إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

إعتبار زيارة عاشوراء

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إعتبار زيارة عاشوراء

    إنّ ما ورد في المقال هو بحثٌ جدليّ على فرض القول بعدم صحّة سند الزيارة، والواقع إنّ الزيارة وردت بأسانيد معتبرة، وقد حقّق ذلك العلماء في كتبهم وشرحوا حال رواتها، ولمن أراد المزيد مراجعة كتاب (زيارة عاشوراء تحفة من السماء) لآية الله الشيخ مسلم الداوري!
    إستغناء زيارة عاشوراء عن دراسة السند:
    يرى الفقيه الكبير الميرزا جواد التبريزي (قدّس سرّه): أنّ بعض الزيارات، كزيارة عاشوراء وزيارة الجامعة الكبيرة والناحية المقدسة ودعاء التوسل والكساء وأمثالها، لا تحتاج إلى دراسةٍ لأسانيدها، لأنّها مشهورة جداً وأصبحت شعاراً للتشيّع، كما أنّ مضامينها وردت في كثيرٍ من الروايات الصحيحة، وقد عمل بها أكابر العلماء حتى صارت جزءاً من معتقدات الشيعة، وأيُّ شعارٍ أعظم من الشعار الذي ينادي بمظلوميَّة أهل البيت (عليهم السلام)؟
    وزيارة عاشوراء تكفَّلت ببيان الظلم الذي تعرّض له أهل البيت (عليهم السلام)، واشتملت على لعن ظالميهم ولعن قاتلي أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، كما أنها إحياء لواقعة الطف، ولذا تجب المحافظة عليها، لأنّ إحياء واقعة كربلاء هو إحياء مذهب أهل البيت (عليهم السلام) الحق.
    ومن المسلَّمات لدى الشيعة الإمامية هو مظلوميّة أهل البيت (عليهم السلام)، وتتجلّى خصوصاً في الهجوم على بيت أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) وزوجته بنت الرسالة الصديقة الشهيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، وفي قتل الإمام الحسن والإمام الحسين (عليهما السلام).
    إنّ الوعي بهذه المظلوميّة هو استيعاب لحقيقة الإسلام، كما هو واقع فعلاً، فكثير من الذين اطَّلعوا على مظلومية أهل البيت (عليهم السلام) قادهم هذا الاطلاع إلى حقانيّة هذا المذهب فتشيَّعوا، ولذا فإنّ الشهادة الثالثة التي هي الشهادة لأمير المؤمنين عليٍّ (عليه السلام) بالولاية صارت شعاراً للشيعة ولا يجوز تركها، بل أيُّ تقصير في مثل هذه الموارد يعتبر ذنباً غير مغتفر، لأنّ هذه المعتقدات هي شعارنا ومصدرنا لإثبات حقانيّة مذهب أهل البيت (عليهم السلام).
    إعتبار الزيارة:
    من خلال هذه الحالات:
    أولاً: إذا اشتهر خبرٌ ما، بمعنى أنه نُقل في مصادر حديثيّة مختلفة وبأسانيد متنوعة لأكثر من راوٍ، فوصل إلى حدّ الشهرة، فإنّ ذلك موجب للاطمئنان والوثوق بصدور هذا الحديث عن المعصوم (عليه السلام).
    ثانياً: أحياناً تكون المناشئ العقلائية موجبة لثبوت الخبر والاطمئنان بصحة صدوره عن المعصوم (عليه السلام)، وذلك لكثرة المصادر التي ذكرت الخبر التي هي موجبة للاطمئنان بصدور الخبر عن المعصوم (عليه السلام)، فالعلماء اعتمدوا على بعض النصوص مع أنها غير تامّة من الناحية السنديّة، وخصوصاً في المستحبات والمكروهات.
    ثالثاً: بلاغة اللّفظ وسموّ المعنى في زيارة عاشوراء مؤيّد قويٌّ على صدورها عن أهل البيت (عليهم السلام)، وهذا الأمر يتجلّى لنا في كتاب (نهج البلاغة) لمولانا الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، فالمعاني السامية والانسجام بين الألفاظ يوجبان الاطمئنان بصدور هذا الكلام عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، فضلاً عن صحّة الأسانيد وتوثيقاتها.
