بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطّاهرين
ورد عن فاطمة الزهراء (عليها السلام) أنها كانت تزور قبر حمزة سيد الشهداء وسائر شهداء أُحد كل جمعة ، أو بالأسبوع مرتين وهذا كان على عهد أبيها (صلى الله عليه وآله) ثم بعد أبيها إلى أن توفيت ، ولم يرد نهيٌ لها لا من النبي (صلى الله عليه وآله) ولا من علي (عليه السلام) ولا من أي من الصحابة وهي أعرف بدين وسنّة أبيها (صلى الله عليه وآله) فزارت القبور مرات عديدة .
وكانت (عليها السلام) تزور قبر عمها حمزة كل جمعة فتصلّي وتبكي عنده [مصنف عبد الرزاق 3/572 و574 ، السنن الكبرى 4/131]
وفي رواية : كانت تزور قبور الشهداء بأُحد بين اليومين والثلاثة فتصلّي هناك وتدعو وتبكي [مستدرك الحاكم 1/533]
كما ورد عن عائشة أنها كانت تزور قبر أخيها عبد الرحمن بمكة :
1- قال ابن أبي مليكة : ورأيت عائشة تزور قبر أخيها عبد الرحمن بن أبي بكر ومات بالحُبشي [جبل بأسفل مكة على ستة أميال ، معجم البلدان2/214] وقُبِرَ بمكة [مصنف عبد الرزاق 3/570]
2- وقال أيضاً : إن عائشة أقبلت ذات يوم من المقابر فقلت لها أليس كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) نهى عن زيارة القبور؟ قالت : كان نهى ثم أمر بزيارتها [السنن الكبرى 4/131]
وهناك حديثٌ يروى عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال
لعن الله زائرات القبور) [رواه أصحاب السنن ، غير البخاري ومسلم ، انظر مصنف عبد الرزاق 3/569]

وأن الحديث مضافاً إلى أنه منسوخ بحديث بريدة كما صرح بذلك الحاكم والذهبي ، أنه معارض بما روته عائشة عن النبي (صلى الله عليه وآله) : نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن زيارة القبور ثم أمر بزيارتها [السنن الكبرى 4/131 ، الحاكم 1/374] وصحّحه الذهبي في حاشية المستدرك وقال : الحديث صحيح.
ومعارض كذلك بفعل عائشة أيضاً حيث كانت تزور قبر أخيها عبد الرحمن فإنه مات فُجأة سنة 53 هـ بجبل بقرب مكة فأدخلته الحرم ودفنته [وفيات الأعيان 3/69] فهل كانت عائشة تريد مخالفة سُنّة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فتستحق ((اللعن)) !!!
وإنه مخالف كذلك لما ثبت عن فعل بضعة الرسول (صلى الله عليه وآله) من زيارتها لقبر النبي بعد وفاته وزيارة قبر حمزة سيد والشهداء كل جمعة أو كل أسبوع مرتين فهل يا ترى أن فاطمة (عليها السلام) تريد مخالفة سنة ثابتة عن النبي (صلى الله عليه وآله)؟!! أو أنها – والعياذ بالله – غير عارفة بسُنّة أبيها!!! وكيف لم ينهها النبي (صلى الله عليه وآله) وهو يراها دائماً تذهب لزيارة القبور!!! وكذلك زارت قبر أبيها (صلى الله عليه وآله) بعد وفاته فعن علي (عليه السلام) : ((لما رمس رسول الله (صلى الله عليه وآله) جاءت فاطمة (عليها السلام) فوقفت على قبره (صلى الله عليه وآله) وأخذت قبضة من تراب القبر ووضعت على عينها وبكت وأنشأت تقول ...)) [إرشاد الساري 3/352] فكيف لم يعارضها أمير المؤمنين علي (عليه السلام)
تعليق