إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

رسالة مفتوحة الى علماء المسلمين في العراق من الشيخ محمد مهدي الآصفي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رسالة مفتوحة الى علماء المسلمين في العراق من الشيخ محمد مهدي الآصفي

    رسالة مفتوحة الى علماء المسلمين في العراق
    من الشيخ محمد مهدي الآصفي


    {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ}
    الأنبياء 92

    أصحاب السماحة والفضيلة الاجلاء, علماء المسلمين في العراق أعزّهم الله وأعزّ بهم الإسلام .
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.......
    إنّ أحق من نرفع اليه همومنا السياسية هم علماء المسلمين... فهم أولى الناس بالحرص على الاسلام, والنظر في مصالح المسلمين, وتحمل المسؤوليات الصعبة في الظروف الصعبة التي تمر على المسلمين.
    وها أنا أرفع اليكم هذه الرسالة المفتوحة, راجياً النظر فيها, والاهتمام بما تحمل من همومنا وقضايانا السياسية الكبيرة في العراق.
    1- تشهد الساحة السياسية في العراق, هذه الأيام, توتراً شديداً, وفتنة طائفية, نسأل الله تعالى أن يقي شرها المسلمين, وأن يمكّن العراق واهله من اجتياز هذه الفتنة التي تحرق اواصر المحبة والتعاون والعيش المشترك في المكونين الكبيرين للبيت الاسلامي الكبير في العراق (الشيعة والسنة).
    لقد عاش المسلمون في العراق, شيعة وسنة في أجواء البيت الاسلامي الواحد, بتفاهم وانسجام وعلاقات راشدة قائمة على التعاون, والمحبة, والعيش المشترك, في محافظات العراق جميعاً, سواء كانت الاغلبية السكانية فيها سنية ام شيعية.
    والعراق بلد نموذجي في العالم الاسلامي عموما, في التعاطي الاسلامي الحضاري الايجابي, بين الشيعة والسنة في أدوار التاريخ المختلفة, رغم كل الاستفزازات الطائفية التي كانت تمارسه العصابات الطائفية التي كانت تحكم العراق منذ حكومة آل عثمان الى آخر يوم من حكومة صدام.
    2- لقد حكم العراق هذه الفترة الى آخر يوم من ولاية صدام عصابات طائفية متطرفة, شديدة التطرف, تمارس الطائفية السياسية ممارسة مكشوفة, تمييزاً, وتهميشاً, عدا فترات قصيرة جداً. يشهد بذلك تاريخ العراق السياسي المعاصر, الذي دونه مؤرخون أمناء منصفون من السنة والشيعة.
    وكانت هذه العصابات الحاكمة المتمرسة في الافساد والاستبداد السياسي أدوات طيّعة لإنظمة الاستكبار العالمي في الغرب تمكنهم من نهب ثروات العراق, وبسط نفوذها السياسي والاقتصادي في هذا البلد.
    3- وبعد انهيار نظام صدام سقط الحكم الطائفي الدكتاتوري في العراق, وشعر العراقيون من السنة والشيعة أنّ بوسعهم أن يقرروا مصيرهم بايديهم, بعيداً عن المؤثرات والعوامل التي كانت تدخل في تقرير مصيرهم من وراء المحيطات.
    وساهم الشيعة والسنة في إقامة حكومة ديمقراطية دستورية يفسح المجال لكل المكونات الاسلامية والوطنية في هذا البلد بالمشاركة والحضور, دون تهميش وتمييز بموجب النسب السكانية المعروفة.
    وساهمت المقاومة الاسلامية الشيعية والسنية, صفاً واحداً, في إخراج الامريكان المحتلين من العراق, مرغمين مقهورين.
    4- وخرجت امريكا من العراق مثخنة بخسائر جسيمة في الارواح والأموال, وهي تخطط للعودة الى العراق من خلال إرجاع العصابات التي كانت تحكم العراق الى مواقعها من القرار والحكم والمال والاعلام, من قبل.
    وامريكا تجد في هذه العصابات البوابة العريضة التي تدخل منها الى مفاصل القرار والحكم في العراق.
    وبذلت امريكا جهداً عظيماً لاضعاف الحكومة التي انتخبها الشعب, واحباطها, لاستبدالها بولاية العصابات السياسية مرة اخرى.
    واستخدمت لهذه الغابة, غير الشريفة, كل وسائل التخريب, والتفجير, لسلب الامن من الناس في ظل النظام الحاكم, الذي انتخبه الناس, وإثارة البلبلة الامنية والسياسية, واحباط المشاريع الاقتصادية والعمرانية في العراق.
    وكانت حصّة المحافظات الشيعية من عمليات الرعب والارهاب والقتل أوسع الحصص, وقد حصدت منهم الايدي الآثمة عشرات الالاف من دون أي مبالغة, وأظلمت بيوت كانت عامرة وآهله برجالها, وخلفوا وراءهم اضعاف هذا العدد من الايتام والارامل في بيوت خاوية يخيم عليها البؤس والحزن والكأبة واليتم والترمل.
    وقرأت الساحة الاسلامية بكل مكوناتها هذه الرسالة الامريكية الارهابية بتمامها, ولملمت جراحها, وصمدت بوجه الارهاب ومارست الدولة مسؤولياتها في حفظ المواطنين من الارهاب الذي يصنعها صناع الموت والرعب, بقدر الوسع والامكان, واحياناً بقيمة تعطيل المشاريع العمرانية والاقتصادية.
    5- ولم نحقق صناعة الرعب والموت غاياتها في إسقاط النظام وإحباط المشروع السياسي للعراق, وإن كان لها دور كبير في تعطيل المشاريع الامنية والاقتصادية والعمرانية وإثارة البلبلة.
