13/1/2013
بندر بن سلطان يطلب مهلة جديدة للحسم وحلفائه يقولون: " لو بدها تشتي غيمت"

يتبع/
بندر بن سلطان يطلب مهلة جديدة للحسم وحلفائه يقولون: " لو بدها تشتي غيمت"

بين المسؤولين الفرنسيين من تفرحه عودة العسكريتاريا الخارجية لدولة اول من نسي انها عظمى هم اهلها الذين يعانون من مشاكل حياتية تشغلهم عن الاهتمام بترف السياسة.
وبعض المسؤولين وكثير من المراقبين الفرنسيين من طبقة المثقفين والعارفين يسألون : اين مصلحة فرنسا فيما يجري في سورية ومالي وليبيا وتونس ومصر والعراق ؟
منذ الحرب الاخيرة التي ربحها الكورسيكي نابوليون باسم الفرنسيين (وهم قوميات لا يعتبرها الكورسيكيون قوميتهم) وحتى اللحظة لم تربح فرنسا حربا واحدة خاضتها بقواتها .
تاريخ الهزائم في فرنسا طويل لذا كلما دخلت البلاد في مسار التورط في اعمال عسكرية خارجية عادت الذاكرة الجمعية الى ذاك التاريخ الذي لم تسلم منه حتى عاصمتهم، التي داس فخرهم بها النازيون ،الى ان جاء الاميركي وانقذها وانقذهم.
موظف كبير في مؤسسة فرنسية سياسية بحثية خاصة يقول:
" شاركنا في الحرب على ليبيا ولم نقطف ثمار فعلتنا بل الاميركيون فعلوا، ونشارك في الحرب في سورية ، وسنقطف اشواكها فقط ،والاميركيون هم من يفاوضون الروس على مصالحهم ، دون ان يضعونا حتى في تفاصيل الاتفاقات السرية التي يجري تظهيرها في الاجتماعات العلنية لاغراض سياسات العلاقات العامة لكل من الادارة الاميركية وموسكو .
نضرب في مالي وكأننا " البلطجي " الذي يرسله " الازعر " الاميركي ليؤدب بنا ضحايا ، فنحصل نحن على اللعنات وعلى فتات لا يسمن، ويقطف الاميركي جهدنا وتعبنا بشكل شبه مجاني " .
ويتحسر محدثنا على فرنسا وعلى سياسات لن تفيد الفرنسيين بشيء سوى في وضعهم في موضع " كيس الملاكمة "
فيقول:
" ارسلنا الى المقاتلين السوريين صواريخ مضادة للطائرات حصلت عليها استخباراتنا من مخازن الجيش الليبي السابق لتسقط طائراتنا في مالي والصومال بنفس الاسلحة التي سلمناها في تركيا لمندوبين قطريين وسعوديين يتعاملون ماليا مع مصادرنا الليبية !!
يشبه الامر اطلاقنا النار على رؤس طيارينا" ! يختم المصدر.
زميل صحافي من خط يمين الوسط المعارض للرئيس هولاند يوافق على تحليل الباحث الخبير ، ولكنه يضيف :
" كان علينا ان نتخلص من (الرئيس) بشار الاسد حين زارنا في باريس في ايام صداقتنا له " !!
تصريح يظهر يأس المتعاطفين مع المعارضين السوريين من نهاية تسعدهم وتريهم ما يحلمون به وقد اصبح واقعا ....اسقاط الاسد .
الخطاب الاخير للرئيس السوري استفز مشاعر الاحباط لدى كل من يعتبر نفسه معنيا بمعركة الاوروبيين ضده في قلب الواقع السوري. يقول الصحافي الفرنسي اليائس :
" سنتان من الجهود ، ولا يزال الرجل (الرئيس السوري ) يتحدث وكأنه يملك زمام المبادرة " !!