    رابعاً: مطابقة المضامين الواردة في زيارة عاشوراء للملاكات والأدلة العامة المذكورة في الكتاب والسنّة القطعيَّين، وهذا بنفسه دليل آخر على صحة زيارة عاشوراء.
    خامساً: الانسجام الحاصل بين بعض المضامين والعبارات الواردة في الزيارة مع بعض الروايات الصحيحة، ومن ذلك ففيها إبراز الظلم والأذى الذي لحق بأهل البيت (عليهم السلام)، وفيها السلام واللّعن.
    سادساً: إشتملت هذه الزيارة الشريفة على قسمين من المضامين العالية؛ الأول: هو المدح والثناء الجميل والسلام على أهل بيت العصمة والطهارة (عليهم السلام)، والثاني: هو اللعن والبراءة من أعدائهم وغاصبي حقوقهم، وكلا هذين الأمرين ممّا أكّد عليه الأئمة (عليهم السلام) ووردت فيه روايات صحيحة، وجعل الله لعامله أجراً مضاعفاً.
    سابعاً: تعتبر هذه الزيارة إحياءً لأمر أهل البيت (عليهم السلام)، لأنّ التذكير بالظلم الذي نزل بآل البيت (عليهم السلام) من قِبل أعدائهم، وإقامة المجالس بشتّى أشكالها لذكر أهل البيت (عليهم السلام) وبيان مظلوميّتهم، وخصوصاً المجالس التي تقام للإمام الحسين (عليه السلام)، هي إحياء لأمرهم (عليهم السلام)، وقد كتب الله لعاملها الأجر الجزيل.
    وقد ورد في هذا المجال روايات مستفيضة، ونحن نكتفي بالإشارة إلى بعضها:
    - قال مولانا الإمام الصادق (عليه السلام): «الحمد لله الذي جعل في الناس مَن يَفِدُ إلينا ويمدحنا ويرثي لنا» (كامل الزيارات لابن قولويه: 539 ح 829).
    - وقال (عليه السلام): «تزاوروا وتلاقَوا وتذاكروا وأحيوا أمرنا» (الكافي: 2 / 175 ح 1).
    - وقال (عليه السلام) للفُضَيل: «تجلسون وتحدِّثون»؟ فقال: نعم، قال: «إنّ تلك المجالس أُحبّها، فأحيوا أمرنا، رحم الله مَن أحيا أمرنا» (وسائل الشيعة للحرّ العاملي: 12 / 21 ح 15532).
    - وقال الإمام الرضا (عليه السلام): «مَن جلس مجلساً يُحيا فيه أمرنا، لم يمت قلبه يوم تموت القلوب» (بحار الأنوار للمجلسي: 1 / 199 ح 3 - نقلاً عن: أمالي الصدوق).
    إنّ مجرّد قراءة زيارة عاشوراء الكريمة هو وسيلة من وسائل حفظ الشعائر، لأنها اشتملت على مضامين وألفاظٍ تُحْيي واقعة الطف، وواقعة الطف ــ كما نعلم ــ لا تنفكّ عن الدين والشريعة، هذا من جهة، ومن جهة أُخرى فإنّ حفظ الدين هو واجب إلهي على كلّ فرد مسلم، ويجب على الجميع السعي لإقامة ما من شأنه حفظ الدين، ومن أبرز مصاديقه إحياء أمر أهل البيت (عليهم السلام).
    ثامناً: إنّ زيارة عاشوراء ــ بغضّ النظر عن سندها ــ مشمولة بعموم أدلّة استحباب زيارة الحسين (عليه السلام)، وكذلك هي داخلة تحت عمومات «مَن بَلَغ»، وحتى لو افترضنا وجود خدشة في سندها فإنّه يمكن إثبات الثواب لقارئها عن طريق اللطف الإلهــي بعباده، كمـا نصّت على ذلك أخبـار «من بلغ»، وأخبار من بلغ هي مجموعة من الروايات المنقولة عن الأئمة (عليهم السلام)، منها هذا الخبر الشريف عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: «مَن بلغه عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله) شيء من الثواب فعَمِله، كان أجرُ ذلك له وإن كان رسول الله لم يقله» (المحاسن للبرقي: 1 / 25 ح 2).