    فبادرت امريكا الى إستخدام الورقة الاخيرة لاسقاط النظام العراقي, وإحباط المشروع العراقي السياسي, واعادة حكومة العصابات مرة اخرى الى مواقع القرار والحكم... وهي ورقة الفتنة الطائفية, واستخدمت امريكا لهذه الغابة النفوذ والاموال القطرية والسعودية والتركية, في إشعال نار الفتنة الطائفية في العراق إستخداماً واسعاً ... ودخلت هذه الانظمة الثلاثة المرتبطة بالعجلة الامريكية في إشعال الحريق بشكل سافر مفضوح, لا يمكن التستر عليه.
    ونجح التخطيط الامريكي هذه المره, وخرجت مسيرات وقامت إعتصامات بشعارات وخطابات طائفية استفزازية واسعة, للاسف, واخذت تتمدد في اكثر من محافظة بسرعة, وقد كنا نتوقع من خلال قراءة تاريخنا الاسلامي المعاصر والقديم: أن الفتنة الطائفية سريعة الاشتعال, سريعة التمدد, صعبة الاخماد, تسلب في كثير من الاحيان الاعتدال والوسطية حتى من ناس معروفين بالعقل والاعتدال.
    لقد كانت الفتنة الطائفية ظاهرة بارزة في هذه المسيرات بالشعارات المرفوعة, والخطاب الطائفي المتشنج, والصور والأعلام المرفوعة في هذه المسيرات, والكلمات السيئة التي لا نريد ان نكررها هنا.
    ولم يكن الشعب العراقي من السنة والشيعة الذين يشاهدون هذه المسيرات على صفحات التلفاز بحاجة الى تأمل وتوقف كثير ليقرأوا فيها الفتنة الطائفية المتشنجة الملتهبة.
    6- ان لانظمة الاستكبار الغربي تجارب ناجحة في استخدام الفتنة الطائفية في تحقيق اهدافها وغاياتها.
    واذا لم يتعامل البيت الاسلامي الكبير في العراق الذي يتألف من (الشيعة والسنة) مع هذه الفتنة, بتعقل وحكمة ومسؤولية فإن هذه الفتنة لا تبقى ولا تذر على شيء, وتحول العراق الى مقاطعات طائفية ملتهبة, يكون الخاسر الاول فيها العراق والرابح الاول الاستكبار الامريكي وعملاء امريكا في المنطقة وفي داخل العراق (عصابات حزب البعث).
    إنّ البيت الاسلامي الكبير في العراق بمكونيه الشيعي والسني قادرلوحده على حل كل إشكاليات الاستحقاقات السياسية, دون حاجة الى إشعال الفتنة الطائفية والجو الطائفي المتوتر المتشنج, ودون الحاجة الى اللجوء الى مصادر الفتنة في الاقليم خارج الحدود في قطر والسعودية وتركيا.
    إن العراق من أعرق مراكز الحوار الاسلامي الوطني الحضاري في العالم الاسلامي والعربي. والعلاقة بين المكونين الاسلاميين العريقين, الشيعة والسنة, علاقة عريقة واصيلة ومستقرة, رغم كل الاستفزازات الطائفية التي مرت على العراق في فترات حكومات العصابات الطائفية في العراق.
    إنَّ البيت الاسلامي الكبير في العراق لوحده قادر على حل كل المشاكل العالقة من خلال الحوار واللجوء الى المعايير الشرعية والدستورية.
    إنّ أيّ خطاب او شعار طائفي يثير الفتنة بين المسلمين, الشيعة والسنة, من أية جهة كان, بمثابة صبّ الزيت على النار, يتحمل عامله ورافعه مسؤوليته الكاملة بين يدي الله تعالى يوم القيامة... فاتقوا الله في هذه الأمة.
    وكل من يساهم بأيّ حد وحجم ومقدار في إطفاء نائرة الفتنة بين المسلمين من أبناء الامة الواحدة فسوف يلقي الله تعالى راضيا عنه.
    يقول تعالى: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} الأنبياء/92.
    {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ} المؤمنون/52.
    وإن أولى من يحمل شعار الوحدة والتقريب والتفاهم بين المسلمين علماء الاسلام, الذين يعون وعياً دقيقاً: كم يحب الله تعالى وحدة هذه الأمة وتلاحم الصف الاسلامي أمام تحديات الكفر والاستكبار العالمي.
    {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ} الصف/4.
    وكم يمقت الله الذين يفرقون الكلمة ويثيرون الخلاف والشقاق بين المسلمين.
    {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} آل عمران/105.
    إنّ إخماد الفتنة الطائفية, وإحباط محاولات بثّ الفرقة والفتنة بين المسلمين, وتوجيه المسلمين من الأمة الواحدة الى الاعتصام بحبل الله, ونبذ التراشق والتقاطع, والى إقامة جسور المحبة والمودة والتعاون فيما بينهم, من أعظم ما يحبه الله تعالى ويوجبه على علماء المسلمين, وسائر المسلمين.
    وعيون المسلمين في كل شدة ومحنة وهَّم, من هذا القبيل, مشدودة الى العلماء العاملين الصالحين الواعين الذين يعرفون جيداً حظر الفتن الطائفية على أمة رسول الله’.
    نسأل الله تعالى ان يقي العراق شّر هذه الفتنة, وان يمكّن العراق من تسديد علماء الاسلام ورجال السياسه من كلا المكونين الكبيرين للتعامل مع المشاكل السياسية من خلال موازين الشريعة والفقه الاسلامي اولاً والدستور ثانيا بالحوار والتفاهم والتعاطي الاسلامي الحضاري الايجابي, كما علمنا الله تعالى في كتابه من الاعتصام بحبله تعالى في الازمات الصعبة:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} آل عمران/102-105