خطاب الرئيس الاسد في الاوبرا الدمشقية لم يسبب الحرج للمعارضين السوريين ، فقط فالنخب الفرنسية على سبيل المثال، لم تفهم حتى اللحظة سبب انشغال حكوماتهم ورؤسائهم واعلامهم بـ(الثورة السورية ) وبمصير المدن السورية وبالمعارضة السورية ، ما دام الرئيس السوري قادر بعد سنتين من بدء الازمة على الظهور وسط عاصمته ليلقي خطاب قوة وتحدي لا خطاب ولولة واستسلام (...)
ويتحدث مراقبون فرنسيون بغضب:
ماذا لو قرر حلفاء الاسد الاقوياء نقل المعركة الى باريس والى مدن فرنسا ؟؟
وما هي الاثمان التي كسبناها في سورية لكي ندفع في المقابل من امننا ومن سلامة حياتنا !!
تعود الذاكرة بهولاء الى الحرب الايرانية العراقية التي انتقلت الى شوارع باريس والى احيائها من خلال التفجيرات المتكررة التي حصلت خلال الثمانينات على يد تنظيمات جعلت من مساندة الفرنسيين لصدام حسين سببا وتبريرا لممارسة العمل الارهابي في قلب المدن الفرنسية
نجحت روسيا في تهدئة ردود الافعال السورية الايرانية ضد باريس ولندن ووشنطن وتل ابيب ، فماذا لو توقف الحلفاء عن تلقي الضربات وقرروا رد الزيارات التي قامت بها الاستخبارات والقوات الخاصة الفرنسية الى الاراضي السورية حتى الان؟
حيرة النخب الفرنسية المهتمة بالسياسات الخارجية زادتها فضيحة فرنسية تتناقلها اوساطهم بكثافة ، فبعد ظهور فضيحة للمخابرات الفرنسية في احدى المجلات الفرنسية العريقة و الرصينة في متابعتها لشؤون العالم الثالث (افريك ازي) يتسائل هؤلاء :
" هل في القصر الرئاسي دماغ يفكر في مصالح فرنسا ام يفكرون فقط في ارضاء الاميركيين " ؟
الفضيحة وردت في تقرير مفاده " ان مصالح فرنسا الامنية تلقت ضربة قاصمة بتخليها عن تعاون امني ضد الارهاب كان قد وصل الى مستويات عالية مع سورية " .
تقرير إنتقل تأثيره الى معظم المواقع الاخبارية الفرنسية المعارضة للتدخل الفرنسي الخارجي ضد سورية او ضد مالي ، وهو يصف الغباء الفرنسي في التعامل مع مصالح الشعب. والمضحك المبكي هو تحول مضمون التقرير الى مادة للسخرية من السلطات الفرنسية . مقدم اكثر العروض الكوميدية في القنوات الفرنسية تناول التقرير في برنامجه (لو فو دو فيلاج) فقال :
" اذا كنت ممن انقذ الشعب الفرنسي من عملية ارهابية كادت تودي بمئات الضحايا المدنيين الفرنسيين فعليك ان تحذر من المكافأة الفرنسية ....سوف يضعونك على لائحة العقوبات ويمنعونك من دخول فرنسا " !!
التقرير كان قد كشف عن ان جهات فرنسية امنية تابعة لشركات صناعة الدواء كانت قد ارسلت كتب شكر الى احد الشخصيات السورية الامنية المسؤولة عن تدمير مصانع ادوية مزورة تابعة لمافيات دولية مرتبطة بتمويل الارهاب في عدد من الدول العربية والشرق اوسطية ، كما كشفت عن دور تلك الشخصية في احباط هجوم ارهابي على مترو باريس وعلى السفارة الفرنسية في دمشق. وبعدما ارسلت كتب الشكر والعرفان وضعت فرنسا والاتحاد الاوربي امنيين سوريين بينهم العميد حافظ مخلوف على لوائح العقوبات بسبب مصالح اميركية تبتغي الضغط على سورية، مع ان مصالح فرنسا تفرض عليها التعاون مع سورية امنيا لا التصادم معها.
يتبع/
تعليق