    وظاهر هذه الرواية وأمثالها أنها تُخبر عن ثبوت اللّطف الإلهي بعباده وأنّه تعالى يثيبهم على أعمالهم، بقطع النظر عن الحكم الواقعي لتلك الأعمال، فمَن عمل عملاً رجاء ثواب الله فإنه لن يُحرم ذلك الثواب، ومن هذا القبيل الروايات الواردة في مسجد الكوفة، فإنّ فضيلة مسجد الكوفة وشرفه من المسلّمات كما نصت على ذلك الروايات الصحيحة، ويكفي هذا المسجد فضلاً أنه المكان الذي تعبّد فيه كثير من الأنبياء والأئمة المعصومين (عليهم السلام)، وإنما وردت روايات متعددة تختلف في تحديد مقدار الثواب الذي أعدّه الله لكل ركعة صلاة تُؤدّى في هذا المسجد، وموارد كهذا المورد تشملها روايات «من بلغ»، فالله تعالى يكتب لعباده الثواب والأجر للطفه وتفضّله عليهم، من باب التسامح في أدلّة السُّنن المستحبّة، ورجاء المطلوبيّة.
    وهكذا بالنسبة إلى زيارة الإمام الحسين (عليه السلام)، فهي من أفضل الأعمال كما وردت بذلك الأخبار الصحيحة، ولو تنزّلنا وقلنا بعدم تماميّة السند لهذه الزيارة الشريفة، فإنها مشمولة بعمومات «من بلغ»، والثواب الذي تحدّثت حوله رواياتها سيكتبه الله لقارئيها بلطفه ومنّه، والنتيجة أنّ الثواب الموعود مُستتبِع لقراءة زيارة عاشوراء برجاء المطلوبيّة.
    تاسعاً: وممّا يكشف عن عظمة هذه الزيارة ومكانتها، هو المكاشفات التي وقعت لبعض أجلّاء الشيعة.
    ينقل المحدث النوري في كتابه (النجم الثاقب)، عن تاجر من مدينة رشت اسمه السيّد أحمد بن السيد هاشم الرشتي (رحمه الله)، أنه قال: عزمتُ على أداء وظيفة الحج وزيارة بيت الله الحرام في سنة 1280 هـ، فسافرت من مدينة رشت إلى مدينة تبريز ونزلت في بيت الحاج صفر علي، وهو من التجار المعروفين، ولم تكن في وقتها قافلة متوجهة إلى الحج، ولذلك كنت متحيراً أبحث عن وسيلة للسفر، إلى أن قام الحاج جبار ــ الذي هو من أصحاب القوافل المعروفين من أهل سِيده التابعة لمحافظته إصفهان ــ برحلة تجارية، وانضممت أنا إلى قافلته وتحركنا. وفي أحد البيوت التي نزلنا بها في تركية أثناء رحلتنا، جاء الحاج جبار وقال: إنّ هذا المنزل الذي نحن فيه مشبوه ومخيف، ولذا استعجلوا في اللّحاق بالركب، إذ أننا كنّا متأخرين عن القوافل الأُخرى في كلّ منزل نزلنا فيه، فتحركنا قبل الصبح بساعتين ونصف أو ثلاث ساعات، وحينما ابتعدنا عن المنزل بمقدار نصف فرسخ أو ثلاثة أرباع الفرسخ، اظلمّ الجو وبدأت الثلوج بالتساقط، حتّى اضطُرّ الركّاب إلى تغطية رؤوسهم والإسراع في الحركة، وكلّما حاولت أن ألحَقَ بهم لم أتمكن، حتى ابتعدوا عني وبقيت وحدي، فنزلتُ من فرسي وجلست إلى جانب الطريق. كنتُ مرتبكاً جداً، لأنني أحمل معي مبلغاً من المال قدره 600 توماناً، ولذا قررت أن أبقى في نفس المكان لحين طلوع الشمس، على أن أرجع عند الصباح إلى المنزل السابق حتى أجد الدليل وألتحق بالقافلة، وفجأة رأيتُ أمامي بستاناً، ورأيتُ فيه فلّاحاً يمسك مجرفة يجرف بها الثلوج عن الأشجار، وحينما رآني اقترب مني وقال: من أنت؟ فأجبته قائلاً: ذهب أصحابي وبقيت وحدي في هذه الصحراء، لا أعرف من أين طريقي، فقال لي باللغة الفارسية: صلِّ صلاة اللّيل حتى تجد الطريق. فبدأتُ بالصلاة والدعاء، وبعد أن انتهيت من العبادة جاءني مرّة أخرى وقال لي: لم تذهب إلى الآن؟! فقلت له: أُقسم بالله تعالى أنّي أجهل الطريق، فقال لي: إقرأ زيارة الجامعة. وأنا لم أكن أحفظ زيارة الجامعة، وإلى الآن فإنّي لا أحفظها، ولكن وقفت في ذلك الوقت وقرأتها عن ظهر قلب، فجاءني مرة أخرى وقال: لم تذهب إلى الآن؟! فبكيت بغير اختياري وقلتُ له: إنّي أجهل الطريق، فقال لي: إقرأ زيارة عاشوراء. وأنا لم أكن قد حفظتُها، وإلى الآن فإنّي لا أحفظها، ولكنّني في ذلك المكان قرأتها عن ظهر قلبٍ مع اللّعن والسلام ودعاء علقمة، فجاءني مرة ثالثة وقال: لم تذهب إلى الآن؟! فقلت: لا، حتى ينبلج الصبح، فقال لي: أنا سأُلحقك الآن بإحدى القوافل. فركب حماراً ووضع مجرفته على كتفه ثم قال لي: إركب معي. فركبتُ وأخذتُ عِنان فرسي، ولكنّه أبى أن يتحرك، فقال لي الرجل: ناولني عِنان الفرس، فناولتُه إياه، فوضع المجرفة على كتفه الأيسر وأخذ عنان الفرس بيده اليمنى وتحرّكنا، ومشى الفرس معنا طائعاً، ثم وضع الرجل يده على ركبتي وقال لي: لماذا لا تصلّي صلاة الليل؟ وردّد ثلاثاً: النافلة، النافلة، النافلة، ثم قال: لماذا لا تقرأ زيارة عاشوراء؟ عاشوراء، عاشوراء، عاشوراء، ثم قال: لماذا لا تقرأ الزيارة الجامعة؟ الجامعة، الجامعة، الجامعة، ثمّ قال لي ــ ونحن على تلك الحال ــ: هؤلاء هم أصحابك، نزلوا إلى حافة النهر يتوضّؤون لصلاة الصبح. فنزلتُ من الحمار لأركب فرسي فلم أتمكن، فنزل هو وأثبت مجرفته في الثلج، وأركبني على فرسي وأرجعني إلى أصحابي. في تلك الساعة بدأتُ أتأمّل وأتساءل: من هو يا ترى ذلك الشخص؟ وكيف يتكلّم اللغة الفارسية؟ والحال أنه لا توجد لغة هناك غير اللّغة التركية! ولم يكن هناك دين في الغالب غير المسيحية! كيف أوصلني بهذه السرعة إلى أصحابي؟ التفتُّ خلفي فلم أجد أحداً ولا أثراً عن ذلك الرجل، وعندها التحقت بأصحابي.
    عاشراً: لقد اهتمّ العلماء الكبار بهذه الزيارة المباركة على طول التاريخ، حتى كأنهم اتّفقوا على آثارها وبركاتها، وأصرّوا على قراءتها بشكل يومي، ولا شك أنّ زيارة كهذه لا تحتاج إلى دراسةٍ لسندها.
    حادي عشر: لقد نُقلت زيارة عاشوراء منذ عشرة قرون وإلى اليوم في كتب العلماء الأجلّاء من حماة الشريعة المقدسة، وهذا بنفسه دليل على اعتبار هذه الزيارة الشريفة.
