12/1/2013
مصر تترقب زيارة نجاد
ما زالت أصداء زيارة وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي الى مصر، تتردد في الاوساط السياسية المصرية، خاصة أنها تعد الثانية لوزير الخارجية الإيراني بعد تولي الرئيس محمد مرسي الرئاسة بعد زيارته الأولى في ايلول/سبتمبر الماضي للمشاركة في اجتماعات اللجنة الرباعية التي تضم السعودية وتركيا ومصر الى جانب ايران لبحث سبل حل الأزمة السورية.
يومان في مصر، التقى فيهما صالحي الرئيس مرسي وسلّمه رسالة من نظيره الايراني أحمدي نجاد، كما التقى شيخ الازهر أحمد الطيب، والبابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازه المرقسية. ووضع المراقبون الزيارة في إطار المتغيرات الاقليمية الشديدة الالتباس التي تشهدها المنطقة، وقبيل زيارة الرئيس الايراني المرتقبة في 16 من شهر شباط/فبراير القادم.
وزير الخارجية الإيراني كان واضحاً بدرجة عالية كما يرى المحللون، حيث أوصل عدداً من الرسائل الى مصر في مقدمتها أن دول منطقة الشرق الأوسط قادرة على إدارة أمورها من دون الحاجة إلى دعم خارجي، وأن التقارب بين القاهرة وطهران لا يعني أنه ضد مصالح الآخرين وأن كل طرف له رؤيته السياسية الخاصة به، محذراً في الوقت ذاته من محاولات خارجية لجر المنطقة الى فتنة سنية ـ شيعية.
الدكتور محمد السعيد إدريس رئيس لجنة الشؤون العربية بمجلس الشعب السابق والمتخصص في الشأن الإيراني، أكد أن الزيارة حملت رسائل واضحة للجانب المصري، تخص الملف السوري، كأولوية واضحة لتسويق المبادرة السورية، لدى الجانب المصري، فضلاً عن التمهيد لزيارة الرئيس الايراني أحمدي نجاد الى القاهرة في مؤتمر القمة الاسلامية.

وقال إدريس، في تصريح لموقع "العهد الاخباري"، إن "قبول مصر للمبادرة السورية يدخل في نطاق المستحيل، ولكن الجانب الايراني يرى ضرورة التواصل مع الجانب المصري، لوضعه في المشهد، والحفاظ عليه كشريك في المنطقة حتى ولو اختلف معه".
ورأى أن المواقف المصرية ـ الايرانية ستكون متباعدة في ظل التأكيد المتكرر من الرئاسة المصرية حول ضمان أمن الخليج، الذي يحمل رسالة ضمنية للجانب الايراني، وبالتالي فالاثنان يبحثان عن التواصل من دون التوحد في الرؤى والمواقف، فهو أقل ضرراً وأضمن لهما.
من جهته، رأى المستشار الدامرش العقالي نائب رئيس مجلس الدولة المصري وأحد مؤسسي مركز آل البيت المصري أن زيارة وزير الخارجية الايراني لمصر، تأتي في اطار برتوكولي فقط، من أجل التمهيد لزيارة رأس الدولة الايرانية في مؤتمر القمة الاسلامية، ولا تدخل في إطار آخر ولا تضيف أي تغيير في المؤشرات الدائرة في القاهرة وطهران، وشدد على أنه ليست كل زيارة صالحة للتقويم في وقتها، وانما يمكن أن ترصد من خلال نتائجها وتوابعها، وروابطها.
ووصف العقالي حديث الرئيس المصري عن أمن الخليج بأنه "كلام شِعر"، مؤكداً أن جيش مصر ليس في خدمة الخليج وليس في حرب ضد ايران، وان الانسياق المصري وراء دول الخليج وقطر على وجه التحديد ليس ايجابياً.
بدوره، أكد هشام حجازي عضو مجلس أمناء الثورة المصري أن التواصل بين طهران والقاهرة ضرورة، وزيارة الوزير صالحي تعتبر اعترافاً بدور مصر الرائد في المنطقة ودليلاً على إفلاس من ينادون في الداخل بتراجع الدور المصري بعد تولي الرئيس محمد مرسي السلطة.
وأضاف إن "الزيارة دليل قوي على ارتفاع الدور المصري خاصة في ظل ما ذكره الرئيس مرسي في مؤتمر عدم الانحياز والذي روج له البعض بأنه سيدفع بالقطيعة مع ايران، وأن إيران لن تلجأ مطلقاً الى مصر في عهد الرئيس مرسي كما ردد البعض".
وأوضح أن الجانب الايراني تفهم الموقف المصري ودوره رغم الاختلاف في المواقف، ولذلك فهو يصر على لقاء مصر بين الحين والاخر، ما يمهد للتنسيق بين الجانبين في الفترة المقبلة.