    محمد مهدي الآصفي
    النجف الأشرف في 27 صفر 1434
    التعديل الأخير تم بواسطة رحيق مختوم; الساعة 12-01-2013, 01:02 PM.

  • #2
    البيان مع المرفقات
    الملفات المرفقة

    تعليق


    • #3
      يذكر ان سماحته كان قد اصدر بيانا حول التحذير من مؤامرة جر البلاد الى الفتنة الطائفية




      بسم الله الرحمن الرحيم
      واعتصموا بحبل الله جميعا، ولا تفرقوا. واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً، فألّف بين قلوبكم، فأصبحتم بنعمته إخوانا.
      إن الذي يجري في العراق اليوم تحضيرُ مخططُ ومدروس لإثارة فتنة طائفية واسعة بين الشيعة والسّنة. الغاية منها إضعاف النظام الذي إنتخبه الشعب، شيعة وسنّة، وإثارة البلبلة، والفتنة في العراق.
      وينسج خيوط هذه المؤامرة، ويمّولها، ويحضّر لها أمراء قطر والسعودية وحكام تركية، ومن ورائهم الأمريكان.
      إنّ الفتنة الطائفية إذا اشتعلت لا تبقي ولا تذر على شيء، وتصعب السيطرة عليها. فهي سهلةالإشتعال صعبة الإخماد. ويعرف ذلك جيداً أعداء الإسلام.
      فعلى كل مسلم غيور على الإسلام حريص على سلامة العراق، من الشمال والوسط والجنوب، ومن الشيعة والسنّة، ومن العرب والكرد والتركمان أن يساهم في إخماد هذه المؤامرة، ويدعو الى الرجوع الى لغة العقل والحوار وثوابت الشريعة والدستور.
      إنّ تاريخ العراق حافل بالعيش المشترك والتعاون والاخوّة الاسلامية بين الشيعة والسّنة. فلا تسمحوا لزمرة طائفية تتاجر بدماء المسلمين من وراء الحدود أن تصادر هذا التاريخ الحافل بالتفاهم والتعاون والتعاطي المشترك في أجواء الاسرة الاسلامية الكبيرة الواحدة في العراق.
      إنّها نداء القرآن الينا جميعا: واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا.


      محمد مهدي الآصفي
      النجف الاشرف
      18 صفر1434



      http://www.yahosain.com/vb/showthread.php?t=180918

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

      يعمل...
      X