    إنّ زيارة عاشوراء تُعتبر من الزيارات المشهورة، فقد ذُكرت في مصنّفات أجلّاء الطائفة على مرِّ العصور، ومنها على سبيل المثال:
    1. (كامل الزيارات) لابن قُولَويه القمي (رحمه الله)، من علماء القرن الرابع.
    2. (مصباح المتهجّد) للشيخ الطوسي (رحمه الله)، من علماء القرن الخامس.
    3. (المزار الكبير) لمحمّد بن جعفر المشهدي (رحمه الله)، من علماء القرن السادس.
    4. (مصباح الزائر) للسيّد علي بن موسى بن طاووس (رحمه الله)، من علماء القرن السابع.
    5. (فرحة الغريّ) للسيد عبد الكريم بن أحمد بن طاووس (رحمه الله)، من علماء القرن السابع.
    6. (منهاج الصلاح) للعلّامة الحلّي (رحمه الله)، من علماء القرن الثامن.
    7. (المزار) للشهيد الأوّل السيّد محمّد بن مكي العاملي (رحمه الله)، من علماء القرن التاسع.
    8. (البلد الأمين) للشيخ تقي الدين إبراهيم الكفعمي (رحمه الله)، من علماء القرن العاشر.
    9. (بحار الأنوار) و(تحفة الزائر) و(زاد المعاد) للعلّامة المجلسي (رحمه الله)، من علماء القرن الحادي عشر.
    وذُكرت هذه الزيارة المباركة في مصادر أُخرى غير هذه التي تقدّم ذكرها.
    ثاني عشر: إنّ زيارة عاشوراء زيارة مُجرّبة في رفع المشاكل وقضاء الحوائج، ولها آثار عجيبة في هذا المجال، وهذا اقتضى أن يكون لهذه الزيارة المباركة مكانة خاصّة عند علماء الدين الكبار والمؤمنين الأجلّاء، وهذا بحدّ ذاته دليل قاطع على صحة هذه الزيارة.
    وللوقوف على عظمة هذه الزيارة، يمكن الرجوع إلى قصّةٍ وردت في كتاب (الكلام يجرّ الكلام) للمرحوم الحاج السيّد أحمد الزنجاني، حيث ينقل عن آية الله الحاج الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي (رحمه الله) أنه قال: في إحدى اللّيالي في سامرّاء، كنّا جالسين على السطح ندرس أنا والمرحوم آقا ميرزا علي نجل الميرزا الشيرازي والسيّد محمود السنگلجي (رحمه الله) عند الميرزا محمّد تقي الشيرازي (رحمه الله)، وفي أثناء الدرس جاء أُستاذنا المعظم المرحوم السيّد محمّد الفشاركي، وقد بدت على وجهه آثار الحزن والألم، وكان واضحاً أنّ السبب في تألّمه هو ظهور الوباء في مدينة سامراء، فقال لنا: هل تعتقدون باجتهادي؟ فقلنا: نعم، فقال: وعدالتي؟ قلنا: نعم، فقال: إنني أُوجب على كلّ رجلٍ وامرأة من شيعة سامراء أن يقرؤوا زيارة عاشوراء مرّة واحدة بالنيابة عن أُمّ الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) نرجس خاتون، ويتوسّلوا بهذه السيّدة الجليلة إلى ولدها العظيم وتُستشفَع به، ليدعو الله تعالى حتّى يرفع البلاء عن شيعة سامراء، فامتثل الناس لهذه الفتوى وقرؤوا زيارة عاشوراء بتلك النية، وكانت النتيجة أن لم يمت أيّ شخص من شيعة سامراء، في الوقت الذي كان يموت كل يوم خمسة عشر نفراً من غير الشيعة.
    وتجدر الإشارة إلى أنّ جميع البلايا الّتي كانت ترد بعد ذلك كانت تتّجه إلى العامّة، ممّا حدا بالبعض منهم إلى أن يلتفت إلى أحقيّة المذهب الشيعي ويدخل فيه.
    مقتبس من: موقع المرجع الشيخ جواد التبريزي (قدّس سرّه)
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 09:44 PM
استجابة 1
9 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X