المصدر:
http://www.alahednews.com.lb/essaydetails.php?eid=70070&cid=9
مصر تترقب زيارة نجاد
ما زالت أصداء زيارة وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي الى مصر، تتردد في الاوساط السياسية المصرية، خاصة أنها تعد الثانية لوزير الخارجية الإيراني بعد تولي الرئيس محمد مرسي الرئاسة بعد زيارته الأولى في ايلول/سبتمبر الماضي للمشاركة في اجتماعات اللجنة الرباعية التي تضم السعودية وتركيا ومصر الى جانب ايران لبحث سبل حل الأزمة السورية.
يومان في مصر، التقى فيهما صالحي الرئيس مرسي وسلّمه رسالة من نظيره الايراني أحمدي نجاد، كما التقى شيخ الازهر أحمد الطيب، والبابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازه المرقسية. ووضع المراقبون الزيارة في إطار المتغيرات الاقليمية الشديدة الالتباس التي تشهدها المنطقة، وقبيل زيارة الرئيس الايراني المرتقبة في 16 من شهر شباط/فبراير القادم.
وزير الخارجية الإيراني كان واضحاً بدرجة عالية كما يرى المحللون، حيث أوصل عدداً من الرسائل الى مصر في مقدمتها أن دول منطقة الشرق الأوسط قادرة على إدارة أمورها من دون الحاجة إلى دعم خارجي، وأن التقارب بين القاهرة وطهران لا يعني أنه ضد مصالح الآخرين وأن كل طرف له رؤيته السياسية الخاصة به، محذراً في الوقت ذاته من محاولات خارجية لجر المنطقة الى فتنة سنية ـ شيعية.
الدكتور محمد السعيد إدريس رئيس لجنة الشؤون العربية بمجلس الشعب السابق والمتخصص في الشأن الإيراني، أكد أن الزيارة حملت رسائل واضحة للجانب المصري، تخص الملف السوري، كأولوية واضحة لتسويق المبادرة السورية، لدى الجانب المصري، فضلاً عن التمهيد لزيارة الرئيس الايراني أحمدي نجاد الى القاهرة في مؤتمر القمة الاسلامية.

وقال إدريس، في تصريح لموقع "العهد الاخباري"، إن "قبول مصر للمبادرة السورية يدخل في نطاق المستحيل، ولكن الجانب الايراني يرى ضرورة التواصل مع الجانب المصري، لوضعه في المشهد، والحفاظ عليه كشريك في المنطقة حتى ولو اختلف معه".
ورأى أن المواقف المصرية ـ الايرانية ستكون متباعدة في ظل التأكيد المتكرر من الرئاسة المصرية حول ضمان أمن الخليج، الذي يحمل رسالة ضمنية للجانب الايراني، وبالتالي فالاثنان يبحثان عن التواصل من دون التوحد في الرؤى والمواقف، فهو أقل ضرراً وأضمن لهما.
من جهته، رأى المستشار الدامرش العقالي نائب رئيس مجلس الدولة المصري وأحد مؤسسي مركز آل البيت المصري أن زيارة وزير الخارجية الايراني لمصر، تأتي في اطار برتوكولي فقط، من أجل التمهيد لزيارة رأس الدولة الايرانية في مؤتمر القمة الاسلامية، ولا تدخل في إطار آخر ولا تضيف أي تغيير في المؤشرات الدائرة في القاهرة وطهران، وشدد على أنه ليست كل زيارة صالحة للتقويم في وقتها، وانما يمكن أن ترصد من خلال نتائجها وتوابعها، وروابطها.
ووصف العقالي حديث الرئيس المصري عن أمن الخليج بأنه "كلام شِعر"، مؤكداً أن جيش مصر ليس في خدمة الخليج وليس في حرب ضد ايران، وان الانسياق المصري وراء دول الخليج وقطر على وجه التحديد ليس ايجابياً.
بدوره، أكد هشام حجازي عضو مجلس أمناء الثورة المصري أن التواصل بين طهران والقاهرة ضرورة، وزيارة الوزير صالحي تعتبر اعترافاً بدور مصر الرائد في المنطقة ودليلاً على إفلاس من ينادون في الداخل بتراجع الدور المصري بعد تولي الرئيس محمد مرسي السلطة.
وأضاف إن "الزيارة دليل قوي على ارتفاع الدور المصري خاصة في ظل ما ذكره الرئيس مرسي في مؤتمر عدم الانحياز والذي روج له البعض بأنه سيدفع بالقطيعة مع ايران، وأن إيران لن تلجأ مطلقاً الى مصر في عهد الرئيس مرسي كما ردد البعض".
وأوضح أن الجانب الايراني تفهم الموقف المصري ودوره رغم الاختلاف في المواقف، ولذلك فهو يصر على لقاء مصر بين الحين والاخر، ما يمهد للتنسيق بين الجانبين في الفترة المقبلة.
المصدر:
http://www.alahednews.com.lb/essaydetails.php?eid=70070&cid=9
تعليق