ووثاقة وظيفته ودرجته العلمية التي أثبتتها بحوثه على "فدك"، إلى جانب رفضهم وإدانتهم لخطاب نصر الله حيث وصفوه بـ"الإفتراء والكذب" الصريح الذي أدخل التاريخ الجهادي لحزب الله في عار لم يحسب له نصر الله حسابا إلا بمعايير السياسة التي لا مستقر لمبادئها وقيمها .
رجعت الكويت على يقين من ظاهر الإمر وباطنه ، ووصلت عاصمة بلدي قاطعا بأن منهج "البراءة" الذي تبناه سماحة الشيخ ياسر الحبيب يمضي قدما في زمن فاصل على ظهر حلبة صراع مع تحزبات سياسية مفتولة العضلات لا مرجعية دينية أصيلة لها وسرعان ما تُخترق ساحتها، حتى يلج منهج "البراءة" في عالم رحب تأُسس على تقوى مِنْ قبْل بذات المجاميع الحديثية التي استقى منها الشيخ الحبيب حركته.
بسم الله الرحمن الرحيم
حمزة الحادي
نقلاً عن راية البراءة
https://www.facebook.com/Barauh

سَجّلَ نصر الله انتكاسة تاريخية لن تغتفر له في عالم السياسة إلا بمعجزة أخلاقية تصدر منه !.. وكانت العبرة شاهدة لأُولي الألباب في نصر الله ذاته حين صنع لحزبه انتصاراً في حرب عسكرية وسياسية وأمنية استراتيجية ثم عاجل هذا النصر بفشل صريح في صون جانبه الإخلاقي وكانت الدوافع في ذلك سياسية صرفة وهو الرجل المعمم الذي مثّل قائدا لحزبه وشخصية مثيرة بين فئة شبابنا.
كانت البداية في الكويت حين طرقت سمعي كلمات من نصر الله أدان بها فضائية "فدك" ومن يقف خلفها بعد اتهام مباشر وجهه إليهما بالعمالة للمخابرات البريطانية وبتنفيذهما لمخطط يهدف إلى إثارة الطائفية بين السنة والشيعة .. مع صدور هذه الكلمات الملفتة منه تأكد لي أن موضوعات قناة "فدك" وبحوث الشيخ ياسر الحبيب وصحبه ليست طرحا عاديا وبسيطا يتطلب الكثير من الطاقات الدعائية الدافعة نحو زرع الإثارة في المفاهيم الشيعة قبل السنية ومن ثم تفكيكها وإعادة تنظيمها وفق قاعدة "البراءة" التي كانت الغائبة عن الفكر الشيعي المعاصر لقرون عدة.. هذه الموضوعات التي تبثها "فدك" عالية الجودة من حيث علميتها وانسجامها مع الأساس العقدي للمفاهيم الشيعية في مجتمعاتنا وحيث نجحت في اختراق التماسك الفكري الداخلي لحزب الله على الرغم من الحصانة المتينة للبعد السياسي الذي أُسس عليه الحزب قواعده
حزمت حقائبي وسافرت إلى لندن حيث أمضيت فيها نحو أسابيع ثمانية، وتجولت في أجوائها الشيعية والعلاقات الدينية القائمة بين مؤسساتها التي يشكل بعضها امتدادا لمرجعيات نجفية وكربلائية وقمّية فاعلة منذ عقود من الزمن. وكان محور اهتمامي "منهج البراءة" الذي أمعن الشيخ ياسر الحبيب في إثارته واسترجع مبادئه من خلال البحث في المجاميع الحديثية الكبيرة للشيعة ، ثم عالجت الآثار التي تركها هذا المنهج على سنة وشيعة بريطانيا حتى يتسنى لي إعداد تحقيق شامل متكامل في هذا البعد الخطير الذي سيطغى قطعا على ساحات البحث الموضوعي والجدال الثقافي الطائفي والصراع المذهبي في قرننا الحالي.
لندن تضم أكثر المؤسسات والشخصيات الشيعية عداءً أو مناهضةً او جدلا لطرح منهج "البراءة" المثار على قناة "فدك" الفضائية بنظر من الشيخ الحبيب وتوجيهاته. وربما كانت لندن المنطقة الأولى التي شهدت فرزاً وانقساماً على صعيد المفاهيم فضلا عن العلاقات الإجتماعية بسرعة قياسية بعد تفاعلات علمية مع طرح "البراءة" ومصاديقه التاريخية والمعاصرة.
وبين مؤسسات لندن وجماعاتها الأقوى انتشارا والأوسع نفوذا في عالمنا الإسلامي ؛ استثارت ذهني عملية الربط القائمة بين خطاب نصر الله في الضاحية الجنوبية لبيروت وأجواء البيئة المعادية أو المناهضة أو المجادلة لمنهج "براءة" الشيخ ياسر الحبيب!
لا مرية في ذلك .. فقد سقط نصر الله ضحية قواعده السياسية حيث يكثر المناوؤن الشيعة لمنهج الشيخ ياسر الحبيب على اختلاف منهم معه في المنهج من جهة موضوعاته لا من جهة شخصيته الكويتية العلمية.. قطعا نصر الله يعلم أن ساحة شيعة لندن تنقسم في موقفها بين من لا يرى صلاحا في عرض منهج الشيخ ياسر الحبيب في خارج الدوائر العلمية الشيعية والسنية ، وبين من لا يرى صلاح عرضها في هذا الظرف المذهبي والطائفي الحساس جدا بالتحديد في عالمنا الاسلامي، وبين من لا يرى صلاحا في تركيز البحث وصب نتائجه على فُحش عائشة صاحبة الجمل والمرأة الأكثر تغلغلا في عمق المفاهيم السنية وعقائد جهاتهم الإرهابية المتطرفة. كما ويدرك نصر الله أن مجمل الرؤى هذه قابلة للنقاش بحكم معطيات رؤية أخرى أكثر تقدما وواقعية منها على الصعيدين العلمي والسياسي والاجتماعي.
هنا في لندن وبعد أسابيعي الثمانية التي أمضيتها في هذا البحث؛ لم أجد أحداً بين أشد مناوئي منهج الشيخ ياسر الحبيب عداوة وبغضاء مَنْ أخذ بمذهب نصر الله أو ألقى الإتهام هذا جزافا، بل وجدت نفيا قاطعا منهم بذلك بحكم معرفتهم التامة بامتداد الشيخ الحبيب المرجعي ووثاقة وظيفته ودرجته العلمية التي أثبتتها بحوثه على "فدك"، إلى جانب رفضهم وإدانتهم لخطاب نصر الله حيث وصفوه بـ"الإفتراء والكذب" الصريح الذي أدخل التاريخ الجهادي لحزب الله في عار لم يحسب له نصر الله حسابا إلا بمعايير السياسة التي لا مستقر لمبادئها وقيمها .
رجعت الكويت على يقين من ظاهر الإمر وباطنه ، ووصلت عاصمة بلدي قاطعا بأن منهج "البراءة" الذي تبناه سماحة الشيخ ياسر الحبيب يمضي قدما في زمن فاصل على ظهر حلبة صراع مع تحزبات سياسية مفتولة العضلات لا مرجعية دينية أصيلة لها وسرعان ما تُخترق ساحتها، حتى يلج منهج "البراءة" في عالم رحب تأُسس على تقوى مِنْ قبْل بذات المجاميع الحديثية التي استقى منها الشيخ الحبيب حركته.
تعليق